"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

30‏/8‏/2009

ديمقراطية اليورانيوم ! وفدرالية السرطان !


من المقالات التي تحمل معلومات مهمة

كتابات - نبيل الصالحي

انتشار مرض السرطان الذي تحول الى وباء في الجنوب والبصرة على وجه الخصوص, الوضع يزاد سوءا والاطفال يتساقطون بالالاف جراء هذا المرض ناهيك على فئات المواطنين الاخرى , لم نسمع او نرى من يمتلك الحل الجذري لهذا المرض , الحل الجذري عبر توفير العلاجات الممكنة , توفير مراكز متخصصة تتوفر فيها ابرز الامور التي من شأنها ان تخفف هذه المعاناة , لازالت الاجراءات دون المستوى المطلوب ولا زلنا نتشبث بهذه المنظمة الانسانية او تلك التي تتكرم عليها بقليل من الادوية او بعض الامور الطبية التي لاتعد كونها بالوانات اعلامية ونحن فرحين بها , لجهلنا وسذاجتنا ولياسنا من حكومة لا تملك حلا لمصيبة هؤلاء الناس , لقد اطلعنا على دعايتهم الانتخابية التي كان من ابرزها توفير الصحة للجميع وتوفير الرعاية الكافية لهذا الشعب المسكين , ولكن بعد الانتخابات يبدا البحث عنهم ولم نجد اثر لهم , لانهم وفروا لهم مكاسب وامتيازات من صراخا ت الاطفال وعوز الناس .

في تقرير اطلعت عليه مؤخرا " يعتمد على مصادر رسمية مهمة يقول :/ تتركز النسبة الأعلى لمرضى السرطان في العراق في منطقة الجنوب الشيعية !! , حيث يبلغ عدد المرضى المصابين بالسرطان في العراق 140,000( مائة و أربعون ألف) حالة مسجلة لدا وزارة الصحة معظمهم من(الشيعة) , أما نسبة 56% من الأطفال دون سن الخامسة فعددهم أكثر من 78,000( ثمانية وسبعون ألف) !! يعني ابادة اجيال من الشيعة في ظل حماة الشيعة !!

اسباب هذه الكارثة كثيرة جدا لا حصر لها أهمها التلوث البيئي الرهيب المدمر للأجيال القادمة خلال الخمس والعشرين سنة القادمة, فارض العراق ملوثة بسبب الصواريخ المحملة باليورانيوم المنضب المشع قذفتها علينا امريكا في حروبها المدمرة دفاعا عن شيوخ النفط في الكويت , ودفاعا عن الشيعة في الجنوب خلصتهم من نظام صدام لتزرع في ارضهم الموت والدمار والسرطان الذي اكل الاف من اطفالهم ورجالهم ونساءهم والاجيل القادمة مرشحة للاصابة بالالاف من المصابين بهذا الموت البطيء المدمر .!!

ويقول الدكتور قيس السلمان في كتابه (الكارثة البيئية في العراق و المنطقة)(نفط العراق يمول إبادة الجنوب و الخليج) الجزء الأول و الذي يؤكد من خلاله( أن المعدلات العليا للمعادن النزرة مثل النحاس والحديد والرصاص و الخارصين قد سجلت في مياه وخور الزبير وخور عبد الله بينما سجلت أدنى المستويات في شط العرب وهذه المستويات المسجلة تشكل تهديدا خطيرا للكائنات الحية التي قلت واختفى معظمها من شط العرب, أن ما طرحته في تحقيقنا المختصر هذا أن الجنوب العراقي مبتلى بسلاح إبادة جماعية لسكان الجنوب والبصرة وسكان الخليج وثرواتهم ومصادر قوتهم ,والاهم التشوه الذي سوف يصيب الأجنة في الأرحام على مدى خمس وعشرين سنة القادمة )!!

هذا هو السرطان سلاح الإبادة الجماعي الجديد ,الذي أورثة عدم الاكتراث و لامبالاة لحكام العراق المنشغلين بحروبهم السياسية والفرهود المنظم تحت ما يسمى الفساد المالي الذي حرق مليارات الدولارات ولم نسمع اجراء من الحكومة لتوقف هذا الحرق المنظم لاموال العراق , ولم نسمع او نلمس مليارات الدولارات التي صرفت ولم تخصص منها ادوية لمرضى السرطان او مستشفيات او علاجات مهمة , يكفي شاهد عيان واحد هو ان يموت (عبد العزيز الحكيم )بمرض السرطان في مستشفيات ايران , يعني لاتوجد لدينا امكانات للعلاج , وكيف سيكون حال المواطنين البسطاء الذين لايمتلكون قوت يومهم حتما سيكون موتهم اكيد والخسارة ليس في روح عراقي بل في صوت لهذا الحزب او ذاك قد يخدعونه بحفنة دنانير لسد رمقه مقابل صوته الثمين !!

آليات الإبادة ما زالت مستمرة امام صمت الحكومة ووزارة الصحة ومؤسساتها الخاوية . ويبقى أبناء الجنوب أهل المصيبة وهم الضحايا ,حيث ستة ملاين عراقي يعيش تحت خط الفقر, وثلاثة ملاين عاطلين عن العمل وأكثر من مليونين ونصف المليون أرملة,و ملايين الأيتام ,و شعب غالبيتة العظمى صامتة تقتات على مفردات البطاقة التموينية فقط (المصابة بقر الدم ), تغلب على معظم هذا الشعب الأشباح الأربع (الأمية - الجهل – التخلف – الفقر )وهي نتاج الاحتلال وعملاءه المتاجرين بصحة الناس وحياتهم ., ولهذه اللحظة لم يشهد العراق محاكمة المجرمين و المتسترين و المضللين في مؤسسات حكومات ما بعد 9/نيسان/ 2003 حيث ما زال تهريب السموم المحرمة دوليا تدخل العراق من ايران حصرا دون أشراف حكومي أو رقابي حقيقي على كميات و أنواع السموم التي تستعمل في المجالات الزراعية والتي أسيئ استخدامها فراحت تستعمل لصيد الأسماك في الاهوار والأنهر وشط العرب وهذه السموم على أنواع متعددة اغلبها اشد فتكا بالحياة الإنسانية أخطرها ( الأندر ين – الدرين –الدبون – ديازينول – نيوسيدول – كلورفيت – سوما سيدين – ملاثيون -
كلوردين – نيكوز – فوسفيك الزنك الأسود – الخردل – هوفوس – أندوسولفان – الفايابيرمثدين ) علما أن هذه السموم تستخدم لقتل الحشرات و الآفات الزراعية في الكثير من المحاصيل الزراعية مثل الطماطم والخضروات والفواكه وكذلك الصيادين لصيد الأسماك وبالتالي فان الإنسان هو المستهلك الأساس في تناول هذه الأطعمة حتى لحوم الماشية التي تشرب المياه من الأنهر الملوثة , وقد ثبتت الدراسات على هذه السموم أنها غير قابلة للتحلل عبر الزمن أو الظروف وتستقر معظمها و أخطرها في أرحام الأمهات لما يزيد على خمسة عشر سنة و بالتالي ولادة أجنة مشوهه أو مصابة بالسرطان فكيف هو الحال بعد عدة سنين وأرقام الأطفال المصابين بالسرطان يزداد يوما بعد يوم بشكل مخيف ومرعب يهدد مستقبل الأجيال القادمة , وان لم يكن هناك إصابات لدى الأطفال فلن تسلم الأمهات من سرطان الرحم أو الثدي كما هو الحال اليوم حيث ازدادت الإصابات بين الأمهات في الجنوب (الشيعي)العراقي بنسبة أعلى من المعدلات السابقة بكثير بسبب تركز هذه السموم, وهي من المواد المسرطنة في المناطق الدهنية والرخوة من الجسم مثل أثداء النساء وأثداء المواشي وهما مصدرين مهمين لتناول الحليب الذي يأتي محملا بالسموم بسبب تناول السمك والبيض و اللحم ومشتقات الحليب والطيور ثم الماء .

الله اكبر الى متى يبقى العراقي مشروع لكل انواع الموت , ولا يوجد من يوجعه قلبه عليه !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق