"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

10‏/10‏/2010

الدولة العراقية وأهوار الجنوب - الجزء 3: مجتمع الأهوار

الجزء الأول
الجزء الثاني
بقلم: صرخب

3 ــــ الواقع السكاني وألأجتماعــي لايمكن الخلط بين سكان المناطق المحيطة بألأهوار ومنها مناطق الفيضانات الموسمية وبين سكان ألأهوار الحقيقيين الذين يعيشون في مناطق المستنقعات الدائمية خاصة الوسطى منها على انهم مجتمع واحد ، حيث ان الطابع الريفي لسكان المناطق المحيطة بألأهوار والسكن المستقر والزراعة الموسمية او الدائمية كبساتين النخيل وألاشجار وتربية الماشية من من بقر واغنام وعليه فأن طبيعة حياتهم ( شبه متحضرة ) ويطلق عليهم صفة ( الحضــر او أهل الريف ) تمييزا لهم عن سكان مناطق المستنقعات الدائمية
من مربي الجاموس ويطلق عليهم اسم ( المعدان )ومفردها ( المعيدي ) ، ويسكنون وجواميسهم بصرائف متقاربة وقليلة العدد مشغولة من قصب ألأهوارتقام فوق اكداس من القصب والمتراكم لتشكل جزرا لتقام عليها بضعة صرائف تحيطها مياه المستنقعات تسمى ( الجباشات ومفردها الجباشة) ،
واحيانا فوق جزر ترابية يابسة اوتلال اثرية ، ويقومون بتربية الجواميس ويرتحلون معها في مواسم معينة طلبا للقصب الحديث النمو ( الطــري ) كعلف لجواميسهم ويقيموا ( جباشات ) وصرائف جديدة لسكنهم سرعان ما تندثر بعدما يرتحلون كسابقاتها ،ويقومون بصيد أالاسماك والطيور كطعام لهم اضافة لحليب الجواميس ومشتقاته كغذاء رئيسي لهم وبيع الفائض من انتاجهم وصيدهم الى سكان المدن القريبة ، وقيامهم بحصاد القصب وقصب البردي الكامل النمو لأدامة متطلبات سكنهم وبيع الفائض منه ،
وعليه فان طبيعة وبيئة ونوعية سكن وعمل ومعيشة ( المعدان ) تجعلهم اكثر ابتعادا عن التحضر والتمدن ، وهذا لايعني ألا نقطاع التام بين سكان ( الحضر من اهل الريف ) و (المعدان ) بل هناك عادات وعلاقات مشتركة تجمع بينهما حسب المواقع السكنية والمصالح المتبادلة والعلاقات العشائرية التي انتسبوا او ينتسبون اليها منذ زمن بعيد. وتشتمل لهجة ابناءالجنوب عامة وخاصة سكان الاهوار من ريف ومعدان على الكثير من رواسب مفردات اللغات السومرية وألأكدية والبابلية وألأرامية وألأشورية والتي انتقلت بعضها الى االلهجة العراقية العامية ..
يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق