"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

18‏/4‏/2011

احتلال العقل العراقي: الجامعة الأمريكية في السليمانية-13

الحلقة 12 هنا

هذه المقالة تعلق وتضيف على المقالتين اللتين سبق أن ترجمتهما لكم بقلم
مارك غرويتر وجون دولان، وقد كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ، فقد بعث عميد الجامعة الحالي الذي حل محل أغريستو وهو يوناني الأصل واسمه أثاناسيوس مولاكيس Athanasios Moulakis برسالة الى موقع صالون يطالبه فيها حذف المقالة باعتبار انها مقالة (بلهاء وشخصية) وسوف انشر لكم تلك الرسالة الفضيحة بعد هذه المقالة .

الامبريالية تضرب مرة اخرى

بقلم: روس بيكر وكريستينا بورجيسون


ترجمة عشتار العراقية

إذا كان مايزال ثمة من يتساءل حول اسباب قيام ادارة بوش بغزو العراق ، عليه أن يتعرف على مؤسسة لا يعلم بوجودها الكثير من الامريكيين : الجامعة الأمريكية في العراق - السليمانية.

فتحت الجامعة ابوابها في 2007 ، في الوقت الذي كتب فيه توماس فريدمان مقالة حماسية حول الجامعة في نيويورك تايمز بنفس حماسته للغزو قبل اربع سنوات من ذلك التاريخ قائلا "تخيلوا للحظة أنه لو كانت هناك نتيجة واحدة للغزو الامريكي للعراق وهو انشاء الجامعة الأمريكية في العراق، تخيلوا لو كنا خلقنا جزيرة للنزاهة في العراق .. حسنا ، لقد تحقق ذلك"


وليس عليكم ان تتخيلوا، حيث يقدم لنا التاريخ ادلة كافية. لأكثر من 100 عام، كان رجال الأعمال الأمريكان (بالتعاون عادة مع عملاء محليين) يمولون قيام البعثات التبشيرية بتأسيس مدارس وجامعات في دول اجنبية تحوي عادة موارد طبيعية قابلة للنهب.

وهذا التعاون يخدم خلق بيئة اكثر ودا لإقامة مشاريع اعمال وفي نفس الوقت ارضاء رغبة المبشرين لنشر كلمة الرب في انحاء العالم.
في الشرق الأوسط، حيث كان تتركز المشاريع على النفط، مولت عائلة روكفلر وآخرون مثل هذه المؤسسات كالجامعة الامريكية في بيروت التي رسخت القيم المسيحية المحافظة منذ مائة عام. وقد بدأت بتواضع بعدد 16 طالبا في 1863 . ومع الوقت اصبحت واحة اكاديمية مهمة تتميز بقيم يمكن وصفها بصدق انها قيم كومزموبوليتانية وليبرالية.

في الجامعة الامريكية في (كردستان) المعاصرة تتعلق القضية مرة اخرى بالنفط والذي يسمى عادة (الجائزة) . وفي هذه المرة اعطيت الجائزة لصديق بوش والمساهم في حملته الانتخابية وابن ولايته تكساس،
راي هانت . والنفط هنا يعني بلايين الدولارات.

ومنذ البداية اكتنفت هذا المشروع الاكاديمي الاجنبي مشاكل اسوأ بكثير من المشاكل التي تكتنف عادة اقامة جامعة جديدة. وذلك بسبب أن المؤسسين لهذه الجامعة هم (مبشرون) من اشكال متنوعة مما بعد الحداثة .


مصدوم بالحقيقة !


ومثل الاحتلال ذاته، تركت مهمة بناء وادارة الجامعة الأمريكية في العراق - السليمانية للموالين لادارة بوش/تشيني. وهم عادة من اصحاب ايديولوجية المحافظين الجدد و المؤمنين بالاصولية المسيحية.. وقد بدا واضحا انهم هرعوا بدون حتى الاستعداد بدراسة اساسية للاوضاع على الارض. فمن البداية ، علقت الجامعة بفضيحة جنسية .

اكتشف المسؤولون انهم أساءوا اختيار اوين كارغول ليكون اول رئيس للجامعة . فقد أغفلوا بطريقة ما التقارير الاخبارية التي تقول ان كارغول قد استقال من منصبه السابق كرئيس لجامعة اريزونا الشمالية بعد اربع شهور من تسلمه مهام الوظيفة بسبب اتهامه بالتحرش الجنسي.


وكان موظف ذكر في تلك الجامعة قد رفع شكوى قضائية يتهم فيها كارغول المتزوج والأب لطفلين ، بانه امسك بأعضائه التناسلية ونشر رسالة الكترونية كانت قد وصلته من كارغول وهو يتحدث فيها جنسيا. وقد اقيل كارغول من وظيفته بدون اية تسوية او منافع مالية ، في حين أمرته المحكمة بدفع تعويض للشاكي قدره 100 الف دولار.


كان بديل كارغول في العراق رجل اسمه جون أغريستو وهو صديق قديم لوزير الدفاع دونالد مانسفيلد. وكان أغريستو كبير مسؤولي المنحة القومية للانسانيات في ادارة ريغان مع لين تشيني ومرشد أغريستو الخاص وليام بينيت. وكان العديد من الاكاديميين الامريكان والنقابات المهنية قد سدوا الباب امام ترشيحه لمنصب مؤرشف الولايات المتحدة لعدم كفاءته وتأهله لذلك المنصب.

من خلال معارفه استطاع جون اغريستو وهو رئيس سابق لكلية سانت جون في نيو مكسيكو (وفي مجلس ادارتها زوجة رامسفيلد) ان يحصل على منصب مستشار التعليم في سلطة الاحتلال المؤقتة في بغداد تحت امرة بول بريمر. وقد اعترف بأنه لم يقم بأي بحث على الانترنيت حول النظام التعليمي في العراق قبل ان يصل الى بغداد في ايلول 2003 مع حقيبتين ومخدة ريش: "أردت أن اصل هنا بعقل مفتوح مفضلا ان اتعلم مباشرة بدلا من الحصول على المعلومات مفلترة من كاتب ما" كما قال لصحيفة واشنطن بوست قبل اختياره لمنصب الجامعة.
ومع ذلك فقد كان متأثرا بمفاهيم صاغتها ابواق الدعاية الاحتلالية "مثل الجميع في امريكا رأيت مشاهد الناس وهم يهللون لاسقاط تمثال صدام حسين . رأيت الناس يضربون صوره بأحذيتهم. وحالما ترى مناظر مثل هذه تقول لنفسك "حسنا سوف ينجح الأمر" وفي ذلك الوقت افترض اغريستو ان العراق "سوف يشعر مثل شعب اوربي شرقي تم تحريره حديثا ، متشوقا لاحتضان الغرب والتغيير الديمقراطي" ما أن وصل الى العراق صدم أغريستو بحقيقة ان العراق ليس مثل اوربا الشرقية بل انه ميدان للرمي شرق اوسطي .

لم يكن يستطيع التجول كثيرا بين الجامعات العراقية خوفا من الانفجارات ولم يستطع أن يحقق خططه لاصلاح مئات المباني التعليمية لأن ادارة بوش لم تكن تريد الصرف على هذه المشاريع.


يائسا ترك أغريستو العراق ولكنه عاد ثانية بعد أن عرض عليه ان يحل محل كارغول مستشارا للجامعة الامريكية . وهذه المرة لم يأت بشكل السيد اللطيف الظريف. وكذلك كان حال جوشوا ميتشيل الذي حل محله في رئاسة الجامعة حين اصبح أغريستو عميدا.

جوشوا استاذ النظرية السياسية في جامعة جورجتاون وهو من المحافظين الجدد ايضا ومنذ الثمانينيات كان يتمول لابحاثه لشهادة الدكتوراه من مؤسسات يمينية مثل برادلي واولين Olin وكذلك من لويس ليهرمان .
وإذا كان أغريستو قد اصبح نيو كولونيالي حين عاد هذه المرة الى العراق فإن ميتشيل هو مسؤول الجامعة الكولونيالي الكلاسيكي حاملا الانجيل في جيبه. اضافة الى تدريس النظرية السياسية في جورجتاون كان باحثا زائرا في كلية الدين في جامعة شيكاغو.

ويقول عنه مارك غرويتر وهو استاذ سابق في الجامعة الامريكية في السليمانية ان ميتشيل كان يتخلل تدريسه ومناقشاته في الصفوف اقتباسات انجيلية.
(غرويتر طرد من الجامعة بعد نشره مقالة ينتقد فيها ادارة الجامعة ، مع انه قبل اسابيع عرض عليه تمديد عقده لسنتين وترقية لحسن ادائه التدريسي)

بالتأكيد تنص رسالة الجامعة واهدافها المدرجة على موقعها انها علمانية ونبيلة :

"لتشجيع التنمية والرفاهية في العراق من خلال دراسة متأنية للتجارة الحديثة والاقتصاد والاعمال والادارة العامة ولقيادة التحول في العراق الى مجتمع حر وديمقراطي من خلال فهم مثل الحرية والديمقراطية "
ولكن الشيطان في التفاصيل.

عبر احد الطلاب الذين تحدثنا معهم، عن حنقه لإجبار الطلبة على تقبل نوع من البروباغندا الكولونيالية في كتب التاريخ الامريكي "هذا الكتاب يتحدث عن الهنود بطريقة غير ودية وكأنهم اشرار" وكان الكتاب بعنوان "الأمل الأفضل الأخير" من تأليف وليام بنيت ، وهو مرشد وملهم أغريستو ويعتبر المنظر الرئيسي لحركة المحافظين الجدد التي تدافع عن التأويلات التقليدية للمغامرة الامريكية.

وبنيت نفسه كان قد وصف كتابه بانه محاولة لاشعار الامريكان بالرضا عن تاريخهم.
ويقول الطالب وهو كردي ذكي ويتحدث الانجليزية جيدا "حين يتحدث وليام بنيت عن الهنود يقول عنهم انهم كانوا عدوانيين وجهلة وكل ما تعلموه في معيشتهم وتصرفاتهم كان مكتسبا من الاوربيين . ان هذا الكتاب منحاز ولكن هذا ما ندرسه"

ويقول الطالب انه بسبب احباطه من الكتاب اتجه الى الانترنيت ليبحث عن تاريخ الهنود الحقيقي، في حين ان الكثير من الطلاب لايفعلون ذلك بل انهم حتى لم يقرأوا كتاب بنيت مكتفين بتسجيل ملاحظات عما يقوله المدرس وهو من المعجبين بمؤلف الكتاب بنيت .
(بينيت اخذ منحة من مؤسسة برادلي وكذلك المعهد العراقي لصاحبته رند الرحيم - عشتارتكم)

من المفارقات ان الجامعة الأمريكية في السليمانية حصلت على اعتمادها أسرع من اي جامعة اخرى في التاريخ. فمن المعتاد ان يستغرق تأسيس وترسيخ جامعة عدة سنوات وأن تخرج عددا كافيا من الطلاب لتحقيق معيار مؤسسات الاعتماد المحترمة . مثلا رغم ان الجامعة الأمريكية في بيروت سجلت واعترف بها من قبل ادارة التعليم في ولاية نيويورك منذ 1863 ولكنها لم تحصل على الاعتماد الا في حزيران 2004 بعد مسيرة مطولة استغرقت قرنا . في حين تذكر الجامعة الامريكية في السليمانية على موقعها انها حصلت على اعتماد غير مشروط لمدة خمس سنوات في حزيران 2010 بعد اقل من ثلاث سنوات على افتتاح ابوابها.

وهذا يعتبر سريعا حتى في ظل ظروف مثالية ، ولكن الجامعة المعنية هي ابعد ما تكون عن المثالية. فقبل كل شيء الجامعة مازالت تحت الانشاء. وتتطلع الادارة على ان تستقبل 5000 طالبا
ولكن الموجود هو في حدود 650-750 طالبا.

(المقالة كتبت في شباط 2011 وتذكرون في بداية افتتاح الجامعة في 2007 أنهم وعدوا باستكمال بناء المبنى الجديد للجامعة قريبا ، ولكنها مازالت - تحت الانشاء - في 2011)


يبلغ عدد الاساتذة حوالي 40 في العام الماضي، وجلهم من الغرب: معظمهم لا يتحدثون اللغة المحلية . الطلاب كلهم عراقيون ومعظمهم من الاكراد ، فقراء واغنياء. عادة يصلون الى الكلية (التي لا تتكلم الا الانجليزية) وهم في مستويات متدنية في اللغة الانجليزية، وهكذا على معظمهم ان يدخلوا دورات تمهيدية لتعلم اللغة يمكن ان تستمر لعدة سنوات، مما يعني انهم لن يستطيعوا قبل وقت طويل من الحصول على شهادة التخرج من الجامعة، وهذا سبب أيضا للاستغراب من منحهم الاعتماد بهذه السرعة.
والسر يكمن في اسم تشيني. لأن الهيئة التي منحت الجامعة الامريكية في السليمانية ختم المصادقة هي الأكاديمية الامريكية للتعليم اللبرالي التي شاركت في تأسيسها لين تشيني زوجة نائب الرئيس السابق.

وهذه الاكاديمة تتخصص في اعتماد الكليات المحافظة والدينية وهي تتمول من مؤسسة اولين، وهي داعم رئيسي لجهد الجناح اليميني لاعادة هيكلة المؤسسات التعليمية والثقافية الامريكية. واولين هي نفس المؤسسة التي مولت ابحاث جوشوا ميتشيل قبل ان يأتي الى السليمانية.


وقد تم التشكيك في مصداقية الاكاديمية ذاتها خلال رئاسة بوش-تشيني. طبقا لحكم صدر في 2008 من قبل مارجريت سبيلنج وزيرة التعليم في ادارة بوش فإن الاكاديمية اصبحت نموذجا منذ 2001 لغياب المعايير الواضحة فيها فيما يتعلق بقياس نتائج الطلاب او انعدام جمع ومراجعة البيانات حول كيفية قياس المؤسسات التي تعتمدها هذه الاكاديمية، لنتائج طلابها.


الاساتذة الاجانب الذين يدرسون في الجامعة الأمريكية في السليمانية يفعلون ذلك من اجل المال الذي يحصلون عليه، او ان بعضهم يظن انه ذاهب الى مؤسسة كبيرة ليصدموا بالواقع. والكلام محرم والنقد ممنوع وحتى كانت هناك محاولات لمنع بعض الموظفين السابقين من مغادرة العراق.


وقد ذكرنا كيف طرد احد الاساتذة لأنه كتب مقالة نقدية عن الجامعة، وهناك استاذ اخر هو دولان الذي كتب مقالة مطولة بعنوان (كنت استاذا في الجامعة الامريكية في العراق الفاسدة للنخاع .. حتى طردني المحافظون الجدد) (الحلقة
10 -11- 12) وقد طرد في صيف 2010 حين اكتشف أغريستو ان دولان كان قد كتب منذ سنوات (قبل تعيينه في الجامعة) مقالة ساخرة من المحافظين الجدد في السياسة الامريكية ومعظمهم كانوا اصدقاء لاغريستو).
ويقول دولان أن وصفة النجاح في الجامعة الأمريكية في السليمانية هي أن تكون (ذكر ابيض جمهوري من الجنوب ، وتملك موهبة التملق ، ولابد ان يكون لديك سجل اكاديمي متواضع وان تكون قليل التجربة في التعليم الجامعي ).وكان يشيع بين الاساتذة التنابز والوقاحة وقلة الاحترام وفي نفس الوقت التطرف المسيحي.

النفط

بعض الأكراد متحمسون للجامعة وهم خاصة ذوو الامتيازات الذين دعموا الغزو بقوة وقد تربحوا منه كثيرا. والوجود الامريكية طويل المدى يعود عليهم بالفائدة. ولحمايتهم من العراقيين العرب ومن ايران ايضا. وكذلك يحتاجون الى صناعة النفط ومراكز بحثية مثل الجامعة .


يقول كنعان مكية وهو من المحافظين الجدد ومن دعاة غزو واحتلال العراق في 2003 وهو عضو في مجلس امناء الجامعة أن فكرة الجامعة بدأت مع برهم صالح رئيس وزراء اقليم كردستان حاليا. وصالح وهو رئيس مجلس الامناء هو الذي ادار اللوبي الكردي في واشنطن منذ 1991 وكان مثل مكية من الشخصيات الرئيسية التي دفعت باتجاه الاطاحة بصدام.

ويبدو ان الاكراد المرتبطين بالجامعة لديهم مصادر اموال هائلة تحت تصرفهم . صالح منح الجامعة 55 مليون دولار في عام 2009 وقيل انه جمع المبالغ من مصادر خاصة لم يسمها. وقد وعد صالح بالحصول على 100 مليون اخرى من اجل تمويل بناء الجامعة الجديد.

جلال طالباني رئيس العراق وهو ايضا عضو في مجلس الجامعة يقال انه تبرع شخصيا بمبلغ 65 مليون دولار (لا احد يعرف من اين جاء بالاموال) .
في هذا الجزء من العالم حين يتعلق الأمر بأموال هائلة فإن النفط هو دائما في الصورة .

في نفس سنة انشاء الجامعة ، وقعت الحكومة الاقليمية الكردية عقدا بمبلغ 700 ملين دولار سمي (مدينة غاز كردستان) مع شركتي نفط وغاز هما دانة غاز ونفط الهلال، وكلاهما في الامارات. وكان العقد الذي وقعه صالح وهو مهندس نفط اصبح طائل الثراء، هو من اكبر العقود في العراق كما يقول موقع الهلال على الانترنيت.

في 2008 دفعت شركة الهلال لممثلين عن الجامعة الاميركية في العراق لحضور قمة (احصل على الطاقة
GetEnergy) في لندن ومن رعاته شركة النفط البريطانية. بعدها صرح رئيس الجامعة اوين كارغول عن تطلعه للعمل الوثيق مع شركة الهلال لاستخدام الجامعة كمركز ابحاث لصناعة الغاز والنفط .

في عام 2009 افتتحت الجامعة معهدا اسمه (معهد النهرين التوأم TRI) وصف بانه مركز ابحاث للعلم والتكنولوجيا سوف يقدم الحلول الحديثة للمشاكل التي تجابه الصناعات وهيئات الحكومة، وفيه قسم مكرس
للاستشعار عن بعد وهي عملية للبحث عن النفط.

والجامعة الامريكية في السليمانية تتطلع لتكون مركز له ثقل في الصناعة النفطية.

والجامعة حاليا تقدم شهادات : ماجستير في ادارة الاعمال وبكالوريوس
في العلاقات الدولية وانظمة المعلومات والتكنولوجيا و العلوم والهندسة البيئية.

وسواء بسبب الاضطرابات او غيرها فقد قدم ميتشيل واغريستو استقالتيهما في السنة الماضية ورجعا الى الولايات المتحدة . ولكن العمل يستمر في الجامعة . والدليل على ان الجامعة الامريكية هي جزء من
رؤية جيوبولتكية اوسع ، هو وجود الجامعة الامريكية في افغانستان.

في 2005 غطت وكالة سي بي إس للاخبار زيارة لورا بوش (السرية) الى افغانستان للاعلان عن منحة 40 مليون دولار عن طريق وكالة التنمية الامريكية الدولية لدعم التعليم الجامعي ومحاربة الامية.
ومنذ ذلك الحين فتحت الجامعة الامريكية في كابول ابوابها تحت قيادة الدكتور مايكل سمث مؤسس ورئيس جامعة امريكية اخرى في نايجيريا . وحتى الان فإن الجامعة الامريكية في افغانستان تتوسع بدون فضائح او فوضى كما في نظيرتها في السليمانية.

++
تعليق : للعلم ان في مجلس ادارة جامعة أفغانستان زلماي خليل زاد وهو ايضا في مجلس ادارة الجامعة في السليمانية ، ونعلم علاقة خليل زاد بشركات النفط سواء قبل حرب افغانستان او العراق، ونعلم انه بعد مغادرته منصب السفير في العراق ، التحق بالشمال مستشارا في شركة فرع من شركة DNO النفطية . يعني المسائل تنتهي دائما بالنفط .. سواء كانت ثقافة او تعليم او مقابر جماعية او اسلحة دمار شامل او حقوق انسان .. كله من أجل عيون النفط.
++

بعد نشر المقالة أعلاه في موقع صالون ، وصلتهم رسالة من عميد الجامعة الجديد أثاناسيوس مولاكيس
(الصورة)

هذا نصها : عزيزي رئيس التحرير
نحن في الجامعة الأمريكية في العراق اصابتنا الدهشة والإحباط لرؤية نشر مقالة مغرضة ولا اساس لها ، وغير دقيقة في وقائعها وقد كتبت اصلا من قبل موظف سابق ناقم طرد طردا مسببا من قبل الادارة السابقة للجامعة.

نطلب منكم ان تحذفوا المقالة لأنها ببساطة صحافة رديئة ، وغير جديرة بمعايير موقع صالون.
وسنكون اكثر سعادة لاستضافة مراسل من صالون في الجامعة لمشاهدة ماذا تفعل الجامعة في الواقع وبماذا يفكر الطلبة وهيئة التدريس فعلا. لم يتصل بنا احد منكم. والشخص الذي وراء الخبر (مارك غرويتر) لم يعد في الجامعة منذ سنتين تقريبا. وقد اختار الكاتب روس بيكر ان يضع اسمه على هذه المقالة شاكرا غريوتر لتقديم المساعدة في البحث والتقرير، ولكنه كرر اصلا ماكان غرويتر قد نشره باسمه في موقع اخر.
المقالة تكرر الجدل حول ادارة بوش وسياساتها في العراق ومثل هذا الخطاب حاليا لا أهمية له، ويسعى لتحويل ضغائن شخصية الى هجمات على وجهات النظر السياسية لإداريين لم يعودوا في الجامعة والذين سواء كانت وجهات نظرهم جيدة او سيئة لم يعد لها ثقل في مهمة الجامعة او الطرق التي تدار بها.

المقالة تلمح الى روابط مخيفة بين الجامعة والمصالح النفطية . في الواقع كل تبرعات الشركات للجامعة شفافة . اجزاء من شائعات تشكل قصة اكبر عن الجشع الامبريالي الامريكي الذي يتمحور حول النفط والتبشير الديني.

يفترض بقرائكم ان يصدموا حين يعملون ان اموال روكفيلر ذهبت الى الجامعة الامريكية في بيروت وهي مؤسسة ساهمت بالتقدم الفكري وبناء القدرة في المنطقة اكثر من غيرها من المؤسسات، وايضا سوف يدهشهم بلا شك، الكشف من ان الجامعة الامريكية في بيروت والتي عمرها مائة وخمسون سنة وشقيقتها الجامعة الامريكية في القاهرة قد اسسهما رجال دين بروتستانت . وكذلك طبعا جامعتي هارفارد وبرنستون .

وهكذا يفترض ان مؤامرة الجناح اليميني قد كشفت. واخيرا في حركة مناورة وضعت صورة لين تشيني في مربع على خلفية الجامعة الامريكية في العراق في حين انها لم تزرها مطلقا.
أناشد فيكم احساس الاخلاق المهنية والمعايير الصحفية ودور صالون كناشرة للاخبار ومقالات الرأي الموثوق بها ، اطلب منكم حذف هذه مقالة الثأرية البلهاء والشخصية هذه.
أثاناسيوس مولاكيس العميد -الجامعة الأمريكية في العراق - السليمانية

++
تعليق : اذا كانت المقالة لا أهمية لها ولن تؤثر في شيء فلماذا يطالب بحذفها ؟ شيء غريب ، من الذين يريدون تعليمنا الرأي والرأي الآخر؟ ثم لقد كذب العميد في اكثر من نقطة : 1- مسألة ان من تنالهم المقالة قد غادروا الجامعة ولم يعد لهم تأثير على طريقة ادارة الجامعة ، ويقصد جون أغروستو فهو مازال باقيا بصفته عضو مجلس الأمناء وهذا المجلس هو الذي يديرالجامعة. 2- ان التبرعات شفافة، وأسأله أين يمكن الإطلاع على هذه التبرعات ؟ انها غير موجودة على موقع الجامعة الرسمي. 3- سؤال: لماذا ياترى يقوم رجال الدين المسيحي الأمريكان بإنشاء الجامعات في بلاد يدين معظم أهلها بالإسلام ؟ لماذا مثلا لم يقم رجال العلم أوالتعليم او رجال الأدب أو اي نوع من الثقافة بذلك ؟ لم يجب العميد على هذا السؤال ولكنه اعتبره جزءا من تفكير المؤامرة . طيب في العشرينيات من القرن الماضي اعترف عميد الجامعة الأمريكية في القاهرة بالتبشير وقال ان مادة دراسة الإنجيل كانت إلزامية على كل الطلبة ! 4- يستنكر الاشارة الى العلاقة بين الجامعة الأمريكية والنفط !! هل يظننا بلهاء حقا ؟

ومازلنا في الجامعة الأمريكية في السليمانية .. في الحلقة القادمة : الطلبة يكشفون الفساد !!
الحلقة 14 هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق