"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

14‏/4‏/2011

احتلال العقل العراقي: الجامعة الأمريكية في السليمانية -4

الحلقة الأولى - الحلقة الثانية - الحلقة الثالثة
بقلم : عشتار العراقية
نستأنف الحديث عن (كفاح) التاجر الشاطر باسل الرحيم عضو مجلس أمناء الجامعةالأمريكية في السليمانية ، وقد انتهينا في متابعة مسيرة صعوده المالي في رحاب اللبرالية الجديدة الى انشاء شركة (جسر التاجر) في 2002. نتناول في هذا الجزء نشاطه السياسي والتخريبي للاقتصاد العراقي وتربحه من كل الدمار وتضارب المصالح الزاكم للأنوف.

في 1991 انشأ مع شقيقته رند الرحيم (المعهد العراقي)
في 1998 في عهد كلنتون صدر قانون تحرير العراق والذي بموجبه خصص 98 مليون دولار لجماعات المنفى العراقيين.
في 2002 انشئت لجنة تحرير العراق من شخصيات ترتبط بالسي آي أي وشركات السلاح وانصار الكيان الصهيوني وكان من ضمن كل الأسماء المرعبة اسم رند الرحيم فرانكي.
في 2002 انطلق مشروع مستقبل العراق وشارك فيه بقوة المعهد العراقي متمثلا بباسل الرحيم، وكنعان مكية وغيرهما من الضباع الساعين الى التربح من دماء العراقيين.

وهي نفس السنة التي استعد فيها باسل الرحيم للمشاركة في حرب بوش بتحويل شركته سافرون الى (جسر التاجر - ميرشانت بردج) لتكون جسرا لنهب العراق
ويضم مشروع مستقبل العراق هذا ستة فرق عمل يشارك فيها العشرات من المدعوين، إضافة إلى بضعة مجاميع تضم العشرات. ومن المقرر تكوين ما لا يقل عن ستة فرق أخرى خلال الأسابيع المقبلة.
وقال ديفيد إل ماك، السفير الأميركي السابق الذي وضع صيغة المشروع «إنه يهدف لتكوين شبكات من الأفراد الذين قد يعملون كمتخصصين في الحكومة المستقبلة». وأضاف إن الأفكار والمقترحات يمكن أن تصبح «مكونات للبناء» الذي سيستند إليه إصلاح الأوضاع في العراق، بينما يمكن للمجاميع البشرية أن تتوسع بشكل عاجل لتضم أقارب وزملاء دراسة وجيران سابقين إذا ما تم فتح أبواب العراق.
ويتم اتخاذ القرارات بشأن هذا المشروع من قبل لجنة تضم عددا من الأجهزة، من بينها مسؤولين من وزارة الخارجية الأميركية ووزارة الدفاع (البنتاغون) والبيت الأبيض. وقد حضر مندوب عن وزارة الخزانة جلسة خاصة بإدارة المال العام، فيما يشارك مندوب من وزارة العدل في أعمال اللجنة المعنية بالشئوون القضائية خلال الفترة الإنتقالية. وقد أبلغت وزارة الخارجية الكونغرس بنواياها المتعلقة بإنفاق القسط الأول من المبلغ المخصص للمشروع (الملايين الخمسة) وقدره مليون ونصف مليون دولار أميركي.

وكان المشاركون فيه هم:
المؤتمر الوطني العراقي
حركة الضباط الاحرار
المعهد العراقي
الوفاق الوطني العراقي (علاوي)
الحركة الوطنية العراقية
حزب الدعوة
الحزبان الكرديان
الحركة الاشورية الديمقراطية
تحالف العشائر العراقية
جنة عدن الجديدة (مشروع تابع للمعهد العراقي لإعادة الاهوار)
مجاهدي خلق !!
(غريبة أن يشارك حزب الدعوة مع مجاهدي خلق في عملية تدمير العراق وهم الذين يعادوهم الآن، ولكن لاشيء عجيب في الغابة) !
تشكلت مجموعات بحث هي : العدالة الانتقالية - المالية العامة - التوعية العامة - المباديء الديمقراطية - المياه - الزراعة والبيئة - الدفاع - الحكومات المحلية - الاقتصاد والبنى التحتية - المجتمع المدني - الشفافية ومناهضة الفساد - التعليم - اللاجئون - الاعلام الحر- السياسة الخارجية - النفط والطاقة - التراث الثقافي
واستمرت الحوارات والاقتراحات حتى مابعد الاحتلال ففي 11 حزيران 2003، قدم باسل الرحيم خطته لنقل العراق بالصدمة والترويع الى اقتصاد اللبرالية الجديدة ومحورها خصخصة القطاع العام امام مجلس الشيوخ الأمريكي وكان قد اطلق على مشروعه اسم (خطة فينكس) وياله من اختيار ، فهو يرتبط في الأذهان ببرنامج فينكس الاستخباري في فيتنام سيء الصيت. توارد خواطر طبعا!! فالقتل واحد سواء كان بالسلاح او بالإقتصاد!
بعد أن قدم نفسه ومشروعه في الأماكن صاحبة القرار، أسرع الى بغداد بعد الإحتلال وافتتح فرعا لشركته. ولم تخب ظنونه ومساعيه ففي كانون الثاني (2004) كسبت الشركة اول عملية وهي تقديم الاستشارة الى وزارة الصناعة والمعادن العراقية لبيع 35 مصنعا حكوميا للقطاع الخاص.
في 2004 اعلنت الشركة مشروعا مشتركا مع بنك ماكيري الاسترالي Macquarie Bank للتركيز على مشاريع البنية الاساسية في الشرق الاوسط. يقول انه في خلال سنتين سوف يقوم المشروع المشترك بالكثير من العمل في العراق . حاليا تمول مشاريع البنى التحتية بواسطة المنح. ولكن في سنتين او ثلاث سوف تنتهي المنح وعلى الشعب ان يعيش في العالم الحقيقي"
(يقصد عالم الضباع الرأسماليين)
له رأي مثير للاهتمام وهو صائب وكان قد اعلنه في شرح خطته فينكس امام مجلس الشيوخ. انه يخشى ان يتم (نهب) العراق من قبل الأجانب. يقول "انها مجازفة ، لقد مررت السلطات قانونا خاطئا هو القانون 39 والذي يترك البلاد مفتوحة تماما للاستثمار الاجنبي بدون اية عوائق او قيود. انها تحاول ان تنتقل من العزلة لمدة 35 سنة الى منظمة التجارة الدولية ولكن الحالة الامنية سوف تخيف شركات كبيرة وراسخة من الاستثمار في العراق ولكن سوف تجتذب الكاوبوي" وكان من ضمن الكاوبوي طبعا شركته جسر التاجر.
وفي اعتقاده انه من اجل انعاش الاقتصاد لابد من انعاش قطاع المصارف. وهكذا افتتح فيما بعد مصرف المنصور وهو فرع من بنك اماراتي.
في نفس العام 2004 بدأ إنضاج فكرة انشاء الجامعة الأمريكية كما رأينا بين جون أغريستو وبرهم صالح التي اتفقا عليها في 2003 (الجزء الأول)
وقد اطلقت شركته في هذه الاثناء (صندوق استثمارات مواد البناء العراقية) ، ومن هنا جاء اهتمامه بالاسمنت واستحوذ على شركة اسمنت كربلاء .
وقد كتب لي أحد اصدقاء غار عشتار يقول فيها (التعليقات الزرقاء بين الأقواس لنفس الصديق (عمله في العراق بعد الإحتلال: مستشار الحكومات المتتابعة لشؤون الخصخصة (نهب القطاع العام ) و إجتذاب الإستثمارات ( الحرامية من غير العراقيين) طريقة العمل : صناديق استثمارية يشكلها مع أثرياء خليجيين في لندن و يتم عقد صفقات مع مسؤولي العراق الجديد لتخمينها بأثمان بخسة و من ثم بيعها لهذه الصناديق وهو طبعا شريك اساسي فيها .هذا ما حصل في معمل اسمنت كربلاء.
باختصار تعتبر ميرشنت بريدج أحد أكبر مستثمري القطاع الخاص في العراق، حيث تشمل قائمة إنجازاتها ما يلي:
- صندوق ميزوبوتاميا: صندوق بقيمة 50 مليون دولار، وهو أول صندوق يستثمر في البورصة العراقية، وتبلغ القيمة السوقية لأسهمه المتداولة 3.3 مليار دولار.
- مصرف المنصور: أحد أضخم المصارف المرسملة في العراق.
- آسيا سيل: ثاني أكبر مشغل شبكة GSM بأكثر من 7.5 مليون مشترك.
- قطاع النفط والبتروكيماويات: عقدت شراكة استراتيجية مع شركة دلما إنيرجي لتقديم خدمات الحفر وغيرها من خدمات حقول النفط.
- الحكومة: في عامي 2003 و2004، قدمت الشركة الخدمات الاستشارية لوزارة الصناعة والمعادن العراقية حول خصخصة 35 مصنعاً في عدد من القطاعات الاقتصادية.
- الإسمنت: حازت على رخصة تطوير مشروع جديدة لبناء مصنع إسمنت بطاقة إنتاجية تبلغ 2 مليون طن في كربلاء (على بعد 15 كيلومتر من مشروع إعادة التأهيل). والمشروع في مراحله الأولية حالياً.
في شهر تشرين الأول 2010 اتمت شركة "ميرشنت بريدج"وشريكتها "لافارج" استحواذها على مصنع اسمنت كربلاء وتسلمت رسميا المسؤولية الكاملة عن العمليات والإدارة فيه ، بموجب صفقة بقيمة (220) مليون دولار، ذلك بعد اكتمال الاعمال التحضيرية التي استمرت نحو خمس سنوات .

وتضطلع الشركتان الآن بالمسؤولية الكاملة عن العمليات والإدارة في المصنع بحيث تتسلمها من الحكومة العراقية بموجب اتفاقية لمدة 15 عاماً.
وتعتبر الصفقة التي تبلغ قيمتها 220 مليون دولار من أكبر صفقات الاستثمارات الخاصة في المنطقة لهذا العام.من جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة ميرشنت بريدج ،باسل الرحيم، متحدثاً من مكاتبها في العراق: " تعد هذه الصفقة إنجازاً بالغ الأهمية بالنسبة إلى ميرشنت بريدج ".
هل هذا اسمه تضارب مصالح؟ تكون مستشارا لدى الحكومة للخصخصة ثم تشتري أو تؤجر انت المصانع التي تعرض في سوق النخاسة رخيصة ؟
خمس سنوات يسعى وراء مصنع الاسمنت حتى تمكن منه، وفي رأي باسل الرحيم ان ذلك مهم جدا لأن العراق سوف ينهمك بالبناء. سيحتاج الى الكثير من المباني عوضا عما دمرته الحرب !! شوف كم من اللاجئين يحتاجون الى منازل؟
هل عرفتم النمط الآن ؟ حرض على الحرب، دمر البلاد، ادخل مستشارا للاستيلاء على القطاع العام الذي بني بأموال الشعب، استولي عليه وابدأ في بناء ما دمرته انت في أول الأمر ولكن هذه المرة بمبالغ باهضة يدفعها الشعب مرة اخرى .. هذه هي اللبرالية الجديدة المتوحشة.
من الذين أصابهم من الاسمنت جانب ، التاجر الكردي فاروق مصطفى رسول ، وهو عضو مجلس امناء الجامعة الأمريكية في السليمانية ، وله مجموعة شركات فاروق ، رئيس مجلس أدارة
شركة الاسمنت المتحدة وعضو في مجلس ادارة مجموعة من الشركات، وهو طايح بقوة في الاستيلاء على مصانع الاسمنت في الشمال.
(نحن الان تملكنا معمل اسمنت طاسلوجة وعندما تسلمناه كان انتاجه 400 طن يومياً وحالياً ينتج 4000 طن يومياً وفي شهر تشرين الاول القادم يصل انتاجه الى 6000 طن وهو افضل انتاج في المنطقة وقد اعتمدنا في زيادة انتاجه على خبرات عراقية والمانية ومصرية، وهناك معمل اسمنت بازيان ويعد من اكبر معامل الاسمنت في العراق، وهناك تهيئة لبناء معمل حديد شيش التسليح وهناك معمل للغلونة لاعمدة الكهرباء والابراج كما بدأنا ببناء الطابق الاول لفندق خمس نجوم ليصبح بعد سنتين من اكبر فنادق العراق والذي سيتكون من 28 طابقاً وفق احدث التصاميم العمرانية )
ولكن طبعا فاروق رسول هو بالمقام الأول رئيس مجلس ادارة آسيا سيل ثاني اكبر شركة في العراق للاتصالات.
(اول نشاط لنا يتمثل في شركة اسيا سيل والتي هي اساساً شركة عراقية في كوردستان وبدأنا العمل بها في عام 2000 اثناء الحصار الاقتصادي على العراق)
ولكن الشركة الآن جزء من كونسرتيوم شركات اسمه (اسيا سيل للاتصالات) يملك 30% منها اسيا سيل العراق (فاروق رسول) و 30% شركة كيوتيل القطرية و 40% شركة باسل الرحيم ميرشانت بردج.
شركة آسيا سيل ليست فوق الشبهات، ولا دخان من غير نار، في 2009 اتهمته اقناة الشرقية بأن آسيا سيل قامت بأعمال تنصت، وقد اجاب فاروق رسول عن ذلك ان الشرقية حاولت ابتزاز الشركة لنشراعلاناتها فيها ونفى ان تكون شركته قامت بمثل هذه الاعمال.
وفي 2010 حين ظهر على قناة الآن التلفزيونية المدعو مناف الراوي والذي اعتقلته القوات الحكومية ووصفته بالصيد الثمين، وصفتها الحكومة بالصيد الثمين وقالت انه هو الذي قادهم الى مكان ابو عمر البغدادي والمهاجر قال ردا على سؤال عن تمويل تنظيم القاعدة اجاب بالحرف "نتلقى التمويل من شركة اسياسيل وهي شركة اتصالات تابعة لجلال طالباني"
واذا افترضنا ان الحكومة ستعتبر اعتراف مناف الراوي هذا غير صحيح لعيون ( مام جلال) فهذا يعني ان كل ما قاله غير صحيح والا لماذا تتحرك الحكومة فورا لاعتقال (القيادات السنية) بزعم اعتراف الراوي وغيره وتسكت عن جريمة اسياسيل؟
التساؤل ليس مني وانما من علق على الخبر هنا.
آسيا سيل هي الشركة التي كان باسل الرحيم
(الذي نعلم الآن انه يملك اكبر حصة فيها ) متوجها لزيارتها وبعد انتهاء الزيارة احترقت طائرته ومات هو ومن عليها ولكننا سوف نعود الى ملابسات مقتله.
نعود الى شركة (جسر التاجر) ومن ضمن اعضاء مجلس ادارتها اللورد البريطاني نورمان لامونت وهو عضو برلمان وقد استوزر عدة مرات في حكومات المحافظين ومن علاقاته (عضوية في غرفة التجارة البريطانية الايرانية - ورئيس مجلس ادارة لو سيركل (وهو مثل نادي سري لكبار القادة في الحكومات والاستخبارات) . من ضمن اعضاء مجلس ادارة ميرشانت بردج :
عبد الله لحود وكان يعمل بشركة سافرون ومع قسم ابحاث بنك عودة في لبنان وهو خبير مفاوضات وعمليات شراء وبيع الشركات . ابن يوسف لحود رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الأوسط سابقا.
ومن الأعضاء أيضا : علي الغندور ، وهو لبناني الأصل حكم عليه في لبنان بالإعدام فانتقل الى الأردن برعاية الملك حسين، مؤسس عدة شركات طيران منها الملكية الاردنية عالية وقد كان مستشارا للملك حسين وفي هذه المقالة يكشف الكاتب الكثير من خفايا العلاقة المريبة مع ملك الاردن.
(علي غندور الذي لعب في الأردن وفي القصر الدور ذاته الذي لعبه " بوللي " في قصر الملك فاروق ...مع فارق أساسي بين الرجلين ... فالخادم اليوناني " بوللي " مسئول شئون الونس والنساء في القصر غادر مصر في يخت الملك مفلسا ... في حين غادر علي غندور عمان وهو مليونير وحكايات الفساد والرشاوي في عالية تزكم الأنوف)
باسل الرحيم تزوج ابنة علي الغندور راغدة. يعني "بوللي الملك حسين" على رأي الكاتب السابق هو حموه!!
وعلي الغندور هو الذي عين عبد الله لحود (ابن صديقه وشريكه يوسف لحود) في شركة جسر التاجر.

وكان الغندور عقب وفاة الملك حسين وانتهاء مهمته في بلاط الأردن اسس شركة في بيروت مع صديقه يوسف لحود المدير العام السابق لشركة طيران الشرق الاوسط سميت Aviation Pioneers باعتبارهما من رواد الطيران في المحيط العربي. تقوم الشركة بتقديم الدراسات والاستشارات لعدة شركات طيران عربية واجنبية
من قتل إذن باسل الرحيم؟

الحلقة التالية هنا

أو انظر ملف (من قتل باسل الرحيم)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق