"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

31‏/7‏/2010

درع الجواسيس - 3

الجزء الثاني هنا
بقلم : عشتار العراقية

بسبب تذمر فانس وارتل من الاوضاع في الشركة وسوء ادارتها وفشلها في الحصول على عقود بسبب عدم التزامها بعقودها القديمة فقد اعتبر الاثنان ناقصي الهمة والحماسة والاخلاص للشركة وبدأت التقارير من الحرس ومن شخصيات اخرى في الشركة تصل الى مصطفى الخضيري صاحب الشركة ضد هذين الأمريكيين. ومما زاد الطين بلة بالنسبة لهما ان شيوخ العشائر المرتبطين بالشركة بدأوا في الشكوى منهما ايضا . وكان الشيوخ يريدون من الشركة الحصول على عقود اكثر ممايعني المزيد من الوظائف لابناء العشائر وكانت الاجتماعات لمناقشة ذلك تنتهي بالصراخ والتهديدات. وفي احدى المرات قام احدهم واسمه الشيخ ابو بكر بتهديد فانس وارتل امام رئيس الشركة مصطفى بالخطف اذا لم يأتيا بعقود جديدة.
بسبب هذا التهديد قدم ارتل استقالته في 1 نيسان 2006 واثر ذلك انتزعت منه البطاقة التي تزوده به وزارة الدفاع الامريكية من اجل حرية الحركة الى المنطقة الخضراء ومقرات امريكية اخرى. وبعد ذلك وفي نفس اليوم انتزعت بطاقة فانس منه وحين سأل عن سبب ذلك قيل له كذبا ان صاحب الشركة المتواجد في دبي في ذلك الوقت ينوي فتح حساب مصرفي لهما هناك ولهذا يحتاج البطاقتين.
وهكذا بدون بطاقة لدخول المنطقة الخضراء الآمنة للحصول على الاوراق المطلوبة لمغادرة البلاد ، اضطر الاثنان الى ملازمة مقر الشركة .وهنا اتصلا بالسيدة ناجل والسيد تريدويل وهما اللذان كانا ينسقان معهما، وقيل لهما ان تصرف الشركة معهما بهذا الشكل يعني انهما مثل رهينتين الآن.ونصحهما الموظفان الامريكيان ان يتلازمان معا وان يكونا مسلحين للدفاع عن نفسيهما اذا اقتضى الأمر.


في اليوم التالي يعيد الشخص الذي سبق ان اخذ بطاقتيهما بطاقة فانس اليه ويرفض اعطاء بطاقة ارتل حسب اوامر رئيس الشركة . ثم يقول لفانس ان عليه وعلى السيد ترمبرت ان يرافقا صهر مصطفى الى معسكر فيكتوري للحصول على بطاقة دخول الأمريكيين المنطقة الخضراء لصهر الخضيري.
يشعر فانس ان شيئا يحاك لهما لأنه يعرف انه من المستحيل الحصول على بطاقة المنطقة الخضراء للامريكيين لصهر الخضيري لأنه ليس امريكيا. وكان سبق لترمبرت أن هدده بالعنف ، وخمن ان هذه محاولة لابعاده عن مقر الشركة لقتله او ايذائه، كما خشي ان يترك ارتل خلفه وهنا عاود الاتصال بالاثنين اللذين يعرفهما ناجل وتريدويل وابلغهما بشكوكه فنصحه الاثنان ان يحبسا نفسيهما في غرفة مع السلاح وينتظرا وصول الامريكان لنجدتهما.، ونفذا النصيحة وجاءت فعلا بعد قليل قوات امريكية واخذتهما مع كل ممتلكاتهما الشخصية بضمنها اللابتوب والهواتف النقالة والكاميرات ، واخذا الى السفارة الامريكية .
حين وصلا الى السفارة استمع الى قصتهما بشكل منفصل ثلاثة اشخاص احدهما عنصر من الاف بي آي عرف نفسه على ان اسمه (دوج) والاثنان الاخران كانا من استخبارات القوة الجوية الامريكية .
(السؤال: لماذا استخبارات القوة الجوية الامريكية ياترى ؟)
روى فانس وارتل القصة كما اوردناها آنفا وقالا ان توثيق القصة موجود بشكل مراسلات وخطابات على اللابتوب بين فانس وعنصر الاف بي آي كارلايل وبينه ودبرا ناجل ودوجلاس تريدويل.
بعد الاستماع اليهما اقتيدا الى المساكن المؤقتة (تريلات) على ارض السفارة للنوم . بعد اربع ساعات اخذا الى سجن كروبر في المطار حيث اعيد استجوابهما بالتعذيب دون السماح بحضور محامين عنهما


ماذا كانت السلطات الأمريكية تريد أن تعرف؟

من الطريف والمهم جدا أن نعلم ماذا كانت اسئلة المستجوبين ؟ ماهي المعلومات التي كانوا يريدون انتزاعها من الاثنين ؟


- بعض المستجوبين كانوا مهتمين بالحصول على معلومات عن مجموعة ساندي التي عمل فيها المعتقلان في باديء الامر. ماهي عملياتها ومن موظفيها.
- آخرون كانوا يريدون معرفة كل شيء عن شركة الدرع ، وصلاتها السياسية في الحكومة العراقية وهيكلها الاداري.وعلاقاتها مع الشيوخ ومن هم الاشخاص الذين يديرون الشركة .
- بعض المستجوبين كانوا مهتمين بمصطفى وليث ومازن الخضيري اضافة الى جعفر حيدر والسيد سمث (تاجر السلاح) واخرين.
- آخرون كانوا يريدون معرفة علاقة المعتقلين بعنصر الاف بي آي كارلايل وصلاتهما مع ديرا ناجل ودوجلاس تريدويل
- البعض الاخر ابدى اهتماما بالسيد ترمبرت وعلاقاته مع الجنود الامريكان وكيف يحصل على الاسلحة والذخيرة الامريكية وقيل للمعتقلين ان ترمبرت اعترف بتزييف وثائق فدرالية للحصول على بطاقات دخول المنطقة الخضراء الخاصة بالامريكيين فقط وبرشوة الموظفين الحكوميين والتجارة بالكحول مقابل السلاح مع العسكريين.
بعد انتهاء التحقيقات ، اعتقل الاثنان بشكل انفرادي وافرج عن ارتل بعد شهر ، ولكن فانس بقي ثلاثة اشهر وقبل الافراج عنه سئل على سبيل التهديد عما سيفعله بعد ذلك : هل سيكتب كتابا؟ هل سيكلم الصحف؟ هل سيقدم شكوى قضائية ؟ اجابهم انه فقط يريد العودة الى المنزل. ويقول انهم اعطوه عشرين دولار واخذوه للمطار .


وقد فعل فانس كل الذي كانوا يخافون منه:

كلم الصحف
يكتب كتابا الان
قدم شكوى قضائية ضد دونالد رامسفيلد بتهم اعتقال مواطن امريكي بدون وجه حق وحرمانه من حقوقه الدستورية وتعذيبه باعتبار ان التعذيب كان من الامور التي وافق عليها رامسفيلد حين كان وزيرا للدفاع وليست اعمال طائشة لمحققين فرديين .

وقد قبلت المحكمة هذه التهم في آيار هذا العام . اذن هناك قضية تنتظر رامسفيلد ليس على ايدي العراقيين الذين قهرهم ، وانما على ايدي احد المرتزقة الذين اعتمدهم في حربه ضد العراق حتى اصبح عددهم اكثر من القوات الأمريكية ذاتها . ياسبحان الله !

المعلومات الوارده في تسلسل القصة اعلاه مقتبسة من فحوى الشكوى القضائية كما قدمها المحامون الموكلون عن فانس وارتل وهي من شركات المحاماة الكبيرة في الولايات المتحدة.

ولكن هل هذه هي كل القصة ؟ وأين يأتي نيك بيرغ الذي (ذبحه الزرقاوي) في هذه القصة بالذات ؟
بل هذه هي الخطوط العريضة وانتظروني مع التفاصيل المقيتة التي تظهر (الصراعات) المتشابكة في غابة العراق .سنفتح ملفات جرائم القتل الغامضة لمرتزقة امريكان اتهم فيها (الزرقاوي) وهي لها علاقة وثيقة جدا بهذه القصة. لعلنا نكشف شيئا من غموض مايجري في بلاد الأهوال والمليون حرامي.
الجزء الرابع والأخير هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق