بقلم صرخب
8 ــــ بسبب طبيعة الأهوار الوعرة فقد كانت ومنذ زمن طويل ملجاً آمناً للهاربين من لصوص ومتهمين بجرائم جنائية او مصدر رزق لبعض العاملين في صيد السمك الجماعي ( ويطلق عليهم محلياً ــ الكـرافـة ) لدى متعهدي الصيد وخلال حرب الثماني سنوات اصبحت ايضا ملجئا للهاربين من الخدمة العسكرية ، وقد استغل بعض افراد ( الطابــور الخــامـس الايراني العمالة ) هذا الوجود البشري واتخذوا اوكارا لهم وبينهم للأختفاء والانطلاق للتجسس على الفطعات العسكرية والتعرض للمواطنين المتنقلين على الطرق القريبة من ألأهوار لغرض السلب والنهب ، وبعد الغزو وألاحتلال ألأمريكي للعراق ولغرض تشويه انجازات وصورة ( نظام 17 تموز ) تصاعدت وبحملة اعلامية مكثفة ادعاءات العملاء الزاحفين مع الغزو والطابور الخامس ألأيراني وعصابات اللصوص وقطاع الطرق بــ ( جرائم النظام السابق ) وأتهامه زوراً وكذبا بتجفيف الاهوار الجنوبية ( كتدمير للبيئة الطبيعية ولمحاربة وتهجير سكانها الشيعة ) الذين كانوا حسب ادعائهم الكا ذب يناضلون ويحاربون ذلك النظام ، متخذين من ( الطائفية الدينية السياسية ) برقعا وغطاء ً لسرقة مليارت ألأموال من اموال
الشعب العراقي والمنح المالية للمنظمات ألأمريكية والدولية المشبوهة الغايات وألأهداف بحجة ( اعادة احياء ألأهوار ) ، كانت نتائجها بعد سنوات من الإحتلال ( نصب كونكريتي)يرمز ( لجهاد الغدر والخيانة والغوغاء ) و ( مرسى للزوارق ) الجاثمة على ألأرض الجافة الجرداء منذ سنين نتيجة خطط الدولة العراقية واهدافها للنهوض الزراعي ، وكما ذكر سابقا ، وقامت هذه العصابات ومن يساندهم سياسيا وادارات محلية وكدعاية سياسية ,، ورغم اعتراض الخبراء الوطنيين ، بأغراق بعض مناطق ألأهوار بمياه المبزل العام المالحة وبقايا المياه الشحيحة لنهري دحلة والفرات في جنوب العراق والملوثة بمياه الصرف الصحي والمعامل للمدن والفضلات السامة للمعسكرات ألأمريكية التي يمر بهما النهرين من شمال العراق الى جنوبه ، تساندهم في هذه ألأدعاءا ت والتخريب المتعمد مجموعات حاكمة نصبها ألأحتلال لا تفهم معنى الدولة وانساقها التي تمثل ألأنظمة والحكومات فيها جزءاً تنفيذيا لأهدافها مع مرونة في الاضافة والتجديد عند التغيير الحكومي لتصعيد البناء المتراكم عبر الأنظمة والحكومات السابقة المتطابق مع اهداف الثوابت الوطنية للدولة العراقية ، هذه المجموعات التي جاءت مع الاحتلال لا تعرف من امور الدولة واهدافها سوى التمسك بالحكم وفق منهج طائفي مقيت تمزيقا للإنسجام الإجتماعي والوحدة الوطنية واشباعا لبطونهم ووذويهم ومقربيهم الجائعة (والتي فيها الخير شحيح ) كما يقول الأمام علي بن ا بي طالب (ع )، وقد انحرفوا عن تاريخ االعراق والجوانب المشرقة للدولة العراقية قبل خمسة الاف عام وانظمة الحكم المتعاقبة ، ومع النهوض العربي بفعل الرسالة الاسلامية نهض العراقيون من جديد والتي لم يهدأ اهلها (اهل الراي وألأجتهاد ) حتى جاءوا بمركز الدولة العربية ألأسلامية بعد حوالي (135) سنة من قيامها في الجزيرة العربية والشام الى ارض الرافدين لتستمر في (بــغــداد ) اكثر من ( 500) عاما من الخير والعطاء المتجدد والمضاف للخير والعطاء الإنساني للدول العراقية القديمة ، ورغم غزوات الحاسدين والطامعين لتدمير الدول العراقية المتلاحقة نهوضا ومحاولات السيطرة على ابنائها وعقولهم النيرة وتشتيت انسجامهم وتلاحمهم بصراعات اصنام طائفية لجني ثمار جنائن الرافدين ومصادرة خيراتها الظاهرية والباطنية ، وعلى مر العصور ذاب الغزاة وذابت جيوشهم في تراب العراق فغسلته مياه الرافدين وجرفت ادرانهم وبقاياهم الى البحار المالحة دون ان يتركوا اثرا حضاريااو ثقافيا او دينيا يعتد به ، وبقى العراق كطائر العنقاء ينهض دوما من تحت الرماد شاخا بزقوراته ومنائره ونخيله الممتدة كأصابع كف لأستلهام أرادة السماء وفق متطلبات ألأرض لأعادة ما هدمه الغزاة من قيم وأخلاق وبناء حضاري تشهد كل ألأثار والسدود وانهارالري وقنواته المنتشرة على سفوح جبال وسهول العراق ، رغم محاولات الغزاة اللصوص قديما وحديثا سرقة وتفريق ( الهتهم وكنوزهم ) الاّ ان الأله ( ال ، انليل ، الله ) بقى ( كبير ألألهة )
كما في الديانات القديمة وهو ( الواحــد ألأحــد ) يحرس الكثير مما تبقى من الكنوز التي لازالت غائرة وممتدة في ارض الرافدين كغذاء ونسغ صاعد متجدد يغذي هامات وعقول اهل العراق ( اهل الراي وألأجتهاد ) واجيالهم الناهضة ويزيد بحلاوة تمر نخيله وهو العراق يبقى
كالنخــل شـامخــا يـُرمــى بـحـجـر ٍ فـيـرمــي لــهــم بـأحـلـى الـثمــر
من الحضارة والبناء.
ملاحظات: كنت قد عزمت النية ونوهت عن ذلك في تعليق سابق اني اجمع معلومات لملف يبحث عن الأهوار وتجفيفها وكيف استغل هذا الموضوع سياسيا من اجل اضافة مبررات لدى القوى الكبرى لتدمير العراق. ولكن الوقت لم يحن بالنسبة لي لفتح مثل هذا الموضوع الذي يحتاج تفرغا كاملا. وقد ارسل اليّ الصديق - صرخب - مشكورا هذه المقالة (نشرتها في 7 أجزاء) حول تاريخ وجغرافية وسكان الأهوار ، وكيف استغلت القضية سياسيا ، ولكني أشعر أن المقالة رغم شموليتها لم تركز على تفاصيل المؤامرة . كيف شوهت مقاصد الحكم الوطني في تجفيف الأهوار وهي خطة اقترحها مهندس بريطاني منذ عقود. كيف تحولت القضية الى صرخة (ابادة) العنصر الشيعي في الجنوب تطابقا مع صرخة (ابادة ) العنصر الكردي في الشمال ! كل ذلك سوف نفتحه قريبا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق