"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

18‏/8‏/2010

بلاد العرب اوطاني ... !

في هوجة التسريبات التي لم نعد نعرف اذا كانت مسيرة أم مخيرة .. ظهرت شرائط فيديو حول تحقيقات جرت في سجن سري لأحد (مدبري) 11 ايلول وهوالمدعو رمزي بن الشيبة.

يقال ان الاشرطة وجدت بالصدفة مرمية في صندوق تحت أحد المكاتب في مقر السي آي أي . شلون صدفة عجيبة ؟ لابد أن هذا المكتب لم يكنس او يمسح تحته اي فراش منذ سنوات !! وللصدفة .. التحقيقات لا تظهر اي قسوة او تعذيب او ايهام بالإغراق او حتى توبيخ اوصوت عال لا سمح الله . مجرد تحقيقات مهذبة هادئة وحضارية !

ولكن أين هذا السجن ؟

في المغرب .. ذاتها التي يذكر ذلك النشيد الجميل احدى مدنها "تطوان"

بلادُ العُربِ أوطاني منَ الشّـامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ

السجن هوأحد سجون (السي آي أي) السرية ولكن بإدارة مغربية تقوم بتعذيب العرب الذين يشك في انهم يحفظون ذلك النشيد الارهابي "بلاد العرب أوطاني" لأن الأمريكان متحضرون كما تعلمون و لايوسخون اياديهم البيضاء بمثل هذه الوحشية .

كانت السي آي أي قد دمرت خزينها من 92 فيديو تحقيقات مع اثنين من (القاعدة) هما ابو زبيدة و عبد النشيري اللذين عذبا بالإيهام بالإغراق في 2005 ، واعتقد المسؤولون انهم محوا كل ما يورط الوكالة بقضايا التعذيب ولكن في 2007 اكتشف موظف في السي آي أي صندوقا مخفيا تحت مكتب في مركز مكافحة الارهاب التابع للوكالة وهكذا عثر على تسجيلات بن الشيبة. واذا قدمت التسجيلات في محاكمة بن الشيبة فإن ذلك سوف يلقي الاضواء على دور المغرب في برنامج مكافحة الارهاب المسمى Greystone الذي يسمح للوكالة المركزية للمخابرات الامريكية احتجاز ارهابيين في سجون سرية ونقلهم الى دول اخرى.

وكانت السي آي أي انكرت وجود الاشرطة ثم اعترفت ولكن قللت من قيمتها. وقيمة الاشرطة هي في كشفها السجن المغربي الذي تمول نشاطاته السي آي أي ولكن يديره المغاربة . ومع ذلك يسمح للوكالة المركزية بادخال واخراج المعتقلين والاشراف على التحقيقات معهم ولكن السجن رسميا تحت ادارة المغرب. اما دولة المغرب فهي لاتعترف بوجود مراكز احتجاز لديها خاضعة لاشراف الوكالة. وللمغرب تاريخ طويل من التعذيب في السجون وانتهاكات حقوق الانسان والاختفاء القسري والاغتصاب حسب تقارير وزارة الخارجية الامريكية في كل الاعوام وصولا الى هذا العام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق