تحليل شخصية الفرد العراقي

وصف الإمام علي العراقيين بأنهم أهل شقاق ونفاق، و د. علي الوردي يقول ان الفرد العراقي ليس منافقا ولكن تتنازعه البداوة (الشجاعة والاقدام لأن البدوي ليس لديه المنزل والممتلكات الثابتة التي يخشى عليها) والفلاحة (التي قامت عليها المدن والحضارة، والتي من صفاتها الخنوع والخضوع خوفا على الممتلكات وزيادة الثروات) مما جعل العراقي يتصف بالعنتريات والجعجعة (كل مابقي من البداوة) في كل وقت، والنكوص والخنوع والاستسلام للأمر الواقع في وقت الجد.

هل هذا يفسر حالة الشعب العراقي الآن؟ تداس كرامته وهو ساكت، يغتصب وهو راض، يقتل أهله وهو سعيد بأنه مازال على قيد الحياة؟ يرى الظلم فيسكت؟ يحرم من الماء النظيف والكهرباء فيحمد الله على كل شيء؟ لايجد لقمة عيشه فيبحث عنها في المزابل؟ يرى العدو المحتل يقتحم داره ، فيطير فرحا لفرصة تدريب لغته الانجليزية؟ يرى نفس العملاء الذين تداولوا عليه منذ 2003 وهم يلوكون الكذب، ويعرف انه الكذب ولكنه يستمع مبهورا ويزحف على بطنه لانتخابهم مرات ومرات؟ يهرع الى ميكروفونات الإذاعات المتجولة ليقول متشكيا : ماكو .. ماكو .. ماكو .. ثم يعود الى حياته البائسة.

ماكو شعب حي !

* اللوحة من أعمال الفنانة العراقية نزيهة سليم