"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

28‏/8‏/2010

شيء ما عن الدور الايراني في العراق

بقلم: مصطفى كامل

هذا تعقيب، على موضوع (
توقعات صهيونية لمستقبل العراق: حروب أهلية واحتلال ايراني وتوسع كردي! ) أتمنى عليك ان يجد طريقه للنشر في الغار، الذي بتنا، وبكل محبة، من سكانه المزمنين.

بدءا أشير الى ان العداء لايران ليست مشكلة البعثيين على الاطلاق.. أقول هذا وانا اعرف جيدا ما أقول، مع اني لست ناطقا باسم أحد كما يعرف الجميع، فلقد حاولت قيادة البعث بعد انتهاء الحرب العرااقية الايرانية تصفية كثير من المشكلات ولم تفلح، لأسباب عدة في مقدمتها المنهج الايراني الذي سأتعرض له بشيء من التفصيل لاحقا.
واجدني متفقا معك تماما في ان الصهيونية والمنهج الامبريالي الامريكي هما عدوانا بالدرجة الاساس، وأزيد القول ان كل من يصطف مع هذا المنهج هو عدونا أيضا، ولاينبغي لبندقيتنا ان تحيد عنه.
ايران اليوم، للأسف، جزء أساسي من المشروع الاحتلالي في العراق، ولذلك الدور أوجه عدة، ثقافية ودينية وسياسية واجتماعية وخيرية واستخبارية واقتصادية، وغيرها، وليس مجرد (نهازة فرص).
عندي ثمة تساؤلات، هي برسم الاجابة، ممن يرغب، وهي قبل ذلك مفاتيح لقضايا كبرى ينبغي ادراكها جيدا.

هل تغيب عن بالنا تصريحات نائب الرئيس الايراني محمد علي أبطحي من انه لولا ايران لما احتلت امريكا افغانستان والعراق، هل نريد تصريحا بالدور الايراني في احتلال العراق اكبر من ذلك؟

هل يمكن ان يغيب عن بالنا ان ايران كانت ملجئا لعدد من قوى تسويق الاحتلال اليوم؟

ام يغيب عن بالنا ان ايران ساهمت باستضافة مؤتمرات جرى فيها التنسيق والتخطيط لغزو العراق وترتيباته التفصيلية؟ واشير هنا الى اعترافات الجلبي العلنية الموثقة في انه اجتمع مع ضباط امريكان بحضور قادة ايرانيين في مرحلة ما قبيل غزو العراق.

هل يمكن ان يغيب عن بالنا ان ايران دفعت عملاءها الطائفيين، وغيرهم، الى الحضن الامريكي؟ وهي اعترافات مصورة ثبّتها برناج (في سبيل الشيطان) الذي أنتجته قناة الرافدين، حوارا مع اربع من زعماء المعارضة العراقية سابقا، وهما بعثيان، سنيان (صلاح عمر العلي، واخر من تنظيمات قيادة سوريا) وشيعيان احدهما اسلامي واخر ماركسي (جواد الخالصي وعبد الحسين شعبان).

طبعا اشير الى مذاهب الاربعة، حتى أؤكد ان المعارضين والعملاء لم يكونوا شيعة فقط، كما يقول البعض.

هل يمكن ان يغيب عن بالنا الدور الايراني في تثبيت مشروع الاحتلال السياسي بدعم الهياكل الادارية العميلة ابتداء من مجلس الحكم وحتى انتخابات مارس 2010؟
هل يمكن ان يغيب عن بالنا الدور الايراني في دعم الميليشيات المجرمة وفرق الموت الجوالة التي حصدت أرواح مئات الالاف من العراقيين طيلة سبع سنوات ونصف، وماتزال؟

لا ادري ماذا يمكن ان نسمي هذا الدور (الايراني) بتفاصيله، اذا لم يكن إسهاما حقيقيا في احتلال العراق وتدميره؟ اعتقد ان الموضوع اكبر من مجرد (فرصة سانحة) او (مشكلة البعثيين).

يؤسفنا بالطبع ان تضع ايران نفسها في هذا الموضع، فهي جار تاريخي للعراقيين والعرب، ولا يمكن لنا حزم حقائبنا للرحيل والابتعاد عنها،جغرافيا، ذات يوم، ولكن هذه هي الحقائق، التي يجب على الجميع الاعتراف بها.

أقول يجب على الجميع ، لا من باب الوصاية او فرض الاراء، وانما من باب اعطاء كل ذي حق حقه.

من هنا تحمل المشروع الوطني المقاوم في العراق مهمة مزدوجة بالغة الصعوبة، عبء مواجهة الاحتلال الامريكي البريطاني الصهيوني، وهو واضح لايخفى على احد، وعبء مواجهة الاحتلال الايراني، وهو يتستر بأغطية عدة تجعل من الامر ملتبسا على البعض احيانا.
أعود هنا لأقول، ان ايران ليست عقدة عند أحد، وانما ايران بمنهجها الطائفي العنصري الاستعماري، معضلة يجب التصدي لها، في العراق وفي كل الاقطار العربية والاسلامية ، لأن مخاطر الدور الايراني أكبر واعمق مما نتصور.

قد يقول قائل: ان هذا الوصف يتسق مع ماتسعى الدوائر الاستخبارية والسياسية ومؤسسات الابحاث الغربية الى ترويجه عن ايران، من خلال شيطنتها، وتمهيدا لضربها!

واقول: اذا تصادف ان اتفق رأيان في التحليل فهذا لايعني بالضرورة اتفاقهما في الهدف، فأنا لا أرمي الى شيطنة ايران، ولا أسعى للتمهيد لضربها، أنا فقط أصف بقدر هائل من المرارة والأسى، الدور الايراني في العراق المحتل، وهو للأسف دور شيطاني يتوجب اجتثاثه.
بالنسبة لموضوع السياحة الدينية فقصة اخرى، لاعلاقة لنا بها على الاطلاق، اذ يمكن ضبط ذلك من خلال وسائل عدة، امنية وغيرها.
اما (مخابرات العودة) فيؤسفني انه يقع في فخ الطائفية مرة اخرى، وانا شخصيا، كما لبيب وابو هاشم، لن أنجر اليها.

هناك 11 تعليقًا:

  1. اخي مصطفى

    كلنا نتفق معك على الدور الايراني وهو بالشواهد التي اتيت بها ليس سرا والكل يعلم هذا وماخفي كان اعظم، بل يمكنك القول ان ايران كانت المحرض على تدمير العراق واحتلاله منذ احتضانها ورعايتها للذئاب الخونة ونشرها الاكاذيب على لسانهم حول اسلحة الدمار الشامل الخ .

    دورها لا يقل عن دور الكويت والسعودية وسوريا (التي احتضنت ورعت بقية الضباع الخونة) وبقية دول الخليج. كما لا يقل عن الدور الصهيوني الذي درب ومول وتآمر مع الذئاب الكرد الخونة .

    كل هؤلاء كانوا المحرضين. ولكن امريكا هي التي دخلت بجيوشها واحتلت واستولت على العراق وثرواته ودمرت وعاثت فسادا.

    ايران والاخرون دخلوا بمخابراتهم وجواسيسهم وعملائهم ، ولكن لم يدخلوا بجيوش صريحة مدججة بالسلاح.

    في أي بلد يتم احتلاله ، هناك محرضون ومتعاونون ومتواطئون ، ولكن المقاومة تستهدف عادة الجندي العدو الداخل بسلاحه بشكل رئيسي.

    فهل يصح مع الحالة العراقية ان اترك هؤلاء واتجه الى الاخرين المخفيين او هل يصح أن اجيز التعاون مع المحتل الصريح من اجل القضاء على المحرضين ؟

    لقد كان هذا احد الاغراءات التي اتبعها بترايوس لشق صف المقاومة بحديثه عن الخطر الايراني وضرورة مكافحته في العراق. حتى اصبح البعض من العراقيين يصرح بأن العدو الايراني اخطر من العدو الامريكي ، ويدعو للوقوف الى جانب الامريكان في عدائهم (الظاهري) لايران.

    طيب كلنا عرفنا حجم التغلغل الصهيوني والذي لا يقل شأنا عن التغلغل الايراني.. بل كان في السجون الامريكية محققون صهاينة ، وهناك شركات تتعامل الان مع العراقيين ، وقوات خاصة تدرب الاكراد في الشمال ،والعلاقة المشينة مع الاكراد قديمة منذ الستينات وربما اقدم. لماذا لا نسمع من أحد يتحدث بنفس الضراوة عن الصهاينة كما يتم الحديث عن الايرانيين؟ لماذا لا نتحدث عن ضرورة اجتثاث الدور الصهيوني؟

    أقول لك .. لأن الدعاية الأمريكية لا توجه ضد التغلغل الصهيوني في العراق وانما ضد التغلغل الايراني فقط.

    أنا لا اريد التقليل من خطورة الدور الايراني ، يكفي ان معظم العملاء الخونة في الحكومة يحظون بدعم ايران ومباركتها. ولكني ادعو لوضوح الرؤية . عدونا الاول الان هو الجيش الأمريكي والتأثير الصهيوني المحرك للسياسة الامريكية .

    القضية مثل ان تكون في بيتك ويدخل عليك لص قاتل يشهر في وجهك السلاح ويستولي على بيتك ويقتل اهلك، هل تقول له : أنا معك فقط قل لي من ساعدك على اقتحام داري؟ أم تتركه يحتل بيتك وتذهب للبحث عمن ساعده؟ أم تقاتله اولا حتى تطرده ثم تتفرغ للبحث عن المساعدين والخونة ؟

    ردحذف
  2. سيدتي عشتار
    هانحن نتحاور على صفحات الغار، او على جدرانه بعبارة أدق...
    كما اتفقت معي في خطورة الدور الايراني، أتفق معك في تحليلك، واود ان اذكر لك انني في نهاية العام 2003 زرت سورية مع عدد من الزملاء الصحفيين والمثقفين والفنانين، والتقينا حينها الرئيس بشار الاسد ونائبه، وقتئذ، عبد الحليم خدام ومسؤولين اخرين، واذكر انني وزميلين صحفيين تمت استضافتنا في مركز ابحاث يشرف عليه الرئيس اليمني الاسبق علي ناصر محمد، وقد كان حديثنا مع نخبة من السفراء والاكاديميين والعسكريين والباحثين الاستراتيجيين وكفاءات حكومية عربية مهمة، منصبا بالاساس عن الدور الصهيوني في العراق، بل ان حديثي انا شخصيا، حينها، لم يكن الا عن الدور الصهيوني، ولم اتطرق على الاطلاق الى الدور الايراني أو سواه، وقد كتبت عن هذا الدور في عدة وسائل اعلامية كنت اتعامل معها، ومنها صحيفة النهار اللبنانية، بكل مؤشراتنا عليها.
    واذا كان الاعلام العربي او العراقي متعاميا، عن قصد ، او غائبا بغير قصد، في الحديث عن الدور الصهيوني في العراق، فهذا لايعفينا من فضح أدوار المحتلين والعملاء من كل جنس ولون.
    حقيقة لم اكن ارغب في التعليق على الموضوع لولا انك تحدثت عن مشكلة البعثيين مع ايران، ولهذا أكدت على ان خطورة دور ايران اكبر من مجرد مشكلة اشخاص حملة عقيدة ومبادئ، واعتقد انك تتفقين معي ان الرئيس الشهيد صدام حسين، هتف باسم العراق والامة وتحرير فلسطين، وهو يستعد لملاقاة ربه، شامخ الرأس عزيز الروح، وهو بهذا يعبر عن فهم عميق، كما أشرت سابقا، لخطورة الدور الصهيوني ضد الامة.
    اما موضوع اختراق بتريوس للمقاومة، فهذا حديث ذو شجون، ومجاله ليس الان حتما، فما زال المقاومون بكل أصنافهم يضمخون بالدم ارض العراق، مايحول دون الحديث عن كثير من الامور.
    أعتقد ياسيدتي، وانا منسجم معك تماما، ان بندقيتنا يجب ان تظل مصوبة على الدوام، الى من احتل العراق، ومن ساهم في هذه الجريمة ايا كانت مساهمته، وايا كان دوره الحقير.
    من هنا فاناا يجب ان نتحدث عن الدور العربي الرسمي، في تسويق العدوان وتسهيله، ولا ننسى ان العراق احتل بجيوش قدمت من الكويت والاردن وقطر والسعودية، وغيرها، ويجب ان لاننسى الدور السوري في احتضان الضباع، وهو رأي واجهت به ذات يوم مسؤولا سوريا رفيعا جدا، كان يشكو من وضع العراق بعد الاحتلال ودور العصابات المتحكمة برقاب ابنائه، فقلت له انكم تتحملون وزر هؤلاء العملاء برعايتكم سنينا طوالا لهم.
    مرة أخرى أجدني متفقا معك، ومع الهدف الذي من اجله سكنتِ الغار، وسكنا فيه معك، وبتنا عيالا عليك فيه.

    ردحذف
  3. في كل جريمة اقترفتها إيران ضد العراق ستكون إحدى الدول العربية وأكثر من مساعديها أو محرضيها .

    أستطيع ان أتفهم حرص الإيرانيين على دمار العراق ، وربما أتعايش معهم وهم الأعداء ( في المستقبل بعد التحرير ) لأنهم فرس .

    لكني لا يمكن أن أغفر لدول عربية جرائمها وبالأخص عملها على اختراق تفتيت المقاومة بمشروع الغفوات وغيرها ، وقد كانت قاب قوسين من اعلان النصر ، وفي المقدمة سوريا والسعودية ومصر و بقية المشايخ الذليلة ..


    اقتباس " وهو رأي واجهت به ذات يوم مسؤولا سوريا رفيعا جدا ... "

    أستاذي ماذا أجابك المسؤول السوري ؟؟

    جياد التميمي

    ردحذف
  4. قا لي عصفوري من شافني و آني أقرأ الأخيار و أتفرج التلفزيون و اتابع اخبار العراق ...تدري لبيب...هسه اجتي فكره براسي ...يعني جماعه الحكيم و جماعه المالكي الاثنان صنيعه أيران...شلون تتوقع ان الخلاف يدب بينهما و يتطور لدرجه ان احدهما اصبح لا يطيق الآخر قالها و هو يكرز المكسرات...فقلت له...يمكن المنصب و الكرسي يغير النفوس...فقال لي...هذه بديهيه و ايران تعرف ذلك و اكيد مسويه حسابهه...فسالته...شنو تقصد يا حظره الزميل ...فقال لي بعد ان أستمر يتكريز المكسرات...آني اتوقع اكو لعبه...يعني شتو اللي يمنع ان الحكيم يكول احنه ما نريد المالكي...ابو السبع بلاوي يشد راسه و هوه هم يكول آني ما أريد المالكي ...و هناك و بعد ان يقفل علاوي على موضوع عدم قبوله بالمالكي بمنصب رئيس الوزراء تطلع المساله كلهه لعبه و يرجع الحكيم و يتحالف مع المالكي و الاكراد و يطلع علاوي بطرك نفسه...قلت لعصفوري...يعني شنو هاللفه...خوب من البدايه الحكيم و المالكي يتحالفون و تنتهي القصه بدون الحاجه الى هذه الجنجلوتيه...فقال لي...ايران تلعب لعبتها في العراق...اكيد يريدون ان تكون الحبكه الدراميه قويه حتى يشوفون الناس الموت حتى يرضون بالصخونه...قالها و هو لا يزال يكرز المكسرات...فقلت له...ولك انته بلوه...فقال لي...لعد شعبالك اصلا أني محلل سياسي فلته...فقلت له...لا ..انا لا اقصد تحليلك السياسي...انا اقصد انته بلوه لان انته شلون تكرز مكسرات و منقارك مخصص لاكل الحبوب فقط...فقال لي...يعني ابو عربانه النفط كام يسوق مارسيدس بزمن الحواسم...انته مستكثرهه عليه أكرز مكسرات...هاي شنو منك لبيب.

    ردحذف
  5. الأخ مصطفى

    أود بدءاً التوضيح بأنني لا أنتمي لأي حزب أو مجموعة سياسية بل أن انتمائي الوحيد هو لعروبتي وعراقيتي وأمتي، وكل ما عدا ذلك فهو قابل للاختلاف في الرأي. فأنا لست ضد البعث (وكثير من أهلي وأقاربي وأصدقائي منه) بل أؤمن بمبادئه الفكرية، لكن ذلك لا يمنعني من نعت الأشياء بأسمائها ونقد ما أراه أخطاء ارتكبها البعث وقيادته.

    أتفق مع الأخت عشتار في ما قالته حول موقف إيران والدول الأخرى التي ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في دمار العراق. وأتفق معها في ضرورة توجيه حرابنا إلى العدو الرئيس للعراق والأمة العربية أي الصهيونية وصنائعها في الغرب والشرق.

    الموضوع الذي طرحته معقد ويثير حساسيات ويتطلب مساحة واسعة لست واثقاً من توفرها في هذه المدونة. فالمشاكل بين العراق وإيران ليست وليدة اليوم ولا ينفرد البعث بها. فقد وصلت الأمور بين البلدين أيام حكم الشاه المقبور إلى حافة المواجهة، ولذلك أسباب تاريخية أيضاً. فقد امتاز حكم الشاه بالتعصب للمجد الفارسي الغابر والإمبراطورية التي اندحرت على أيدي الجيش العربي المسلم. ولهذا فإن لدى الفرس (وخصوصاً غير الملتزمين بالدين منهم) كره شديد للعرب ورغبة في إعادة أمجاد فارس الغابرة. ولهذا كان الشاه يلقب نفسه بملك الملوك (مثل القذافي!) وملك الآريين، ويحتفل بالألفية الثانية للإمبراطورية الفارسية. وساعد الشاه الحركة الكردية في العراق ضد كل الحكومات، وأقام علاقات جيدة مع إسرائيل وساعدها في حروبها ضد العرب، وأسس حزب الدعوة (باسم الحزب الفاطمي) في العراق، وصار بحق شرطياً للصهيونية في المنطقة.

    وعند سقوط الشاه وقيام الجمهورية انقسم الشعب الإيراني بين من يريد التقارب مع العرب وبين من يريد العداء معهم. وقد كان قرار قطع العلاقة مع إسرائيل وتسليم سفارته إلى منظمة التحرير الفلسطينية قراراً جيداً لم يحسن العرب استثماره ليكسبوا إيران إلى صفهم في نزاعهم الرئيس مع الصهيونية. بل أن الأسوأ من ذلك حدث بقيام الحرب العراقية الإيرانية ووقوف معظم العرب مع العراق، وهو ما شجع المتعصبين الفرس وزاد من المؤيدين لهم، خصوصاً وأن الحرب التي استمرت ثماني سنوات كان يمكن تفاديها بالحوار والنوايا الحسنة. ولا يجب أن ننسى الدور الذي لعبته دول الخليج في التحريض على الحرب وضمان ديمومتها عبر المبالغ الهائلة التي قدمت للعراق وعبر دعم الغرب للعراق الذي كان في الأساس وراء التحريض عليها.

    ولا شك أن هذا خلق حالة من العداء الشديد للعراق ولنظام الحكم فيه ورغبة في الانتقام برزت عبر تشجيع الحركات المعارضة (وهي كلها شيعية لطبيعة التحالف والعلاقة الطائفية) وتزويدها بالسلاح والتجهيز والتدريب، بالرغم من الارتباطات المشبوهة لهذه المنظمات. ولا يجب أن ننسى أن العراق آوى منظمة مجاهدي خلق وسلحها ومنحها الدعم، وهي منظمة لعبت نفس دور المعارضة العراقية في التحريض على نظام الحكم وفضح المواقع النووية السرية الإيرانية للغرب! وقد استغلت إيران حالة الفوضى التي صاحبت انسحاب الجيش العراقي من الكويت عام 1991 فأدخلت عشرات الآلاف من جيش بدر وغيرهم على أساس أن الشعب سوف ينتفض ويسقط النظام، لكن العراق دحر المحاولة وقتل وأسر الآلاف من هؤلاء المرتزقة.

    (للموضوع تتمة)

    ردحذف
  6. تتمة/

    مشكلة نظام الحكم في إيران هو وجود مراكز قوى متعددة تتصارع فيما بينها بشكل دائم للسيطرة على القرار، وهو ما نراه كثيراً في تناقض التصريحات وفي الاختلاف الجذري في المواقف بين من يسمون بالإصلاحيين وبين من يسمون بالمتشددين. وكل طرف يتبع واحداً من العلماء أو "آيات الله" (مع بغضي لهذه التسمية). ولهذا فإنه من الصعب أحياناً تحديد من يقرر في أية مسألة ومن يقول الصدق. وأنا أعتقد مثلاً أن أبطحي لم يعبر عن رأي كل القيادة الإيرانية بدليل أنه أعتقل واتهم بمحاولة التخريب حين أيد موسوي وانتقد الانتخابات الأخيرة. لهذا يجب النظر إلى ما تسميه بالمنهج الإيراني من منظور هذا الواقع ومن منظور الترسبات التي خلفتها الحرب التي دفع العراق وإيران ثمنها واستفادت منها الصهيونية.

    لا أحصل حيث أقيم على قناة الرافدين ولهذا لا أعرف ماذا قيل في البرنامج المذكور ولهذا لا أستطيع التعليق على الموضوع. لكني لا أركن كثيراً لأقوال صلاح عمر العلي أو عبد الحسين شعبان. فالأول كان من مؤسسي حركة الوفاق مع إياد علاوي بعد حرب الخليج علم 1991 وكان يستلم الدعم من آل سعود وأنشأ إذاعة مديرها ابراهيم الزبيدي ومذيعتها غزوة الخالدي! وبقي حتى الاحتلال متعاوناً مع أطياف المعارضة لإسقاط النظام. أما عبد الحسين شعبان فقد انتقل من الحزب الشيوعي إلى العمل لدى المخابرات الأمريكية عبر عمله مع أحمد الجلبي. وكل من المذكورين أعلاه يحاول الآن تصوير نفسه بطلاً قومياً مدافعاً عن العراق حتى أن الخطاب الأخير المنسوب لعزة الدوري أشاد بصلاح عمر العلي!

    وقد سبق أن قلت أن إيران تحمي مصالحها ومن مصلحتها أن لا ينتقل خلافها مع الغرب إلى أراضيها بل هي تحاول إبقاءه خارجها وليس أفضل من العراق الهش مكاناً لذلك. وهي ما كانت لتجرؤ على ذلك لو لم يكبو الفارس. وإيران تريد أن تكون القوة الإقليمية العظمى وهذا لا يكون إلا على حساب عراق ضعيف ممزق. هذه حقيقة يجب أن نعترف بها بموضوعية، وهي لم تكن (مشكلة البعثيين) ولا اغتناماً لفرصة بل هي في رأيي جزء من مخطط تتفق عليه معظم مراكز القوى الإيرانية.

    ولكننا يجب أن لا ننسى أيضاً أن العراق فعل ما نتهم به إيران وسوريا. فقد آوى العراق المعارضين لهذين النظامين ودعمهم مادياً وعسكرياً بل وحتى شارك في أعمال تفجيرات في سوريا في سبعينيات القرن الماضي. وقد أفشل الراحل صدام حسين محاولة الوحدة بين العراق وسوريا عام 1979 لأسباب لا يتسع المجال لذكرها هنا!! وتدخل العراق في لبنان ضد المصالح السورية بسبب هذا العداء أيضاً. فهل نستغرب أن تقوم سوريا بإيواء المعارضة العراقية لديها؟ مع العلم أن سوريا تؤوي الآن المعارضين العراقيين للاحتلال بنفس الطريقة.
    وهل نستغرب أن تقوم إيران بإيواء المعارضة العراقية لديها أثناء حربها مع العراق حين كان العراق يحتضن مجاهدي خلق؟

    أعتقد أن الفرق بين العراق وإيران هو أن إيران تتحد كل أعراقها وأطيافها وقومياتها في وجه العدو المشترك وتنسى خلافاتها كما حدث في حربها مع العراق، بينما نحن لا نستطيع حتى الاتفاق على هوية عدونا المشترك. فها نحن بعد سبع سنوات من الاحتلال نتحاور ونسأل أحدنا الآخر: هل عدونا الأكبر هو إيران أم الصهيونية بكل صورها؟

    أرجو أن أكون قد أوصلت رأيي المتواضع وأن لا يثير هذا الرأي حساسيات أو يغضب أحدا.

    ردحذف
  7. لبيب .. شنو كونية حب شمسي قمر وصلت ؟ اشو كاعد انت وصاحبك تكرزون كرزات!

    ردحذف
  8. الى جميع الأصدقاء

    ياجماعة .. تعرفون ان هذه المدونة ليست وكالة اخبار، رغم انه احيانا ارى اخبارا جديدة ولم يذعها احد فأحب ان انشرها هنا ، او ارى صورة تستحق التعليق فأنشرها وهكذا. ولكن لا تنسوا أن الغرض الأساس من المدونة هو نشر تحقيقات تتطابق مع شعار المدونة حول احتلال العقل.. تحقيقات في الاعلام المضلل والحرب النفسية وتقصي احوال الحرامية والبحث في المواضيع التي لم يفكر احد في بحثها . كل اهداف المدونة فضح الأكاذيب . وليس من هدفها معالجة كل مايجري في العراق. ولكن بعض الأصدقاء يريدون أن اكتب عن هذاالموضوع وذاك، واحيانا تكون بعض المواقع الوطنية قد نشرت شيئا مهما فيأتي صديق ليسأل لماذا لا أرى هذاالموضوع على المدونة ؟

    أرجو الا تنسوا ان (مدونة) تعني موقعا صغيرا مجانيا لا يحتمل مساحة المواقع الكبيرة التي تشترى بالمال، المواقع الإخبارية وغيرها. المدونة لابد أن تختص بشيء ولا تكون موقعا عاما لكل شيء. عادة اما تكون منفذا ليوميات صاحب المدونة وانطباعاته ومشاهداته او تكون متخصصة بنوع من الأبحاث كما اتمنى ان تكون هذه المدونة.

    ردحذف
  9. قد يكون ان اكثر الاخوان الذين علقوا على هذا الموضوع هم حاليا خارج العراق بعيدين عن الشارع العراقي. اريد ان انوه الى حالة تسود اكثرية البيوت العراقية انها تمتنع عن شراء او ادخال المواد الايرانية وبالاخص المواد الغذائية. لانها وحسب ما كشفته المصادر الطبية ملوثةبالجراثيم والبكتريا السامة.
    اذن يثبت بالدليل ان ايران لايمكن ان تحب العراقييين .والا لماذا هذا الحقد الاسود.اقول لان العراق هو السد المنيع لاحلاهم الصفراء.وهم وراء كل ماحدث للعراق من ويلات ومصاعب ((اللهم اجعل بيني وبينهم جبل من نار)).

    ردحذف
  10. لا و الله عشتارتنا...مو كتلك...حتى كونيه فارغه ما حصلت من جيفاريه معشتره...بس شسوي..خليت العصفور يترك الجكاير هالمره تعلم على الكرز...يالحظي الحلو

    ردحذف
  11. الاخوه جميعا
    برايي ان كل مصائب العراق سببها اليهود...و لكن كما تعرفون...اليهود لا يفعلوها بانفسهم ....و ما أيران او امريكا الا يعض من انيابهم التي انشبوها في جسد العراق...امريكا هي عدو معروف لكل العراقيين و اليوم و لحسن الحظ و بعد ان اقتنع الكل بالدور الايراني في العراق فان العراقيين اصبحوا يعرفون ما يجري من لعيه و ايران بدأت تفقد التاييد التي كانت تحضى به من قبل بعض العراقيين....كل الذي بقي هو ان يتحد العراقيين يدا واحده و ان يشد بعضهم البعض و يكونوا كالبنيان المرصوص و الجسد الواحد ويطهروا جسد العراق من الرجس الامريكي و الايراني...اللهم احفظ العراق و أهل العراق...اللهم آمين

    ردحذف