"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

11‏/10‏/2010

الدولة العراقية وأهوار الجنوب- الجزء السادس: تجفيف الأهوار

الجزء الأول - الجزء الثاني - الجزء الثالث - الجزءالرابع - الجزء الخامس

بقلم : صرخب

6 ــــ مع اجراءات الحكومات العراقية المتعاقبة للدولة العراقية الحديثة لتنظيم الموارد المائية وتهيئة المستلزمات الأدارية وا لفنية للتوسع في الزراعة حيث ( يؤلف سكان الريف 28% من سكان العراق البالغ عددهـــم حوالي 17 مليون نسمة عام 1987 ، وأن معدلات النمو التي حققها القطاع الزراعي قد بلغت خلال الفترة 1974 ـــ 1980 حوالي 17،7% سنويا ، وأرتفع خلال الفترة 1980 ـــ 1985 الى 23,8 % سنوياً وان تحقيق مثل هذا المعدل خلال فترة الحرب يعتبر من القفزات التي تستحق ألأعـتـزاز ) وفي اهوار السهل الجنوبي من العراق بدأت تتقلص منذ سبعينات القرن الماضي كثيرا من مساحات ألأهوار بمختلف مستوياتها المائية وكان معظمها لصالح الزراعة الموسمية والخضروات التي اقبل االمزارع والفلاح الجنوبي على زراعتها لمردودها المجزي بعد ما كان يتعالى على القائمين بزراعتها ويعتبرهم ( حساوية ) أقل منه شأناً ، ومع ذلك ازدادت الأراضي الجافة التي انتشرت فيها الأحراش السطحية للأسباب التالية :ـ

أ ـــ أدى أكتشاف النفط في مناطق ألأهوار وحفر ألأبار النفطية ونقل مواد العمل والتنقل الى ضرورة انشاء العديد من الطرق والسدود الترابية للوصول الى هذه الأبار وحمايتها من تسرب المياه المحيطة بها او الزاحفة اليها .

ب ـــ انشاء السدود التركية وألأيرانية على منابع نهري دجلة والفرات وروافدهما مما ادى الى انحسار موجات الفيضان وتناقص تدفق مياه الرافدين .

ج ـــ ادت الحرب العراقية ألأيرانية وجبهتها الجنوبية المستعرة دوما بالمعارك ولقرب جبهة المعارك من المدن العراقية ( البصرة ، العمارة ، الكوت ) والطريق العام الذي يربط هذه المدن ومحافظاتها ييغداد مما تتطلب تهيئة مستلزمات ساحات المعارك والقتال من الخنادق والمواضع القتالية والخطوط الدفاعية المتعاقبة خاصة غرب وشرق نهر دجلة جنوب مدينة وحتى شرق مدينة البصرة مما ادى اضافة الى ما ذكر أعلاه الى زيادة وتجفيف الكثير من الأراضي والتاثير حتى على بعض الأراضي الزراعية لأنقطاع قنوات الري عنها .

د ــــ استنزفت حرب الثماني سنوات كثيرا من الموارد المالية للدولة العراقية مع انشغال الكثير من الجهد البشري في الدفاع عن الوطن والدولة مما ادى الى تغيّر اولويات التنفيذ وتقلص الصرف على المشاريع الزراعية ، وأزداد الأمر سوءاً بعد محاولة استرجاع الكويت الفاشلة لوطنها الأم والعدوان الأمريكي على العراق وما تبعه من حصار شامل لم يشهد له التاريخ مثيلاً في زعزعة وتقلص وتوقف الكثير من المشاريع وخاصة في الجانب الزراعي وتوقف امكانية استغلال النتائج المتحققه في تجفيف الكثير من اراضي الأهوارالجنوبية وتحويلها الى اراضي زراعية كما هو مخطط لها .

خطط تجفيف الأهوار

7 ـــ يلاحظ مما ورد مقدما من ايجاز مبسط ان خطط ( تجفيف اهوار الجنوب ) وضعت منذ عام 1950 من قبل ( مجلس الأعمار ) وتهدف الخطط لإحياء الأ راضي الزراعية في عموم العراق واعادة ( جنة عدن ) وكأمن غذائي للعراق ( وســلـة خـبــز للـعـالـم ) ، وبعد استلام ( نظام 17 تموز 1968 ) الحكم للدولة العراقية وتنفيذه وبوتائر متصاعدة خطط النهوض العراقي في كافة مجالات الحياة مع التجديد المطلوب لهذه الخطط بما يتلائم وتطور الحياة وتقدمها العلمي والتكنولوجي ، و اهداف اخرى لتعزيز ( ثوابت الدولة العراقية الوطنية والقومية ) لمجابهة صراع القوى الدولية وألأقليمية للهيمنة على مصادر الطاقة في الوطن العربي ، مما جعل العراق خاصة بعد تأميم النفط قاعدة انطلاق ومركز قوة للنهوض العربي وقوة توازن اقليمي في حسابات الصراع الدولي ، فعملت القوى ألاستعمارية ( الأنكلو ــ أمريكية ــ الصهيونية ) على انهاك هذا النظام ومحاولة احتوائه وتغيير اهدافه الوطنية والقومية ، فكانت الحرب العراقية ــ الأيرانية التي خرج منها العراق منتصرا عسكريا ومعنويا وسياسيا ً، ومنهكا اقنصاديا وماليا ، فدُ فع بشيوخ الكويت للتآمر على العراق ومحاولة تدمير العراق اقتصاديا اكثر ، مما دفع القيادة السياسية للحكومة العراقية بخطوة انفعالية مستعجله لتأديبهم وأنهاء خططهم التأمرية ، فتحققت الفرصة المطلوبة للقوى الأستعمارية بتدمير منجزات الدولة العراقية خاصة ما حققته حكومة نظام 17 تموز وكان شعارهم ( اعـادة الـعــراق الـى زمــن الــقــرون الـوســطــى ) ، وكان هدف الحصار ألأقتصادي الرهيب هو انهاك العراق نفسيا واجتماعيا بعدما تم تدميره اقتصاديا وانهاكه عسكريا كمقدمة لغزو العراق وأحتلاله بسهولة وتدمير ما لم يتمكنوا من تدميره عسكرياً وفي المقدمة منه تدمير تقاليد وثقافة الأنسجام الأجتماعي قوميا ودينيا ومذهبيا ووعي ألأنسان العراقي بتاريخ وحضارة بلده ، واجتثاثا لروح المواطنة وحب الوطن التي اخذت تنمو من جديد مع تصاعد بناء الدولة العراقية الحديثة ومكاسبها ألأيجابية .

يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق