"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

7‏/11‏/2010

عملية نوعية جدا !

بقلم: نمير العجالي*

سمعنا الكثير من الكذب والتزييف والبطولات الإعلامية للحكومة و متحدثيها الرسميين وقيادة عمليات بغداد . ولكن ما حدث وشاهده الكثيرون في شارع عشرين يرقى إلى مستوى المهزلة الإعلامية الفاضحة وللمستوى البائس لقيادة عمليات بغداد التي تحاول أن تجد لها بطولات على شاشات الفضائيات في محاولة لاستغفال المواطن بطرق ساذجة .

بتاريخ 1/11/2010 وتحديدا في شارع عشرين في منطقة البياع حيث انتشرت قوه عسكرية مكونة من ستة عجلات بكامل أفرادها وتجهيزاتها قرب احد المصارف بشكل ملفت للانتباه ومثير للفضول لدى المارة ، مستصحبين معهم مصورا مع كاميرته التلفزيونية . وعند استفسار الناس عن سبب هذا الوجود المكثف لم يكن هناك أي أجابه .

وبدأت فصول المسرحية حينما قام شخصان مدنيان كانا برفقة القوة وبالاتفاق معها بسحب مسدساتهم والجري والهروب في الشارع على أساس إنهم إرهابيون مطاردون وبعدها بثواني أوعز آمر القوة بانطلاق رجال القوة خلفهم لغرض ألقاء القبض عليهم مما ولد فزعا كبيرا في الشارع حيث أصيب المارة في السوق بالهلع وهم يشاهدون منظر المطاردة وهرع خلفهم المصور التلفزيوني ليصور عملية ألقاء القبض على الإرهابيين المزعومين وتجمهر الناس متسائلين عما يحدث بعد أن أصاب النساء والأطفال الفزع فاخبروهم انه تمرين تعبوي . . وانتهى الأمر على ذلك .

لكن المفاجأة كانت حين قرأنا في اليوم التالي ( سبتايتل ) بعض القنوات الفضائية ومنها ( العراقية . الديار . البغدادية . الشرقية) عبارة ( القاء القبض على إرهابيين مطلوبين في منطقة البياع ) وفي قنوات إعلامية أخرى . حيث قامت هذه القوة بتسريب هذا الخبر لوسائل الإعلام بالطريقة التي يشتهر بها الناطق باسم عمليات بغداد لتعلن عن يقظة وجاهزية قوات الأمن ضمن سيناريو مسرحي هابط شاهده الكثيرون في البياع . ولو سألتم احد رجال الحكومة فسيقول إن ذلك حدث في عملية (استخبارية و بطولية ) أو (عملية نوعية) كما صرح بذلك وزير الدفاع بعد كارثة كنيسة سيدة النجاة. وقد اثارت هذه الكذبة الإعلامية المرارة في نفوس المواطنين من الذين شاهدوا بأم أعينهم الخداع الذي تمارسه هذه الحكومة لتبين للعالم عن قوتها الدونكشوتية التي افتضحت .

* كاتب مستقل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق