"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

9‏/5‏/2013

الآن نتحدث عن الحويجة -1

تحليل: عشتار العراقية
حتى نتحدث عن الحويجة ، دعونا نتحدث أولا عن كركوك القديمة والحديثة استنادا الى مصدر (التغييرات الإدارية في العراق من 1947-2003). الصورة أعلاه هي خارطة كركوك الحالية، بعد اقتطاع أجزاء منها وألحاقها بمحافظات أخرى متاخمة كما سنرى.
خارطة كركوك في 1976 كانت هكذا:



وفي 1947، كانت كركوك تسمى (لواءا) وهذه خارطتها.


   لواء كركوك في 1947: بلغت مساحته في عام 1947 حوالي 20355 كـم2 ويضم (4) أقضية وهي: كركوك، كفري، جمجمال، داقوق
  لواء كركوك في 1957: بلغت مساحته 19873 كـم2 ويضم (4) أقضية هي: كركوك، كفري، جمجمال، طوز
  محافظة كركوك في 1965: وتبلغ مساحتها 19543 كـم2 وتضم خمسة أقضية وهي كركوك، كفري، جمجمال، الطوز، الحويجة
  محافظة التأميم (بعد تغيير اسم المحافظة بمناسبة تأميم النفط) في 1977: تبلغ مساحة المحافظة 9426 كـم2 وتضم (3) أقضية وهي: كركوك، دبس، الحويجة.(ضمت جمجمال وكلار الى السليمانية والطوز الى محافظة صلاح الدين وكفري  الى ديالى)
   محافظة التأميم (من 1997-2003): واحتلت مساحة (9679 كـم2) وتشمل ثلاثة أقضية بنواحيها وهي: كركوك، داقوق، الحويجة .
بعد الاحتلال في 2003 عاد اسمها الى (كركوك).
 ++
مشكلة الأكراد مع كركوك أنهم يعتبرونها كردية وقد تم تعريبها بزرع عشائر عربية فيها وخاصة في الحويجة. إليكم وجهة النظر الكردية :

