"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

23‏/3‏/2010

خطة أمريكا : صناعة الإرهاب للتحريض على الإرهاب !

صورة قاتل : الجنرال ستانلي ماك كريستال


بقلم : عشتار العراقيةقد تكون هذه المقالة من أصعب المقالات التي كتبتها، لازدحامها بأسماء الأشخاص والمشاريع وتشابكهما. هذه هي الجزء الثالث من مقالة حول الاعلام والحرب النفسية والتجسس والاغتيالات (*) وكلها تنبع من منبع واحد وتصب في مصب واحد. ولكن لأن الجهات التي خلفها تحاول أن تشوش وتعمي العيون على الصلة والعلاقة ، لهذا أجد صعوبة في توضيح ما توصلت اليه من تحقيقات.
ولكن ربما يسهل علينا الأمر هذا النص:
( عام 2002 ادارت هيئة العِلم الدفاعي التابعة للبنتاغون دراسة حول العمليات الخاصة والقوات المشتركة دعما لمكافحة الارهاب " وقد تسرب جزء من الوثيقة لموقع (اتحاد العلماء الامريكان fas الذي ينشر الوثائق المسربة) وحسب الوثيقة تتكون "الحرب على الارهاب" من "عدو ملتزم وواسع الحيلة ومنتشر عالميا مع قدرة ستراتيجية" والذي سيتطلب من الولايات المتحدة ان تشتبك في (حرب طويلة وفي احيان عنيفة وبلا حدود). وكما وصفت صحيفة اسيا تايمز هذه الوثيقة فإنها تضع خارطة طريق امام الولايات المتحدة "لمحاربة النار بالنار" و"كثير من المقترحات تبدو وكأنها تدفع بالجيش الى مجال كان تقليديا من ضمن مهام السي آي أي ، مما يثير الاسئلة حول ما اذا كانت هذه المهمات خاضعة الى نفس التقييدات القانونية المفروضة على نشاطات السي آي أي "وطبقا لرئيس هيئة العلم الدفاعي فإن " السي آي أي تنفذ الخطط ولكنها تستخدم ارصدة وإمكانيات وزارة الدفاع".

وبشكل خاص " تنصح الخطة بخلق نشاط داعم استخباري متفوق ، بشكل منظمة تسميها مجموعة العمليات السابقة الوقائية ، واختصارها P2OG من اجل تنسيق العمليات السرية المخابراتية والعسكرية ، وحرب المعلومات، والمخابرات والسرية والخداع.

على سبيل المثال ، يمكن للبنتاغون والسي آي أي العمل معا لتصعيد الإعتماد على المخابرات البشرية HUMINT (اي المخبرين وهو ما يجري في العراق) والحضور العملياتي المتقدم واستخدام قدرات تقنية جديدة" والغرض من هذه المجموعة سيكون "لتحريض رد الفعل" بين الارهابيين والدول التي تملك اسلحة دمار شامل ، بمعنى انها سوف تحرض الخلايا الارهابية للعمل مما يعطي مبررا لرد فعل سريع من القوات الأمريكية .

بتعبير آخر: اقتراف ارهاب لتحريض ارهاب من اجل الرد على الارهاب)
هذا ما أقوله دائما: الولايات المتحدة هي التي خلقت – الارهاب- هي التي تدفع الى التطرف من اجل تنفيذ اغراضها. وهي مثل فكرة خلق مواقع (اسلامية) متطرفة على الانترنيت لجذب الأغرار اليها ثم اعتقالهم بحجة تشجيعهم وتحريضهم على الإرهاب. وهي فكرة تقوم على أساس (الاعتقال الإستباقي) او ما يمكن التعبير عنه (الاعتقال على النية) ، أي ليس لأنك قمت بجريمة حقيقية تستحق العقاب عليها، وإنما لأنك يحتمل أن تفكر بذلك. وهي نفس فكرة غزو واحتلال العراق بحرب سميت (الحرب الوقائية) .
أيجاد مثل هؤلاء الاعداء (المحتملين) يحتاج الى :

1- إعلام وحرب معلومات أو بما يسمى الحرب النفسية، ويقوم بها شركات متخصصة بالاعلام ومراقبة الاتصالات والتشويش ، ونشر المعلومات الكاذبة عن العمليات التي سوف تحصل : مثلا قتل عائلة مدنية ولكن الاخبار ستقول لك انهم من القاعدة. ثم قتل مدنيين في الأسواق. ثم نشر بيان من (القاعدة) سيبشرك بقتل (الروافض) .

2- جيش من المخبرين المحليين .
3- قوات خاصة تعمل الى جانب فرق موت مدربة من أهالي البلاد المحتلة، لمطاردة المقاومين ومناصريهم واغتيالهم .
كل هذه أعمال ينأى جيش الإحتلال عنها، وتنأى السي آي أي عنها ايضا لأن اقترافها انتهاك للدستور الأمريكي، ولهذا تعمد هذه الجهات الرسمية الى استئجار مرتزقة بشكل أفراد او شركات يديرها (قوات خاصة سابقون) ممن تمرسوا على هذه الأعمال في حروب أمريكا السابقة في أماكن كثيرة من العالم . كما يتطلب انتقاءا خاصا في تعيين وزارة الخارجية لسفراء في البلاد المستهدفة او تعيين وزارة الدفاع لقادة عسكريين في تلك البلاد ممن لهم خبرة في التعامل مع هؤلاء المرتزقة او في ادارة القوات الخاصة او تدريب فرق الموت، حتى يمكن للسفير او القائد العسكري ان يغطي على هذه التحركات.

مثلا حين تطلب الأمر ان يطبق هذا البرنامج في العراق بعثوا قائد القوات الخاصة ستانلي ماكريستال من 2003 الى 2008 كما عينوا نيغروبونتي من 2004 – 2005 في ذروة تصاعد الإغتيالات والتمهيد للحرب الأهلية. ومعهم جاء المرتزقة ذاتهم الذين عملوا معهم في امريكا اللاتينية او في فيتنام واماكن اخرى من العالم البائس، الآن يبعثون ماكريستال الى أفغانستان وفي ذيله نفس الشركات ونفس المرتزقة . إنه نمط غبي واحد يسهل التعرف عليه.

ولكن تعالوا نقرأ كيف تم تنفيذ ذلك على أرض الواقع.

في المقالة السابقة ، ذكرنا ان مايكل بورلونغ كان يدير عملية سرية تتضمن شبكة من المرتزقة لتزويد الحكومة الامريكية بمعلومات مراقبة لضربات الطيارات بدون طيار والاغتيالات في افغانستان وباكستان . وقد سبق أن قام بإدارة عمليات بروباغندا حرب نفسية لصالح الجيش الأمريكي في البوسنة وكوسوفو والعراق. كان فورلونغ يعمل على مشروع اسمه (كابستون CAPSTONE) وفيه يوظف مدنيين معظمهم من عناصر السي آي أي او القوات الخاصة سابقا لجمع معلومات حول تحركات المقاومة واماكن معسكراتهم. ثم تحول المعلومات الى كبار مسؤولي البنتاغون والسي آي أي من أجل تنفيذ ضربات مميتة في افغانستان وباكستان. وكان فورلونغ يمول المشروع بموجب (المؤسسة المشتركة للقضاء على العبوات الناسفة) ، وهي مؤسسة بحثية تابعة للبنتاغون مهمتها تقليل خطر العبوات الناسفة .

وكان قد خُصص مبلغ 24.6 مليون دولار يوجه من خلال مكتبين للتعاقد لا يعلم بهما الكثير : مكتب مجموعة الاشتباك الثقافي في القيادة المركزية للعمليات الخاصة في تامبا بولاية فلوريدا، ومكتب برنامج مكافحة تقنيات ارهاب المخدرات في داهلغرين بولاية فرجينيا. بهذه الأموال استأجر فورلونغ شركة جديدة اسمها مشاريع الإعلام الدولية IMV ومقرها سانت بطرسبرغ بولاية فلوريدا (لاحظ إسمها الإعلامي البريء) كما حاول الاستعانة بأفراد آخرين وشركات اخرى للقيام بعمليات مراقبة في جنوب اسيا.

ومن الأفراد الذين استأجرهم كان روبرت يانغ بيلتون المؤلف والمغامر الذي تحدثنا عنه في الجزء الأول من هذا المبحث، والذي زعم انه شريف وعفيف ولا يرضى بقتل المدنيين الذين يقدم معلومات عنهم مقابل ما اعتقده انه ملايين الدولارات ولكن فورلونغ استغنى عن خدماته فيما بعد. وتوقف الموقع الذي خصصه لافغانستان وباكستان afpax عن التحديث منذ خريف العام الماضي.
عقد كابستون كان اكبر عقد تكلف به شركة مشاريع الاعلام الدولية ولكن رئيس مجلس ادارتها الحالي ريتشارد باك كان قد عمل سابقا في شركة L-3 من خلال فرعها GSI التي زودت البنتاغون بـ 300 محلل استخباراتي بضمنهم محققين في العراق بعقد قيمته 426.5 مليون دولار في 2005 . وقبل ذلك كان في القوات الخاصة (قوة دلتا). الآن تعرفون ماذا يعني (إعلام) في هذه الغابة : يعني تجسس ومخابرات وقوات خاصة.

الشركة الاخرى التي تعامل معها فورلونغ لتنفيذ عقد كابستون كانت شركة مقرها بوسطون واسمها (شركة الأمن الامريكية الدولية AISC) والتي يديرها مايك تايلور وهو ضابط سابق من البيريهات الخضر (القوات الخاصة)، ثم تحول الى العمل الخاص. في 1995 كانت هناك قضية ضده في ماساشوستس بتهمة مساعدة مهربي المخدرات بتزويدهم بجوازات سفر يونانية مزيفة ، وتهريب سجناء من فلوريدا. وهو شخصية يحيطها الكثير من الغموض واللغط ويبدو مدعوما من جهات مخابراتية كبيرة حيث انه يستطيع القيام بالكثير من الأعمال المريبة.

نفس الشركة AISC توظف دوين كلاريدج والمعروف باسم (ديوي) ، وهو مسؤول سابق في سي آي أي وقد ادين عام 1991 بقضية ايران كونترا ولكن في 1992 عفا عنه الرئيس جورج بوش الاب قبل مغادرته المنصب.

من هو كلاريدج؟ يستحسن ان اعيد عليكم ما كتبته في مقالة سابقة حول نيغروبونتي والقتلة الذين حوله :

(دوين كلاريدج Duane R. Clarridge ويلقب تحببا باسم (مستر ماروني) او ديوي . وهو ضابط كبير في CIA وكان مقره هندوراس "للقيام بالعمليات السرية ضد الشيوعية في امريكا الوسطى" ايام سفارة نيغروبونتي هناك (كان قبلها مسؤول الشرق الأدنى في السي آي أي في فترة السبعينيات) .

حسب ماكتبه الصحفي كين سلفرشتاين في 26 حزيران 2004 ، فإن كلاريدج قد تقاعد من عمله في المخابرات الامريكية ويلعب الان لحسابه في العراق. لاحظ تاريخ التقرير. انه يترافق مع تعيين نيغروبونتي سفيرا في العراق. بدأ وكالة استخبارات خاصة به ويقول ان عمله سوف يكون في تتبع الصفقات المالية بين نظام صدام حسين وفرنسا وروسيا، وانه رتب اموره مع السي آي اي بحيث يبلغهم بأي نتائج يتوصل اليها. ويعتبر كلاريدج انه لو توصل الى حقيقة الصفقات فستكون مثل قنبلة . وقال انه يتعاون مع عدة اشخاص لا يود الاشارة اليهم. ويبدو ان شخصيته من النوع الذي لا يتورع عن شيء يريد عمله. فقد سبق للكونغرس الامريكي ان ادانه بتهمة تلغيم الموانيء في نيكارغوا في الثمانينات وهو مايتجاوز مهماته ، وتقاعد مع توبيخ، ثم في 1991 بعد ثلاث سنوات من تقاعده ادين ايضا بالكذب على الكونغرس حول قضية ضلوعه في ايران كونترا. ولكن جورج بوش الاب عفا عنه قبل ان تصل القضية الى المحكمة. وسنراه بعد ذلك يتورط في كذبة اخرى خاصة بالعراق. ولكن انتظروا شوية. ولكن طبعا تعرفون ان نيغروبونتي تورط ايضا في عملية ايران كونترا. يعني اينما تجد هذا الرجل ستجد صاحبنا نغروبونتي والعكس بالعكس. كلاريدج صديق بعض السياسيين العراقيين العملاء ومنهم احمد الجلبي. بعد تقاعده من السي آي اي، صار مديرا تنفيذيا في شركة سلاح ودفاع اسمها General Dynamics في قسم التسويق الدولي. وهي الشركة التي تزود الجيش الامريكي بالمعدات والاسلحة والمركبات بالعراق ومنها السترايكر. هذا أول خيط التربح. منذ 1996 والرجل كان يعمل مع مجموعة من اشكاله لدعم ودفع الجلبي من اجل الاطاحة بحكومة العراق وتنصيب الجلبي رئيسا عليها.

خلال ادارة كلنتون عمل كلايردج مع جنرال متقاعد اسمه وين داوننج وهو خبير عمليات خاصة ، من اجل تطوير خطة لتدريب قوة عسكرية من عراقيي المنفى للاطاحة بحكومة صدام حسين مع دعم جوي امريكي. ادارة كلنتون لم تعجبها الخطة ولكن يبدو ان الرجل استمر في تدريب عصابة الجلبي. يقول عنه زملاؤه ان مستر ماروني يحب الابتكار والتجاوز على القوانين لتحقيق اغراضه.

الابتكار ومخالفة القوانين ؟ لقد تجلت هاتان الخصلتان بأفضل صورهما حين تبين انه تعاون مع الجلبي في تزوير وثيقة النايجر. تذكرون انه في خطاب الاتحاد لعام 2003 ، قال الرئيس بوش انه يعرف "ان العراق سعى للحصول على اليورانيوم من دولة افريقية من اجل صنع القنبلة النووية". والدولة التي قصدها هي النايجر التي تنتج معظم اليورانيوم في العالم تحت حراسة كونسورتيوم فرنسي. في تشرين اول 2002 قامت صحفية ايطالية اسمها اليزابيتا بوربا بتسليم بعض الوثائق للسفارة الامريكية في روما: رسائل واوراق اخرى تشير الى مراسلات مع مسؤولين من حكومة النايجر والعراقيين فيما يخص الحصول على (الكعكة الصفراء) . وصلت الوثائق الى واشنطن واستخدمها بوش بسرعة في دعايته من اجل التحشيد للحرب. بعد ان اطلعت وكالة الطاقة الذرية على الوثائق قالت انها كانت مزورة تزويرا خائبا حتى ان اي هاو يمكن ان يكشفها باستخدام آلة البحث في جوجل. ثم بعد ذلك حدثت ضجة اخرى للتعمية على هذا الموضوع المفضوح وذلك باعلان اسم عميلة السي آي أي فاليري بليم على الملأ . ثم ضجة من الذي سرب اسمها من رجال الادارة الامريكية . ولكن هذه قصة اخرى.

ولكن يبقى السؤال : من كان وراء التزوير؟ اتضح بعد التقصي من ان الذين ساهموا في التزوير هم مايكل ليدين من المحافظين الجدد وهو الذي كان وراء فكرة التزوير وأن المزورين الفعليين كانا صاحبنا دوين كلاريدج وواحد اسمه آلان وولف والثلاثة هؤلاء أصدقاء للجلبي. وقد سبق لكل من كلاريدج وآلان وولف ان تناوبا رئاسة محطة السي آي اي في روما. كما عملا معا في القسم الافريقي والاثنان وثيقا الصلة بمايكل ليدين الذي كان متورطا ايضا في قضية ايران كونترا. ونعلم ان ليدين من اشد المحافظين الجدد دعوة للحرب على العراق ولتغيير الانظمة وهو صاحب فكرة (الفوضى الخلاقة) .
2004 مع تولي نيغروبونتي الحكم في العراق، جاء اصدقاؤه ليمارسوا مجالات خبراتهم. كلاريدج صديق ايضا لروبرت غيتس وزير الدفاع الأمريكي الحالي وفي كتاب من تأليف جوزيف بيرسيكون ينقل عن غيتس قوله "اذا كان لديك عمل صعب وخطر وحساس للأمن القوي فإن رجلك هو ديوي. ولكن تأكد أن هناك محام جيد يتابعه لأنه ليس من السهل السيطرة على ديوي"

نعود الى شريرنا الرئيسي : بعد أن ترك فورلونغ الجيش اشتغل مديرا في شركة سايك SAIC وهو اختصار (شركة التطبيقات العلمية الدولية) ومقرها سان دييغو. وكان اكبر مصادر دخل هذه الشركة هو عملها في المراقبة لصالح وكالات التجسس والامريكية بضمنها السي آي أي ووكالة الامن القومي. (تذكروا هذه الجملة لأن الشركة هي التي أقامت قناة العراقية وجريدة الصباح وراديو وسوا، لتعرفوا ماهو المعنى الحقيقي لهذا الإعلام) .

في 2002 فازت سايك بمبلغ 282 مليون دولار للاشراف على المرحلة الاخيرة من برنامج trailblazer وهو نظام تصنت شامل كلف بمجمله 4 بلايين دولار وكلفت به شركة سايك والمهمة الرئيسية في البرنامج هو جمع المعلومات بواسطة مراقبة التليفونات والاقمار الصناعية واعدادها بشكل يمكن لمحللي الوكالة تحليلها. هذه هي مهمة سايك. وكانت في المشروع أيضا شركة بوز الين.
وقد قال كيث ناينتجيل وهو ضابط عمليات خاصة سابق لمجلة بزنزس "نحن شركة شبح. نعمل في كل مكان ولكن لا احد يرانا".
ماهو عمل سايك بالضبط الى جانب أعمال الحرب النفسية والتصنت والتجسس ؟

لسبب ما ، وربما لإخفاء الصلة ، منح البنتاغون شركة سايك عقدا بمبلغ 33 مليون دولار قبل غزو العراق من اجل وضع 150 عميل عراقي ينتظر ان يشكلوا حكومة جديدة بعد الاطاحة بصدام حسين على قائمة رواتب الشركة . اي يستلموا اجور بيع وطنهم من الشركة وليس من البنتاغون مباشرة. لعد شعبالكم قابل الناس اللي تنتخبوهم كل سنة ، اشتغلوا في تدمير وطنهم ببلاش ؟ ماذا فعلت الشركة حتى تسبك الدور. اجرت لهم شققا في نورث فرجينيا في طابقين في مبنى مكاتب (وليس سكنيا) اسمه مبنى تايلور في مدينة كريستال ستي ، وعليه حراسة مشددة . بعيدا عن البنتاغون حتى تخفي الصلة اكثر. وهناك گعدوا يخططون الخطط اللي ما شفنا منها شي على اعتبار انهم حكومة ظل !! تصوروا حكومة ظل مناضلة تدفع لهم رواتبهم شركة تابعة للبنتاغون. شلون قبلوا الاهانة ؟ وحسب العقد تنتهي مسؤولية الشركة حالما توصل العملاء الى المطار في بغداد ولا يبقى من مهمة لها تجاههم سوى كتابة شيكات رواتبهم.. وحين احتلت بغداد ، طيرتهم شركة سايك الى العراق باعتبارهم اعضاء في مجلس اعادة بناء العراق والمسمى IRDC ووضع العملاء في مناصب حكومية رئيسية وهم مايزالون على قائمة رواتب سايك (تحدث ابراهيم الزبيدي في مقالة نشرت هنا حول هذه الشركة وهذا المجلس).
ان هذا البرنامج يبين بوضوح الدور المهم الذي لعبته سايك من وراء الستار حتى قبل الغزو والاحتلال. وبعد الاحتلال منحت الشركة عقودا لتدريب الجنود والشرطة واعادة سياسة الصناعة النفطية واعادة بناء نظام السجون وتقديم المشورات حول الديمقراطية والعمل كمنسق بين الامم المتحدة وتحليل المعلومات الاستخباراتية. كانت خبرة فورلونغ في البروباغندا والتجسس والتصنت ، قد أهلته ان يقيم شبكة اعلامية لشركة سايك بتمويل من البنتاغون (شبكة الاعلام العراقي) وكان الوجه العام لهذه الشبكة هو قناة (العراقية) .

في أواخر عام 2003 ازاحت شركة سايك فورلونغ من مشروع الاعلام العراقي ، وهنا ذهب الى العمل مع بوز الين في فرجينيا وهي شركة من الشركات الكبرى التي تتعامل مع السي آي أي ووكالة الامن القومي.

من كان يعمل في بوز ألين ؟
جيمس وولزي - مدير السي آي اي السابق . احد مؤسسي لجنة تحرير العراق وطالب بتغيير النظام في العراق وكان عضوا في الهيئة الاستشارية للسي آي اي وهيئة السياسة الدفاعية التي كانت تقدم النصح لوزير الدفاع رامسفيلد. ترك السي آي أي في 1995 يعمل في شركتين خاصتين تعملان في العراق وشريك في شركة تستثمر في شركات تقدم خدمات امن ومكافحة الارهاب. نائب رئيس شركة بوز الين هاملتون . وولزي كان اول من اتهم العراق بالضلوع في احداث 11 ايلول. في ايار 2003 وفي مؤتمر في واشنطن تحت عنوان (شركات على الارض: تحدي العمل في اعادة بناء العراق) تحدث وولزي في قضايا سياسية ودبلوماسية قد تؤثر على العملية الاقتصادية واثنى على قرار بوش تحويل عقود البناء الى الشركات الامريكية .وفي مقابلة قال وولزي انه لا يرى صراع مصالح في الدعوة الى غزو العراق والتربح من ذلك . بوز الين عملت مقاولا من الباطن لعقد اتصالات بمقدار 75 مليون دولار.
بوز ألين تسمى في مجتمعات الاجهزة الاستخباراية "مجتمع مخابرات الظل" ، ومعظم مدراء وكبار موظفي السي آي أي يخرجون من وظائفهم ليعملوا في بوز ألين والعكس بالعكس. والشركة لديها 1000 شخصية من مسؤولي المخابرات السابقين وهناك 10 الاف اخرين يعملون لها.

بوز الين واحدة من اكبر الشركات المتورطة في المراقبة والتجسس وهي واحدة من حوالي عشر شركات امريكية تعمل في هذا المجال. ولكنها اكبرها . وكلما سمعت عن مراقبة استخبارية في أي مكان في العالم او مراقبة هواتف القاعدة واشياء من هذا القبيل عليك ان تدرك ان واحدة من هذه الشركات هي التي تقوم بذلك . وهناك 50% من ميزانية المخابرات البالغة 45 بليون دولار تذهب الى شركات خاصة مثل بوز الين وهي مهمة للعمل الاستخباراتي خاصة مع وكالة الامن القومي حيث تقدم لهم المشورة في دمج الانظمة وايضا تساعدهم في التواصل مع وكالات المخابرات الاخرى.

لعل القاريء يخرج بنتيجة من هذه الصلات الغريبة : المخابرات – القوات الخاصة – البريهات الخضر – المرتزقة- جمع المعلومات – التصنت – الاتصالات – تجسس- الاغتيالات .

ستلاحظون أن اللاعبين الأساسيين في هذه المجالات هم ضباط القوات الخاصة سابقا . وحتى نفهم دور هذه القوات أكثر دعونا نقرأ قليلا في كتاب ألفته محللة تعمل في بوز ألين، هي لندا روبنسون وكتابها اسمه (سادة الفوضى: التاريخ السري للقوات الخاصة) – صدر في 2004 - وهو عبارة عن مقابلات اجرتها مع القوات الخاصة الذين يسمون في الولايات المتحدة البريهات الخضر.

واسمعوا مايقول الكتاب: "لقد لعبت القوات الخاصة الامريكية دورا حاسما في الحروب في افغانستان والعراق، حيث كان ومايزال وجودهم اكبر العمليات منذ فيتنام. اكثر شهرتهم كانت في النصر السريع المدهش على نظام طالبان بمساعدة متمردين افغان بعد هجمات 11 ايلول. كانت القوات الخاصة هي العناصر الامريكية الرئيسية على الارض في شمال وغرب العراق، حيث رغم قلة عددهم تجاه قوات الحكومة ولكنهم انتصروا عليها وفي الجنوب قاتلوا فدائيي صدام ثم فيما بعد الميليشيات المدعومة من ايران."

والكتاب يناقش تخصص القوات الخاصة في الشراكة مع القوات الوطنية لمكافحة (التمرد)، والقيام بمهام اخرى بدون ان يبدو عليها طابع الولايات المتحدة . وتقول المؤلفة عنهم "خبرتهم هي في الارهاب وحرب العصابات ومكافحة التمرد بكل اشكاله" أعتقد لسنا في حاجة الى قراءة شهادات هؤلاء القوات الخاصة لندرك ماذا كانوا يفعلون في العراق. وأي قناع وضعوه على عملياتهم (الخاصة) بدون ان يظهر عليها الطابع الأمريكي!!

والخلطة التي لدينا هي : نيغروبونتي بتاريخه في انشاء فرق الموت في امريكا اللاتينية + شركات مرتزقة مريبة يديرها عناصر سابقة في قوات خاصة + أفراد عرفوا بتصرفاتهم خارج السيطرة باعتراف وزير الدفاع الأمريكي رغم العقود التي تنهال عليهم من نفس الوزير: رجال مثل فورلونغ وكلاريدج ومايك تايلور + نفس الشركات والشخصيات كانت من الذين دفعوا لحرب العراق ، وبعضهم كان على قائمة لجنة تحرير العراق. وكان بعضهم يدرب قوات الجلبي ويمول وينقل بالطائرات العملاء الى العراق مع الغزو.

الآن هناك هذه الفقرة من مقالة كتبها باتريك مارتين يقول فيها "حقيقة مهمة اشارت اليها صحيفة التايمز هي ان العمليات التي كان يديرها فورلونغ "تبدو وقد تسارعت في صيف 2009" وهي الفترة التي وصل فيها الجنرال ستانلي ماك كريستال لتسلم قيادة العمليات الامريكية والناتو في افغانستان . كان ماك كريستال سابقا رئيس كل العمليات الخاصة العسكرية الامريكية وكان يدير فرق الاغتيالات في العراق التي لعبت دورا هائلا فيما يسمى "زيادة القوات surge" مابين 2007-2008، حين تمت مطاردة مئات الوطنيين العراقيين والمقاتلين الذين كانوا يعارضون الاحتلال الامريكي من قبل القوات الخاصة الامريكية وقتلتهم." )

ولكن ماك كريستال كان قائدا للقوات الخاصة في العراق منذ 2003 لغاية 2008 وكان يعمل معه على مدى تلك الفترة : نيغروبونتي + فورلونغ + كلاريدج وقد اوضحنا طبيعة ارتباطاتهم ومهامهم القذرة . والآن طقم ماك كريستال +فورلونغ + كلاريدج ينتقل الى أفغانستان ، للقيام بنفس العمليات القذرة .

ولكن ماهي طبيعة عمل القوات الخاصة ؟ ولماذا ياترى تتكون شركات المرتزقة الكبرى من افراد قوات خاصة سابقين ؟ هل لمجرد حماية شخصيات المسؤولين؟ وهل تحتاج الحماية الى قوات خاصة مدربة تدريبا عاليا من أجل القيام بمهام قذرة ليس من بينها الحراسة؟
إليكم مقتطفات مما نشره موقع جلوبال سيرتش (في 5 شباط 2007 نشرت صحيفة التلغراف البريطانية بان "في عمق قلب المنطقة الخضراء في العراق، المجمع الاداري المحصن ، يقع احد اكثر اسرار الحرب المخفية. انها خلية من وحدة في الجيش البريطاني صغيرة ومجهولة تسمى (مجموعة الدعم المشتركة JSG) .

اعضاؤها "مدربون على تحويل اصعب الارهابيين الى جواسيس للتحالف باستخدام وسائل تدربوا عليها في شوارع ايرلندة حين استطاع الجيش اختراق منظمة الجيش الايرلندي في كل مستوياته. ومنذ غزو العراق ، كانت مهمتهم هي ادارة جواسيس عراقيين مزدوجين " وكانت هذه المجموعة تعمل بالتنسيق مع "القوات الجوية الخاصة (ساس) وقوات دلتا الامريكية الخاصة كجزء من وحدة مكافحة ارهاب مقرها بغداد وتسمى قوة المهام السوداء.
في ايلول 2003 بعد اشهر من غزو العراق في مارس 2003 ، تم تفجير محمد باقر الحكيم امام ضريح شيعي مقدس وقد قتل من الناس مابين 80 و120 .

في 20 نيسان 2004 كتب الصحفي الامريكي في العراق ظاهر جميل في صحيفة نيو ستاندارد "ان توقف السيارات المفخخة الانتحارية لدليل على ان السي آي أي وراءها" ويحاور جميل طبيبا يقول له "ان الولايات المتحدة هي التي تحرض على العدوان. اذا لم تهاجمني لن أهاجمك. إن الولايات المتحدة هي التي تستفز عنف الشعب العراقي" وهذه الرؤية تتماشى مع فكرة وثيقة البنتاغون المشار اليها سابقا "التحريض على الارهاب" او "هجمات ارهابية وقائية".
بعد اسابيع من حادثة اعتقال جنود ساس في البصرة في تشرين اول 2005 ، قيل ان امريكان "اعتقلوا متلبسين في تفجير سيارة في بغداد" وكان الخبر بالنص " أمسك عدد من العراقيين اثنين من الامريكان يرتدون الازياء العربية وهم يحاولون تفجير سيارة مفخخة في وسط منطقة سكانية في غرب بغداد .ز وهي منطقة الغزالية ، التي قال سكانها ان الناس قبضوا على الأمريكيين وهما يغادران سيارتهما الكابرس قرب حي سكني في الغزالية في مساء الثلاثاء. وقد وجد الناس ان مظهرهما يثير الشكوك واحتجزوا الرجلين قبل ان يهربا. وهناك اكتشفوا انهما امريكيان فأخطروا الشرطة . ولكن الشرطة وصلت في نفس الوقت الذي وصلت فيه قوات امريكية ونقل الرجلان من حيازة الشرطة الى القوة الامريكية قبل ان يبدأ استجوابهما"

في كانون الثاني 2005 قالت النيوزيوك ان برنامج البنتاغون المسمى (خيار السلفادور" يناقش لاستخدامه في العراق. وهذا البرنامج يعود الى فترة ريغان وحربه ضد المقاومين اليساريين في السلفادور في بداية الثمانينيات . وحين بدا ان امريكا تخسر الحرب امام هؤلاء ، مولت الحكومة الامريكية او دعمت قوات "محلية" كانت تتكون من فرق موت موجهة لمطاردة وقتل زعماء المقاومة والمتعاطفين معهم" وقد اقترح البنتاغون ارسال فرق قوات خاصة للعراق لترافق وتشير وتدعم وربما تدرب فرق موت عراقية ، يتم اختيارها بعناية من البشمركة وميليشيات الشيعة لاستهداف المقاومين السنة والمتعاطفين معهم حتى عبر الحدود مع سوريا، طبقا لما تسرب من اشخاص داخل الجيش الأمريكي مطلعين على المناقشات"
كان ذلك في الوقت الذي حكم فيه نيغروبونتي العراق، وهو نفس المجرم الذي كان سفيرا لأمريكا في هندوراس في اوائل الثمانينيات حين طبق هذا الخيار القاتل.

في حزيران 2005 حدثت في العراق جرائم قتل جماعية والكثير من تلك الجرائم وقعت حين بدأ كوماندوز الشرطة (العراقية) ينشطون في المناطق التي وقعت فيها تلك الجرائم " في آيار 2007، اعترف عراقي كان يتعاون سابقا مع القوات الامريكية في العراق لمدة سنتين ونصف

"كنت جنديا في الجيش العراقي في حرب 1991 وخلال الانسحاب من الكويت قررت ان التجيء الى السعودية مع عشرات من أمثالي. ومن هناك بدأت عملية تجنيدي في القوات الامريكية ، حيث كانت لجان عسكرية امريكية اختارت عددا من العراقيين الراغبين في التطوع معهم والنقل الى امريكا. كنت واحدا من هؤلاء ." وتحدث كيف انه بعد غزو العراق في 2003 رجع الى العراق "لتنفيذ مهام معينة كلف بها من قبل الوكالات الامريكية " من بين تلك المهام انه وضع "مسؤولا عن مجموعة من وحدة تقوم بالاغتيالات في شوارع بغداد" ونقل عنه قوله "مهمتنا كانت تنفيذ اغتيالات افراد . كان الجيش الأمريكي يزودنا بالاسماء والصور وخرائط تحركاتهم اليومية من والى مكان اقامتهم وكان من المفترض ان نقتل الشيعة مثلا في الاعظمية ونقتل السنة في مدينة الصدر وهكذا . "

ويقول ايضا " اي واحد في الوحدة يرتكب خطأ يقتل. قتل ثلاثة اعضاء من فريقي من قبل قوات الاحتلال الامريكية بعد أن فشلوا في اغتيال شخصيات سياسية سنية في بغداد" وكشف ان هذه الوحدة للمهام القذرة من العراقيين والامريكان واجانب اخرين "لاينفذون الاغتيالات فقط وانما بعضهم متخصص في زرع العبوات وتفخيخ السيارات في الاحياء والاسواق" وأوضح قائلا "وتنفذ عمليات زرع السيارات المفخخة وتفجيرها في الاسواق بعدة طرق. افضلها واشهرها بين القوات الامريكية هي زرع قنبلة داخل السيارات في نقاط التفتيش وطريقة اخرى هي وضع قنابل في السيارات اثناء الاستجواب . حيث يستدعى الشخص المطلوب الى احدى القواعد الامريكية وتوضع قنبلة في سيارته ويطلب منه ان يذهب الى مركز الشرطة الفلاني او سوق وهناك تفجر سيارته .)
هل تذكرون في الجزء الأول من هذه المقالة خبر لقاء فورلونغ و الجنرال ماك كيرنان مع الصحفيين المرتزقين روبرت يانغ بيلتون و جوردان . كان ذلك في عام 2008، وكان الجنرال على وشك ان يصبح القائد العام في افغانستان. حسنا لم يستمر طويلا في منصبه ، فمع ازدياد اعمال المقاومة في ذلك البلد، كان الأمر يحتاج الى خدمات جنرال آخر هو ماك كريستال قائد القوات الخاصة. وهكذا تم تعيينه في 2009 مع ما قيل من خطة (زيادة القوات surge) كما حدث في العراق بالضبط.

وتعلمون أن (انخفاض) العنف في العراق مع زيادة القوات مما عد نصرا للرئيس المجرم بوش، لم يكن بسبب همة وشدة هذه القوات ، وانما كانت بسبب امتناع القوات الخاصة مع شريكتها فرق الموت عن استهداف الأسواق والأحياء المزدحمة بالسكان، لإعطاء الانطباع بالقضاء على (الإرهابيين) ! وهذا بعض أعمال إعلام البروباغندا والحرب النفسية التي يقوم بها هؤلاء الأشاوس من ضباط القوات الخاصة السابقين والمرتزقة الحاليين.
ماك كريستال هو الذي زعم قتل ابي مصعب الزرقاوي (البعبع الخيالي) وهو الذي أشرف على تعذيب السجناء في سجن المعسكر الذي كان يديره (وهذه عملية حرب نفسية)، وهو الذي كان يمنع لجنة الصليب الأحمر من الدخول الى السجن وتفقده ، وهو أيضا الذي كذب على الشعب الأمريكي حين أوهمهم ان النجم الرياضي بات تيلمان الذي تطوع في الجيش الأمريكي وارسل الى فيتنام وقتل هناك بنيران صديقة من نفس رفاقه في المعسكر، ولكن ماك كريستال الذي كان هناك قبل نقله الى العراق ارسل الجثمان الى امريكا مع قصة خيالية عن بطولته في قتال الأعداء واستشهاده في المعركة . ولكن حين علم ان جورج بوش في خطاب حالة الاتحاد كان سيشير الى بطولة هذا النجم الرياضي ، اسرع ماكريستال بارسال برقية يفضح الطريقة التي قتل بها تيلمان خشية ان يزيد الطين بلة حين يذكره بوش في خطابه.
يقول عنه أحد الذين عملوا تحت إمرته في العراق وهو يبدي اعجابه به

"الرجل لايمكن إيقافه. وهو اكثر صراحة من غيره وفي الواقع اكثر اصرارا على تطبيق الافكار الإبداعية والمبتكرة التي يعرضها عليه اصحاب الرتب الصغيرة لخوض الحرب على الارهاب. ومن وجهة نظري إن قواعدنا العسكرية في الحرب البرية وضرورة احترامنا للحياة الانسانية والتقييدات الستراتيجية كلها امور تقيد ايدينا وتجعلنا نعتقد ان الحرب على افغانستان لايمكن كسبها، ولكن بوجود رجل مثل الجنرال ماك كريستال في سدة القيادة الآن ، فكل الرهانات رابحة." وماذا تعتقدون ؟ منذ أن تسلم منصبه في أفغانستان، بدأنا نسمع عن تفجيرات في الأسواق والأحياء المزدحمة بالسكان المدنيين هناك، علما انه لم يحدث من قبل في تاريخ الحرب هناك منذ 2001 أن سمعنا بتفجيرات في أسواقهم.
ولكن هذه هي خطة صناعة الإرهاب الأمريكية تتكرر حتى آخر نقطة من دمائنا.
___

* الجزء الأول من المقالة هنا . الجزء الثاني من المقالة هنا .

هناك 16 تعليقًا:

  1. هذه المقالة من المقالات التي تتعب تلافيف المخ , من شدة تعقيد ربط خيوطها !
    لا أعتقد أن هناك من يستوعبها من اول مرة .... سأعيد قرائتها !!
    عشتورة ... عفية عليچ .... بس گليلي , أشگد أستغرقت في جمع مادتها ؟

    عراق

    ردحذف
  2. عراق .. اي والله اتعبتني هذه المقالة وكتبتها اكثر من مرة حتى ابسطها للقاريء ولكن هذه النسخة الاخيرة هي أفضل ما استطعت فعله فقد مللت منها. اما ماهو الوقت الذي استغرني في جمع مادتها ؟ ليس كثيرا . انت تعرف ان كل شيء موجود على الانترنيت بشكل او بآخر، وأنا اقرأ اكثر بكثير مما اضعه من روابط، أقرأ مدونات واخبار وتعليقات المواضيع لأني في احيان كثيرة اجد معلومات وفيرة من جنود او مرتزقة يعلقون على المواضيع الخاصة بهذا او ذاك. ولكن اصبحت خبيرة بايجاد المعلومات التي اريدها فالأمر لا يستغرق كثيرا ولكن الذي يأخذ وقتي هو ايجاد الصلة وربط الخيوط . هذا اظل افكر فيه ليلا ونهارا وهو مسألة متعبة ولكنها ممتعة خاصة حين تتجلى لك الحقائق. ومشكلتي هي عدم التركيز احيانا، لأني مثلا انطلق للبحث عن خيط فأجد خيوطا اخرى لقصة اخرى لا علاقة لها بالقصة الاولى ، فأبدأ في تسجيلها وربما انطلق وراءها تاركة القصة التي في يدي. وهذا يشتتني ولكنه يبقي فكري حيا نابضا. صارت المسألة هواية محببة.

    المقالة للاسف تحتاج الى قراءة متأنية او قراءة ثانية حتى يمكن استيعابها.

    ردحذف
  3. هذه المقالة ذكرتني بالمعاناة اللي كنت أعانيها لدى قراءة كتب ( كولن ولسون) , كان عمري 20 سنة , وتعرفين هذا العمر من الصعب عليه أستيعاب الافكار اللي كان يطرحها كولن ولسن في مؤلفاته , فكنت أضطر لاعادة قرائتها !!
    عراق

    ردحذف
  4. لا .. كولن ولسن كان سهل جدا، فهي مما تسمى فلسفة شعبية . ولكن يبدو والله اعلم انك لا تركز كثيرا حين تقرأ. أحيانا كثيرا قد نقرأ سطرا بسيطا جدا ولكننا لا نستطيع التركيز عليه فنظل نعيده مرات .

    ردحذف
  5. كنت من أشد المعجبين بكولن ولسن، وقد قرأت كل كتبه، وقمت بتجربة ذكرها في احدى كتبه للدلالة على اننا كبشر لا نسمع كل ما يدور حولنا من أصوات وإنما فقط بعض الاصوات القريبة او التي تشد انتباهنا اكثر من غيرها او التي نريد أن نسمعها. وللدلالة ان العقل البشري ليس مسجلة آلية وانما انتقائية.

    وكانت التجربة التي قمت بها هي اني اخذت مسجلا الى مقبرة الاعظمية وكنا في زيارة لقبر أبي. وتركت المسجلة مفتوحة طوال وجودي في المقبرة (في مكان واحد). طبعا لم اسمع بنفسي سوى صوت قراءة القرآن من المقرئين القريبين وصوت بعض بكاء نساء. ربما يظن البعض ان هذا هو كل ما يمكن سماعه في مقبرة. نفترض أن كاتبا يريد أن يكتب قصة او يصور فيلما تدور احداثه في مقبرة، سوف يلتزم بما تسمعه اذناه. ولكن الأمر ليس كذلك .

    حين ذهبت الى البيت فتحت التسجيل وسمعت اشياء لم اعتقد انها كانت موجودة ابدا : غناء طيور- اصوات تنادي على بعضها - ضحك - صوت بائع من بعيد - اطفال يلعبون - حديث خافت بين امرأتين الخ .

    ردحذف
  6. عراقي ملحد علماني23 مارس 2010 في 2:45 م

    ما رأيك بمستقبل العراق ؟

    ولماذا لم يفضح احد الامريكان لحد هذه اللحظة ؟

    هل كل شيء مسيطر عليه؟

    هل العراقيين ظعفاء في قلوبهم وعقولهم ؟

    ردحذف
  7. عزيزي عراقي ملحد علماني

    طبعا كان يمكنك ان تكتفي بتسمية نفسك عراقي ، ولا شغل لنا اذا كنت ملحدا او علمانيا او متدينا ..

    لا افهم قولك : لماذا لا يفضح احد الأمريكان. انا منذ الاحتلال مكرسة نفسي لفضح الامريكان. وغيري كثير ، والمواقع والصحف التي تفضح الأمريكان كثيرة . هل تقصد لماذا لا يفضح احد الأمريكان في داخل العراق مثلا ؟

    ماكنة الاعلام وشركات الحرب النفسية والتشويش والكذب والهاء الناس بالحرمان من ابسط مقومات الحياة ، وكذلك بالتفجيرات التي تجعلهم في حزن مقيم وصمت رهيب وبحث عن لقمة العيش . كل هذا يتسبب في بلبلة الشعب العراقي . ولكنهم يكتشفون الحقائق شيئا فشيئا وبالتجربة المرة.

    والشعب العراقي مثل بقية الشعوب، يحتاج الى قيادة ثورية تجمعه وتقوده. وقد عمل الامريكان على الفتنة بين الشعب حتى لا يجتمع على قائد واحد.

    المؤامرة كبيرة ، ولكن النصر في النهاية للشعوب.

    ردحذف
  8. فهم فلسفة كولن ولسون لم يكن سهل عليٌ بمرحلتي العمرية التي قرأت له فيها , الافكار الفلسفية اللي كان يطرحها , تعتمد في فهمها على مستوى ادراك ووعي القارئ , أما قولك ان أستيعابها كان سهل عليك , فتعتمد على مرحلتك العمرية التي قرأت له فيها !!! أما أذا قرأت له وأنت في عقدك الثاني وفهمت طروحاته ؟ فما لنا أن نقول سوى ...( دگي عالخشب) !!

    عراق

    ردحذف
  9. أنا قرأت له قبل عقدي الثاني بقليل، ولكن ربما مصدر السهولة اني بدأت أقرأ كتب الفلسفة الصعبة لفلاسفة معقدين مثل ارسطو وافلاطون وشوبنهاور ونيتشة وغيرهارد وجان جاك روسو ثم كتب علم النفس : فرويد ويونغ وما ادري منو وانا بعمر 13 سنة (الى جانب قراءاتي لمجلات سمير وميكي وأرسين لوبين وشيرلوك هولمز). والسبب اني كنت احب القراءة (قراءة اي شيء يقع في يدي حتى الورقة التي يلف بها القصاب قطعة اللحم التي تأتي بها أمي من السوق) ولم يكن في مكتبة ابي سوى كتب الفلسفة، وكنت اجاهد لفهمها. فلما جاء وقت كولن ولسن وجدت كتبه سهلة.

    ردحذف
  10. الله .... يا عشتورة !
    أثرت ذكرياتي العتيقة !! سمير وتهته , ميكي والعم دهب , لوبين , هولمز ... و روكامبول ! قريت روكامبول؟
    تفسير منطقي , اذا كنت قرأت للاصعب , حتما تستسهلين الاسهل ... وفي هذه الحالة , آني من يمي راح (ادگ عل الخشب)!

    عراق

    ردحذف
  11. لا والله عراق فاتني روكامبول. لم يكن لدي من يوجه قراءاتي. ولكني كنت احب تهته اكثر من سمير ، وقد صدمت في مقتبل حياتي بشيئين في مجلة سمير : اولا اكتشفت انهم لا يكبرون مثلي. ثانيا حصل ان غيرت المجلة الرسام وهكذا تغير شكل تهته وسمير بشكل كبير. وكانت صدمة جعلتني امتنع عن شراء المجلة.طبعا اجاثا كريستي هي مفضلتي وقد أفادني كثيرا التحليلات التي كانت تقوم بها.وتعلمت منها ان المشتبه بهم ليس دائما مذنبين وان الفاعل قد يكون شخصا لا يخطر على بالنا. شرلوك هولمز علمني ان ابحث عن التفسير البسيط اولا.

    ولكن هذه القراءات (الخطرة) هي التي جعلتني ما أنا عليه، البحث عن الالغاز و الاسرار.

    ردحذف
  12. بالصوت والصورة
    الارهاب صناعة مخابراتية
    http://www.youtube.com/watch?v=wO-Ku2f-_FM

    ردحذف
  13. ما شاء الله عليك يا عشتار انت ثروة قومية للعراق , ولو كنت عراقية ذات سلطة في عراق ما بعد التحرير كان عينتك رئيسة لجنة تقصي الحقائق لمحاسبة جميع عملاء الاحتلال ومستشارة اعلامية للرئاسة......

    ردحذف
  14. عزيزي غير معرف

    لو عينتي مستشارة واعطيتني سلطة، فلن ترى مني هذه الكتابات والبحوث. خلينا فقراء بلا سلطة أفضل. ومن يريد أن يستفيد من هذه المقالات من ذوي السلطة يستطيع ذلك.ماذا يمنعه؟

    ردحذف
  15. انا متاكدة بان السلطة لن تغيرك وان حدث ذلك فهو للافضل لان جوهرك اصيل

    ردحذف
  16. عزيزتي غير معرفة

    شكرا لحسن ظنك بي. ولكن ارجو ملاحظة:

    اولا - من اقترح المنصب عليّ كان يتحدث عن عراق مابعد التحرير من الاحتلال. اي ان مهمتي في فضح الاحتلال وأعوانه تكون اصلا قد انتهت.

    ثانيا - لو قبلت اي منصب فإن ذلك سوف يعيق بشدة رغبتي في التفرغ لكتاباتي الأدبية المؤجلة حاليا حتى تحرير العراق.

    ثالثا - قولي اني لن اكتب هذه الكتابات لو تسلمت منصبا ، سببه أن المال والسلطة يعيقان المرء عن العيش بحرية وممارسة ابداعاته بعيدا عن الرقابة. ودائما العمل الإداري يقتل المبدع.

    ردحذف