عيوني العسلية !

واحد اسمه نبوبلاصر بابل بعث لي رسالة وزرع وردة في أرضي كما يقول ، عسى الله يهديني عن (طائفيتي) خاصة اني بنت طبيب من أفضل اطباء العراق ، ومن عائلة راقية ، واكتب الشعر والغزل واتحدث في مدوناتي عن هيفاء وهبي، وطلعتي بهية وعيوني عسلية ! اليكم رسالته :

لطالما تابعت ما تكتبين يا سيدتي و لطالما تخالطت في داخلي مشاعر و احاسيس متضاربة بسبب ما تكتبين و قد اعتبرتك لكثير من الاوقات مثال على ما هو عليه حال العراق اليوم من تضارب و تخابط و تقاطب وفي بعض الاحيان اعتبرك ذريعة و سبب لتركي بلدي لقناعتي بعدم امكانية تحرير و تطوير بلد تتصارع فيه القوى الطائفية المثقفة قبل غيرها. لا انكر باعجابي الشديد بما تكتبين و طريقة كتابتك الرائعة ان كان شعراً او غزلاً او نقداً سياسياً لاذعاً لكن في نفس الوقت اكاد لا اطيق معولك الهدام الذي ينخر في جسد اعز ما املك و هو بلدي الحبيب و كم كنت اتمنى ان يكون هذا المعول الذي اشم منه رائحة واحدة و هي النفس الطائفي الذي اعمى عيون ابناء ملتي ان يكون هو نفسه معول البناء و معول للتقارب لننهض ببلدنا الحبيب الذي مزقه جيراننا بايدي ابنائنا. استحلفك بالله على من يمكن ان يعتمد بلدنا اذا لم نكن نحن ابناء البلد نسانده و خصوصا ابناء البلد المثقفين الواعين اصحاب الشهادات العاليا مثلك و انت تنحدرين من عائلة راقية لاب من خيرة اطباء العراق علماً و خلقاً.

دعيني اذكر لك مثل بسيط حول موضوعك (بعد الغبار الطائر: القطار الطائر في النجف) فقد طرقتي الموضوع بشكل حيادي و منطقي و كل ما جاء بالتقرير صراحة له من الناحية الظاهرية هدف النقد البناء و اشم منه رائحة الفساد الاداري لمحافظة النجف بشكل واضح و بعد ان اطلعت على موقع الشركة و موظفيها اكاد ان اقول ولو ان بعض الظن اثم ان محاسب الشركة نجارعلي قد يكون ابن عم محافظ النجف لكن وقفة بسيطة هنا وسؤال لو كان هذا القطار الطائر في سامراء هل كنت تناولتيه بنفس الطعم و الرائحة الفائحة من كلماتك؟

لقد حبست قلمي و نفسي لاكتب لكي لزمن طويل منذ ان عرفت و لأول مرة ان هيفاء وهبي شيعية من احدى مدوناتك و قد يكون ما حبس نفسي هو قلمك الساحر الذي افتخر به كونك عراقية و جمالك الاخاذ و طلتك البهية و عينيك العسلية و ثفافتك المتنوعة الكثيفة التي يمكن ان تناطحين بها اي مجادل لكني اليوم قررت ان ازرع وردة في ارضك لعلك تشمي منها رائحة حب العراق و توجهي معولك للم شمل حبيب قولبنا و تنظري الى حقيقة الامور نظرة شمولية نابعة من فكرة واحدة و هي ان نبني وطن موحد لابنائنا.

مودتي

**

وقد كتبت له هذا الرد:

اخي الفاضل

تحية طيبة

يبدو انك تخلط خلطا شديدا بيني وبين واحدة اخرى ربما تتخذ نفس الاسم لأني مثلا لا اكتب الشعر كما تصفني هنا ولا اكتب غزلا ولا اكتب نقدا سياسيا ، وكل كتاباتي عبارة عن تحقيقات استخباراتية. ولست طائفية لأن الطائفي ينبغي ان يكون شخصا مؤمنا بالمذاهب اولا ولست كذلك . فلا فرق بين سامراء والنجف بالنسبة لي. وربما انت غير متابع لمدونة غار عشتار الوحيدة التي اكتب فيها مقالاتي . لأنك لو كنت مطلعا لوجدت اني اتناول الجميع سواء كانوا مسلمين سنة او شيعة او مسيحيين او يهودا بنفس الطريقة طالما ساهموا في نهب وتدمير العراق. اما هيفاء وهبي فلم اذكرها في اي كتابة من كتاباتي ولا اعرف ان كانت على دين من الاديان ، لأن لامكان لما تمثله في مقالاتي.

أما اني انحدر من عائلة راقية فلم تكن عائلتي راقية بالمعنى المادي والطبقي الذي تقصده، ولكن بالتأكيد كانت راقية باخلاقها وثقافتها. اما ان يكون ابي طبيبا فلم يكن كذلك فقد كان رجلا مترجما وعالم لغات طوال حياته . اما جمالي الأخاذ وطلعتي البهية وعيوني العسلية .. فأظن ان عليك ان تغير الهباب الذي تشربه.

تحياتي وتمنياتي لك بالمزيد من الاطلاع والمعرفة . يبدو انك لم تقرأ لي سوى مقالة واحدة هي عن القطار الطائر، والغريب انك تصف المقالة بالحيادية وذكر الحقائق، ولكنك مع ذلك تنزعج لأنها عن حكام النجف. وتتصور اني لا اكتب عن سامراء مثلا . منو هسة طلع الطائفي؟

عشتار العراقية