إلى جانب حملات التهجير والترحيل التي تعرضت لها محافظة كركوك، فأن الحكومة العراقية سعت إلى زرعها بالعشائر العربية وتقديم كل الإمكانيات لاستقرارها من توزيع للأراضي الزراعية وإقامة القرى والأحياء السكنية إلى تنفيذ المشاريع الاروائية وحفر الآبار وتوفير مستلزمات الأمن والحماية.
ولما لم تجد الحكومة العراقية كفايتها من الأساليب والوسائل لتغليب العنصر العربي في المحافظة. عمدت إلى تمزيق الخريطة الإدارية لها، من خلال توزيع الوحدات الإدارية ذات الأغلبية من سكانها الكورد على المحافظات المجاورة من جهة وإلحاق الوحدات الإدارية ذات الغالبية العربية بها .
1 ـ الاهتمام الخاص بقضاء الحويجة، حيث تم زرعه بالمستوطنات العربية منذ الثلاثينات من القرن الماضي كما ضمت الحكومة العراقية إليه ناحية (الزاب) من محافظة نينوى.
2 ـ تجزئة قضاء كفري، بتشكيل قضاء (كلار) من نواحي: تيله كو، باوه نور، ومركز قضاء كلار، الذي ضم إلى محافظة السليمانية فيما ألحقت بقية الوحدات الإدارية لقضاء كفري (قره تبه، كوكس، شيروانه، جباره) بمحافظة ديالى.
3 ـ الحاق قضاء جمجمال بنواحيه (آغجلر، سنكاو، ومركز القضاء بمحافظة السليمانية ).
4 ـ إلحاق قضاء دوز خورماتو بنواحيه (آمرلي، سليمان بكك ومركز القضاء) بمحافظة صلاح الدين التي تم استحداثها في 1976.
وهذا يعني أن عدد الوحدات الإدارية في محافظة كركوك قد انخفضت خلال عقد السبعينات من (23) إلى (11) وحدة فقط كما لم يتبق من مساحتها سوى اقل من النصف، الأمر الذي عكست أبعاده على التكوين القومي لسكان المحافظة، فمن مقارنة نتائج إحصاء 1957 و1977 بخصوص التوزيع القومي للسكان، يلاحظ ارتفاع نسبة السكان العرب من (2،28 %) إلى (44,4 %) على حساب السكان الكورد الذين انخفضت نسبتهم من (48,3 %) إلى(37,6 %) خلال نفس الفترة. وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار استمرار حملات التطهير العرقي للسكان الكورد في محافظة كركوك، خلال السنوات التي أعقبت ذلك التاريخ، ولا سيما خلال سنوات الحرب العراقية الإيرانية، وحتى الآن واستمرار زرع المحافظة بالعشائر العربية فإن ثمة مخاطر جدية، تحملها مثل تلك الحملات، ليس للوجود القومي الكوردي في المحافظة وحسب بل وعلى مستقبل القضية الكوردية في العراق أيضاً، الأمر الذي يدعونا إلى التفكير الجدي أيضاً في تحديد الوسائل الممكنة لوقف سياسة التطهير العرقي في المحافظة. (المصدر)
++
 بعد 2003 جرى الإسراع بتكريد كركوك وفي هذه الدراسة التركمانية المستفيضة معلومات غزيرة جدا لمن يرغب في الإطلاع وفيها وصف لما حدث بعد الإحتلال:
 مظاهر تكريد كركوك ضمن خطة تقسيم العراق
انكشفت النوايا الخبيثة التي غزت بسببها الولايات المتحدة الأمريكية العراق في 3/2003 في محافظة كركوك ، حيث تأخر سقوط كركوك يوماً واحداً عن سقوط بغداد أي ان بغداد سقطت بأيدي قوات الاحتلال في 9/4/2003 أما كركوك فأنها سقطت في 10/4/2003 ، ولكن الذي جرى في كركوك وتعجب منه الأهالي والمتابعين للوضع العراقي آنذاك هو عدم دخول القوات الأمريكية إلى كركوك واكتفت هذه القوات بالسيطرة على حقول النفط واحتلال آبار النفط الواقعة في أطراف مدينة كركوك.أما احتلال كركوك فان القوات الأمريكية تركت هذه المهمة لقوات البيشمركة الكردية لتقوم بها، فحصل الذي حصل من سلب ونهب وحرق وتخريب للبنايات الحكومية وللمدراس ودوائر الدولة وخاصة حرق دائرة التسجيل العقاري وتم الاستلاء على سجلات دائرة النفوس و ..... وقد شاهد الناس مجريات هذه الأمور في الفضائيات ولا داعي لذكر تفاصيلها ههنا.
ولم تكتفي هذه القوات بهذه العمليات الدنيئة والمقززة بل قامت بالاعتداء على أهالي كركوك من باقي القوميات ( التركمانية والعربية ) وذلك بالضرب والقتل والتشريد ونشرها الرعب والخوف في ارجاء المدينة مما جعلت مئات العوائل العربية تخرج من كركوك هرباً من هذا الوضع المأساوي وبذلك فرغت الآف البيوت من ساكنيها وبسرعة قصوى تم اسكان العوائل الكردية القادمة من خارج كركوك فيها، وبدأ الغزو الكردي لكركوك وتسلل العوائل الكردية من محافظات شمال العراق إلى كركوك وبشكل مبرمج تم اسكان هذه العوائل في بيوت الهاربين من بطش القوات الكردية من العرب والتركمان ولكون اعداد العوائل الكردية الزاحفة إلى كركوك كبيرة جداً وكانهم ياجوج وماجوج وقد فتح لهم ثغرة من السور الذي بناه ذو القرنين، لم تكف الدور التي هرب اصحابها حفاظاً على كرامتهم وشرفهم لا سكان النازحين الأكراد إلى كركوك  مما اضطرت قوات البشمركة باسكان العوائل الفائضة في البنايات والدوائر الحكومية والمدارس والمتنزهات وغيرها من المرافق كملعب كركوك الاولمبي و محلج القطن كركوك وغيرها . ولم يقف النزوح والهجوم الى كركوك من قبل العوائل الكردية ، ولكون الفرصة سانحة ولا أحد يحاسب او يعاقب او يراقب ما يجري في كركوك قامت الأحزاب الكردية بتوزيع الأراضي الحكومية والأراضي العائدة للمواطنين من التركمان والعرب في كركوك على العوائل الكردية القادمة اليها من خارجها إضافة إلى منح كل عائلة بضعة آلاف من الدولارات الأمريكية من اجل بناء دور سكنية على هذه الأراضي ودخل الحزبين الكرديين الرئيسين  في منافسة شديدة في منح الأراضي والاموال للعوائل الكردية وذلك للتعجيل بتكريد كركوك ولإنجاح مشروعهم القومي في ضم كركوك الى اقليمهم ومن ثم الإعلان عن دولتهم المنشودة (كردستان الكبرى).
++
وكما كتبت عدة مرات فإن الأكراد كانوا يتحينون الفرص والاوضاع الدولية و الإقليمية والعراقية ، ويخلقونها من أجل استكمال كل أسباب اعلان الإستقلال (لأنهم مستقلون فعلا ويحتاجون الى اعلان رسمي فقط) وكما توقعت هنا في 2010 أن الخطة القادمة هي انفصال الأكراد، فقد جرت مياه كثيرة منذ ذلك الوقت في المنطقة مما هيأ  الوضع تماما لإعلان الإنفصال. كان أحد الخطوات المهمة هي الاستيلاء على كركوك وقد جرى ذلك بعدة طرق منها ما ذكرته الدراسة التركمانية أعلاه، ومنها تنصيب كردي أمريكي متحمس للإنفصال  محافظا لكركوك، وهو نجم الدين كريم الذي تحدثنا عن تاريخه وعلاقاته ونشاطاته ففي موضوع (كركوك: اعرف محافظها تعرف مصيرها) وقبلها كنا قد شرحنا علاقاته مع الصهاينة هنا. إذن جاء الرجل المناسب للمكان المناسب. كان نجم الدين كريم وهو طبيب قد رافق برزاني الأب للعلاج في الولايات المتحدة ولما توفي في 1979  بقي هناك وواصل نشاطه السياسي بين أحضان الأمريكان والصهاينة. وللمصادفة - وكأنه ليس هناك طبيب مخلص غيره - رافق طالباني في رحلته الأخيرة الى ألمانيا حيث اختفت آثاره وربما مات أيضا وحين تأكد الطبيب المخضرم أن منافس مسعود انزاح أخيرا من الطريق، عاد الى كركوك لبدء العمل الجدي في سبيل الإستقلال. إزاحة طلباني جاءت في وقتها (إذا كانت بسبب مرض من رب العالمين) لأن ضخامته كان صديقا للإيرانيين في حين أن مسعود أقرب الى الأتراك، (انظر تحليلنا لوقائع ماحدث في زاخو في 2011). وأنا عندي نظرية يا جماعة وهي أن أي أحداث واضطرابات ومذابح ومجازر تحدث في المناطق الكردية او تلك التي يتنازع عليها الأكراد فهي من عملهم. بيارق مزيفة تلصق بهذا أو ذاك حسب المصلحة. هل تذكرون مذبحة القحطانية في سنجار؟
   في مساء 14 آب 2007 انفجرت اربع شاحنات مفخخة هنا وفي مدينتين مجاورتين هما الجزيرة و عزير مما ادى الى مقتل 313 شخصا واصابة 704 كما قال المسؤولون المحليون، ودمر 400 منزلا تقريبا . وكان هذا اكبر تفجير منسق في العراق منذ 2003. كانت الانفجارات من شدتها ان اقرب الناس الى الشاحنات اختفوا بدون أثر، اتهمت القاعدة في وقتها .(تفاصيلها هنا وماذا قال الأمريكان للأكراد في وقتها)

على أثرها اكتسحت البيشمركة المنطقة بحجة حماية أهلها. نفس مافعلته في الحويجة. علما أن الأكراد يضعون عيونهم على سنجار لضمها بدعوى أن الإيزيديين أكراد. هل تذكرون ملف مذبحة كنيسة سيدة النجاة والتي جهدت في اكثر من حلقة أن أثبت العلاقة الكردية، لأن تخويف المسيحيين سوف يدفعهم الى طلب الحكم الذاتي في إقليم سهل نينوى ومن ثم ضمه الى (كردستان)، وبالفعل تعالت أصوات بهذا المعنى فيما بعد.
++
نأتي الى الحويجة التي يبدو أن أكثر من جهة استفادت او حاولت الإستفادة من الحدث. وهناك كثير من الملابسات توارت خلف الصوت العالي الذي وصل الى وصف المجزرة بأنها (عملية إبادة). والإبادة لها تعريف آخر، ويمكن تسمية هذه الجريمة (ضد الانسانية) ، وقد وقعت في العراق منذ الإحتلال جرائم اخرى لاتقل بشاعة إن لم تكن تفوقها، الفلوجة مثالا، والجثث المجهولة التي تعد بعشرات الآلاف في 2006-2007 وجريمة سنجار التي أشرت اليها في أعلاه، ومذابح في تلعفر والقائم وجريمة جسر الأئمة وجريمة الزركة وجرائم اخرى لا عد ولاحصر لها . مع أني لا أقلل من حجم الجريمة، فحتى لو قتلت نفس واحدة فهي جريمة ضد الحياة. فلماذا تم تضخيم هذه الجريمة الى حد وصفها بالإبادة؟
الجزء الثاني هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق