العملية الخائبة في تايمز سكوير !

بقلم غوردون داف*
Gordon Duff
2 آيار 2010ترجمة عشتار العراقية

من يصدق هذا ؟ بعد عدة ايام فقط من التحذير من (عملية بيارق مزيفة ) اسرائيلية ضد الولايات المتحدة ، تكتشف سيارة مفخخة في تايمز سكوير. والأدهى ، رغم انه لا يوجد جهاز استخباراتي في العالم يمكن أن يجد أي شخص يزعم مسؤوليته عن هذا الفشل المحرج، يأتي موقع سايت الاستخباراتي وهي مجموعة يشاع انها (صوت الموساد) لتضع اللوم على طالبان الباكستانية.

وموقع سايت هو نفسه الذي طلع بعدة شرائط صوتية لبن لادن ويبدو انه رغم كون المؤسسة صغيرة وبدون موظفين تقريبا ، ولكن متى كان التوقيت مناسبا لاسرائيل لتوجيه اصابع الاتهام لجهة ما ، يقوم موقع سايت الذي تديره الجندية الاسرائيلية السابقة ريتا كاتز (هنا وهنا وهنا ) الذي اعدم صدام حسين والدها بتهمة التجسس ، بمعجزة العثور على اكتشاف استخباراتي (غير معقول) .

اكتشافات موقع سايت لا تأتي فقط في توقيتات مناسبة لاسرائيل، حين يكون العالم مركزا على مزاعم ان اسرائيل ترتب لتحضير هجمة (قنبلة قذرة ) من اجل ارسال الولايات المتحدة للحرب ضد ايران ، ولكن الموقع يميل دائما لتصديق منظمات غامضة تدار من كهوف منطقة الحدود الافغانية الباكستانية.

منظمة طالبانية لها موقع على الانترنيت لايراه سوى شخص واحد على الارض، اعلنت حربا سرية ضد الولايات المتحدة في مدينة نيويورك وهي مدينة تحت حراسة مشددة وفيها حضور موسادي كبير.

كل من يزور نيويورك يدرك ان الامن هناك خاصة في تايمز سكوير هو الأكثر كثافة في العالم . والمنظمات الاستخباراتية التي تحرس نيويرك تتضمن افضل قوة شرطة في العالم .

التوقيت

التسريبات الاستخباراتية الاخيرة من عدة وكالات كانت قد حذرت من هجمة على نمط 11 ايلول على هدف ذي قيمة كبيرة في الولايات المتحدة واسرائيل. كانت التقارير تتكهن باستخدام قنبلة تقليدية سوف تحتوي على مواد نووية .

وبوجود احمدي نجاد وهيلاري كلنتون في نيويورك خلال 24 من ذلك الحدث ، واخبار حديثة قادمة من اسرائيل تحاول ربط ايران بطالبان ، تبدو قضية التوقيت حساسة .

العلاقة بين اسرائيل وطالبان الباكستانية

الجماعة التي اتهمها موقع سايت والتقرير الاسرائيلي ، طالبان باكستان مسؤولة عن مئات الهجمات داخل باكستان حيث قتل فيها آلاف المواطنين. على اية حال ، ربطت مصادر موثوق بها هذه الجماعة مباشرة بالموساد ومعسكرات التدريب التي يديرها في داخل افغانستان وبالوشستان. وقد كانت الجماعة حليفة لاسرائيل والهند وهناك 2000 من المدربين على الأرهاب داخل افغانستان مع توفير السلاح لهم.

وهذه الوقائع موثقة ليس فقط من خلال التصريحات المباشرة من اجهزة الامن الباكستانية ولكن ايضا من مصادر استخباراتية عسكرية امريكية ايضا والتي لا تشكك في وجود المدربين ولكن في اعدادهم.

الجماعات الارهابية داخل بالوشستان، وهي المقاطعة الباكستانية البعيدة ، اصبحت كما يقال ملاذا لهجمات الموساد ضد ايران ومقرها في اسرائيل. تعمل هذه الجماعات مباشرة مع طالبان باكستان وهي مؤشر آخر على ارتداد هذه (العملية المزيفة) على مخططيها غير المسلمين.

من يستفيد؟

من المعلوم ان 90% من الإرهابيين الذين تعتقلهم امريكا هم من المارين الابرياء في الشةارع وبعضهم يخضع للتعذيب لعدة سنوات ، وعدد غير معلوم منهم يختفي. وبما ان بصمة هذا التفجير مشابهة ل(تفجير طائرة ديترويت) مع طبعات اصابع اسرائيلية من نايجيريا الى اليمن الى امستردام ، فإن الاتهام ضد جماعة باكستانية لايكون مفاجأة.

ومع نفي شرطة نيويورك اية علاقة بين باكستان والتفجير ، اطلقت شبكة فوكس للاخبار هجوما منسقا على ادارة اوباما و الديمقراطيين متهمة اياهم ب(الفشل في حماية الشعب الأمريكي)

ومع ارتباط موقع سايت وشبكة فوكس مباشرة مع اسرائيل وبصمة وتوقيت هذه الهجمة تشير بالإصابع الى اسرائيل ، قد تكون فوكس على حق.

قد لا تكون امريكا قادرة على حماية نفسها من دولة مايزال معظم الامريكان يرونها حليفا قويا. ليس هناك دولة اخرى لديها هذه القدرة على مثل هذا الهجوم او التأثير على تنسيق الاخبار . اذا كانت اصابع الاتهام تتجه الى اي مكان فإن شبكة فوكس تقول لنا "اسرائيل فعلتها".

*غوردن داف محارب قديم من حرب فيتنام وهو معوق بنسبة 100%. يظهر كثيرا للتعليق في محطات الاذاعة والتلفزيون بضمنها الجزيرة ومقالاته تنتشر عبر العالم . عمل سابقا دبلوماسيا في الامم المتحدة ومقاولا عسكريا وهو خبير في الشؤون العسكرية والدفاعية الى جانب امور اخرى.

أصل المقالة هنا .

متابعة :

تعليق صديق الغار (عراق) :

هذا الرابط متعلق بالموضوع! يظهر مدى قدرة (البهلوانات) على حشر التلفيق والكذب في اذهان المشاهدين وبحماسة لا تترك مجالا للشك!!