"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

20‏/10‏/2010

Set Up


وصلت المؤامرة الى حد لا يطاق ولا يمكن تسمية مايجري الا انه مؤامرة .
اربعة من المسلمين السود الأمريكان سيحكم عليهم بالسجن المؤبد بسبب (نواياهم) ولا اعرف توصيف هذه الجريمة وماهي حيثيات مثل هذا الحكم.
ولكن تصور انك دخلت مسجدا يوم الجمعة واستمعت للخطيب وهو يعدد ويصف كوارث المسلمين ومافعله بهم الارهاب الأمريكي الصهيوني. وتصور ان الخطيب كان من البلاغة بحيث أثر فيك حتى دمعت عيناك وخرجت من المسجد وأنت تشعر بغصة ورغبة في أن تفعل شيئا لايقاف هذه الجرائم.أعتقد اننا كلنا اختبرنا مثل هذه المشاعر ، ليس بالضرورة بعد خطب الجمعة ولكن عند قراءة مقالة مؤثرة او مشاهدة فيلم عن جرائم الاحتلال وغير ذلك .هل هذه جريمة ؟ لا !
ولكن سيقال لك أن تنفيذ عمل ما للانتقام هو الجريمة . مثلا ان تخرج من المسجد وتشعل النار في سيارات واقفة او تضرب مبنى بالحجارة الخ.
الآن تخيل انك في خضم هذه المشاعر المحتدمة واثناء وقوفك مع اصحابك امام المسجد تقرب منكم شخص زعم انه مسلم مثلكم وتحدث مثلكم بحماسة وبلاغة واقناع وقال لكم ان الانتقام سهل وانه يستطيع ان يساعدكم . قال لكم : دعونا نوجه ثأرنا الى اصل كل هذا الى اليهود. يمكننا ان نسمع اصواتنا واستنكارنا اليهم باحراق معابدهم. ثم وعد هذا الشخص بأن يدبر لكم قنابل لهذا الغرض. وظل الرجل لمدة عدة أشهر يحاول اقناعكم بلسانه المعسول.أي لم يكن انقيادكم سهلا، ولكن بسبب احتدام مشاعركم وطريقة كلام الشخص المقنعة، وحين ابدى بعضكم ترددا ، وعدكم بمبالغ مجزية من المال حين رأى رقة حالكم وفقركم ، انهارت كل حجج الاحتجاج وسيطرت عليكم الفكرة وقررتم تنفيذها. وبالفعل جاء لكم هذا الشخص بقنابل وشرح لكم طريقة زرعها في سيارة تقف قرب المعابد اليهودية ، وهذا ما فعلتموه. وهنا يلقى القبض عليكم .وتقدمون الى المحكمة التي يجد المحلفون فيها انكم مذنبون وتستحقون السجن مدى الحياة.
الا ان هناك مفاجأة صغيرة . الرجل الذي تقرب منكم كان من الإف بي آي FBI والقنابل كانت لعبة وهمية وليست قنابل حقيقية .
الآن ماهو توصيف هذه الجريمة بالضبط وهي جريمة من ؟ انها مايسمى فخ او set up أليس كذلك ؟ لو لم يدخل هذا الشخص بكل طرق اقناعه لهؤلاء الشباب ، هل كانوا سيفكرون في تنفيذ كلامهم الغاضب؟
هذا ماحدث للامريكيين :اونتا وليامز- لاجير باين - جيمس كروميتي (في الصورة اعلى اليمين)- ديفد وليامس الرابع
ومندوب الف بي آي الذي قادهم الى هذا الفخ اسمه شهيد حسين وهو باكستاني الأصل ، ويبدو ان له تاريخا ليس فوق الشبهات وقد اصبح مخبرا للإف بي آي. وقبل تنفيذ الكمين جلس معهم لعدة اشهر وهو يسجل لهم غضبهم من امريكا ومن اليهود، ولكن التسجيلات اظهرت أيضا ترددهم في التنفيذ خوفا من اصابة النساء والاطفال.
اعتبرت المحكمة ان هذه القضية هي شاهد على (الإرهاب الداخلي) الذي يصيب الولايات المتحدة .
هل هذا معقول؟
نعم انه معقول في أخلاق رائدة العالم الحر. وهذه ليست المرة الأولى ويبدو ان (خلق) ارهابيين بالتدليس والاحتيال هي الخطة الماشية هذه الأيام في أروقة اجهزة الأمن الامريكية . وقد سبق ان كتبنا في غار عشتار عن مواضيع مشابهة هنا وهنا وهنا .

هناك تعليق واحد:

  1. سحاب:
    لكنها مقنعه أكثر من برنامج قناة العراقية 2005 الارهاب في قبضة العدالة
    ومقنعه اكثر من أفلام قاسم عطا البوليسية

    ردحذف