"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

23‏/7‏/2014

ورطة (الثوار) بداعش

غارعشتار
 غلطة الثوار أنهم لا يقرأون  الغار!! ولو كانوا قد واظبوا على دخوله منذ 2008 لأدركوا أن (دولة العراق الإسلامية) من أيام الزرقاوي وماقبله ومابعده، هي فرقة مرتزقة شكلها الأمريكان بالتعاون مع استخبارات عربية (ربما اردنية) من اجل تشويه المقاومة التي صاروا يطلقون عليها (القاعدة). ثم صارت حكومة الاحتلال بقيادة المالكي تستخدم توصيف (القاعدة والبعثيون والتكفيريون) على الاعمال الارهابية ضد المدنيين التي كانت فرق المرتزقة المصنوعة تلك تقوم بها من أجل تنفير الناس من المقاومة. وكنا نسخر من ذلك التوصيف ونحاول دحضه (كيف يربط القاعدة والبعثيين والتكفيريين في جملة واحدة؟؟)
في الغار كتبنا ملفات عن (اسطورة  القاعدة) وكيف نشأت بالبراهين والمستندات. ثم كانت مفاجأة المفاجآت وصدمة الصدمات حين يطلع علينا مؤخرا شريط صوتي للسيد عزة الدوري ليحيي فصائل الثورة ومنها (فرسان القاعدة والدولة الاسلامية) وكأن توصيف حكومة المالكي الذي طالما شجبناه كان صحيحا. فهذا هو من يعتبره (البعثيون) قائدهم يعترف بالتعاون مع القاعدة والدولة الاسلامية، وكان قبلها بشهور قد اصدر بيانا يشيد فيه بالسعودية باعتبارها (قلعة الصمود والمقاومة) !! وبلعناها..
كان رأيي للوهلة الأولى في خطاب الدوري الأخير أنه مدسوس عليه، وأن هناك من يقلد صوته ويخرج بيانا يضر بسمعة (الثوار) والبعثيين على الأخص. ولكن ماحدث كان شيئا غريبا حقا.. أن قيادة (الثورة) اتفقت على تكليف اثنين من الناطقين باسمها لتوضيح مضامين الخطاب في سلسلة مقالات لم يصدر منها سوى واحد.. ولكننا وجدنا الاستاذ صلاح المختار يكتب مقالة يفسر فيها خطاب الدوري أشرنا اليه هنا. مما قاله فيها (مهما قيل عن تنظيم الدولة الاسلامية فانه اولا جزء من قوى الثورة العراقية لا يمكن تجاهله ابدا لانه بندقية فعالة)
ثم تابعه بمقالة عن تهجير المسيحيين أعلمنا فيها أن (داعش) شيء و(تنظيم الدولة الاسلامية) شيء آخر، وأن الأولى هي خليقة وكالات استخبارات والثانية فصيل ثوري.
ثم أصدرت هيئة علماء المسلمين (وهي أيضا فصيل من فصائل الثورة) بيانا قبل يومين أدرجه لكم فيها يلي:
بيان رقم (1007) / المتعلق بقيام تنظيم الدولة الإسلامية بإخراج النصارى من مدينة الموصل
 الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
 فقد تواردت الأنباء عن قيام تنظيم (الدولة الإسلامية) بإمهال نصارى مدينة الموصل مهلة للخروج منها تنتهي في يوم 21 رمضان /1435هـ؛ وبالفعل خرج هؤلاء بناءً على ذلك لتخلو المدينة لأول مرة من هذا المكون عبر التاريخ الإسلامي الطويل ابتداء بعهد الرسالة، ومرورا بالخلافة الأموية فالعباسية فالعثمانية، وغيرها من الأنظمة الإسلامية وغير الإسلامية التي تخللت هذه المدد.
وترى الهيئة في هذا العمل تجنياً على الأبرياء، ما أنزل الله به من سلطان، وخروجاً عن السبيل المعتبرة التي أوصى بها نبي الإسلام، وشرحها فقهاء المسلمين من بعده، في التعامل مع هذا المكون، وغيره من أهل الكتاب.
وتبين الهيئة بهذا الشأن ما هو آت:
أولا: لا يحق شرعا لأي جهة أن تتخذ مثل هذه الإجراءات التي تفتقر ـ إن سلمت صحتها ولا تسلم ـ إلى دولة وسلطان يمثلان الأمة، وقضاء شرعي معروف بين الناس بنزاهته وكفاءته، وعلماء في الفتوى مشهود لهم بالعلم والتقوى.
ثانيا: إن ما جرى من استلاب البيوت والأموال والمقتنيات، تجري عليه أحكام الغصب في الشريعة الإسلامية، وعلماؤنا متفقون على أن من غصب مالا لأحد لزمه رده، أو تعويضه.
ثالثا: نرى أن واجب الوقت في هذه الظروف الصعبة هو حماية المستضعفين من أبناء المناطق المحررة وتوفير العيش الكريم لهم لاسيما الأقليات؛ قطعاً للطريق على المتصيدين في الماء العكر وأعداء الثورة.
رابعا: لقد سعت من قبل جهات معروفة؛ لتهجير هذا المكون من مدينة الموصل ومدن أخرى في العراق، وكانت ترتكب جرائم الاغتيال أو التهديد بالموت في سبيل تحقيق ذلك لمصالح تخصها، تنسجم مع أهداف معروفة لأعداء الإسلام، وقد سبق للهيئة في بيانات لها أن نبهت على ذلك وحذرت منه، واليوم يقدم ما عمل أولئك على تحقيقه بالجريمة؛ هدية مجانية إليهم على طبق من ذهب!!.
خامسا: الإنسان يعتريه الخطأ والنسيان، والضعف والقوة، ويقع منه الزلل، وليس ذلك عيبا، ولكن العيب هو التمادي فيه، أما إذا عرف الحق ورجع إليه فهذه منقبة له، لحديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل ابن آدم خطاء، وخير الخطّاءين التوابون” (رواه ابن ماجة والدارمي).
وندعو أخيراً إلى إصلاح هذا الخطأ الكبير، المضر بسمعة الإسلام والمسلمين، ورفع الظلم عن هذا المكون والسماح لأبنائه بالرجوع إلى ديارهم؛ لأن الظلم عواقبه وخيمة في الدنيا والآخرة، والمولى عز وجل أقسم بعزته وجلاله كما في الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه بإسناد صحيح ” وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين”، حيث جاء اللفظ بصيغة العموم، ولم يفرق في دعوة المظلوم بين المسلم وغيره.
الأمانة العامة / 22 رمضان/ 1435هـ الموافق 20/7/2014 م
++
البيان منشور على صفحة الهيئة في الفيسبوك هنا وفيه كما ترون تفسير آخر غير ماذهب اليه الاستاذ المختار ، فالهيئة تعترف أن تنظيم الدولة الاسلامية هو الذي قام بالعمل وهو خطأ ويحقق لـ(جهات معروفة سعت الى تهجير هذا المكون من الموصل) كهدية على طبق من ذهب (الفقرة 4 من البيان) ويدعو البيان الى اصلاح الخطأ لأن (خير الخطائين التوابون).
++
أعزائي أصدقائي وأعدائي .. أكبر خطأ في المقاومة العراقية منذ بداياتها وهذه (الثورة) التي اعتبرها البعض امتدادا للمقاومة أنها استخدمت الدين ستارا.. على الأقل في تسميات الفصائل : جيش محمد - جيش المجاهدين - النقشبندية - جيش انصار السنة - الجيش الاسلامي - جيش الراشدين - الجبهة الاسلامية للمقاومة العراقية (جامع) الخ
طبعا بعض هذه الجبهات والجيوش كانت مجرد مواقع على الانترنيت، ولكن الفكرة العامة هي : لماذا التسميات الاسلامية؟ وهل لا يمكن محاربة المحتل وصنائعه الا باسم الاسلام؟ في بلد فيه أديان ومذاهب  وقوميات عديدة ، ألم يكن من الممكن تسمية (الجيش العراقي ) (أحرار العراق) الخ
هذه هي النتيجة .. منذ نهاية التسعينيات اخترع لنا اعداؤنا (القاعدة) وهي عصابات مرتزقة نعلم بالضبط كيف خلقت ومن مولها ومن افتى لها، وكيف صورت الاسلام على أنه دين همجي، ثم يحتل  العراق بذريعة رعايته للقاعدة ، ثم تنشأ فصائل مقاومة (اسلامية) ويختلط الحابل بالنابل، حتى وصلنا الى (ثورة) تعترف بأن (القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية ) فصائل ثورية من فصائل الثورة، ويقوم هذا الفصيل بدون ان يكذب الخبر بإعلان الدولة الاسلامية وارتكاب كل ما ألصقه الاعداء بالمسلمين من آثام وخطايا، وينهض (الثوار) المتورطون بالدفاع والتفسير.
سؤال ساذج: لو كانت (الثورة) اتخذت اسماء (عراقية وطنية) وليست دينية، أما كانت تجنبت أن تحدث كل هذا الخلط في أذهان الناس؟ وهل كان الأعداء سيجدون ثغرة ينفذون منها باسم الدين؟
رأيي؟ نصيحة صادقة: كان من الأفضل والأسلم ان يقول (الثوار) البعثيون منهم خاصة أن تسجيل السيد عزة الدوري الأخير ليس له وأن أحدهم يقلد صوته ويخرج هذه التسجيلات لتسجيل هدف في مرمى (الثورة).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق