"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

19‏/4‏/2011

احتلال العقل العراقي: الجامعة الأمريكية في السليمانية-14

الحلقة السابقة

بقلم: عشتار العراقية

أثناء بحثي لتقصي أحوال الجامعة الأمريكية في السليمانية ، عثرت على مدونة (عين الطالب) وقد أقامها مجموعة من طلبة الجامعة بقيادة دانا الجاف، وكان قد حاول اصدار صحيفة طلبة مستقلة في الجامعة فلم تسمح له الإدارة فاضطر أن يقيم مدونة اشتهرت بعد فترة وصار الجميع يكتب فيها من الاساتذة الى الطلاب الى الإداريين.

ولكنها في نفس الوقت ترمز لإنعدام حرية التعبير في جامعة تزعم ان نظامها ديمقراطي ليبرالي. أول ملاحظاتي على المدونة هو أن معظم المعلقين يكتبون تحت اسم (مجهول) مما يدل على خوفهم من الإدلاء بآرائهم. ثاني ملاحظة انه ما أن ينشر موضوع ينتقد ادارة الجامعة حتى تنهال التعليقات المجهلة بالتقريع او بالسخرية او بمن يغفل موضوع المادة ويبدأ في رصد الغلطات النحوية، حيث أن المدونة باللغة الإنجليزية . ولايمكنك من اطلالة على المدونة الا ان تفهم أن الرأي المخالف ممنوع في جامعة يحكمها مستبدون، فاسدون. المعلقون من الاساتذة والادارة معروفون اولا بلغتهم السليمة ، وثانيا بنظرتهم المتعجرفة وطريقة ارشادهم للطالب (اما بتحسين لغته او باتهامه بأنه لا يحسن الكتابة الصحفية أو انه غبي او كسلان ) وبالنسبة للاساتذة المغايرين في الرأي ممن تركوا الجامعة وقد ترجمت لك مقالتين لاثنين منهم، فقد كان المعلقون يتهمونهم بالتحرش الجنسي او العربدة او السرقة وتهديدهم . المطلوب اسكات المنتقد والمخالف. خوش تعليم حر ليبرالي !!

وفيما يلي نبدأ برواية دانا الجاف لسعيه ورفاقه من أجل اصدار صحيفة وكيف خرجت فكرة المدونة الى النور.

يتحدث دانا الجاف (مسؤول المدونة) كيف انه اتفق مع 30-40 من الطلاب محدودي ومتوسطي الدخل على اقامة منظمة بعنوان (طلاب من اجل التغيير) لتكون صوت من لاصوت له ، ظنا منه ان الجامعة تسمح بالرأي الآخر ولكن حدث ما لم يتوقعه.

قامت الاقلية من الارستقراط في الجامعة بتشكيل منظمة اخرى مناوئة واعتبرونا اعداء. خرجت من المجموعة الاولى لأني لم ارغب ان اكوّن اعداءا وانا في فصلي الدراسي الاول. ارسلت رسالة الى داشني

دالوي مديرة شؤون الطلبة اطلب منها الاذن لاصدار صحيفة وارسلت لها المقترح حسب طلبها. بدت مترددة وطلبت مني ان انضم الى احدى المجموعتين . المقترح الذي ارسلته لها كان انشاء صحيفة طلابية
باسم (ازمنة الجامعة الامريكية في السليمانية AUI-S Times

اصدرت مجموعة (طلاب من اجل التغيير) صحيفة تنفيذا لاقتراحي تحت اسم AUI-S Post

الجماعة الارستقراطية تحت اسم (منظمة الطالب) قامت باصدار صحيفة باسم بانوراما وكانت مجموعة من الشعر الكردي والعربي واخبار عادل امام. كانت المنافسة بينهما قذرة. وبدأت تظهر مؤشرات التدخل السياسي الخارجي. اجتمع جوشوا متشيل الرئيس السابق بالطلاب وطلب منهم ايقاف تدخل السياسيين.

لم تطبع اي من الجماعتين اكثر من العدد زيرو. قررت انا واصدقاء ان نفعل شيئا . اجتمعنا سرا وفعلنا كل شيء ليلا واتفقنا الا نخبر الجامعة ولا نطلب الاذن. اعتقدنا اننا اذا تحدثنا جيدا عن الدكتور برهم صالح فإن الجامعة لن تعتبر الصحيفة عدوا. كان هناك صراع سياسي ولم نكن نريد ان نظهر وكأننا معارضة . وهكذا كتبنا موضوعا عن د. برهم صالح من منظور الطلبة . تبرع اصدقاؤنا بمبلغ الطبع وطبعنا من العدد الاول 500 نسخة. اختلفت ردود الافعال بين مؤيد ومعاد وبين لا مبال اما الادارة فقد صعقت حيث لم يكن لديهم علم مسبق وقرروا اتخاذ الخطوة القادمة . دعتنا داشني الى اجتماع وفيه قدمتنا الى جاكي سبنر Jackie Spinner مديرة قسم الاعلام .(صحفية في واشنطن بوست وقد عملت مديرة مكتبهم في العراق).

قالت ان الجامعة في سبيلها لاصدار صحيفة وارادت ان نكون من ضمن صحفييها. رفضنا. اردنا ان تكون صحيفتنا مستقلة ولا نأخذ الاوامر من الادارة . هددتنا جاكي : إما نكون جزءا من صحيفتها او نواجه المصاعب. قالت انه ليس من حقنا استخدام اسم الجامعة بدون اذن واخيرا علينا ان نستأذن الحكومة ايضا. وقالت ان الحكومة تراقبنا ولا يحبون ما نفعله.

ابلغت د. جوشوا ميتشيل عنا وقابلنا وتحدثنا لمدة 40 دقيقة . وعد جوشوا ان يتركنا احرارا في الصحيفة التي تصدر عن الجامعة ولن يقبل بتدخل السياسيين . كان من الواضح ان الجامعة لن تتركنا نواصل مشروعنا. ولهذا وافقنا على ان نكون ضمن فريق صحيفتهم. التي سميت حسب اقتراحي صوت الجامعة الامريكية AUI-S Voice

سمي دانا الجاف رئيس تحرير اسميا ولكن الفاعل الحقيقي كانت جاكي بعد كثير من الصراع قرر دانا الاستقالة وانشأ المدونة (عين الطالب)، ومنها سوف ننقل اليكم آراء الطلبة في جامعتهم.

++

الجامعة للأثرياء وأبناء المسؤولين

في أواخر صيف 2010 قال رئيس حكومة الاقليم "هذه الجامعة ليست خاصا بالاثرياء بل للموهوبين وأصحاب الكفاءات". واضاف "لاننوي تحويلها الى مشروع تجاري بل الى مشروع اكاديمي وثقافي مستقل".

فهل هي فعلا كذلك ؟

يتحدث الطلاب عن مسألتين:

1- المحسوبية في تقديم المنح الدراسية المجانية لأبناء المسؤولين من الحزبين الكرديين اضافة الى من يرشحهم أعضاء مجلس الإدارة من الأقرباء والأصدقاء والمؤيدين السياسيين (عادل عبد المهدي - علاوي - طارق الهاشمي) لا ادري اذا كان الهاشمي قد اضيف الى مجلس الإدارة لأن اسمه لم يرد في المصدر الذي أخذت منه، وكذلك من يرشحهم برهم صالح باعتباره رئيس مجلس الامناء. حتى يقال أن أغلب طلاب الجامعة هم ممن قبلوا بمنح دراسية على حساب هؤلاء السياسيين او الشركات التي تود العمل في مناطقهم وعلى سبيل الرشوة تمول (ترعى) من يريد من السياسيين. إذن المنح توزع لإفساد السياسي.

2- بسبب هذه الممارسة يحرم ابناء الفقراء ومحدودي الدخل من التمتع بالمنح الدراسية او الرعاية ، فلا تتاح لهم الفرص المتكافئة للدراسة في الجامعة.

3- الجامعة اصبحت مكانا للصراع الطبقي: الفقراء الذين يحرمون من كافة الامتيازات ويضطرون للعمل في ثلاث وظائف لتوفير اجور التعليم، والأغنياء الذين فوق ثرائهم يدرسون بمنح لايستحقونها.

لماذا لم يكتمل بناء الجامعة على مدى سنوات؟

على مدى اربع سنوات لم يستطيعوا ايجاد ممول لاستكمال بناء "الحرم الجامعي" . الايهام كان في الصور الافتراضية للحرم الجديد بقاعاته الواسعة وحدائقه ومكاتبه . حين وآخر يأخذوا الطلاب في رحلات لزيارة الوهم. ومن غرابة التأخير تكونت لدى سكان المنطقة نظريات وحكايات ربما تكون صحيحة او شائعات. هذا طالب يعلق في الرابط اعلاه قائلا "سمعت نظرية تقول ان جدران الكونكريت المعقدة هذه وبقاء البناء دون استكمال هو بسبب ان الجيش الأمريكي يبني قاعدة عسكرية سرية في الاساسات . سمعت هذا من مواطن يعيش قريبا من الموقع. "

النظرة الفوقية للطلبة

تجلت كما يقول بهمان عبد الرحمن بصورتين :

1- الطلاب والزوار يدخلون من باب الى الجامعة والهيئة التدريسية والادارة يدخلون من باب آخر.

2- قضيى تهديد عميدة الطلبة دنيس نتالي. قيل أنها فتحت رسالة فوجدت فيها خصلة من شعر ابنتها ورصاصة . شيء مثل فيلم من هوليوود. من دخل ؟ من حقق؟ كيف تم التحقيق مع الطلاب؟ هل كانت في حاجة الى التهديد؟ لماذا حدث هذا ؟ استقدموا محققا من السفارة الامريكية ومنعوا دخول اي انسان الى الجامعة ماعدا الشخصيات المهمة .واعتبروا كل الطلاب مذنبين حتى تثبت براءتهم. ثم لم تعرف نتائج التحقيقات ورجعت دنيس الى العمل وكأن شيئا لم يكن.

الرواتب الخيالية للمدرسين والإداريين

والتي لو كانت خفضت لتم توفير الكثير من المصاريف لإنهاء مبنى الجامعة

هيئة التدريب والموظفون الامريكان يتسلمون رواتب خيالية بالمقارنة لما يحصل عليه اي استاذ جامعة في العراق.

المحاضر في الجامعة الأمريكية يحصل على 4000-5000 دولار شهريا بدون السكن والنقل والمنافع الاخرى.

الاستاذ (بوفيسور) في الجامعة يحصل على 8000-12000 دولار بدون المنافع الاخرى
وهذا اكثر مما يحصلون عليه في الولايات المتحدة ذاتها.

في الجامعة 220 موظف

25 منهم يدرّسون في البرنامج الاكاديمي ، اذا كان معدل ما يستلمه المدرس من هؤلاء 7000 دولار يكون المبلغ الكلي 175 الف دولار

22 من هؤلاء الـ 220 يدرسون في برنامج اللغة التمهيدي . اذا كان معدل راتب الواحد منهم 3000 دولار بالمجموع هو 66000 دولار

بقية الموظفين يقبضون رواتب تتراوح بين 600-2000 دولار اذا كان معدل الواحد منهم 1000 دولار فالناتج 170 الف دولار.

إذن تصرف الجامعة شهريا 400 الف دولار على الرواتب. هذا مبلغ كبير على جامعة صغيرة وحديثة.
طبعا لم نحسب المنافع على حساب الجامعة من سكن ومواصلات وغيرها.

الجامعة في منطقة آمنة بل هي افضل الاماكن امنا في العراق اي ان المجيء للعراق ليس مجازفة ومخاطرة . إذا ان الاستاذ الامريكي يكلف الجامعة كثيرا لماذا لا نبحث عن مدرسين عراقيين او شرقيين برواتب اقل؟

الطالب سربست يسأل من يشرف على كفاءة المدرسين في الجامعة ؟ بعضهم لايقدم شيئا مفيدا . هل هناك هيئة للسيطرة على نوعية المدرسين واستمرار كفاءتهم ؟ يبدو انه ليس هناك مثل هذا الشيء.

تشكيك الطلبة في قدرات الجامعة ومزاعمها

اسأل كيف يمكن ان تبني الجامعة مستقبلا مشرقا في حين تتبع سياسات سوف تقرر مستقبلا مظلما؟ كيف يمكن للجامعة ان تتعهد بتخريج عراقيين شباب مسلحين بالمعرفة في حين انها لا تستطيع ان تكمل بناء الجامعة ولا تستخدم مدرسين اكفاء؟

وهنا الطالب مهدي سمع ان 100 طالبا جديدا سوف ينضمون الى الجامعة ، ويشكك في قدرة : السكن - المطعم - الممرات (حيث لا تستطيع ان تمشي دون ان تصطدم كتفك بآخرين ) - المختبر- في استيعابهم.

+++

في الحلقة القادمة والأخيرة : فضيحة كبرى : اين يرسلون الطلبة في برامج التبادل الثقافي ؟؟


الحلقة 15 هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق