"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

15‏/2‏/2009

اكذوبة اعادة الاعمار: الخيار السلفادوري في العراق

جماعة من لواء الذئب

بقلم: عشتار العراقية

الجزء السابق هنا 


المسألة واضحة وضوح الشمس. ولا ادري لماذا يحاول البعض من السياسيين والكتاب قلب الحقائق والاصرار على ترديد خطاب البنتاغون والسي آي أي. لو افترضنا انك بنيت مستشفى وانك استقدمت طبيبا اختصاصه المشتهر به في العالم هو أطفال الانابيب وعينته مديرا للمستشفى. ثم استقدمت آخرا وثالثا في نفس التخصص للعمل تحت إمرته. فماذا نفهم من ذلك ؟ انك تريد أن تنشيء مستشفى لإنتاج أطفال الأنابيب.

والآن .. حين تأتي الادارة الامريكية بواحد تخصصه تمويل ومساندة فرق الموت ، وقد اشتهر بهذا ، لحكم العراق، ثم لا تكتفي بذلك بل تأتي بثلاثة او اربعة متخصصين ولهم خبرات في تكوين وتدريب فرق موت، للعمل تحت إمرة هذا الحاكم. فماذا نفهم من ذلك ؟

أمس تحدثت لكم عن نيغروبونتي وصديقه دوين كلاريدج والآن احدثكم عن اثنين اخرين في نفس التخصص ، اكتسبا خبراتهما أيضا من الهندوراس وكولومبيا والسلفادور .. جاءا للعمل في العراق... مصادفة ؟ مع نيغروبونتي.

واحد اسمه جيمس ستيل وهو المشرف على تدريب القوات الخاصة بالشرطة العراقية مما يسمى المغاوير ولواء الذئب والعقرب والنمر والرعد وغيرها. وآخر اسمه ستيفن كاستيل كان مستشارا امنيا يشرف على كل هؤلاء في وزارة الداخلية.

أترككم مع ترجمة لرسالة ذكرها الكاتب الامريكي مايك ويتني في مقالة له بتاريخ 6/9/2006 موجهة من عضو في الكونغرس دنيس كوتشينيك الى وزير الدفاع رامسفيلد ثم أعاد القائها بعد شهر في الكونغرس بتاريخ 4/5/ 2006 ولكن الاعلام حسب الاصول لم يركز عليها بل لم يذكرها وضاعت في كهف النسيان.

(عزيزي الوزير رامسفيلد اكتب لك لأطلب نسخة من كل الوثائق التي تتضمن خطط البنتاغون لاستخدام قوات خاصة امريكية لدعم وتوجيه وتدريب فرق قتل واغتيالات عراقية.

في 8 كانون ثان 2005 نشرت مجلة نيوزويك تقريرا بأن البنتاغون يقترح تدريب فرق عراقية خاصة للقضاء على التمرد السني. وسمي المقترح ( الخيار السلفادوري) مستلهما البرنامج الذي نفذ في ادارة كارتر ثم تابعته ادارة ريغان والذي مول ودعم قوات عسكرية محلية لاصطياد وقتل قادة التمرد والمتعاطفين معهم في السلفادور. وكان ذلك البرنامج مثيرا للجدل بشدة وأدى الى كراهية متصاعدة ضد الولايات المتحدة حيث قتل واختفى عشرات الالوف من المدنيين الابرياء بضمنهم اعضاء في الكنيسة الكاثوليكية احدهم رئيس الاساقفة اوسكار روميرو واربعة راهبات امريكيات.

وحسب تقرير نيوزويك يريد المحافظون في البنتاغون احياء البرنامج في العراق لأنهم يعتقدون بانه، رغم الثمن الذي يدفعه الابرياء فإنه ينجح في القضاء على المقاومة.

السيد الوزير

في مؤتمر صحفي في 11 كانون الثاني 2005 صرحت بأن فكرة الخيار السلفادوري (هراء) ومع ذلك فإن الشواهد تتزايد بأن الولايات المتحدة قد مولت ودربت فرق قتل وخطف وان هذه الفرق تعمل الان بنجاح مرعب في العراق. نعرف ان البنتاغون يستلم تمويلا لتدريب قوات عراقية خاصة.

قبل سنة من تقرير النيوزويك عن الخيار السلفادوري، نشر في مجلة امريكان بروسبيكت في 1 كانون الثاني 2004 بان جزءا من 3 بلايين دولار من 87 بليون دولار من حصص الطواريء للبنتاغون ، مخصصة لتمويل عمليات في العراق وقد وقع قانون في 6 تشرين ثان 2003 لخلق وانشاء وحدة شبه عسكرية تتكون من ميليشيات مرتبطة بجماعات المنفى العراقيين السابقين.

وحسب تقرير المجلة ان الخبراء يتوقعون بأن يؤدي خلق مثل هذه الوحدة الى موجة من القتل ليس فقط للمتمردين المسلحين ولكن ايضا للوطنيين والمناهضين الاخرين للاحتلال الامريكي وآلافا من البعثيين المدنيين. وتصف المقالة كيف ان البرنامج البالغة قيمته 3 بلايين دولار يتخفى تحت مسمى برنامج قوة جوية سري، ولكنه سوف يستخدم لدعم جهود امريكية لخلق قوة امنية قاتلة وثأرية .

وحسب احد مصادر المقالة وهو جون بايك خبير الميزانيات العسكرية السرية في موقع جلوبال سيكيورتي أن هذا المبلغ الهائل سوف يخصص لإقامة شرطة سرية لتصفية المقاومة.
نعرف ان بعض من خبراء البنتاغون في العراق كانوا ضمن من عملوا مع برنامج إدارة ريغان لانشاء قوى شبه عسكرية في السلفادور. الكولونيل جيمس ستيل مستشار السفير الامريكي للقوات الامنية العراقية قاد سابقا مجموعة استشارية عسكرية امريكية في السلفادور من 1984 الى 1986 حيث انشأ قوات خاصة بمستوى لواء خلال ذروة الصراع. وكان دور تلك القوات في السلفادور مهاجمة (القادة المتمردين)ومناصريهم ومصادر التموين ومعسكراتهم. حاليا اسندت الى الكولونيل ستيل مهمة العمل مع وحدة مكافحة التمرد العراقية الجديدة التي تسمى (المغاوير) التي تعمل ضمن وزارة الداخلية العراقية.

ومدير المخابرات القومية جون نيغروبونتي كان سفيرا في العراق من حزيران 2004 الى نيسان 2005 . ومن 1981 الى 1985 كان سفيرا في هندوراس حيث لعب دورا حيويا في تنسيق المساعدة السرية الامريكية للكونترا وهي الميليشيات المناهضة للحكومة في نيكاراغوا والتي تستهدف المدنيين. اضافة الى انه اشرف على فرق موت مدعومة امريكيا في هندوراس. وهي الكتيبة 316 التي تخصصت في التعذيب والاغتيالات. وكان للولايات المتحدة برنامجا مماثلا لمساندة ميليشيات في نيكاراغوا وهندوراس وفي السلفادور.

في مقابلة مع برنامج (الديمقراطية الان) في 10 كانون الثاني 2005 قال آلان نيرن وهو الذي كشف قصة دعم امريكا لفرق الموت في السلفادور انه يعتقد ان السفير نغروبونتي سوف يتورط بالتأكيد في الدعم المالي لفرق الموت في العراق.
نعرف ان هناك موجة من الخطف والاعدامات في نفس اسلوب فرق الموت في السلفادور قد انتشرت في العراق. وكانت تقارير الاخبار طوال الشعر شهور السابقة تشير بقوة الى ان الولايات المتحدة قد دربت ودعمت الوية كوماندوس عراقية شديدة التنظيم وان بعض هذه الالوية عملت كفرق موت تختطف وتقتل الاف العراقيين ، ومن بين تقارير الاعلام :

في 1 ايار 2005 لوس انجيلوس تايمز - الولايات المتحدة تقدم الدعم الفني واللوجستي للمغاوير وهم فرقة كوماندوس خاصة بوزارة الداخلية. وحسب الميجور جنرال رشيد فليح محمد فإن السلطات العراقية تخطط لزيادة انتشار المغاوير البالغ عددهم 12 الف والتي تتألف من محاربين قدامى منظمين قاتلوا جنبا الى جنب مع القوات الامريكية في النجف والفلوجة والموصل وتضم ألوية الذئب والعقرب والنمر والرعد

في 16-20 ايار 2005 لوس انجليوس تايمز ونيويورك تايمز- اكتشاف 46 جثة لرجال عراقيين اختطفوا وقتلوا بطريقة الاعدام في مواقع مختلفة: في نهر دجلة ، على اكوام القمامة، او في مزارع دجاج.

15 حزيران 2005 واشنطن بوست - القوات الامريكية لديها علم باختطاف سري لمئات من العرب في كركوك . والاختطافات جرت من قبل قوات تعود للحزبين الكرديين اللذين تدعمهما الولايات المتحدة .

في 20 حزيران 2005 لوس انجيلوس تايمز - سعد سلطان من وزارة حقوق الانسان العراقية يقول ان قوات الشرطة والامن التابعة لوزارة الداخلية وقد دربت امريكا الالاف منهم مسؤولون عن تعذيب 60% من المعتقلين البالغ عددهم 12 الف في السجن والمواقع العسكرية .

في 3 تموز 2005 رويترز- الحكومة العراقية اعترفت علنا بأن القوات الامنية الجديدة تستخدم التعذيب. وانه من المألوف ان يختطف مسلحون بثياب الشرطة وبازياء لواء الذئب عشرات الناس الذين يختفون بدون ا ثر او يعثر عليهم جثثا.

28 تموز 2005 لوس انجيلوس تايمز - اعضاء من الحرس الوطني التابع لولاية كاليفورنيا ومايسمى الفا كومباني والمتورطون بفضيحة تعذيب اسرى ، ساعدوا في تدريب ومرافقة لواء الذئب. وفي نشرة خاصة بألفا على الانترنيت كتب كابتن هافيلاند يقول (لقد ندبنا البلاتون الثاني لمساعدتهم على التحول والتشرب ببعض روح تكتيكاتنا العدوانية المميتة)

31 آب 2005 بي بي سي - في ليلة 24 آب داهمت قوة كبيرة من لواء الرعد منازل في مدينة الحرية في بغداد ثم خطفوا واعدموا 76 مواطنا. كان كل الضحايا قد قيدت ايايديهم وارجلهم ثم عذبوا اشنع تعذيب بالحرق والتشويه وبعدها قتلوا برصاصة في الراس.

16 تشرين ثاني 2005 رويترز - اكتشاف 173 رجل يعانون من الجوع وسوء التغذية وبعضهم كان قد تعرض للتعذيب في سجن سري تديره ميليشيا شيعية مرتبطة بوزارة الداخلية.

17 تشرين ثان 2005 نيوزداي - في السنة الماضية ساعد الجيش الامريكي في بناء كوماندوز عراقيين باشراف جيمس ستيل، وهو ضابط قوات خاصة سابق كان قد قاد جهود مكافحة التمرد في السلفادور في الثمانينات. 15 شباط 2006 الاسوشيتد برس - وزارة الداخلية تقيم تحقيقا في اتهامات فرق الموت.

19 شباط 2006 البي بي سي- مشارح بغداد تستلم عشرات الجثث يوميا من الانهار والمصارف والمواقع الخلوية والمزارع والصحارى. معظم الجثث موثوقة الايدي والاعين وتعرضت للتعذيب ومقتولة برصاصة في الرأس . والقيود في اياديهم هي من نفس النوع الذي يستخدمه رجال الشرطة العراقية.

26 شباط 2006 الاندبيندانت - رئيس حقوق الانسان للامم المتحدة في العراق جون بيس يكشف بان مئات العراقيين عذبوا حتى الموت او اعدموا كل شهر في بغداد وحدها من قبل فرق موت تعمل من وزارة الداخلية. يقول ان ثلاثة ارباع الجثث الموجودة في المشرحة في بغداد تحمل اثار طلقات رصاص في الرأس او اصابات سببها دريلات او حروق سجائر.

9 مارس 2006 لوس انجيلوس تايمز - ضباط شرطة عراقيون من الذين عملوا في سجن الداخلية غير الشرعي تدربوا على ايدي امريكية وان المدربين الامريكان دعموا بشدة 27 لواءا من الكوماندوز المسلحين تسليحا ثقيلا والمتهمين بسلسلة من الانتهاكات بضمنها موت 14 عراقي حبسوا في مركبة مقفلة بدون هواء في الصيف الماضي.

10 مارس 2006 صحيفة سدني مورننج هيرالد - رجال يرتدون ازياء قوات امن يدربها الامريكان وتابعون الى وزارة الداخلية اختطفوا 50 شخصا من شركة امنية. وكان السواقون مقنعين والسيارات مما تستخدمها الحكومة

27 مارس 2006 الاندبندانت - في حين بدأت الحكومة الامريكية تنتقد الحكومة العراقية حول قضية (فرق الموت) مثل لواء الذئب والعقرب ومغاوير الشرطة ولكن هؤلاء انشئوا ودربوا بمعرفة نفس الامريكان الذين كانوا يعملون سابقا مع فرق الموت في امريكا اللاتينية .

السيد الوزير

في ضوء هذه الشواهد على الدعم الامريكي وعلى وجود فرق موت في العراق، فما هو اساس تصريحك في 11 كانون الثاني 2005 بأن الخيار السلفادوري هراء ؟

المخلص دينيس كوتشينك عضو الكونغرس)

ان ظهور الكولونيل جيمس ستيل كمستشار لقوات الامن العراقية يجب ان يزيل اي شك في حقيقة طبيعة انخراط امريكا في فرق الموت. فإن خبرة ستيل هي في (نشر الرعب من خلال تطبيق اقصى انواع العنف) حسب وصف الكاتب ماكس فولر عن حملات مكافحة التمرد الامريكية في امريكا اللاتينية . وقد جيء بستيل من اجل تدريب الاخرين على تكتيكات حرب العصابات ونشر الفوضى في عموم البلاد. يقول مايك وتني ان اتهامات كوتشنك تلقي الضوء على مقتل ابي مصعب الزرقاوي مؤخرا. فالزرقاوي هو ابتكار عمليات نفسية تابعة للبنتاغون من اجل احداث التدهور السريع للمجتمع العراقي. وبربط الادارة الامريكية مع فرق الموت فإن الاساس الكلي للحرب على الارهاب يبدأ في التداعي والتصدع. وكما يشير كوتشنيك فإن العمليات الارهابية الرئيسية في العراق هي من عمل الولايات المتحدة وليس المتطرفين الاسلاميين. وفرق الموت الامريكية تنجو بجريمتها ويفعلون ذلك بحصانة كاملة.

ربما لم تهتم الصحف بخطاب عضو الكونغرس ولكن صدقوا او لا تصدقوا قرر البنتاغون ان الاوان قد حان طالما وصل الامر الى الكونغرس ان يقتلوا اسطورة الزرقاوي.

فبعد شهر من خطاب كوتشنك ، وفي 8/6/2006 قتل الزرقاوي بعد ان كان مثل الزئبق، دمروا اكثر من مدينة بحثا عنه، وكان يهرب دائما قبل دقيقة من وصول القوات الأمريكية. وكم سمعنا عن اعتقال معاونيه ومساعديه ورجاله اليمين واليسار ، وحتى جهاز الحاسوب الذي يستخدمه والافلام التي يتصورها ، ورسائل ووثائق فظيعة يجدونها في أعقابه ، وكانت كل عملية تنسب له خلال 2004 و 2005 فكل من يعطس يكون الزرقاوي سببا في تلك العطسة.

مثل المودة حاليا ان تكون النساء هن قائدات التمرد ، فكل هجمة وكل تفجير سببه انتحارية. راح يخلصون كل نسوان العراق!!

هذه كلها عمليات نفسية تقوم بها اقسام خاصة وشركات خاصة مرتبطة بتعاقد مع السي آي اي والبنتاغون. نفس الشركات التي تصنع لك افلام الدعاية التي تعرض في كل الفضائيات عن العراق الجديد الحلو .


كانت خطابات الزرقاوي التي يطبخها البنتاغون في عام 2005 قد تحولت من الدعوة لقتال الأمريكان الى الدعوة لقتال الشيعة. وتلى ذلك الكثير من اعمال القتل والتصفيات في اوساط الشيعة والسنة. وكانت ذروة كل تلك الجرائم تفجير القبة الذهبية في سامراء في شباط 2006 ونعرف ما تلى ذلك من المزيد من اعمال التصفيات والتهجير القسري ، وتقسيم المدن الى شيعية وسنية خاصة بغداد.

ويفسر ذلك ماكس فولر في كتابه المهم عن العراق والخيار السلفادوري والذي اصبح مصدر الكثير من الباحثين . الاقتباسات التالية مختصر لبعض طروحاته نشرت في موقع البديل في مارس 2006.

(هنالك شخصية محورية في عملية تطويرِ مغاوير الشرطةِ الخاصّة هي جيمس ستيل Steele James , هو ضابط سابق في القوات الخاصة الامريكية دشن خبرته في فيتنام قبل ان يتحول لادارة المهام العسكرية الامريكية في السلفادور في ذروة الحرب الأهليةِ في تلك البلادِ. كان مسؤولا عن اختيار وتدريب الوحداتَ الصغيرةَ (أَو فرق موت) التي تباهت بمسوءوليتها عن ايقاع 60 % من الإصاباتِ في 'حملة مكافحةِ التمرّد' في السلفادور .

هنا مساهم أمريكي اخر هو ستيفن كاستيل Steven Casteel الذي سبق ذكره كأقدم مُستشارِ أمريكيِ في وزارةِ الداخلية يسخر من الاتهامات الخطيرة والموثقة لانتهاكات حقوق الانسان بأنها محض " اشاعات ودسائس " وكاستيل هذا مثل زميله ستيل كسب خبرته في امريكا اللاتينية ، بالمشاركة في الحرب ضد بابلو اسكوبار بارون الكوكائين , وذلك اثناء حروب كولومبيا ضد المخدرات في التسعينات . هذا بالاضافة لعمله مع القوات المحلية في بيرو وبوليفيا . ,بينما تكمن خلفية كاستيل في هيئة السيطرة على المخدرات ( DEA ) فان العمليات ضد بابلو اسكوبار كانت عمليات مشتركة ساهم فيها ال CIA وال DEA وقوات دلتا وقوات مخابرات اخرى في منتهى السرية اسمها سنترا سبايك . على أية حال، العمليات هذه أدّتْ إلى تشكيلِ فرقة موت تعرف باسم لوس بيبيس (Los Pepes) والتي ستكون نواة التنظيم الجامع لفرق الموت الكولومبية شبه العسكرية الحالية المسماة ، أي يو سي، AUC المسؤولة عن أكثر من 80 بالمائة مِنْ اخطر حالات إنتهاكات حقوق الإنسانِ في البلادَ .

بينما لم يكشف النقاب عن اية صلة رسمية فان لوس بيبيس اعتمدت على معلومات مخابراتية محفوظة في خزائن حديدية في الطابق الخامس من السفارة الامريكية في باغوتا ( علصمة كولومبيا ) والتي قامت بدور العقل المركزي للعمليات حبث يتم اعداد قوائم ضحايا فرق الموت وبسرعة اصبحت تضاهي قوائم اصحاب بابلو اسكوبار المرتبة في مقرِ السفارةَ
ان خلفية كاستيل تكتسب مغزاً خاصاً لان هذا النوع من التحري المخابراتي المساند وانتاج قوائم الموت اصبح صفة مميزة للمشاركات الامريكية في البرامج المضادة للتمردات ويكون الحلقة الوصل لما قد يبدو انه فورات منعزلة من حالات القتل العشوائي . ربما افضل مثال مألوف لهذا هو في اندونيسيا اثناء السنين الاولى لحكم سوهارتو , حيث زود ضباط ال CIA اسماء الاف الاشخاص الكثير منهم اعضاء في الحزب الشيوعي الاندونيسي , الى الجيش لغرض تصفيتهم , ولم يقصر الجيش في ذبحهم .

حالات مماثلة يُمْكِنُ تشخبصها في فيتنام حبث تجهز ال CIA قوائم الموت او تشرف على العمليات أَنْ تُجْعَلَ لقوائمِ موتِ تموين وكالة المخابرات المركزيةِ و/ أَو يُشرفانِ على العملياتِ في فيتننام . اما في غواتيمالا،حيث بات معروفا أن قوائم الموت تم تجميعها وان ادعى البعض انها لم تنفذ .وفي السلفادور تقدم القتلة السابقون باعترافات تصف مشاركاتهم لمكاتب المستشارين الامريكيين الذين جمعوا "المعلومات" اثر تحقيقات ثقيلة مع المعتقلين ,وهنا فضل الامريكيين عدم الدخول في التفاصيل الصغيرة لتنفيذ الجرائم .ِ

عمليات مثل هذه الإبادات الجماعيةِ المُخَطَّطةِ مركزياً تنسجم بالكامل مع ما يحدث في العراق اليوم فعمليات مثل البرق توفر الذرائع للمداهمات التي تقوم بها ما بسمى الوية التدخل السريع للقيام باعتقالات واسعة ومنسقة . العمليات منسجمة كذلك مع القليل الذي نعرفه عن مغاوير الشرطة الخاصة التي صممت خصيصا لتوفر لوزارة الداخلية امكانيات هجومية ضاربة من نوع عمليات القوات الخاصة . ولتعزيز هذا الدورِ، فان مقر مغاوير الشرطة أَصْبَح مركزا لشبكة تغطي كامل القطر للقيادة ، والسيطرة، والاتصالات،والكومبيوتر والمخابرات .

في واقع الحال فان جهاز المخابرات بأكمله هو من صنع أجهزة المخابرات الانكلو-امريكية التي بدأت في بناء هذا الجهاز منذ الايام الاولى للاحتلال . المؤسسة المخابراتية العراقية ترأسها الجنرال محمود الشهواني الذي ربته السي اّي أي منذ آواخر الثمانينات واصبح الآن مدير جهاز المخابرات الوطنية الجديد . شارك الشهواني حاله حال عملاء السي اّي أي القدامى الاّخرين رشيد فليح وعدنان ثابت في محاولات انقلابية ضد الحكومة العراقية ، وتم تجنيد عناصر أخرى للجهاز من بين صفوف المجاميع السياسية الرئيسية وهي المجلس الأعلى , حزب الدعوة , الحزبان الكرديان , الموْتمر الوطني والوفاق الوطني .

هذه التشكيلة كونت ما سمي بمديرية جمع وتحليل المعلومات (CMAD ) مهمتها الاساسية هي : " تحويل المعلومات الأولية الى أهداف بمكن استخدامها في العمليات " . في البداية كانت هذه "العمليات" تنفذ من قبل وحدة شبه عسكرية مكونة من ميليشيات من المجاميع السياسية الخمسة المذكورة اعلاه . الوحدة تعمل مع القوات الخاصة الامريكية وتحت امرة القادة الامريكيين لملاحقة "المتمردين " ومع تطور أجهزة الدولة العراقية الجديدة تشعبت ال CMAD هذه بين وزارتي الداخلية والدفاع مع شق ثالث لنخبة منتقاة أخرى كون جهاز المخابرات الوطني .

وتم تأسيس لجنة التنسيق المعلوماتي الوطنية للاشراف وتنسيق عمل الأجهزة الثلاثة هذه . يرأس لجنة التنسيق موفق الربيعي مستشار الأمن الوطني الذي عين في منصبه في نيسان 2004 , هذا المسمى "القيادي الشيعي المعتدل " كان ناطقا باسم حزب الدعوة في الثمانينات عندما كان الحزب منظمة إرهابية خطيرة تستهدف النظام العراقي قبل ان تتحول للمساهمة في تنسيق انشطة المعارضة العراقية من لندن .

وعمل الربيعي مع مؤسسة الخوئي ( منظمة خيرية موالية للولايات المتحدة كانت توزع الاموال نيابة عن السي اّي أي ولها وشائج مع الصندوق الامريكي القومي للديمقراطية من خلال مستشار الجعفري السيد ليث كبة الذي هو الآخر يعمل مع السي آي أي).

في كل بلد دعمت امريكا فيها عمليات مكافحة المقاومة، رافقت تلك العمليات مذابح وفرق موت. وكان الصراع يوجد كبعد واحد في ستراتيجية الكولونيالية الجديدة. في اندونيسيا قضي على الشيوعيين كجزء من استيلاء الشركات على الاقتصاد وتمهيد الميدان لعولمة آسيا وفي كولومبيا اليوم تحدث مذابح فرق الموت واغتيالات القادة الشعبيين من اجل حماية وتوسيع استثمارات الشركات متعددة الجنسيات الاجنبية في النفط والتعدين اضافة الى استمرار عمليةالخصخصة.

في هذا المجال العراق لايختلف . فوق الرغبة للسيطرة على احتياطيات النفط العراقية الهائلة فإن البلاد تخضع لصدمة الليبرالية الجديدة قسرا حيث تخفض الاجور ويعرض القطاع العام لبيع. ويرافق هذا مستوى كارثي من البطالة واهمال تقديم الخدمات للسكان,. باختصار العودة الى ظروف عالم ثالث نموذجية.

وفي حين انه في الفترة حتى مارس 2004 قتل اكثر من 1000 خبير وعالم وهرب الالاف منهم خارج البلاد والكثير من هؤلاء كانوا اعضاء في حزب البعث وقتلهم كان جزءا من عملية اجتثاث البعث التي لا تطال المتعاونين منهم مع السي آي اي ولكنها بالتأكيد تشمل اولئك الذين يعتبرون اعداءا محتملين للدولة الجديدة.

وبالمناسبة من الجدير ملاحظة انه في حين ان الاف المدرسين السابقين قد طردوا من وظائفهم فإنه يتم تعيين الاف اخرى من خارج العراق اما لأنهم أرخص او لأنهم اكثر خضوعا للنظام التعليمي الجديد الذي يعمل بشكل وثيق مع البنك الدولي ويقدم عقودا مغرية لشركة Creative Associates Inc


وقد خضع المدرسون الثلاثون الف الجدد لتدر يب لمدة خمسة ايام فقط وعليهم ان يعلموا الطلبة الدين والتاريخ ويصوروا الاحتلال باعتباره منقذا للعراق بدلا من
النصوص المناهضة للغرب التي كانت اكثر منفعة للعراقيين . احتمال اخر اضافة الى القضاء على مقاومة يدعمها الشعب فإن أجهزة المخابرات الامريكية تقود ستراتيجية تطهير عرقي كجزء من الجهود لتقسيم بلاد لن تقسم بأي طريقة اخرى. معظم الهجمات العسكرية نتجت عن تشريد المدنيين ولكن ما يثير القلق اكثر هي التقارير عن عائلات تغادر مناطقها بسبب ما تتوقع من عنف طائفي.

وفي حين ان الكثيرين في وسائل الاعلام السائدة وحكومة الدمى في العراق زعموا ان المتمردين المرتبطين بابي مصعب الزرقاوي والقاعدة هم الذين وراء هذا العنف من اجل اشعال حرب طائفية فمن المهم ملاحظة كيف تتفق خططهم الخطيرة مع الاهداف المعلنة لواحد من اقوى الشخصيات في عراق اليوم وهو موفق الربيعي مستشار الامن القومي الذي عينته امريكا فقد دعا الى (اقليمية ديمقراطية ) حيث يقسم العراق فيها الى اربعة او ستة اقاليم على ان يكون اقليمان على الاقل للشيعة في الجنوب وتكون بغداد منطقة منفصلة وهي مقر الحكومة الفدرالية وتكون مسؤولة عن الدفاع الوطني وبالصدفة مثل هذه الخطة يرعاها الدستور الجديد في العراق ولكنها تضمن تفتت الدولة العراقية .

وحرب اهلية من شأنها ان تسرع في العملية .
ان التشابه مع تفتيت يوغسلافيا واضح. ويقول ايد جوزيف وهو من معهد وودرو ولسون الدولي للباحثين "تزداد احتمالية الحرب الاهلية اذا، بعد هجمات تستهدف المجتمعات ، يبدأ افراد الاقليات في الهروب الى مناطق فيها غالبية المذهب الذي يتبعونه ، وبدورهم يقومون بمطاردة الاقليات في المناطق التي هربوا اليها."

وفي ضوء الشواهد المتزايدة على التورط الانجلو امريكي في حملات التفجير الذي يستهدف المدنيين العراقيين وبضمنه الاعتقال الوجيز لبريطانيين من المخابرات وجدا في سيارة مليئة بالمتفجرات اتصور ان جهاز المخابرات في وزارة الداخلية يقوم بالهجمات على السنة والقوات الخاصة البريطانية والامريكية بالتعاون مع الاستخبارات في وزارة الدفاع تفبرك تفجير المقاومة لتجمعات الشيعة .

ويشرف على العملية برمتها هو زبدة مديرية الجمع والادارة والتحليل تحت ادارة عميل استخبارات امريكي من الطراز الاول موفق الربيعي وهو رجل له خبرة في المشاركة في حملات التفجير ويعمل بدون شك بشكل وثيق مع السي آي اي ومجلس الامن القومي في الولايات المتحدة .

الاصل الانجليزي : http://www.globalresearch.ca/index.php?con...&articleId=1230 الكاتب ماكس فولر Max Fuller مؤلف كتاب "العراق: الخيار السلفادوري يصبح حقيقة)

دعونا نتابع اخبار الرجلين جيمس ستيل وستيفن كاستيل وآخرين في مقالة الغد. هناك مفاجآت مذهلة .
الجزء الثالث هنا

هناك 3 تعليقات:

  1. صباح الخير سيدتي
    شكرآ لجهدك الذي تبذليه لكشف عورة اباطرة الحروب والقتل الذين اوهموا العراق والعراقيين بقناع الحمل الوديع الذي يرتدوه ضنوا انهم بهذا القناع يستطيعون ان يخفو وجوههم القبيحه النتنه لاكن حبل الكذب قصير وبات اغلب العراقيين يفرقون بين الأسود والأبيض وجوهر المشكلة يكمن انه وكما ترين في بحثك هذا عن الحقيقة ان الكل تأمروا على العراق الأشقاء قبل الأصدقاء والأعداء فما بيد المواطن البسيط ان يفعل غير تفويض امره الى الله الواحد القهار وهو خير منتقم من كل جبار ظالم فحسبنا الله ونعمه الوكيل والسلام ختام
    بغدادي

    ردحذف
  2. عزيزي بغدادي

    أهم شيء وأول خطوة في الخلاص هو كشف الاقنعة ومعرفة من العدو ومن الصديق. لأن المسألة هذه اختلطت بفعل فاعل. بعد ذلك نعرف كيف نتخلص من الاعداء الحقيقيين.

    ردحذف
  3. عزيزتي عشتار
    مقالات روعة
    أن اعتماد أميركا على خطط سابقة في مكافحة ماتسميه التمرد في العراق قد اتى بنتائج عكسية تماما لما ترغب فالعراق ليس هندوراس اوالسلفادور فهذا البلد قد تحطمت على صخرة صموده دول وامبراطوريات والتاريخ يشهد
    ومن مقولة أن الفشل في التخطيط يقود الى التخطيط للفشل وهذا الذي حصل تماما" في العراق
    فالنار التي اشعلتها اميركا في العراق ادت الى احراق قلب اميركا النابض اي اقتصادها
    وبدل ان تطفئ النار التي احرقتهم في العراق تسببوا في حرائق اكثر كلفة واذى على مستقبل اميركا





    ماجد

    ردحذف