"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

7‏/1‏/2015

لا الجيش هو الجيش ولا الذكرى ذكراه.

غارعشتار
بمناسبة ذكرى 6 كانون الثاني (عيد الجيش العراقي) .. شاهدت بعض الفضائيات العراقية والعربية وغيرها وهي تتحدث عن تلك الذكرى وكأنها تخص جيش العراق المحتل الحالي، متناسين أن الجيش الوطني صاحب التاريخ العريق والذي يليق ان يحتفل بذكراه في 6 كانون ثاني، قد تم حله في 2003 على أيدي المستعمر وعملائه، وأن الموجود حاليا هو شراذم ومليشيات لا علاقة لها بما يمكن تسميته (مؤسسة) عسكرية. ولهذا أشعر بالدهشة حين يكتب عراقي مقالة بعنوان (خبراء: القوات العراقية تستخدم أسلوب القوات الإيرانية في حربها ضد «تنظيم الدولة الإسلامية) يقول فيها:

نسب العميد السابق في المؤسسة العسكرية العراقية إبان حكم الرئيس السابق صدام حسين سبب فشل الجيش العراقي الحالي في حربه ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» الى ما اسماه «أسلوب القوات الإيرانية» قائلا: «الجيش العراقي حاليا فيه من الجنرالات أكثر مما في جيوش الصين وروسيا والولايات المتحدة كل على انفراد وربما مجتمعة، لكن معظم هؤلاء الجنرالات لم يتخرجوا من الكلية العسكرية العراقية، ومع ذلك فإنهم يضعون مع رتبهم خرقة حمراء تشير إلى أنهم ضباط ركن، أي أنهم تخرجوا من الكلية العسكرية وبعدها من كلية القيادة في حال كونهم من الضباط المتفوقين المتميزين أثناء عملهم في وحدات الجيش أو على مقاعد الدراسة النظرية والعملية في الكلية العسكرية، ومن ينجح في كلية القيادة فسوف يكون مهيئا لدخول كلية الأركان» .
فمن أين جاء هؤلاء الجنرالات وهل يصلحون لقيادة الأفواج والألوية التي تخوض معارك طاحنة في أكثر من مدينة ومحافظة في الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية»، وهل أن دحر هذا التنظيم هو هدفهم النهائي؟
ولعل الإجابة على هذا التساؤلات تختصر في جملة واحدة، هي أن الجيش الحالي لا يعدو كونه «تجمعا ميليشياويا لا أكثر»، فمعظم هؤلاء الضباط منحدرون من ميليشيات، واقتصرت خبرتهم على تنفيذ مهمات لا صلة لها بالواجبات العسكرية، ولكن الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر قرر دمجهم في وحدات الجيش البديل الذي أمر بتشكيله، لكنهم عانوا من أزمة مراجع أثناء تأديتهم لواجبهم في وحدات الجيش، إذ بقي ولاؤهم للقيادات الدينية والسياسية التي جاءت بهم إليه، وهنا تكمن أخطر أسباب تفكك المؤسسة العسكرية وانعدام الضبط فيها والذي يعد أهم عامل لتماسك الوحدة العسكرية وتنفيذها لواجباتها.
وتعود جذور المسألة لفترة الحرب العراقية الإيرانية، حين أصرت القيادة الإيرانية الدينية والعسكرية، على زج الكتل البشرية المتلاحقة في الحرب العراقية الإيرانية، واستطاعت تلك الكتل تحقيق مفاجآت في العمليات، ولكنها لم تستطع تحويل إنجازاتها الأولية إلى نتائج ثابتة فوق مسرح العمليات، أي الاحتفاظ بمكاسبها الأولية، إذ سرعان ما تأتي أرتال القوات العراقية المدرعة والآلية فتستعيد ما خسرته القوات المدافعة من مواضع وأرض.
ولعل ما يجري في الوقت الحاضر أن «القوات المسلحة العراقية» استعارت من القوات الإيرانية التي كانت تقاتلها في حرب الثماني سنوات، أسلوب زج الكتل البشرية في معاركها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، وذلك لتعويض النقص الحاصل في القوة البشرية في جيش الحكومة، بسبب وجود عشرات الآلاف من الجنود والضباط «الفضائيين»، فذهب التحالف الشيعي الحاكم إلى زج ميليشيا «الحشد الشعبي» التي تشكلت بفتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها المرجع الشيعي علي السيستاني، لسد النقص في القوة القتالية في الجيش.
 بقية المقالة هنا

جيد أن يذكر الكاتب أن الجيش الحالي عبارة عن تجمعات ميليشياوية. ولكن لماذا يقول لاحقا مناقضا نفسه (القوات المسلحة العراقية استعارت من القوات الايرانية التي كانت تقاتلها في حرب الثماني سنوات اسلوب زج الكتل البشرية في معاركها ضد تنظيم الدولة الاسلامية  ...) ؟؟ هل هذه التجمعات الميليشياوية المسماة (الجيش العراقي) حاليا هي (الجيش الوطني) الذي قاتل القوات الايرانية في حرب الثماني سنوات؟؟ طبعا لا .. لماذا إذن يخلطون الأوراق ويشوهون التاريخ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق