"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

21‏/6‏/2013

مصر حتى 30 حزيران: تكتيكات مخابرات وبروباغندا حرب نفسية وخطط وخرائط

تعليق عشتار العراقية
تمر مصر هذه الأيام وحتى 30 حزيران ومابعدها بأوقات عصيبة تدور رحاها على الفضائيات. والفرجة ببلاش. وكنت قد حدثتكم (هنا) عن التسريبات الاستخباراتية وخرائط التحركات على الشاشات. وكل هذا جزء من الحرب النفسية. على جانب هناك التيارات المعارضة التي دعت منذ أكثر من شهر لثورة تصحيحية (سلمية) في يوم 30 حزيران للإطاحة بمرسي والدعوة الى انتخابات مبكرة
وظلت الفضائيات التي تحولت الى أدوات ثورة تخطط وتتكتك وتشعل الحماسة تتحدث عن اليوم الموعود. هنا خرج توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين عن الطريق ليعلن أن تحديد يوم 30 هو قصر نظر سياسي لأنه يمنح الخصم وقتا طويلا لرسم الخطط المضادة، وإنما الثورة تبدأ وقد تنتهي في يوم 21 حزيران (اليوم في الساعة 5 عصرا). وعكاشة هو مثال على مقولة غاندي (أولا يتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يقاتلونك ثم تنتصر). وهو (ظاهرة) تستحق الدراسة، وكنت ارى ومازلت أنه يتحدث نيابة عن أجهزة أمنية مصرية معينة، وقد استطاع وحده وبطريقته البسيطة والساذجة أحيانا وغلطاته وهفواته العفوية أن يحشد الناس في ميادين مختلفة من مصر. منذ يومين وعد الناس انه لو خرج منهم حشد يملأ شارعا معينا في مصر الجديدة أمام وزارة الدفاع فإن الجيش سيتحرك ويقوم بانقلاب. لم يقل هذا بالضبط ولكنه لمح بطريقة واضحة للجميع "لن استطيع ان اوضح ولكن لو خرجتم بما لايقل عن 2 مليون مواطن فسوف يتحقق ما تريدونه. لقد وعدوا بذلك" وحتى يفهم الناس مايقوله، يستعرض خارطة الشارع امام الشاشة. وتذيع قناته التي يسميها إعلام الإخوان المسلمين (قناة الملاعين) ، بشكل مكرر مايمكن تسميته البيان رقم واحد، لما سيحدث بعد (الانتصار) مع الاسماء الكاملة لمن سيرأس مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء . هل رأيتم انقلابا يذاع بالأسماء على الهواء؟
حشد عكاشة الجماهير في 11 مظاهرة في أنحاء الجمهورية في الأيام الفائتة ولهذا بدأ بعض الإعلاميين من الذين كانوا يسخرون منه في الإشارة  اليه والاقتباس منه . سبحان مغير الأحوال.
على الجانب الآخر، اعتمد الحزب الحاكم (الحرية والعدالة) ومن ورائه الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية على حشد المؤتمرات والندوات (كما رأينا في ندوة لبيك ياسوريا) واستنفروا قنواتهم الدينية لتكفير المعارضين الذين سيخرجون سواء في 21 أو 30 حزيران ونادوا بالويل والثبور. ولعبوا على كلمة (الشرعية) فصار شعارهم (الشرعية والشريعة) معتبرين أن الخروج على الحاكم حرام شرعا وديمقراطيا. باختصار: التظاهر ضد مرسي هو حرب على الإسلام.
  وقد اشتعلت حرب الأخبار الكاذبة، على الجانبين، ومنها هذا الخبر الذي نشر وأذيع واعتقد أنه مفبرك (هنا) لأنه ليس هناك وجود لصحيفة او مجلة او دورية اسمها American International ولأن السفيرة الأمريكية في القاهرة اجتمعت مؤخرا ببعض الشباب وبعض المعارضة وحاولت اقناعهم بأن التغيير يأتي عن طريق صناديق الإنتخابات وهو ما يصر عليه الإخوان المسلمون في خطابهم الإعلامي. وقالت مما قالته «الجيش المصري صديق لنا، وله علاقات جيدة مع الإدارة الأمريكية، وكان على قدر المسؤولية فى مرحلة ما بعد الثورة، ولكن تعرض لكثير من الإهانة، وهو ما خلق حالة من الخوف، ورغبة في ألا يضعوا أنفسهم (الجيش) في نفس الموقف مرة أخرى، ولا نوافق تماما على الحكم العسكرى، ومصر يجب أن تكون دولة مدنية». وقالت أيضا "الرئيس محمد مرسي يختلف عن سلفه حسني مبارك، ولا تصح المقارنة بينهما، مشيرة إلى أن مرسي رئيس منتخب، وأن مبارك في السلطة 30 عاما انتهت بخلعه، فيما لم يكمل مرسي عامه الأول، مؤكدة أن احتجاجات الشارع «لن تؤدي إلى الديمقراطية المستقرة، التي لن تتحقق سوى بالانتخابات" ، الجملة الأخيرة وردت فعلا في خطابها الذي بدأت فيه ندوتها في مركز ابن خلدون وموجود نصها على موقع السفارة الرسمي (هنا)، كما موجود في نص الخطاب الاعتراف بالعلاقة الأمريكية مع الأخوان المسلمين منذ عشرين سنة. أما الإشارة الى الجيش أو مقارنة مرسي بمبارك فهذا مما نقل عن الإجتماع على لسان بعض المشاركين فيه (هنا). ولكن في نص خطابها هناك التأكيد في أكثر من موضع على أن (الاستقرار في هذه البلدان يخدم المصالح الأمريكية) وأن (الديمقراطيات المستقرة هي  التي تكون حليفة جيدة لأمريكا) والجملتان كاذبتان كما نعلم، ففي العراق الذي حكمته بنفسها، زرعت الفوضى بكل الطرق الممكنة ولم تزرع ديمقراطية، فأين مصلحة أمريكا في الإستقرار؟ وأين مصلحة أمريكا من فوضى ليبيا واليمن والسودان وتونس وسوريا؟ كما أنه ليس (الديمقراطيات المستقرة) هي الحليفة الجيدة لأمريكا لأننا نرى أن أفضل حلفائها في المنطقة هم (الحكام المستبدون في  الدول التي لاتعرف معنى الديمقراطية مثل دول الخليج وعلى رأسهم السعودية).
آخر الأخبار ماشاع اليوم من أن أمريكا (سحبت السفيرة باترسون) بسبب تصريحاتها. (انظر هنا)
وكان توفيق عكاشة قد قال في أحد طلعاته على قناة الفراعين "لازم الشعب كله يلبس طُرَح (جمع طرحة اي غطاء رأس النساء) لو الوليه دي (آن باترسون) معرفناش نمشيها هي والاخوان المجرمين في ان واحد"
وبعض مؤيديه يستذكرون الآن كلماته هذه في تعليقاتهم على قرار (سحب السفيرة) ربما معتبرينها إحدى كرامات عكاشة. ولكن مالم تذكره المواقع حول هذا الخبر أن الإدارة الأمريكية رشحت باترسون منذ اكثر من شهرين على رأس قائمة المرشحين المناسبين لشغل منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ومعها تم ترشيح السفير الأمريكي في العراق والسفير الأمريكي في سوريا وغيرهما، ويبدو انها الأكثر مناسبة. والأهم هو أن خبر ترشيحها نشر في 13 آيار 2013 ، أي قبل حكاية حديثها المستفز في ندوة مركز ابن خلدون بأكثر من شهر. (انظر الخبر هنا).
ولكن الخبر يصب في بروباغندا تسجيل نقاط في مرمى هذا الطرف أو ذاك، والحرب مستمرة. والفرجة حتى الآن ببلاش والله يستر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق