"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

30‏/8‏/2010

صفحة من التاريخ الأسود لبرزاني وطلباني

في أثناء بحثي عن موضوع آخر، وقعت على هذه المقالة ولا ادري اذا كانت قد ترجمت من قبل فتاريخها يعود الى 10 تموز 2002 قبل غزو واحتلال العراق بأقل من سنة ..

بقلم : جوليان بورغر -
الجارديان

تتحدث مقدمة المقالة عن تخطيط البنتاغون الجاد لغزو العراق يقابله تقاعس من تخطيط وزارةالخارجية لما بعد الاحتلال. وتقول تسريبات من الادارة ان بوش أمر السي آي أي في شباط ان تتم الاطاحة بحكومة صدام حسين ولكن السي آي أي لم تأخذ الأمر بجدية واحد الاسباب هو انعدام الثقة بينها والمعارضين العراقيين . والقصة تبدأ هكذا:

تدير الوكالة معسكر تدريب قرب وليامسبرغ في فرجينيا لقواتها شبه العسكرية التي لعبت دورا كبيرا في افغانستان . ويسمى رسميا كامب بيري Camp Perry لكنه في اوساط الوكالة يسمى (المزرعة) . والى جانب التدريب هناك منطقة (سوداء) تخدم كمكان للجانب السري من الدبلوماسية . قادة اجانب وثوار و جواسيس يمكن نقلهم بالطائرات بدون تعقيدات الـتأشيرات والجمارك.,وهكذا فالاجتماعات التي تعقد هناك كأنها لم تحدث (رسميا) .

في أواخر نيسان 2002 كانت المزرعة موقع محادثات حساسة مع القادة الكرد بهدف اقناعهم بالتعاون في جهود الاطاحة بالرئيس صدام . كان ضيوف الشرف : مسعود برزاني وجلال طلباني وهم المعارضة الوحيدة التي لديها قوات كبيرة ومنطقة تحت سيطرتها.
والحزبان الكرديان يؤكدان حدوث المقابلة ولكنهما يصران على انها عقدت في المانيا ، ولكن في السر يؤكد المسؤولون الاكراد انهم ذهبوا الى فرجينيا.

كما ابلغ مصدر من المخابرات الامريكية صحيفة الجارديان ان المقابلة جرت في المزرعة وان الولايات المتحدة كانت ممثلة بمسؤولين من السي آي أي والجنرال وين داوننج (كتبنا عنه كثيرا فيما سبق بعلاقته بفرق الموت) مستشار الرئيس العسكري في شؤون مكافحة الارهاب وصاحب خطة 1998(لعله يقصد 1996) للاطاحة بصدام حسين اعتمادا على المعارضة المحلية والضربات الجوية.

كانت الفكرة هي معرفة ماذا يمكن للاكراد ان يقدموه في حالة الحرب على بغداد.

وتحديدا طلب من الكرد الموافقة على اقامة محطات سي آي أي في مقراتهما في اربيل والسليمانية . وطبقا لرواية ان برزاني وطلباني طلبا اموالا اكثر مما تستطيع السي آي أي توفيرها. ولكن طبقا لمصدر كردي فإن المقابلة فشلت لسبب اهم وهو عدم ثقة الاكراد بالوعود الامريكية . ففي السابق نكثت الولايات المتحدة بوعودها . وقد سأل الاكراد اذا كان الوفد الامريكي في المقابلة يمثل كل الادارة الامريكية وزيادة في الاقناع استدعي ريان كروكر على عجل وكان في وقتها موظفا في الخارجية ليحضر الاجتماع. (اصبح فيما بعد سفيرا في العراق) . وكان من رأي برزاني الا تكون هناك حرب سرية وانما علنية . قال انه يريد الشفافية !

بعد اقل من سنة اعلن البيت الابيض استقالة الجنرال داوننج كمستشار لمكافحة الارهاب ولكن متحدث عن البيت الابيض نفى ان الاستقالة لها علاقة بخسارته المعركة لاقناع الادارة بدعم حملة حرب عصابات من قبل الجماعات المتمردة العراقية ضد بغداد.
تعليق: قد تبدو القصة هذه الآن بلا معنى أو أهمية بعد ان اصبح شمال العراق مرتعا ومقرا للسي آي أي والموساد والمخابرات الايرانية والتركية وبقية الدول. ولكني انشرها للتاريخ. حتى اذا كتب تاريخ هذه العصابة وقيل فيه أن الاجتماع حدث في ألمانيا، نعلم الآن انه حدث في الثقب السري للسي آي أي. ومن العجب أن برزاني الذي يطالب الامريكان بالشفافية والعلنية ، هو نفسه ذهب متخفيا الى مكان سري ثم يوجه حزبه على الكذب بشأن مكان الاجتماع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق