"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

10‏/10‏/2010

الدولة العراقية وأهوار الجنوب - الجغرافية

بقلم: صــرخــب

1ــ من المعلوم ان كافة الحضارات القديمة ومنها ( العراقية ، المصرية ، الهندية ، الصينية ) كانت قد نشأت على ضفاف ألأنهار ، وكان للزراعة الدور الرئيسي في نشأتها ، وأن السهل الرسوبي الذي نشأت على أديمه حضارة وادي الرافدين اعتمد في عطائها وقوتهاعلى الزراعة ، وأن نظام الري وتنظيم الموارد المالية للأغراض الزراعية وحل المشاكل الناجمة عنه كان على رأس العوامل المؤثرة في نشوء تلك الحضارة وتطورها ، وأن وجود هذه الثروة المائية الكبرى لنهري دجلة و الفرات وهما من الأنهار الكبرى عالميا لم يسببا نشوء الحضارة تلقائيا ، ، بل كان للجهود البشرية الشاقة والعقول الخلاقة للأنسان دور كبير في ترويض هذه السهول والبيئة النهرية الصعبة والجامحة والمدمرة احيانا عديدة ، خلافا لبعض الحضارات النهرية ألأخرى ، فكان لتلك الجهود والعقول الأثر الحاسم في نشوء وتطور حضارة وادي الرافدين وبداية الكتابة والتدوين للتأريخ ألأنساني ، وإنشاء اول انظمة الحكم وظهور اول الدول والأمبراطوريات في التاريخ بفعل جهود وعقول أولئك الذين أستوطنوا سهول الرافدين في الألف الخامس قبل الميلاد ( السومريون ) الذين جاءوا اليه وهم يحملون ارثا زراعيا من موطنهم السابق المجاور لهم في الجزيرة العربية بعد جفافها عند العصر الجليدي الرابع ، وبعقولهم الخلاقة وجهودهم وتماسكهم استفادوا من اختلاف مستويات الأرتفاع بين ألأراضي التي يمر من خلالهما النهرين ، فحفروا وشقوا فروع ألأنهار منهما وبينهما حسب انسيابية ألأراضي وتكوينها خاصة واولا في السهل الرسوبي الجنوبي لزراعة ألأرض التي تم استصلاحها وتحويلهم البيئة الوحشية من المستنقعات وألأحراش وألأراضي الجرداء الى بيئة معطاء درت الخير والبركة لساكنيها ورددت شهرتها الأقوام وألأمم القديمة وجعلتها الكتب المقد سة ( جنـة عـدن ـــ عـدن أو أدن ، كلمة سومرية تعني السهول الخضراء ) ، وجعلت النهرين ، دجـلة والـفرات ، من بين الأنهار ألأربعة التي تنبع من الجنة ،وبنفس الوقت اثارت حسد وطمع العديد من ألأقوام والأمم الجبلية المجاورة له شرق الرافدين والبعيدة عنه فكانت الغزوات والحروب والقتال قدر العراقيين منذ فجر التأريخ دفاعا عن وجودهم وحضاراتهم وارضهم وكنوزهم ومستقبل اجيالهم التي تسعى للنهوض من بين ركام الغزوات ودخان الحروب ودماء الشهداء .
2ــ أن المنطقة التي تكون رؤوس مثلثها مدينة العمارة شمالا ًومدينة سوق الشيوخ في محافظة ذي قار غرباً ومدينة البصرة جنوباً هي المنطقة التي تسمى بــ (اهــوار الـجنــوب ) وتقسم لأغراض التعريف وباختصار الى الى ثلاثة مناطق هي :ـ
أ ــ المنطقة ألأولى وتضم الأهوار الشرقية وتسمى بــ (اهوار الحويزة ) وتمتد من شرق نهر دجلة الى الحدود ألأيرانية ضمن محافظة ميسان ، وتتغذى من نهري المشرح والكحلاء المتفرعين من نهر دجلة عند مدينة العمارة ، ومن نهر الكرخة المتفرع من نهر الكارون ضمن الحدود ألأيرانية .
ب ــ المنطقة الثانية وهي الأهوار الوسطى وتمتد من الضفة الغربية لنهر دجلة شمال مدينة العمارة وبامتداده االى القرنة جنوبا صعودا مع نهر الفرات حتى قضاء الحبايش ،وغربا هضبة السيد احمد الرفاعي نزولا الى نهر الفرات شمال مدينة الجبايش ، وتتغذى بمياه جداول البتيرة والمجر والمجر الكبير المتفرعة من الضفة الغربية لنهر دجلة عند مدينة العمارة ، وتنساب مياه هذه المنطقة مع انحدار ألأرض لتفرغ مياهها في نهر الفرات بواسطة فتحات مجسرة بين القرنة و الجبايش عبر الطريق العام لهما ، وغرب هذه المنطقة يوجد هور (الغموكة) الممتد شمال مدينة الشطرة ، وتتغذى مياهه من نهر البدعة المتفرع من نهر الغراف ، وتصرف مياهه بواسطة نهر (ابولحية ) مارا بمركز ناحية ألأصلاح مستمرا الى ناحية الفهود ليصب في هور (الحمّار ) ،وهناك اهوار اخرى ذات مساحات عير واسعة تقع شمال مدينة العمارة ضمن نواحي كميت وعلي الغربي وعلى الضفة اليمنى لنهر دجلة وتتغذى منه وتمتد قريبا من المنطقة الوسطى .
ج ــ المنطقة الثالثة وتضم هور (بحبرة الحمّار ) و هور (بحيرة السناف ) ويمتدان جنوب مدينة سوق الشيوخ والى شمال مدينة البصرة عند ناحية كرمة علي وما بين نهر الفرات شرقا والبادية الجنوبية غربا بموازات سكة قطار بغداد ــ البصرة ، ويتغذيان من تفرعات نهر الفرات جنوب سوق الشيوخ .
يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق