الجاسوسة البصراوية التي تراقبنا - 3

بقلم: عشتار العراقية
ربما سوف يعتبرني بعضكم بطرانة ، أكتب في مواضيع بعيدة عما يحدث في الساحة العراقية. ولكن صدقوني حين اقول لكم ان مقالاتي في نهاية المطاف هي من صلب الموضوع. أنا فقط اختلف عنكم في أني أمسك بما يبدو هامشيا وبعيدا وتافها. ولكن في الواقع أقف كما تقفون على حافة المذبحة . كل الذي أطلبه منكم الصبر عليّ حتى انتهي من كل تهويماتي وتحليقاتي.
++
حتى يتواصل القاريء مع هذه السلسلة من المقالات حول المخبرة النصابة ريتا كاتز ، عليه أن يقرأ أولا المقالات التالية هنا:

1- بن لادن : حي أم ميت ؟
2- الجاسوسة البصراوية التي تراقبنا - جزء اول
3- الجاسوسة البصراوية التي تراقبنا - جزء ثانوأعتذر عن مرور زمن طويل قبل أن اكتب هذا الجزء رغم ان المعلومات متوفرة لدي منذ فترة طويلة ، ولكن بما أني انسان من لحم ودم، فإن الكتابة في هذه المواضيع تثير في نفسي الغثيان، فلا أجد متعة كبيرة في الاستمرار بها، واحاول أن امنح نفسي إجازة استجمام بين مقالة وأخرى.
أود أن أطفر على تجربة ريتا كاتز في اختراق التجمعات الاسلامية في الجوامع وغيرها حين كانت ترتدي حجابا أو نقابا ، وتساعدها لهجتها العراقية في الزعم بأنها مسلمة عربية متحمسة للجهاد. وكانت تحب أن تجول في الأماكن التي تجمع تبرعات للفلسطينيين باعتبار ان هذا تحفيز على (الارهاب) . وقد كتبت كتابا بعنوان (صائدة الارهابيين) ونشرته باسم (مجهولة) حكت فيه تلك التجربة واتهمت عددا من المنظمات الاسلامية والشركات العربية في الولايات المتحدة بتمويل الارهاب. ومن تلك مزرعة دواجن ، وقد ظهرت في التلفزيون للحديث عن كتابها بعد أن أخفى مقدم البرنامج وجهها وغير صوتها ، ولكن تم التعرف عليها مع ذلك من قبل تلك المنظمات والشركات التي اتهمتها ورفعوا عليها قضايا في المحاكم.
(ورغم أن كاتز حققت شهرة كبيرة بعد نشر كتابها فقد أصبحت تحقق ظهوراً كبيرا في برنامج CBS ومدته 60 دقيقة وفيه تفصل في صوت مأساوي أكذوبة دجاج الإرهاب مولِّدة استجابة فورية لدى الجمهور المستهدف. وبينما هي تؤكد شكوكها تقول " الدجاج واحد من الأشياء التي لا يستطيع أحد أن يقتفي أثرها ". فإذا قلت أنك فقدت عشرة ملايين دجاجة, لا يمكن لأحد أن يثبت ذلك، لقد ماتوا فقط, وكذلك لا يمكن أن تتعقب سير أموال عن طريق الدجاج. وقد رفعت المجموعات التي ذكرتها بالاسم دعاوى قضائية ضد كاتز والمحطة الـ CBS على الأكاذيب الحقودة التي ساعدت على شهرتها.
وأسست كاتز منظمة تسمى البحث عن الكيانات الإرهابية الدولية، ورفضت أن تكشف عن مصادر تمويل هذه المنظمة. وقد كتبت عددا من التعليقات في صحف مختلفة للدعاية لكتابها ولعملها المشكوك في أمره. وقد اعتبر مسئول سابق في الـ CIA يناهض الإرهاب اعتبر كتابها " صائد الإرهاب " ما هو إلا نكته.) - منقول
أقول اريد أن اقفز على هذا الموضوع لأنه معروف وكتب فيه الكثير، وافتضح أمرها وشكك فيها العديد من المتابعين والمراقبين ، ويبدو أنها تركت شغل تقليد الجاسوسة ماتا هاري ومغامراتها. ورأت أن تتفرغ لمتابعة المسلمين والعرب في المنتديات والمواقع على الانترنيت. واكتفت بأن تتقنع بأسماء عربية كثيرة على تلك المنتديات . وكان هذا مواكبا لافتتاح مركزها الذي حدثتكم عنه في الحلقة الماضية والذي تخصص بالتسلل الى المواقع (الجهادية) وترجمة البيانات وكتابة التحليلات وبيعها لمن يطلبها من اجهزة المخابرات، ووسائل الاعلام، وكذلك تخصصت في عمليات اخرى وهي متابعة بعض الافراد الذين ترى فيهم (احتمالية) تحولهم الى مجاهدين خاصة ممن يقيم في امريكا واوربا والابلاغ عنهم لدى الاف بي آي. وقد سلمت العديد من الأبرياء بهذه الطريقة.
استمرت في عملياتها حتى 2007 حيث وقعت في مطب تزوير مفضوح. وكانت اعمالها قد ازدهرت ووكالات التجسس والإعلام تعتمد عليها في ترجمة البيانات الصادرة عن الجماعات الاسلامية في كل مكان. وقد اعتمدت عليها السي آي أي في ترجمة التسجيلات التي يظهر فيها بن لادن (بعد وفاته في 2001) . ولابد أن هذا الرواج جعلها تتمادى ، فتقرر أن تستخدم ممثلا لتمثيل دور بن لادن ، أو تستخدم تقنيات الفوتوشوب بشكل غير متقن ، وهكذا ظهر تسجيل 2007 وفيه بن لادن شابا وبصحة جيدة وقد صبغ لحيته الشائبة باللون الأسود، وأرفقت مع الترجمة تفسيرا أن المسلمين يحبون صباغة لحاهم. *
لو وضعت اسم بن لادن على محرك البحث جوجل او غيره واضفت اليه (2007) لظهرت لك باللغة الانجليزية او العربية عشرات المقالات والتعليقات التي تشكك في ذلك الشريط ، اضافة الى جدل كبير عقيم في المواقع الأنجليزية حول من سرب الشريط الى الصحافة، حيث القصة هي أن ريتا كاتز زعمت انها اخترقت المواقع الجهادية على الانترنيت واستطاعت الحصول على الشريط حتى قبل اذاعته من قبل تلك المواقع وانها ترجمته ووضعته على صفحة معينة غير ظاهرة في موقع سايت وارسلت اللنك الى مسؤولين اثنين (يهود) في البيت الابيض طالبة منهما الاطلاع على الشريط وعدم تسريبه الى الصحافة. كان ذلك على قولها في حدود الساعة عشرة من صباح يوم أحد، ولكن بعد نصف ساعة وجدت وكالات حكومية عديدة تحمل الشريط والترجمة من تلك الصفحة . ثم انتشر الشريط في وسائل الاعلام. ثارت ثائرتها لأن ذلك حرمها من مورد رزق حيث انها تعتاش على بيع هذه الشرائط الى الصحف، وزعمت ان هذه العملية قد اضرت اضرارا كبيرا بوسائلها لاختراق منتديات القاعدة . ولكن مسؤولين في السي آي أي ردوا ببرود بأن لديهم هم ايضا وسائلهم لاختراق مصادر القاعدة ، مما يعني ان الشريط لم يأت من لدنها حصريا.
يتساءل أحد المشككين في كاتز : كيف حصلت على الشريط كما تزعم قبل أن تذيعه القاعدة على شبكاتها العنكبوتية؟ وهل تملك هي تقنية معينة لا تملكها اجهزة الاستخبارات العريقة في الولايات المتحدة؟
ويكتب احد المؤيدين لها، واحد اسمه ياسين مشربش "ان طريقة عمل كاتز وموظفيها هي انهم يسجلون في المواقع الاسلامية وكأنهم جهاديون على الانترنيت وينقل عن كاتز قولها"هذا العمل يشبه التخفي والذهاب الى المنظمات الاسلامية على الارض، فإنك تخشى ان ترتكب اي خطأ يكشف غطاءك"
ويقول الكاتب ان هناك عدة مراكز مثل سايت ولكن المنافس الخطير له هو مركز انتل سنتر الذي يديره يهودي آخر هو بن فنزكة وقد استطاع سابقا ان يكشف فيديو على الانترنيت يهدد فيه الحزب الاسلامي التركستاني بارتكاب اعمال ارهابية خلال دورة العاب اولمبية.

الموقعان يشتركان في نفس الاهداف وفي ان اصحابها من اليهود المتصهينين ، ولكن الاختلاف ان فنزكة لا يكشف مكان منظمته وانما يعمل ويرسل اكتشافاته ويدير مقابلاته في الفنادق.وهو يفضل ان يعمل مثل مقاول للحكومة بالدرجة الاولى ويقدم خدماته لوكالات الحكومة بمبلغ قدره 500 الف دولار في السنة.وهو يفتخر بمهنيته ، في حين ان ريتا كاتز تقوم بنفسها بمكالمة المسؤولين الاجانب حين تظن ان شخصا او مجموعة يدبرون امرا ضد بلد ما. واحيانا تتصرف باعتبارها صائدة الارهاب لحسابها الخاص، واحيانا تتصرف وكأنها خبيرة واحيانا كشريكة في العمل ، اما فنزكة فإنه لا يمكن ان يكلم الاغراب حول هذا النوع من المعلومات الحرجة. أي انه يختص الحكومة الامريكية واجهزتها باكتشافاته.
ويظهر تنافسهما بشكل تراشق لفظي حيث يقول فنزكة عن سايت "مايفعله سايت لا يقترب بقليل من خدماتنا" في حين تقول كاتز "المعلومات التي نقدمها من افضل النوعيات ولا تضاهى بدقتها"
تحاول كاتز دائما تسويق نفسها باعتبارها تفهم (الأرهابيين) أفضل من غيرها وبهذه الطريقة (تثرم البصل) براس الأمريكيين. وكمثال على ذلك ربما تذكرون رسالة أيمن الظواهري الملفقة التي اذاعتها السلطات الأمريكية في العراق في 8/10/2005 (قبل الاستفتاء على الدستور في 15 تشرين اول 2005 بأيام)، وقالت المصادر الأمريكية في وقتها انها اكتشفت الرسالة وهي شخصية موجهة من الظواهري الى الزرقاوي !! كانت الرسالة تذكر الشعب العراقي بصحة كل البروباغندا الأمريكية عن القاعدة في العراق، والخبر كان يقول بالنص (كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية عن حصول بلاده على رسالة خطية من الرجل الثاني بتنظيم القاعدة أيمن الظواهري إلى زعيم التنظيم بالعراق أبو مصعب الزرقاوي، بشأن أساليب شن الهجمات في العراق.
وذكر بريان ويتمان في تصريحات نقلتها رويترز أن الظواهري نصح في رسالته المسلحين في العراق بتفادي تفجير المساجد وذبح الرهائن والكف عن قتل الشيعة، لأن مثل هذه الأساليب تستعدي جماهير المسلمين.
وأضاف أن الظواهري وجّه في الرسالة أيضا نداء إلى الزرقاوي طلبا لدعم مالي. وقال أيضا إن الظواهري سلم بالهزيمة في أفغانستان وبأن التنظيم خسر الكثير من قادته الرئيسيين، وأن خطوط الاتصالات والتمويل تعطلت بشكل خطير على حد تعبير المتحدث الأميركي.
وأوضح المسؤول الأميركي أن واشنطن تأكدت من صحة الرسالة، لكنه رفض أن يوضح متى أو أين وكيف حصلت عليها واشنطن وذلك "حماية للمصادر والأساليب المستخدمة".
واعتبر ويتمان أن الرسالة تبرز أن من سماهم المتطرفين الإسلاميين يهدفون إلي إيجاد دولة إسلامية موسعة مركزها العراق وتمتد إلى دول إسلامية مجاورة، رغم أنه امتنع عن الكشف عن الدول التي ذكرت بالرسالة.)
كل الذين استمعوا في حينها الى الرسالة شككوا في صحتها ، حتى ان قناة الجزيرة في حينها خصصت حلقة لمناقشتها وقد استقدمت متحدث باسم القوات المركزية الامريكية من دبي اسمه اريك كلارك وسأله مقدم البرنامج :
- ما الذي يجزم بأن هذه الرسالة صحيحة؟

(إريك كلارك- المتحدث باسم القوات المركزية الأميركية: بإمكاني أن أقول إن القوات الأميركية والقوات العراقية في العراق استطاعت أن تؤكد ذلك من خلال التحقيقات والاستجوابات التي تؤدي غالبا إلى معلومات مهمة حول قادة التمرد وقد استطعنا الحصول على هذه الرسالة بين الظواهري والزرقاوي ومن خلال المعلومات الاستخبارية التي نجمعها ومن خلال المعلومات القيّمة التي نستقيها منها توصلنا إلى قرار بإطلاق سراحها لأن الشعب في العراق يحتاج إلى أن يعرف ماذا تريد القاعدة لبلدهم؟ يريدوا أن يعود إلى ماضي من القمع والاستبداد والتطرف والإفلاس ورأينا أنه من المهم بما كان للشعب العراقي أن يفهم ماذا تريد القاعدة أن تفعل وأن تأخذ البلد رهينة وتعرض مستقبله للخطر وهو أمر لا يريده الشعب العراقي لأنه يريد الرخاء والديمقراطية والاستقرار.)
هل ترون ؟ انه يعدد الاسباب الدعائية التي جعلت الامريكان يلفقون هذه الرسالة . وفي رد على سؤال آخر يقول :
(إريك كلارك: من الواضح أن القاعدة لها سمعة ونمط سلوكي بنشر الدعاية والأكاذيب ورأينا ذلك في الأسبوع الماضي عندما قالوا إنهم ألقوا القبض على اثنين من مشاة البحرية وهذا محض أكاذيب، القاعدة تدرك أنها عسكريا لن تكسب هذه المعركة ولن تلحق الهزيمة بالقوات العراقية ولا القوات الأميركية ولا شركائها في التحالف، عسكريا يعلمون أنهم لا فرصة لديهم لتحقيق النصر ولكن ما يؤمنون به هو أن بإمكانهم أن يكسبوا الحرب إعلاميا وحرب المفاهيم وأن يؤثروا في وسائل الإعلام وأن يزرعوا الخوف في قلوب وعقول المواطنين العراقيين وفي الحقيقة المواطنون العراقيون أظهروا شجاعة فائقة وتصديا لهذا التمرد وقالوا لهم إنكم لن تكسبوا هذه الحرب الإعلامية ويوم السبت سيثبتون ذلك عندما يذهبون إلى صناديق الاقتراع للتصويت على الدستور والمواطن العراقي سيُظهر مرة ثانية إنه يقف من أجل عراق جديد يعمه الأمن والاستقرار والسلام.)
وربما يذكر القاريء انه قبل انتخاب بوش للمرة الثانية ، وكان خائفا من خسارتها، ظهر بن لادن في شريط ملفق آخر ليرهب الشعب الأمريكي ليندفع لانتخاب بوش وهذا ماحدث. وهاهو الظواهري في رسالة غير مباشرة (وهي حركة تبدو ذكية من المزيفين) قبل استفتاء العراقيين على الدستور وتذكرون انه كان هناك ايضا لغط بين الشعب العراقي على الدستور. ياللمصادفة.
وبعد تشكيك الكثيرين بالرسالة نشرت ريتا كاتز (وعلى الأكثر هي ملفقة الرسالة وسأقول لكم كيف) مقالة بتاريخ 21 تشرين اول 2005 بعنوان (انها حقيقية) تقول فيها :
(في 8 تشرين اول 2005 كشفت الحكومة الامريكية رسالة يقال انها للدكتور ايمن الظواهري نائب اسامة بن لادن الى "امير القاعدة في العراق" أبو مصعب الزرقاوي. وقد تم التشكيك على نطاق واسع بصدقية الرسالة كما نقلت وكالة رويترز في 14 تشرين اول "قال مسؤولون استخباراتيون امريكان كشفوا عن رسالة يفترض انها من قائد في القاعدة الى قائد التمرد العراقي (!!) ابو مصعب الزرقاوي هذا الاسبوع ، انهم لا يستطيعون تفسير فقرة اثارت شكوكا في صدقية الوثيقة"
ونشرت لوس انجليس تايمز مقالة بعنوان (رسالة مزيفة ، مشاكل حقيقية) قالت فيها "هناك اسباب تدعو الى الشك في صدقيتها" ويبدو ان الفقرة التي اثارت كل هذا التشكيك هي التي تأتي في نهاية الرسالة وتقول " بالله اذا انـــك رايــــح (الـفـلـوجـة) سلم على ابو مصعـب الزرقـاوي" فإذا كانت الرسالة مكتوبة من الظواهري الى الزرقاوي ، كما يقول التقرير، لماذا يطلب السابق من الأخير ان يرسل تحياته الى نفسه؟ كيف ينسى الظواهري ، الكاتب المفترض للرسالة ، انه يوجهها الى الزرقاوي؟" ورغم هذا التشكيك وشكوك مماثلة ، نقلت رويترز عن متحدث باسم جون نيغروبونتي مدير الاستخبارات القومية الامريكي ، تأكيده بأن فقرة التحية هذه تبدو محيرة رغم ان اجهزة المخابرات واثقة من مصداقية الرسالة .
ان ممثلي وسائل الاعلام ومسؤولي الحكومة الامريكية والخبراء الذين شككوا في مصداقية الرسالة قد قفزوا على النتيجة الخطأ، لأن التحية في نهاية الرسالة في الواقع هي التي تؤكد بقوة مصداقيتها. إن ما يفتقر اليه هؤلاء الخبراء هو معرفة المفردات الدارجة في مجتمع الجهاديين .( هنا تستعرض قابليتها).
منذ تشرين ثاني 2004، بعد معارك قوات التحالف في الفلوجة بدأ الجهاديون على الانترنيت في استخدام شعارات مستعارة من قصيدة . القصيدة تتضمن هذه الابيات .
(حسب ترجمة كاتز )
It will be destroyed on the arrogant son of an arrogant
You who rule countries by his infidels
You can kill flies with chemicals
You who are riding the fast thing
By Allah, where are you going to?
If you are going to Fallujah
Send my regards to Abu Musab al-Zarqawi)

++اسمحوا لعشتار العراقية الآن بفاصل اعتراضي لمناقشة هذه الترجمة لقصيدة شاعر سعودي اسمه سعيد الغامدي (وقد توفي في 2006 بعد بحادث مروري ) بعنوان الفلوجة منها هذه الأبيات التي ترجمتها كاتز منقوصة :
و(البيت الابيض) وإن علاّ ببروجه
ينـهـد فــوق الـغـاوي ابــن الـغـاوي
الـلــي تـحـكـم فــالــدول بـعـلـوجـه
رش الـذبــاب يـــرش بالـكـيـمـاوي
يـا هيـه يالـلـي راكــب المسـروجـه
بالله ويـــن مـــن الـمـنـازل نــــاوي
بالله اذا انـــك رايــــح (الـفـلـوجـة)
سلم على (ابو مصعـب الزرقـاوي)
وترون أن الترجمة مغلوطة وانتقائية ، حيث لو قرأت النص الانجليزي كما جاء بمقالة كاتز ، لظننت ان الشاعر يخاطب المجاهدين ان يرشوا الكفار بالكيماوي، وحقيقة المعنى حسب ابيات سابقة لم أدرجها، يدعو الشاعر الله القوي أن يهد البيت الأبيض على صاحبه الذي فعل كذا وكذا. وفي حين أن القصيدة ليس فيها المخاطب (You) الا في البيتين الاخيرين من (ياهية ياللي راكب المسروجة) ، لكنها في ترجمتها تضع كلمة (انت) في كل الابيات السابقة بحيث تضيع المعنى. كما انها تخطيء في ترجمة (رش الذباب يرش بالكيماوي) وتعني ان بوش كان يرش الناس بالكيماوي وكأنه يرش الذباب. أما ترجمتها فكانت (يمكنك ان ترش الذباب بالكيماوي)، كما لم تعرف ترجمة كلمة (المسروجة) فترجمتها (الشيء السريع) في حين انها الفرس او الخيل بشكل عام. واكثر شيء اثارة للسخرية انها ترجمت كلمة (علوج) على انها (كفار) infidels، لأنها تظن أن المسلمين لابد أن يستخدموا هذه الكلمة في وصف الغزاة. في حين ان محمد سعيد الصحاف لم يكن يقصد بها ذلك ، ويمكنكم العودة الى أي معجم عربي لمعرفة معنى (العلوج) .
هذه هي الترجمة (الدقيقة) التي تضحك بها على وسائل الاعلام وعلى اجهزة الاستخبارات وتتباهى بأنه ليس مثلها ولايمكن مضاهاتها وتتقاضى عنها حفنات الدولارات.
نعود الى بقية مقالتها:
(انتشرت القصيدة في الدوائر الجهادية وقد تبادلها وناقشها المئات من اعضاء المنتديات . وبسبب ذيوع القصيدة وضعت لها موسيقى ووضعت لها روابط على المواقع والمنتديات ايضا وبعض الاعضاء استخدموا جملة "بالله إذا انك رايح الفلوجة سلم على ابو مصعب الزرقاوي" كشعار في بدء وإنهاء الرسائل كما في رسالة الظواهري. والجملة التي انهى الظواهري فيها رسالته هي في الواقع تضمين هذا الشعار مما يعني انه مطلع تماما على التطورات في جهاد الانترنيت.)
وتنهي كاتز مقالتها بضربة دعائية تلجأ اليها دائما لتسويق بضاعتها:
(ان التأويل الخاطيء للرسالة هو مثال نموذجي على استمرار الفهم السطحي لشبكة القاعدة واساليبها مما يتسبب في تعريض الحرب على الارهاب الى الخطر. ان الاستنتاجات الخاطئة القائمة على معلومات جزئية او غير صحيحة يمكن ان تؤدي الى قرارات وتكتيكات وستراتيجيات خاطئة . ان العراك على هذه الرسالة هو خبر سيء يعني ان الغرب لا يعرف عدوه)
طبعا هي التي تعرف!! وأقطع ذراعي إن لم تكن قد لفقت هي نفسها تلك الرسالة وسربتها كالعادة الى البيت الأبيض او الأجهزة الأمنية ، ولزيادة (مصداقية) الرسالة في نظرها ضمنتها الشعار المستمد من القصيدة والذي قد رأت بعض شباب الانترنيت الغرير يتبادله ، فظنت أن الظواهري لابد أن يستخدمه في أدبياته ايضا. وقد ساءها طبعا ان المحللين الكبار لم يفهموا ذلك الشعار ، فكان لابد لها من أن تفسره لهم ، وتثبت انه هو وليس غيره مايؤكد مصداقية الرسالة . وهكذا وقعت في مطب يقع فيه كل الكذابين.
في المرة القادمة عزيزتي كاتز .. استخدمي لغة يفهمها زبائنك في الحكومة الأمريكية . يعني ماكو داعي لكل هذه الفذلكة لأن المثل يقول اذا التلفيق زاد عن حده انقلب ضده ! شنو يعني فذلكة ؟ انها ببساطة تعني "الشيطان في التفاصيل" أو كما تقولون بلغتكم The devil in the details ، ألم ينصحك أحد انك اذا كذبت ابتعدي عن التفاصيل؟
في أمثالنا العراقية والعربية هناك مثل يقول "اللي جوة ابطه عنز يمعمع" أو "اللي على راسه بطحة يحسس" وامثال اخرى بهذا المعنى. لقد لاحظت أن الست ريتا كلما ظهر شريط لبن لادن او للظواهري وشكك فيه الناس ، تسارع الى محاولة محو الشك بتفسير يثير السخرية ويزيد من ريبتنا بأنها هي مصدر ذلك الشريط، أي إنها لو لم تكن هي مصدر التلفيق، فلماذا تتعب نفسها بالبحث عن تفسيرات، ولماذا لا تشكك هي ايضا في ما يشكك فيه الناس؟ وكما رأينا في شريط بن لادن 2007 حين سارعت الى تفسير أن سواد لحيته هو بسبب عادة المسلمين صبغ لحاهم .. مع انه قبل ذلك لم يصبغ كما انه ظهر بعدها في اشرطة مفبركة ايضا ولحيته بيضاء ، وهنا في شريط الظواهري راحت تفسر جملة مقحمة على رسالة الظواهري المفبركة بأنها شعار انترنيتي تستخدمه المنتديات ولابد أن الظواهري (لو كان مثل هذا الرجل مازال حيا) عنده الوقت والرفاهية لقضاء ساعات يومه وليله على الانترنيت.
انتظروني .. فما زال في هذه الحكاية حلقات.
++* التشكيك في شريط 2007 ليس بسبب لون اللحية فقط وانما هناك من الخبراء في اعمال الفوتوشوب من استطاع اثبات ان فيلم الفيديو كان عبارة عن لقطات متحركة وثابتة مدمجة مع بعضها وان اشارات بن لادن في خطابه الى احداث وقعت قريبا من تلك الفترة (لإثبات ان خطابه حديث) كانت تلك الاشارات تأتي مع الصور الثابتة وليس التي يتحرك فيها فمه في الجزء المتحرك من الفيديو ، واشياء فنية اخرى لمن يريد زيادة الاطلاع اضغط هنا.