الممثل الجلاد - 1

قبل اسبوعين تقريبا وعدتكم بالكتابة عن الممثل الذي تحول الى جلاد واليكم أول الأجزاء

بقلم : عشتار العراقية

قصة المهندس-الممثل-خطيب التظاهرات - مستشار اعدام - مستشار رياضة، هي قصة ماجرى للعراق على أيدي هواة متواضعي الثقافة والمعرفة والمهارة، من الذين تسلقوا جميع الحبال ورقصوا على كل السلالم ، وباعوا انفسهم لكل من يدفع. عادوا للعراق للثأر والهدم وحشو الجيوب بالمال الحرام.كيف لمثل هؤلاء أن يبنوا عراقا جديدا على أنقاض العراق الذي كان شامخا.

في اوصافه التي يعممها على المنتجين باعتباره ممثلا درجة عاشرة يقول ان طوله 5 اقدام و8 انجات ، وزنه 160 رطلا ، وعمره بين 30-46 جسمه (لأنه ممثل لايمكن ان يذكر عمره الحقيقي وهو 46) رياضي شعره اسود قصير وعيناه بنيتان، عرقه شرق اوسطي (هل هناك عرق او اثنية اسمها شرق اوسطي ولكن هذا لزوم الشغل اي ان جهامته يمكن ان تنفع يكون صهيونيا او ايرانيا او عربيا او افغانيا او باكستانيا فكل هذه شرق اوسطية) نوع صوته : تينور. وعن مهاراته يقول انه ينفع كوميدي ومقدم برامج ويلعب كرة قدم ولكنته شرق اوسطية (مرة اخرى هل هناك لكنة شرق اوسطية واحدة ؟) وانجليزيته بريطانية (في حين ان لكنته توصف من قبل صحفية اجرت معه حديثا في 2007 بأنها لكنة اهل كاليفورنيا)

اول فيلم مثله كان الملوك الثلاثة وقام بدور رجل دين يرتدي السواد، وهو دور ثانوي جدا في نهاية الفيلم الذي يقوم ببطولته جورج كلوني. كان ذلك في عام 1999. ومابين تمثيل الافلام ، كان عضوا وفي وقت من الاوقات نائب رئيس منظمة مشبوهة اسمها (المجلس العراقي الامريكي) ومن الشخصيات المشاركة في ادارة هذا المجلس :
احمد كبة/عزيز الطائي (الذي تناولناه في مقالة سابقة )/سلام الجواد/زكية اسماعيل حقي/بسام رضا/هشام الحسيني/باسم العلي / د. طالب عزيز/رعد صالح/د. ياسين الجبوري/مهند بهية/ وهاب حسين/ عمر كركولي/نعمان شبر/د. محمود ثامر /بهاء شبر/محمد رشيد

كان يسمي نفسه في الافلام (باسم رضا) وفي المجلس في هذه الفترة التي سبقت الغزو والاحتلال (بسام رضا)

وكان يقوم بالقاء الخطب المحرضة والداعية لاحتلال العراق وسوف نأتي فيما بعد على دور المجلس المشبوه هذا واظن ان الكثير من اعضاء هيئة الادارة المذكورين آنفا قد نال مركزا سياسيا او تجاريا . اي تربح من خراب العراق.

في ويكيبديا ، تقول المعلومات أنه كان ابنا لصائغ عراقي ثري وهو من مواليد 1964 وان عائلته رفضت الانتساب لحزب البعث ونتيجة لذلك اعتقل شقيقاه بشار وكاظم ولم يعرف مصيرهما الا بعد الاحتلال حيث وجد من الوثائق انهما اعدما. هرب رضا الى الولايات المتحدة في 1982 بعد رشوة موظفين لاستخراج جواز سفر اسقط منه لقبه (الحسيني) وتخرج بشهادة بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية في 1987 من جامعة لويزيانا وبعد الانتقال الى لوس انجليس عمل مهندسا ثم اقام شركة لفحص المنازل ثم عمل مستشارا ثقافيا لفيلم ( ثلاثة ملوك) وقد مثل دورا صغيرا فيه . بعد الاحتلال رجع ليعمل مع الحكومة العراقية للاشراف على الاعدامات . كان في دبي ولم يحضر اعدام صدام حسين لأن الامريكان سلموه قبل الوقت المتفق عليه ومنذ ذلك الحين عمل على تقليل المعاناة في الاعدام- انتهى اقتباس ويكيبديا

ومن هذه النبذة التي كتبها بنفسه على الأكثر ، نجد كذبتين على الأقل: مسألة اعدام اخويه وسوف اوضحها بعد قليل. ومسألة عدم حضوره اعدام الرئيس صدام حسين

في موضوع (درع الجواسيس) تحدثت عن المجلس العراقي الأمريكي وقد ذكرت عرضا اسم بسام رضا كما يلي "في كانون الثاني 2002 ظهر شخص اخر من الاعضاء الرئيسيين في المجلس العراقي الامريكي وهو مهندس من كاليفورنيا اسمه بسام رضا الحسيني قيل انه كان من ضمن 15 عراقيا اخذوا الى واشنطن من قبل وزارة الخارجية لمدة يومين للتدريب على الميديا في مشروع اسمه (مستقبل العراق) .بعد شهرين القى الحسيني خطابا في تظاهرة لدعم الجنود في سان فرانسيسكو معلنا ان الشعب العراقي ينتظر التحرير.

بعد الغزو اضاف لقب (الحسيني) الى نفسه .كما اضاف من قبل عزيز قدوري عزيز لقب الطائي لزوم الانسجام مع العراق الطائفي العشائري الجديد."

ماهو مشروع مستقبل العراق ؟

هو مشروع اقامته وزارة الخارجية الامريكية في تشرين اول 2001 ، ودراسة المشروع والخطط موجودة على الانترنيت . كان التخطيط للمشروع يشمل سلسلة من اللقاءات ومؤتمرا في اوربا يتكون من 50 الى 60 عراقيا و 10 الى 20 خبيرا بشؤون العراق. على أن ترعى الحكومة الامريكية لقاءات اصغر اما في لندن او واشنطن لخمسة جماعات عمل في القضايا التالية :

الاحتياجات الانسانية - الماء والزراعة والبيئة - الاموال العامة والحساسات - العدالة الانتقالية - التواصل الاعلامي

كانت المبادرة بالمشروع قد انطلقت من مؤتمر في معهد الشرق الاوسط (التابع لجامعة كولومبيا) في خريف 2001 جمع عدة ضباط عراقيين سابقين لمناقشة مستقبل الجيش العراقي. وكانت وزارة الخارجية الامريكية قد طلبت من المعهد اقامة المؤتمر ولكن العقد الغي بعد أن شعر اعضاء في حكومة بوش بالاهانة من ملاحظات القاها مدير المعهد بخصوص سياسة الرئيس في الشرق الاوسط. كما كان من خطط وزارة الخارجية تضمين المؤتمر مجموغات لبحث قضايا اخرى مثل النفط والطاقة والتعليم والسياسة الخارجية والامن الوطني ومؤسسات الدفاع وسياساتها.(واشنطن تايمز 5 حزيران 2002)

بسبب خلاف حول اشتراك الجلبي وحزبه المؤتمر الوطني وكان مدعوما من البنتاغون وبعض اعضاء الكونغرس ولكن وزارة الخارجية كانت ترى فيه فاسدا غير موثوق به، فقد الغى الكونغرس تمويل لقائين كان المقصود بها جمع اطراف المعارضة العراقية .(الجارديان 10 تموز 2002) وقد نتج عن مشروع مستقبل العراق وثائق غطت ألفي صفحة في 13 جزء ولكن يبدو انها لم تكن جادة او لم يأخذ بها احد فما حدث في العراق بعد الغزو والاحتلال كان يعكس درجة كبيرة من الفوضى المقصودة او غير المقصودة

(الحسيني جزء من فريق انتقته بعناية وزارة الخارجية الامريكية للمساعدة في اعادة بناء العراق وكجزء من برنامج التواصل الاعلامي الحكومي وقسم الهندسة ، وكان متحمسا للعودة منذ الاسبوع الاول للغزو ولكن عائلته في العراق اخبرته ان ينتظر لأن احد معارفهم قتل عند عودته ، وقال الحسيني انه مع استتباب أمن عسكري مناسب سوف يعود الى العراق الاسبوع القادم ) من مقالة نشرت في 23 نيسان 2003 في نفس المقالة يقول انه وهو يشاهد الحرب من بيته في كاليفورنيا لم ينس جامعته التي تخرج منها فحين عرض في الأخبار ان نمورا وجدت في منزل عدي صدام حسين تذكر في حينها فريق النمور لكرة القدم في جامعته. (لا ادري ماعلاقة هذه المقارنة السخيفة ولكنها تبين طريقة تفكيره الملتوية) .

في 2005 وقبل الانتخابات نراه وقد تحول الى مدرب انتخابات فهو يدرب العراقيين الامريكان على كيفية الانتخاب وكأنهم لا يعرفون هذا من خلال حياتهم في امريكا. وقد تم اختيار القاعدة الجوية الامريكية للقوات البحرية سابقا (التورو - الثور) مركزا وحيدا في غرب الولايات المتحدة لعدد 67 الف عراقي امريكي ويقول الخبر ان باسم رضا الحسيني كان يدرب 320 عامل انتخابات في جنوب كاليفورنيا وقد علق على اختيار الثور مركزا للانتخابات انها في موقع مهم بين لوس انجليس وسان دياجو .

بعد الانتخابات وفي حزيران 2005 اختاره رئيس الوزراء (إبراهيم الجعفري) ليكون رجل الحكومة المعين وممثلها في محاكمات الرئيس السابق (صدام حسين) والآخرين من أعضاء حكومته وإعدامهم.

ويقول عن وظيفته هذه: "إنها مثل حلم يتحول الى حقيقة"

في دحض الكذبة الأولى التي اشرت اليها آنفا حول اعدام شقيقيه ، ذكر في مقابلة صحفية مع لوس انجليس تايمز في 2007 مايلي :"بعد سقوط النظام ، بحثت عائلته عن مصير شقيقيه وبعد 11 يوما وجدوا قائمة اسماء شبان اعدمتهم القوى الأمنية في بداية الثمانينيات وكان اسما شقيقيه ضمن الاسماء. ويقول بمرارة "لم نجد قبريهما .. تلك القبور الجماعية التي يتحدث الجميع عنها . لدي شقيقان هناك في احداها"

خلال المحاكمات التي تابعت معظمها ، ظهرت قوائم من التي يشير اليها الممثل الجلاد وقد نشرت على الانترنيت، وهي قوائم تنفيذ اعدام رسمية وفيها اسم الشخص وتهمته وتاريخ اعدامه والمقبرة التي دفن فيها والرقم الذي دفن فيه ، ويشار الى ان القبور معلمة بالأرقام. من الواضح وطالما ذكر كل ذلك في وثيقة رسمية وجرى الاعدام رسميا فإن هناك مقابر معينة كانت قرب السجون كما اعتقد يدفن فيها المعدومون ، اذا لم يسلموا الى ذويهم . وبعضهم كانوا يسلمون الى ذويهم، وبعكسه ، من أين جاءت الشائعات التي تقول أن المعدوم كان يسلم الى العائلة التي تُطالب بدفع ثمن الرصاصات التي اعدم بها ؟ وكانت هذه تذكر لتوضيح وحشية النظام . أما القبور الجماعية التي يكذب بشأنها الممثل الجلاد، فهي تحوي ضحايا معارك بين طرفين يموت فيها عدد كبير من المتحاربين فيدفنوا في مقابر جماعية . على الكذابين ان يتفقوا على كذب معين لأن الاختلاف في التفاصيل تكشف الأكاذيب.

بالنسبة لكذبته الأخرى حول غيابه عن حضور إعدام الرئيس صدام حسين ، وقد كررها اكثر من مرة مما يدل على رعبه من ربط اسمه بهذه الواقعة ، فسوف نفندها لاحقا .  
الحلقة الثانية