"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

13‏/1‏/2009

مترجم الاحتلال: نساء المحتل

بقلم : عشتار العراقية

عبر التاريخ، وأثناء الغزوات والاحتلالات، يكون همّ الناس في البلاد المنكوبة اخفاء بناتهن ونسائهن عن أعين الغزاة، لأن أغتصاب النساء يواكب اغتصاب الأرض. السبي كان دائما سمة من سمات كل الحروب القديمة. وفي العصر الحديث لم يحدث أي احتلال بدون أن تغتصب شرائح من النساء أو يجبرن على بيع أجسادهن بسبب الترمل والفاقة والعوز التي يأتي بها الغزو. أول ضحايا الحروب هن النساء، وكأن الإغتصاب هي الوسيلة لتأكيد اخضاع السكان أو لإظهار قوة وتفوق المحتل.

أثناء الإحتلال البريطاني للعراق في الثلث الأول من القرن العشرين، وقبل ان يدخل البريطانيون العراق ، بدأ الناس يحبسون بناتهن في غرف يسمرونها بالألواح الخشبية.

في الإحتلال الأمريكي ، ذهبت بناتنا بأرجلهن الى القواعد الأمريكية.

وقد أفضت في المقالات السابقة في وصف حال المتعاونين من المترجمين الذكور الذين يخرجون من عباءة الوطن ما أن يضعوا خوذة العسكري الأمريكي ، وكيف ان صلته تنقطع نفسيا وعقليا وبعد ذلك حتى جسديا عن العراق، ويصبح على ذمة أمريكا، ويقع في ورطة مابعدها ورطة، فلا هو يستطيع العودة الى وطنه بعد أن دمغ بالخيانة والعمالة، واصبحت حياته في خطر، ولا هو يجد الحماية الحقيقية من الأمريكان الذين يسعى بشتى السبل لإرضائهم وابداء الولاء لهم.

فكيف يكون حال المتورطات بالتعاون مع المحتل؟ أن الدمغة هنا تصبح مزدوجة: بيع الوطن وبيع الشرف. وربما في العقلية العراقية والعربية، يتقدم العار الثاني على العار الأول، وكأن الوطن ليس شرفا ينبغي الحفاظ عليه.

بعد أن يقع المترجم /المترجمة في فخ التعاون مع العدو بإرادته ، يصبح عمله بعد ذلك نوعا من الإذعان وسلب الإرادة. يصبح مجبرا على وضع لم يحسب كل احتمالاته، ويوما بعد يوم، يصبح التراجع صعبا، ثم مستحيلا. يصبح وجوده داخل المعسكرات مسألة بقاء على قيد الحياة وليس مجرد عمل مؤقت يعتاش منه.

(اما موضوع المترجمات فهو مثير وغريب، فهناك انتقادات كثيرة وجهت وتوجه الى المترجمات العراقيات اللواتي جازفن للعمل مع القوات الامريكية، بل تجرأ بعضهن الى مرافقة الجنود في جولاتهم الميدانية في الشوارع والاسواق وكثيرا ما صادفنا سيارة امريكية وهي تحمل مترجمة عراقية شابة تقوم بالترجمة لهم.. بعض المترجمات اظهرن تجاوبا كبيرا ورغبة جمة للعمل مع الامريكيين بل قام البعض منهن بارتداء قميص عسكري امريكي مع قبعة عسكرية امريكية ايضا والبعض ارتدين ملابس لا تتلاءم مع المجتمع العراقي وتقاليده، و تحررهن هذا قد انعكس على طريقة تعاملهن مع المواطنين حيث هذا النمط من المترجمات يتصف غالبيتهن بالاسلوب الجاف مع عموم المواطنين ويؤمن دائما بوجهات النظر الامريكية ..فقد شكا عدد من الموظفين العاملين في المجمع النفطي من سلوكيات احدى المترجمات المرافقات للامريكان ومن اسلوبها الفظ مع الموظفين.

وقالت مترجمة تعمل في احدى مقرات القوات الامريكية بان ثلاثة ارباع المترجمات يتغير سلوكهن بمجرد العمل مع القوات الامريكية ويعتقدن أنهن في موضع القوة) موقع اليوم www.alyaum.com في 28/4/2004

في بداية هذه السلسلة تحدثت عن مرور شركات توظيف المرتزقة على الجامعات العراقية وخاصة أقسام اللغة الأنجليزية ، في حزيران 2003 لترغيب الطلبة والطالبات (والاصرار على توظيف الطالبات) للتعاون مع المحتل. وقد نبهني أخ عراقي فاضل على أن عملية اصطياد البشر هذه بدأت في نفس اسبوع احتلال بغداد، من خلال الجامعات والمستشفيات التعليمية وأماكن تجمع اخرى.

لماذا كان اصرار شركات المرتزقة على توظيف الفتيات في القواعد العسكرية حينذاك؟ تذكروا كان ذلك في نفس اسبوع الإحتلال، والجيش الأمريكي قادم بمفهوم ان هذه بلاد عربية اسلامية (متخلفة) وأن نساءها لاحقوق لهن وما الى ذلك من الدعايات المضللة ، بل ان بوش كان قد صرح في اكثر من مرة انه ذاهب الى العراق – كما في افغانستان- لتحرير المرأة ! وفي ذلك الحين ، في البدايات، لم تكن قد نشأت مشكلة (تفتيش النساء العراقيات) والحاجة الى نساء يقمن بذلك، كما لم يكن المفروض أن تخرج (المترجمات) في دوريات او الوقوف في نقاط التفتيش، وانما كانت المهمة تنحصر داخل القواعد. لماذا إذن الاصرار على توظيف النساء؟ ما الفرق الذي ستحدثه المرأة العراقية في القواعد الأمريكية ؟

قبل الوصول الى جواب، دعوني استعرض معكم ماتوفر من معلومات عن حياة بعض المترجمات في القواعد، علما ان البركة في هذه المعلومات هي من الجنود او الصحفيين الأجانب الذين زاروا القواعد واختلطوا بالمترجمات، ونشروا صور بعضهن واسماءهن بدون تحفظ. فما أقوله ليس سرا ، وانما هي معلومات عامة منشورة على الانترنيت.

حكاية المترجمة أنسام:

على مدى اربع سنوات عاشت امرأة عراقية شابة بين المارينز الامريكان في اكثر المناطق خطورة في العراق . كانت تتناول كل وجبات طعامها في المطعم ، وكل ملابسها مشتراة من القاعدة . تخاطر بحياتها الى جانب المارينز وتصلي في كنييستهم كل احد وتحزن لقتلاهم وكأنها جزء من العائلة .

أنسام عمرها 34 سنة وقد شهدت وعملت مع 6 وجبات من المارينز في معسكر الفلوجة .

مات والد انسام وكان مدرس لغة انجليزية من عشيرة الدليم ، من نوبة قلبية في 1993 ، وقتلت امها واخواتها الصغار الاربعة في اول اسبوع من الحرب . وابوها كان قد تزوج والدتها المسيحية وغضبت عليه العائلة وطرده ابوه ، فتحول الى الديانة المسيحية ، وقد اضطرت انسام في سن 18 الى الزواج من رجل يكبرها بعشرين سنة وعاشت معه عشر سنوات لأنه كان يصرف على امها واخواتها الاربع. بعد الاحتلال قتلت قذيفة امها وشقيقاتها ، وظلت انسام وحدها بدون وسيلة للعيش وهكذا اخذت تبحث عن عمل. وعلى باب فندق وجدت اعلانا عن وظيفة لمتحدث انجليزي مع القوات الامريكية وقد تقدمت وقبلت في الحال وكان اجرها 5 دولارات في اليوم اضافة الى السكن. وتقول عن مهامها انها كانت تخرج معهم "تقرأ لهم الاشارات وتدلهم على الطرق المختصرة وترسم لهم خرائط للطرق فقد كانت تعرف بغداد جيدا." ساعدها الجنود بعد ذلك على ان تجد عملا بالترجمة مع شركة تايتان. وفي شباط 2004 ارسلت الى معسكر الفلوجة.

وقد علقت صورها واسمها الكامل على الجوامع في الفلوجة وتسلمت تهديدات على هاتفها من المقاومة . ولهذا فهي لا تترك القاعدة ابدا وتعمل لمدة 12 ساعة طوال ايام الاسبوع .لم يعد لها مكان تذهب اليه.

من أجل الحصول على اقامة لجوء في الولايات المتحدة كتب العديد من الضباط الذين عملت معهم توصيات كان احداها ملفتا للنظر من العريف برومبو Brumbaugh ويقول فيها عن جهود انسام في اعتقال رجل تلفظ بتهديدات ضد قوات (التحالف) قائلا في توصيته " ان شجاعتها في التعرض للخطر ساعدت قوات التحالف بشكل كبير على اعتقال متمرد مشتبه به"

من السطور أعلاه نرى ان مهام أنسام لم تكن الترجمة فقط وإنما الارشاد الى الطرق ورسم الخرائط، والإبلاغ عن الناس لاعتقالهم. كما كانت هناك مهام اخرى أغربها هو التمثيل أمام المصورين أيام الانتخابات باعتبارها انسانة عادية من أهل الفلوجة راحت تنتخب في 15/12/2005 .

انظروا هذه الصور التي وضعها (زملاؤها) الضباط على الانترنيت. في الصورة هنا انسام جالسة بالشورت مع أصدقائها في جلسة (عائلية)،



وهنا أنسام في صورة تذكارية للاخوة بينها والزملاء المارينز !



وفجأة انسام ترتدي الملابس المحتشمة وتذهب للتصويت .

ويقول الشرح على الصورة التي التقطها مصور متحمس للديمقراطية في العراق "مواطنة من الفلوجة ترمي صوتها في الانتخابات"



ولكن آخ .. وآخ من لكن .. احد زملائها الضباط انشأ مدونة يكتب فيها نضالاتهم في الفلوجة ونشر صورة انسام وهي تنتخب بالشرح الحقيقي:



(أنسام شهاب احمد مترجمة في مركز العمليات العسكرية المدنية في الفلوجة تنتخب في 15 ديسمبر 2005)

طيب انها حتى لم تكن من أهل الفلوجة لأنها عاشت طوال حياتها في حي الأعظمية.

على العموم لاضرر من ذكر اسمها الآن لأنها خرجت الى الأردن منذ سنتين وهي على الأكثر في الولايات المتحدة الان.

المصدر- صحف ماكلاتشي - حنا علام 2007)

**

رويدة

نشرت قصتها بعنوان (المرأة العراقية التي اصبحت صديقة للجنود الأمريكان)

رويدة الشمري (33 سنة) عملت مترجمة مع الكتيبة الثالثة التابعة لفوج المدفعية الميدانية 82 في وسط بغداد وقتلت وهي في طريقها الى القاعدة .

كان اسمها في القاعدة (سالي) . لا احد يعرف اين تعلمت الانجليزية . لها شقيق يعيش في كندا. كانت اصلا تعمل كوافيرة . عملت اولا مع وحدة الجيش التي سبقت هذه في القاعدة كانت الكتيبة الرابعة التابعة للمدفعية الميدانية الاولى التابعة للفرقة المدرعة الاولى . وكانت قد بدأت العلاقة حين حيت دورية للكتيبة وهي تمر بها ، فتوقفوا وعرضوا عليها العمل مترجمة، وكان اجرها حوالي 400 دولار في الشهر.

كانت مرة في دورية مع القوات ورأت رجلا يسحب مسدسا وعلى وشك ان يصوب نحو امريكي فحاولت ان تدفع الامريكي عن الطريق بحيث اصابت الطلقة بطنها. كانت تقوم بأكثر من الترجمة . فحين كانت ترى ان العراقيين يكذبون او يحاولون ان يغشوا الامريكان كانت تنبه الامريكان الى ذلك .

يقول الجنود في مدحها انها كانت اكثر من مترجمة "كانت واحدة منا" حين يمرض احدنا تطبخ له حساء خاصا.

كانت ام وحيدة تركها زوجها بعد ولادة ابنتها . وقد ارسلت ابنتها ذات 10 سنوات الى الاردن لتعيش مع اختها . وكان الجنود يغازلونها ويسألونها اذا كانت تريد ان تتزوج امريكيا فتجيب "وكم من المال سوف تعطيني ؟"

**

(سالي) اخرى(28 سنة) طردها زوجها وأخذ اولاها الأربعة بسبب عملها مع الأمريكان. ومع هذا فضلت الاستمرار مع القوات الأمريكية وتعتبر ما فعلته تضحية في سبيل مساعدة (شعبها) . تحولت الى الديانة المسيحية مؤخرا . وتأمل ان تسافر الى أمريكا.

http://www.defenselink.mil/news/newsarticle.aspx?id=25244

**

جينا

عمرها 35 سنة . كانت مدرسة سابقا وجدت عملا مع طاقم شبكة سي بي اس للاخبار. وقبل 3 شهور تقدمت لوظيفة مترجمة مع الجيش الأمريكي .

كمعلمة كان راتبها 250 دولارا في الشهر الان 800 دولار.

عينت في الكتيبة الثانية فوج المشاة 121، اللواء 48 وكلهم ذكور. وجودها مهم للجنود حين يريدون التحدث مع نساء عراقيات.

تقول عن عملها "اكذب لو قلت لكم اني افعل هذا العمل لأني احب وطني. انا هنا لأن هذا عملا احب ان اقوم به" .

**

ملك

(34 سنة ) من كربلاء . من اسرة ميسورة الحال، تتقن الانجليزية والبولندية والايطالية من ايام الجامعة . "عملي كمترجمة هيأني لهذا العمل" تبيع الآن جسدها في عمان مقابل 100 دينار في الليلة. . لم تكن ملك تعمل قبل الحرب . وحين احتل الامريكان بغداد ، بقيت وعملت في الترجمة للجيش الأمريكي مقابل 850 – 1000 دولار في الشهر. ثم هربت الى عمان خوفا من التهديدات. والقصة المعتادة : لم تجد عملا مناسبا رغم مؤهلاتها في الترجمة، واللغات العديدة التي تتقنها ، فاحترفت بيع جسدها.

ماذا يعني قولها "عملي كمترجمة هيأني لهذا العمل؟" هل ان جريان المال في يدها جعلها لا تقبل بدخل أقل؟ هل بيع الوطن يتبعه بيع الجسد؟ حيث يصبح البيع اسهل؟ أم هل تقصد انها مارست هذا العمل في القواعد الأمريكية ؟

http://www.marieclaire.com/world/news/iraqi-refugees-prostitutes-sex-2

**

نجاح 34 سنة ، قبل الاحتلال كانت متزوجة لمدة 9 سنين . عملت مع الأمريكان ثم هربت الى عمان لتعمل في الدعارة ، ثم تزوجت من شخص عراقي لايهمه عملها السابق.

**

هل كانت اذن الخدمة في القواعد تتضمن مهاما أخرى؟ لم اجد في الواقع حتى الآن (وليس معنى هذا اني بحثت كل المصادر) دليلا ثابتا. وانما هي أقوال، واستنتاجات.

مثلا قول المترجم سام الذي اشرت الى مدونته (يوميات مترجم) اكثر من مرة ، في قصة عابرة :

لم تكن هناك بطانيات في خيمتنا وهكذا ذهبت مع (د) (مترجم آخر) الى خيمة النساء للحصول على بطانيات لأنه هناك بطانيات دائما في خيمتهن.

دخل (د) في خيمة النساء وقال ان هناك مترجمة في الداخل واعتذر متفاجئا ولكنها قالت "لابأس" ثم اوشكنا على الخروج وكنت اضحك وهنا قالت " هل تعرفان أين انطونيو؟" ثم استدار (د) قائلا "لا نعرفه ولكني يمكن ان اكون مكانه اذا احتجت اي شيء؟" قالت " كلا شكرا".

بعدها قلت لصديقي (د) : انت مجنون تحاول ان تفعلها معها ؟ قال لم لا ؟ ياسام ماذا تظن؟ لماذا كانت تسأل عن انطونيو بعد منتصف الليل؟ ها؟

قلت له مع حق كانت تبحث عن (...) .(كلمة قبيحة حذفتها).

هذا رأي مترجم عراقي بمترجمة عراقية .

**

وهذه مقابلة مع افضل مراسل حربي كندي هو سكوت تايلور الذي اصدر عدة كتب حول ذكرياته عن الحروب ومنها العراق، وقد اجريت المقابلة بعد عودته من زيارة للعراق في شهر نيسان 2004

يصف الحياة داخل المنطقة الخضراء: "كما كان متوقعا هناك خمور في كل مكان ، وهناك علاقات منتشرة في كل مكان سواء اجنبي بأجنبية او اجنبي بعراقية. هناك الكثير من النساء العراقيات الجميلات جدا يأتين من اماكن اخرى في بغداد، للعمل في الترجمة والسكرتارية والمساعدات الشخصية الخ

المحاور: هل تعتقد انهن .... ؟

سكوت تايلر: هذا واضح .. لقد حصلن على وظائفهن بشكل او بآخر وعليهن ان يحافظن عليها. ولكن مما سمعت ليس هناك دعارة تديرها مافيات منظمة . الاوضاع ليست مستقرة بما يكفي لذلك .

http://www.espritdecorps.ca/new_page_160.htm

ثم يقوم نفس المحاور وهو كريستوفر دليسو بالذهاب الى تركيا ويلتقي بكردي تركي اسمه مسعود سبق له العمل مترجما لدى الأمريكان في العراق ، والمقابلة في منتهى الأهمية لأن فيها اسرارا كثيرة ولكن ما يهمنا هو هذه اللقطات :

(بعد شهرين من التواجد في القاعدة (كركوك) كان الجنود يشعرون بالاحباط والكآبة .

في القاعدة كان هناك غرفة جمناسيوم كبيرة . يمكن ان تستوعب حوالي 2000 شخص وفيها غرف صغيرة في المستوى الاعلى مثل غرف اثقال او حمامات مثلا. وكان الكثير من الجنود يستخدم تلك الغرف لممارسة الجنس مع بعضهم البعض او مع المترجمين ، وطبعا هذا ضد القوانين.

ثم يتحدث عن عدم وجود بنك في القاعدة في بداية الاحتلال مما جعلت النقود تتناقص لدى الجنود في القاعدة حتى دفع بعض المجندات لبيع انفسهن للجنود مقابل 20 دولار. Balkanalysis.comفي 17/10/2004

**

هذا حال المجندات الأمريكيات وإذا بحثنا عن الموضوع الخطير الذي بدأ يتصاعد وهو اغتصاب الجنود والمقاولين الأمنيين (التابعين لشركات مثل تايتان ودينكورب وغيرها) للمجندات والمدنيات الأمريكيات العاملات في هذه الشركات، او التحرش الجنسي بهن .

حيث أكدت تقارير سابقة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على إنهاء تحقيقات جزائية في 2227 قضية لمجندات رفعن دعوى قضائية عن تعرضهن للتحرش الجنسي من الجنود الأميركيين في العراق فضلاً عن البت في 780 حالة أخرى.

وأشارت تقارير الوزارة إلى إحصاء 2947 حالة اعتداء جنسي اشترك فيها جنود أميركيين، كما أشارت إلى ارتفاع حالات الاعتداء إلى 24 في المائة عام 2006 قياساً بالعام 2005.

والحالات تتكاثر حول الاغتصاب الجماعي للعاملات بعقود مع شركات المرتزقة . والمعروف ان العاملين في هذه الشركات يقيمون في ثكنات خاصة بهم ، وهناك قضيتان اشتهرتا العام الماضي لممرضة وموظفة تعملان مع شركتي كي بي آر ، حيث اغتصبتا ثم تم تهديدهما بعدم الابلاغ، ولكنهما استطاعا الوصول الى محامين في الولايات المتحدة . ويقول المحامي تود كيلي في شركة قانونية في هوستون ، ان شركته وحدها تتولى قضايا 15 حالة من هذه الحالات.

وتتحدث الضحايا حول كيفية قيام المغتصبين وزملائهم ورؤسائهم بعرقلة وتعطيل القضايا حتى لا تصل الى المحكمة ، وكيف يستطيعون النجاة منها ، باتهام المشتكيات بالقبول والرضا. وقد شاهدت فيلم فيديو تتحدث فيه مجندة أمريكية انها حين اشتكت مغتصبها الى آمرها في الوحدة لم يفعل شيئا فذهبت الى الاعلى منه فلم يفعل شيئا وحين وصلت الى القائد الأعلى قام باغتصابها.

فإذا كان هذا يحدث لمجندات امريكيات تدربن على الدفاع عن النفس، وعشن طوال حياتهن وهن يشعرن بالمساواة مع الرجال ، ويعرفن حقوقهن ويستطعن التصرف، ومع هذا لاتستطيع الكثيرات منهن التحدث في الموضوع او الشكوى حفاظا على الوظيفة ، فأغلب المجندات او العاملات في الشركات الأمنية الخاصة هن من طبقات فقيرة يقمن بهذا العمل لتحسين اواضاعهن المعيشية، وهن إن اشتكين ففي النهاية سوف ينتصر لهن الاهل او الاصدقاء او الشعب، ولهن وطن في كل الاحوال يمكن ان يعدن اليه اذا تركن وظائفهن. فما هو حال العراقيات اللواتي احرقن كل مراكبهن ، ويعملن رغم تهديد مواطنيهن لهن من التعاون مع المحتل، وليس لهن اذا طردن من العمل اية حقوق او اية جهة يرجعن اليها. ماذا يحدث لهن ياترى في هذه القواعد؟

هل أقول لكم شيئا آخر يصدمكم ؟ الشركات هذه التي توظف المترجمين والمترجمات هي نفسها التي تستورد وتتاجر بـ(الفتيات) لمتعة الجنود الأمريكان في القواعد. وهذا ماسوف يكون موضوع الملف القادم "الأحتلال وتجارة الرقيق" ولكن بعد أن ننتهي من هذا الملف اولا.

ربما يعلم البعض منكم شيئا عن تجارة الرقيق اثناء الحروب وفي الدول المضطربة مثل العراق ، ولكن هل تعلمون مثلا ان الفتيات والنساء الفقيرات يتم اصطيادهن باعلانات وظائف تبدو (بريئة) ؟ مترجمات – سكرتيرات – ممرضات – جليسات أطفال – مربيات – مصصفات شعر – مدرسات خصوصيات .. الخ ما تتفتق به القريحة .

هل تستغربون اذن ان بعض المترجمات وحتى المترجمين لا يعرفون اللغة الانجليزية اصلا ؟ لماذا اذن يتم اختيارهم وعلى أي اساس ؟

نفس شركة داينكورب التي يشرف عليها جنرالات بأربعة نجوم : انطوني زيني ، باري مكافري، وغيرهما كما شرحت لكم في مقالة سابقة عن اصل الشركة ، أحد الاخوة يكتب لي ليقول: لماذا اضيع وقتي في اصل وادارة الشركات . والجواب هو ان هذا أهم شيء، لنعرف الصلة بين الحروب وبين بيع النساء لأجسادهن. وهناك قول لا ادري من قاله ولكنه يبدو موجعا في واقعيته:" الانتصار في الحرب يكون بكسر إرادة العدو، والشعوب لا تقهر حتى تبدأ في بيع نسائها". فلا غرابة ان يكون جنرالات الحرب هم انفسهم سماسرة الأعراض.

الخبر بعنوان (شركة داينكورب تستخدم مركبات مصفحة لنقل المومسات في العراق) 2/5/2008

تقول كاتبة الخبر بالنص (علي ان اعترف ان هذا عنوان مثير، رغم حقيقة ان فضح هذه القضية ليس سبقا. فمثل هذا السلوك (من قبل العسكر او المقاولين الأهليين) في المناطق المحتلة ليس جديدا. فالدعارة ترافق الحروب، والحروب في الواقع تشجعها بشكل مباشر او متواطيء،اي بحار او اي جندي يقضي وقته داخل القواعد في أنحاء العالم يمكن ان يشهد على الثقافة العسكرية التي تشجع الدعارة في الدول المحتلة والمقهورة.

وتقول القصة ان احد مديري شركة داينكورب استخدم سيارة مصفحة لنقل المومسات الى فنادق تديرها الشركة في المنطقة الخضراء. ولم تكن القصة لتفتضح لولا ان احد الموظفين في الشركة قتل لأنه كان يركب سيارة عادية وهو يخوض مهمة خطرة، لأن السيارة المصفحة التي كان ينبغي ان يركبها كانت تستخدم لذلك الغرض. ولم نكن سنسمع بالقصة لولا ان أحد الوشاة من شركة متعاقدة مع داينكورب اشتكى في جلسة امام الكونغرس بتاريخ 28/4/2008.)

http://www.alternet.org/blogs/peek/83953

تعرفون من مقالاتي السابقة من هي دانكورب: انها الشركة التي تعاقد معها الجيش الأمريكي على تدريب الشرطة العراقية وادارة السجون واقامة نظام قضائي .. تعرفون الان على أي يد تدرب قضاتنا وشرطتنا وكيف تدار سجوننا. ودينكورب هي احدى الشركات المؤسسة لشركة جلوبال التي توفر ((المترجمين والمترجمات) للجنود الأعزاء المتعطشين للتعرف على الثقافة العراقية .

ومن يدير كل هذه الشركات ؟ اربعة جنرالات مخضرمون من الجيش والمارينز والقوة الجوية الامريكية . واو .. انه عالم داعر حقا .

في الحلقة المقبلة سأتناول شك الأمريكان بالمترجم العراقي ومنعه من الوصول الى أمريكا ، والحياة التعيسة التي عاشها من استطاع الوصول الى هناك.


هناك 5 تعليقات:

  1. آآآه يا رأسي ..لعنة الله عليهم دينا و اخرة ..أرجوك لا تسميهن عراقيات ..هؤلاء لا يستحقون الانتماء سوى للبلاليع التي خرجن منها..هؤلاء الساقطات الوضيعات..تموت الحرة ولا تأكل بثديها..لا تقولي جيل حصار و لا أزمات أقتصادية ..هل دول كثيرة أحسن حال أقتصاديا و هل البنغال والسيرلانكيات اللواتي يعملن بمهن متدنية وقليلة الدخل ولكن أشرف من هؤلاء العاهرات..أرجوك إفتحي ملفات الشرفاء من الصابرين والصابرات الذين ضحوا بأرواحهم و أموالهم و أمانهم في سبيل قيمهم و وطنهم .. وهنيئأ لأمريكا هؤلاء القمامات..

    سومر

    ردحذف
  2. عزيزي سومر

    لابد أن نفتح هذه الملفات لنعرف وضاعة الاحتلال ووضاعة من يحكم العراق الان ويتستر على كل هذا. علينا ان نفهم كل هذا حين نتحدث عن الاتفاقية والقواعد العسكرية. الاحتلال لابد ان يرافقه هذا الانحلال. من يبيع وطنه يبيع كل شيء بعده.

    ردحذف
  3. تحية محبة واحترام للجميع
    اولا ارجو من القارئ الكريم ان ينظر الى هذا الموضوع من كلا الجانبين ,,هناك العديد من المترجمات اللواتي فعلا اساءو الى هذه المهنة وجعلو منها وصمة عار لكل من امتهنها بعدهم ولكن ليست هذه الحقيقة كلها فلكل قاعدة شواذ وليست كل من تدعى مترجمة عديمة الاخلاق والشرف فهنالك العديد اللواتي خدمن بلدهن وشعبهن بهذا العمل ... واود ان اشارككم الحديث عن احدى الفتيات اللتي اعرفهن مشهود لها من قبل الجميع وبالاخص العراقيين حيث كانت حلقة الوصل بين الجانبين وقد مهدت الطريق للعراقيين اللذين عملت معهم للحصول على مايحتاجوه خدمة لبلدهم ..فلولا المترجم اللذي يضحي بحياته لاجل توفير لقمة العيش لاهله ولاجل ان يحقق احلامة ويصبح عضوا فعالا في بلده لولاه ماكان سيحدث برأيكم.. بعد ان يدرس ابنائنا جاهدا ليتخرج املا ان يلقى وظيفه تنتظره ينصدم بعالم الرشوه والمصالح حيث ان لم يكن عمك او احد اقاربك مديرا فأحلم ان تجد عملا...الاف الطلبة المتخرجين منذ سنين لايزالون يبحثون عن عمل وعندما لايستطيعون مزاولة اختصاصهم يبحثون عن اعمال لاعلاقة لها بالشهادة فأين المشكلة اذا ان تعمل من درست الانكليزية لاربعة او 6 سنوات كمترجمة لتطوير لغتها ولتحسين معيشتها ولخدمة بلدها بدلا من بيع جسدها لعدم توفر عمل وماادراكم انتو بكيفية محافضتها على نفسها وشرفها ..الانسان الجيد يبقى جيدا مهما احيط بمغريات ...اما بالنسبة للاخريات اللواتي اسئن الى نفسهن والى سمعة بلدهن فمالكم بهن هم من اخطئو وهم من سيعاقبون من الله على افعالهم ..اتركوالناس في حالهم وانظرو الى اخطائكم ثم حاكو غيركم

    ردحذف
  4. السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
    ردا عمن يظلم بعض المترجمات وليس كلهم..هذه قصة حقيقية عن مترجمة عراقية كانت من اعز صديقاتي اسمها هبةهي فتاة جامعية تجيد اللغة الانكليزية بطلاقة و في زمن صدام حسين تم حصولها على منحة دراسية في الولايات المتحدة و لكنها لم تذهب بسبب وفاة والدتهاواباها الكبير بالسن بعد فترة تزوج الاب و الزوجة الثانية بدأت بالحرب النفسية ضد هبةوالوالد لا يحرك ساكن فهو متقاعد و يكاد يشحذ لقمة العيش هبة على وشك التخرج من الجامعة ووالدها لايملك دينار ليعطيهااياه كمصروف بالاضافةالى اهانات الوالد و طرده المتكرر لهبة من المنزل؟وفي احد الايام التقت هبة بشاب احبته ووعدها بالزواج وكان متيسر ماديا بدأ يعطيها مصروف الجامعة و في احد الايام اهدى اليها حلي ذهبية وقال لها كلمي والدك لاني سأتقدم لكي هذا الاسبوع وبالفعل كلمت والدها واتفقوا على الموعد و فجأة الشاب يطلب ان يرى هبة في منطقة زيونة في مطعم حتى يكلمها بامر هام جدا؟ذهبت هبة فاذا به يأخذها الى شقة ويبدأ يتهمها ان لها علاقة بأحد الشباب في الجامعةوهبة تحاول ان تقنعه لكنه يبدأ بضربهاوالمصيبة الاكبر انه اغتصبهاوبدأ بتهديدها فأما ان تعمل في بيت دعارة وتعطيه المال من هذا العمل او يفضحها في الجامعة ومنطقتها؟ماذا تفعل فتاة وضعت في مثل هذا الظرف؟يستمر الشاب بالاهانات اليومية واجبارها على معاشرته اي وقت رغب بذلك و في صباح احد الايام يطلب منها اوراقها الشخصية بحجة انه يريد الزواج منها لانه شعر بالذنب لما فعل!اعطته هبة جلبت هبة الاوراق الشخصية و ذهبت معه الى اين؟لقد اخذها الى المنطقة الخضراء لكي تعمل مترجمة!تمت الموافقة على هبة للعمل كمترجمة وبدأ الشاب يطلب منها ان تعطيه 1000دولار من راتبها وكان الراتب انذاك1300دولار شهريا.ماذا تفعل الان؟اغتصبهاوهددهابالقتل والفضيحةوالعمل في بيت دعارة والان يطلب منها ان تعمل وتعطيه المال؟وافقت هبة خوفا منه وبعد ان جرى تعيينها في احدى ابعد القواعد واخطرها بنائا على طلبها هربت هبة من الشاب بدون ان يعلم عنها اي شئ!شرحت القصة للامريكان و قدموا لهاالحمايةوبدأ المترجمون العراقيين بالالتفاف حولها وكل ينسج قصة حب مختلفة لها!ماذا تفعل مع هؤلاء الذئاب؟هبة اندمجت مع واقع الحياة في القاعدة واصبحت لها علاقات مع ضباط الامريكان الى ان عملت مع وزارة الخارجية الامريكية فالكل يعرف قدراتها الرهيبة في العمل المتواصل و اللغة وترجمة الكتب والاوامر العسكريةوالوثائق..احد الضباط طلب منها الزواج ولكنها لم تقبل ففي قرارة نفسها تبقى هي عراقية وهو امريكي..فمن الان هو المضلوم ومن الضالم ؟ اليس العراقي هو الضالم اللذي تسبب لفتاة شريفة هذه المصائب من اغتصاب و تهديد وعمل مع الامريكان مما ادى الى انزلاقها في علاقات مع الامريكان! اليس كان من المفروض ان يحميها كونه عراقي؟؟ولكن الامريكان حموها و مدوا لها يد المساعدةو العراقيين مثل الذئاب يطاردونها للحصول على شئ منها؟وطبعا تنزلق مع امريكي في علاقة اليس العراقي من اغتصبها؟وهددها؟فبمن تثق الان؟بالامريكي ؟ام العراقي الشريف!!ام ترجع الى والد يطردها من المنزل وزوجة اب تحرض والدها عليها؟ كتبت قصة هبة لانها تؤلمني جدا ويكسر قلبي ما حصل لها فكانت صديقتي و فجأة اختفت لم اراها ولم تراني منذ ثلاث سنوات؟ فيا ترى ماذا حصل ل هبةالتي كانت ضحية العراقي الشريف و لعبة للامريكي؟

    ردحذف
  5. ابو ذر العربي13 فبراير 2012 في 2:27 م

    اعتقد ان عملاء امريكا العراقيين ومن كل الطوائف والقوميات مشتركون وبمحض ارادتهم في يحدث في العراق من نذالة واغتصاب وبيع للشرف والعرض وانتهاك لحقوق العراقيين جميعا
    فلا يمكن ان تثق بشخص باع وطنه ونفسه للعدو ان يحرص على شرف غيره وعرضه
    ولهذا نستطيع القول ان الذي يمارس زواج المتعه ويبيع شرفه وعرضه وو طنه لايهمه اذا اصبح الوطن محل دعاره
    وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله
    واعتقد ان المقاومة بعد انتصارها على عدوها ستبدا باعادة ترميم ما دمره الاحتلال وعملاؤه وخاصة استعادة الهدوء والامان النفسي للمواطنين العراقيين الذين ابتلوا بكل انواع البلاء والتدمير النفسي المنظم والمبرمج
    وكان الله في عون العراقيين
    ولكم تحياتي

    ردحذف