"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

10‏/10‏/2010

الدولة العراقية وأهوار الجنوب - الجزء 2: الطبيعة

الجزء الأول هنا

بقلم : صرخب

د ــ هذه المناطق التي تسمى اهوار الجنوب تتالف ولغرض التعريف من مستويات مائيه يمكن تحديدها بما يلي :ـ


أولاً ــ الأهوار العميقة ، وهي بحيرات عميقة بعضها واسعة وكبيرة ذات مياه صافية وزرقاء معظم ألأحيان وتعتبر حقول طبيعية للثروة السمكية العراقية ذات النكهة المتميزة (كالبني والشبوط والكطان )واهوار (بحيرات الحمار والسناف ) من اكبر بحيرات ألأهوار الجنوبية فمثلا (تبلغ المساحة السطحية العميقه لبحيرة السناف حوالي 270 كيلو متر مربع ) وهكذا بحيرة الحمار تقريبا ، واقل منها الى نصف المساحة تقريبا هور (بحيرة الغموكة )،و في المنطقة الثانية (الوسطى ) تنتشر بحيرات صغيرة تسمى محليا (البرك ومفردها بركه ) وهو ألأقرب للوصف حيث مساحتها السطحية العميقة الميا ه لاتتجاوزعشرات الكيلو مترات المربعة وترتبط فيما بينها بقنوات مائية ضيقة تسمى محليا (الكواهين ) تخترق غابات القصب الكثيف المحيط بهذه البحيرات وتصلح لمرور (المشاحيف ) وممراتها اشبه بالمتاهة لايعرف مسالكها سوى سكانها من (المعدان ) ،وهور (الحويزة ) يضم بحيرة غير عمبقة قرب الحدود ألأيرانية وبسبب ذلك العمق تنتشر على سطحه ظاهرة (الـتهـل ) وهي مجموعات من القصب الكثيف غير الثابتة الجذور بالقاع وتتحرك على سطح مياه لبحيرة حسب اتجاه الريا ح وشدتها ، وبعد انشاء السدود الأيرانية على نهر الكارون تقلصت مساحة هذه البحيرة .
ثانيــا ــ المستنقعات الدائميــة وهي ألأراضي التي تغطيها المياه بأعماق لاتتجاوز 2ــ3 متر بما يسمح لنمو القصب والبردي بكثافة ودائمية وكلما أزداد عمق المياه قلة كثافته وسهولة اختراقه والعكس صحيح كما تكثر فيها الممرات المائيه ( الكواهين ) وتتغذى مياهها من ذنائب الأنهر المتفرعة من دجلة والفرات ، وفي المنطقة الوسطى تزداد مساحة هذه المستنقعات الدائمية اكثر من باقي المناطق بصورة كبييرة ثالثــا ـــ اراضي الفيضانات الفصلية وهي اراضي معظمها صالحة للزراعة تتاثر بمياه الفيضان المنسابة اليها وتسمى محليا ( الطشــاش ) ويعمد المزارعون من ابناء العشائر والقرى القاطنة عليها او قربها الى بناء السدود الترابية لأيقاف زحف المياه خاصة الشديدة والكثيفة ، وبعض المزارعين كان يستفاد احيانا من هذه الميا ه الموسمية لغسل اراضيهم من ألأملاح وتجديد تربته بطمى المياه ، وبعد انحسار مياه الفيضان كانت تتشكل في بعض ألأراضي غير المستوية والمنخفضة نسبيا مستنقعات فصلية تطغى على مياهها الملوحة .
هــ ــ من الملاحظ ان المنطقة الثانية ــ الوسطى ــ تفتقر الى البحيرات الكبيرة مع اتساع مساحة المستنقعات الدائمية التي تحيط بالعديد من البحيرات الصغيرة ( البــرك ) وتنتشروتغطي هذه المستنقعات وحافات ( البرك ) غابات القصب والبردي الكثيفة والعالية وترتبط فيما بينه بشبكة من القنوات المائية المعقدة ( الكواهين ) ، كما تعتبر المأوى الرئيسي لسكان ألأهوار من مربي الجاموس ( المعــدان ) ، وتنتشر في هذه المنطقة وبشكل واضح الكثير من التلال ألأثرية التي تسمى محليا ( ألأشــن ) ومفردها ( أيشــان ــ وهي كلمة سومرية ألأصل معناها القلعة او الحصن ) وهي اثار مندرسة يظهر من بقاياها ان مبانيها كانت مشيدة بطابوق طيني مفخور مربع الشكل متساوي ألأضلاع يسمى محليا طابوق ( الكـلدانـي ) ، وفوق بعض هذه التلال اقام بعض السكان صرائفهم واكواخهم عليها بصورة دائمية او موسمية ، وتوجد في متحف الناصرية قبل نهبه وسرقته اثناء الغزو ألأمريكي خارطة لجنوب العراق مؤشر عليها المواقع ألأثرية في الجنوب ومنها الكثير من هذه التلال التي لازالت قائمة اوالتي تأكلت بفعل ألأهمال وفقدان الحماية ألأثارية والتي تمتد من مناطق المدن القديمة ( اور ، اريـدو ، أكــد ، وغيرها ) باتجاه الحدود ألأيرانية عبر المنطقة الوسطى من ألأهوار ومناطق من محافظة ميسان ، وكثيرا ما كان يعثر على بعض ألأثار الحجرية والفخارية والخزفية المزينة بالرسوم وألأشكال الكتابية ولا زالت تنتشر على هذه التلال كسر الطابوق المفخور وألأواني الفخارية والخرز وألأحجار الصغيرة الملونة ، وهناك تلال ( اشن ) تمتد من غرب نهر دجلة شمال مدينة العمارة باتجاه هضبة السيد احمد الرفاعي وبمسافات بينهما تكاد ان تكون متساوية ومتوازية بعضها لبعض من الجنوب الى الشمال وتفصل بعضها عن بعض مستنقعات ألأهوار ومحاطة بالقصب والبردي وقد عثر فيها قبل اكثر من 50 عاما على اثار حجرية عليها رسوم سلمت في حينها للمتحف العراقي واتضح انها ادعية وتعاويذ باللغة العبرية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق