الجاسوسة البصراوية التي تراقبنا - 2

الجزء الأول هنا
بقلم : عشتار العراقية
في عام 2002 انفصلت ريتا كاتز عن ايمرسون وخرجت مع اثنين من موظفيه وهما جوش دفون وآخر. وأسسوا معهد البحث في شؤون كيانات الإرهاب الدّولي (معهد سايت SITE institute) ، وهو مؤسسة غير ربحية هدفها البحث المستمر عن أي إنتاج جهادي وترجمته وبيعه لمشتركين من وكالات استخباراتية ووسائل اعلام وشخصيات أمنية اخرى. .وفي موقعهم ذكروا مميّزات خدمة الإشتراك للحصول على المعلومات الإستخباراتية من معهد سايت كالآتي:

(يسمح لكم الإشتراك في الخدمة الإستخباراتية لمعهد سايت بالحصول على معلومات مبكّرة حول النّشاط الإرهابي للمساعدة في اقتفاء التهديدات الإرهابية ، وكمشترك يمكنك الإستفادة من:

- ترجمات فورية للدّعاية الإرهابية، موسوعات التدريب والبيانات- لوائح الإتّهام، أوامر بالتّفتيش ، ومستندات المحكمة- إتاحة فورية للإصدارات الإعلامية ذات الصّلة بالإرهاب المنشورة على الإنترنت.- ترجمات كاملة وتفريغات كتابية لرسائل قياديي الإرهابيين- العناوين الرئيسية حول الإرهاب خلال الأسبوع- الإتّجاهات المتنامية في الإستراتيجية الإرهابية، التكتيكات، الإستهداف والدّعاية.

منهجية متكاملة منقطعة النّظير!

من خلال الفحص المتواصل والمعمّق لمواقع المتطرّفين على الإنترنت، السّجلاّت العمومية وتقارير وسائل الإعلام العالمية بالإضافة إلى العمل السرّي على كلتا ضفّتي المحيط الأطلسي؛ يُحدّد معهد سايت بسرعة مذهلة الإرتباطات بين الكيانات الإرهابية وأنصارها. وحالما يتمّ التّعرّف على كيان إرهابي كامن – سواءاً من خلال البحث الدّاخلي المستمر في معهد سايت أو من خلال استعلام محدّد من طرف مستخدِمينا – يقوم معهد سايت بإجراء تحقيق شامل وموسّع حول الهدف والكيانات المنتسبة إليه ، وذلك بالتّدقيق في سجلاّت الشركات، استمارات الضّرائب، تقارير الإئتمان، أشرطة الفيديو، المشاركات الموضوعة في المنتديات الإخبارية على الإنترنت، ومواقع مملوكة بالإضافة إلى مصادر أخرى وذلك بحثاً عن مؤشّرات لنشاطات محظورة.عادة ما أسفر مثل هذا البحث عن خيوط مهمّة كانت ولا تزال باستمرار توجّهُ إلى تطبيق القانون المتعلّق بالموضوع أو إلى الوكالات الحكومية.كما نتج من مثل ذلك البحث معلومات تمّ استعمالها في التحقيقات الحكومية، غارات الإعتقال والمقاضاة داخل الولايات المتّحدة وخارجها.

سجل حافل لا يُجارى!

يعمل معهد سايت بانتظام ويوفّر معلومات مهمّة غالباً ما تكون فريدةً من نوعها للصحافيين، للمؤسّسات القانونية التي تتعقّب قضايا مدنية، كبريات الشركات، وكالات تطبيق القانون، الكونغرس الأمريكي و الكثير من الوكالات الفدرالية التي من ضمنها دائرة الأمن القومي، إدارة الخزينة، مصالح الهجرة والجنسية (آي أن أس)، الأف بي آي، الجمارك وكتابة العدل.

يزوّد معهد سايت عملائه والأطراف المهتمّة بتقارير شاملة جيّدة التوثيق عن الكيانات الإرهابية والأفراد والمنظّمات الدّاعمة لها. تجد الكثير من المقتطفات المقتبسة من تلك التقارير مكانا لها في المستندات القضائية المرفوعة ضدّ الكيانات الإرهابية وأنصارها.

مهمّة تعليمية !

يسترشد معهد سايت بمبدأ واجب كل فرد في إدراك عدوّنا وذلك بهدف التّغلّب في الحرب على الإرهاب. فبالإضافة إلى أنشطته التحقيقاتية ، يسعى معهد سايت إلى توعية الجمهور بتاريخ، أيديولوجية، تكتيكات ومناهج الإرهابيين الإسلاميين.كثيرا ما يقوم مُوظّفي معهد سايت بإجراء مقابلات خبرة والتزويد بمعلومات حول الإرهاب لفائدة كبرى وسائل الإعلام التي من بينها
New York Times, the Washington Post, the Los Angeles Times, the Chicago Tribune, the Wall Street Journal, Newsweek, and Time Magazine.
يتردّد ظهور موظّفينا على شاشاتCNN, NBC, CBS, ABC, the Fox News Channel, NPR, BBCوعلى تشكيلة أخرى من شبكات الرّاديو والتلفزيون المحلية والدّولية.

موظّفون متفانون وذوو خبرة

يمتلك الموظّفون لدى معهد سايت خبرة تمتد لسنوات حول البحث والتحليل عن شؤون الشبكات الإرهابية.تتضمّن تلك الخبرة أيضا طرق الإرهابيين في استلام وإرسال الأموال؛ الطّرق التي يتمّ بها تجنيد النشطاء الإرهابيين ؛ مصادر التمويل ووسائل الإتّصال بين الجماعات.يتميّز الباحثون في معهد سايت بإتقان لغات متعدّدة من ضمنها العربية ، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية والعبرية كما يُحافظون على شبكة لا مثيل لها من الإرتباطات والموارد.) ملاحظة عشتارية "هذه الترجمة منقولة ".

كما ترون خلف الكلمات الدعائية المنمقة أن مهمة سايت الاساسية هي مراقبة المنتديات الاسلامية والمقاومة والجهادية ولأن الست ريتا كانت متحمسة للانتقام لموت والدها من أي عربي ومسلم ولأن هذا الانتقام يأتي بالفلوس ايضا ، فقد وصل بها الحال الى المغالاة والتلفيق ووضع المصائد للمغفلين في المنتديات كما سأوضح لكم . مما نتج عنه الكثير من الاتهامات الكاذبة وقصف رقاب الشباب العربي الذي يجلس ببراءة على المنتديات وهو يتحدث عن الجهاد ويقتني افلام العمليات الجهادية ، بطريقة لا تتجاوز الانترنيت . لكن الست ريتا جعلت منهم جميعا ارهابيين محتملين ، وأوقعت بالكثير منهم بطرق سوف أشرحها لكم في حينها أقلها أنها كانت تنشيء مواقع أسلامية لاجتذاب الشباب ثم الايقاع بهم بطرق عجيبة ثم الإبلاغ عنهم خاصة اذا كانوا يعيشون في اوربا أو امريكا، وقد كشفتها بسبب غلطة (الشاطر) التي ارتكبتها معي الست ريتا، أكثر من مرة.

يصف كاتب أمريكي هو بنجامين ولاس ويلز مناصر لها بحماسة بالغة زيارته لها في مكان المعهد سايت. في مقالة نشرتها نيويوركر في 29 ايار 2006:

"في مارس زرت كاتز في مكتبها في الطابق السابع من مبنى قديم كانت ترفض أن يذكر عنوانه الصحفيون. طلبت مني ان اركب قطارا الى محطة المدينة الرئيسية ثم اهاتف مكتبها لاستلام توجيهات اخرى . في الوقت الذي وصلت الى باب سايت المغلق والذي عليه كاميرا امنية ولافتة تذكر اسم شركة غير موجودة ، توقعت ان ادخل الى مركز مليء بالمعدات ذات التقنية العالية مع خرائط لها وميض وشاشات.ولكن مركز سايت كان اشبه بمكتب صحيفة جامعية. كانت هناك ثلاث غرف. في غرفة كاتز هناك منضدة اجتماعات كبيرة ، وهناك غرفة صغيرة لمترجمين اثنين (وهناك من يعمل من المنزل نصف الوقت) وهناك غرفة فيها عدة باحثين ومتدربين في العشرينات من عمرهم يجلسون تحت صف من صور الارهابيين المطلوبين ومعظمهم عرب ملتحون . وكل شخص يركز على الموضوع الذي يبحثه. . وقد اخبرتني كاتز انها اضافت خدمة اخرى وهي مراقبة مواقع الارهابيين التي تتحدث الفرنسية ويعتمد هذا على طلبة يتكلمون الفرنسية )
كل يوم تكتشف كاتز حوالي نصف دزينة من المواضيع تجمعها من المنتديات العربية وهي تستحق توزيعها على المشتركين في معهد سايت. واحيانا كثيرة يجد الباحثون الذين يراقبون المواقع الارهابية التي تتحدث الانجليزية المزيد مثل المواضيع بعضها دعاية مثل افلام فيديو عن عمليات او بيانات اتحاد او انفصال.)

دعونا الآن نتحدث عما يحدث في المنتديات الاسلامية والجهادية التي انتشرت مثل نبات الفطر على الانترنيت . أغلبها من نوع bulletin-vb وهي منتديات سهلة التركيب والاستخدام يمكن لأي ولد مراهق أن يشغلها فنسخها موجودة مجانا على الانترنيت، وقد برع فيها شباب الخليج خاصة والان هناك الكثير من شباب العراقيين أيضا يجيدون تركيب وتشغيل هذه المنتديات. وأكثر مرتادي هذه المواقع هم من الشباب والطلاب المراهقين أو ممن لم يتجاوزا سن الشباب، اضافة الى رجال المخابرات العربية الذين يرتادون هذه المنتديات بأهداف شبيهة بأهداف الست ريتا. وتستطيع أن تتعرف عليهم من شدة حماستهم وتدينهم وحبهم الرهيب لأسامة بن لادن والظواهري والزرقاوي. كان هناك واحد من المخابرات الأردنية قد كشف في كثير من المواقع ، يتخذ اسماءا غارقة في حب القاعدة ، وكان يوزع افلام العمليات العسكرية ضد الاسرائيليين او الامريكان في العراق وأفغانستان ، وكان يأتيك بروابط الأفلام منبها الأعضاء الى ضرورة تنزيلها في اجهزة حواسيبهم قبل أن تغلق أمريكا الموقع. فيهرع الشباب الى تحميلها على حواسيبهم . وطبعا تعرفون ماذا يعني ذلك هذه الأيام فحين تداهمكم قوة شرطة سواء كنت في بلد عربي او غربي، لا يجدون دليلا عليك الا جهاز الحاسوب الذي تستخدمه، فإذا حوى مثل هذه الأفلام ، تتهم بالارهاب والتشجيع عليه وتتهم ايضا بتجنيد الشباب للقاعدة اذا قمت بارسال الافلام الى اصدقائك.

وفي الواقع أن أمريكا لم تغلق مواقع (ارهابية) ، بل ان معظم هذه المواقع تبث من سيرفرات في الولايات المتحدة ، وليس من مصلحة امريكا اقفالها، على الأقل حتى تقتات عليها الست ريتا ومن الذين على شاكلتها.

ماذا يحدث حين تدخل الست ريتا وزمرتها من الشباب سواء في مكتبها او من الذين تجندهم (حتى دون أن يعرفوا) من الشباب العربي والمسلم في كل مكان، على موقع من هذه المواقع؟

يتخذ الواحد منهم اسما انثويا أو ذكوريا ، ويضع في توقيعه صورا لبن لادن او قصائد في حب الرسول أو أي آيات قرآنية ليثبت تدينه ويضع صورا لمجاهدين ملثمين وبضعة كلمات في الاستشهاد ليثبت حماسته للعمليات (الانتحارية) . ويظل هذا العضو المدسوس نشطا في الموقع فهو يرد على كل الاسئلة ، ويرد على كل الطلبات، ويضع روابط أفلام و يفتي في مسائل دينية ، ويضع مقتطفات مما قاله الله وقاله الرسول والصحابة الخ . وأكثر من ذلك يظهر هذا العضو شطارته التقنية فيضع برامج تساعد بقية الأعضاء على تنفيذ تقنيات مهمة ، حتى يكتسب ثقة صاحب الموقع ويصبح عضوا ممتازا لا غنى عنه، فيرقيه صاحب الموقع الى مشرف. والمشرفون على الموقع انواع ، نوع يأخذ صلاحيات المدير فتكون ادارة الموقع مكشوفة له ومعلومات الأعضاء مكشوفة له، ونوع يأخذ صلاحيات أقل مثل نشر المواضيع وحذفها الخ ولكن بدون الدخول على الإدارة. عادة يصل العضو المندس الى الصلاحيات الشاملة لأنه أثبت جدارته وصار يريح صاحب الموقع بالعمل نيابة عنه. وهذا تجدونه في الواقع في كل المنتديات. الاختراق تام لكل المنتديات التي تتخذ صبغة اسلامية او جهادية .
يقول الكاتب المشار اليه أعلاه ويلز نقلا عن أحد العاملين في سايت قوله قبل سنة قال أحد العاملين في سايت وتحت اسم مستعار بالانضمام الى منتدى جهادي مهم ومن بين اشياء اخرى كان المنتدى مقصد الانتحاريين. ولمدة عدة اشهر تظاهر الموظف بأنه احد الجهاديين وكان يشترك في الحديث ويراقب الاعضاء الاخرين الذين ينشرون موادا مرعبة مثل (وصابا) قبل الانتحار. كما قام الموظف بنشر تقنية معينة من أجل أن يستمر المنتدى وهكذا جذب ثقة الاخرين ، وشيئا فشيئا اكتسب ثقة الويبماستر للموقع الذي اعجب بمهاراته الكومبيوترية فعينه مشرفا وله حق الحصول على عناوين البريد الالكتروني للاعضاء الاخرين ومعلومات عنهم .

في المقالة التالية سوف أعرض عليكم كيف أقامت ريتا موقعا إسلاميا اجتذبت اليه شبابا مسلما وكيف عرفت عنهم كل شيء وكيف شغلتهم في خدمتها بدون أن يعرفوا .

فحين تكون شغلتك التي تكسب بها معيشتك هي (الارهاب) ، يكون عليك أن تخلقه .. أليس كذلك ؟

 الجزء الثالث هنا