"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

28‏/7‏/2010

درع الجواسيس !

بقلم عشتار العراقية

هذه قصة غريبة انتهت بأبطالها نهايات غير متوقعة ، نهايات غير سعيدة أبدا ولا تخطر على اكثر المخيلات نزقا. وفي القصة عبر كثيرة لمن يعتبر.

ولكن نبدأ من الشابين الأمريكيين دونالد فانس (الصورة) وناثان ارتل و قد ذهب الاثنان في عام 2004 الى العراق للارتزاق كل على حدة ولكن اجتمعا في العمل معا لدى شركة ساندي جروب وهي شركة كتبت عنها هنا ، وصاحبها كردي يعمل بالتشارك مع شركة داينكورب المشينة التي تعمل في مجالات الاتجار بالبشر والدعارة والمخدرات وكل الجرائم المربحة من مناطق الحروب. كانت الشركتان (ظاهريا) تقدمان خدمات أمنية لوزارة الخارجية الامريكية والمنظمات غير الحكومية وشركات التجارة والاعلام العاملة في العراق.

وكانت ساندي جروب في فترة ما من اكبر شركات المرتزقة في العراق وعدد العاملين فيها يقترب من 6000 عراقيا.

السيد ارتل بدأ العمل مع شركة ساندي في آب 2004 بوظيفة مدير عقود الامن والسيد فانس انضم الى الشركة في كانون الاول 2004 بصفته مشرفا على العناصر الامنية . ولكن سرعان ما شعر الرجلان بالاحباط من العمل لأن شركة ساندي لا تعتني بموظفيها وهكذا تركا العمل ورجعا الى الولايات المتحدة.

من ضمن الذين كانوا يعملون في ساندي جروب ، بريطاني من اصل عراقي اسمه مصطفى الخضيري ويسمى ايضا (مصطفى كامل) لكنه خرج من الشركة وأخذ معه بعض الموظفين خاصة الأجانب وكون مع اقربائه شركة امنية جديدة اطلق عليها اسما يشكل مختصره نفس مختصر شركة ساندي Sandy group security SGS وقد اطلق مصطفى على شركته اسم (شركة الدرع للحراسات الامنية وبالانجليزية Shield Group Security SGS ربما نكاية في صاحب شركة ساندي . ولكن بعد الفضيحة التي ستحدث له بسبب ارتل وفانس حول اسم الشركة في 2006 الى شركة الدرع الوطني للحراسات فصار National Sheild security NSS

العقود التي كان يوقعها الخضيري كانت مع الحكومة العراقية والشركات العراقية والمنظمات وكذلك الشركات الاميركية والقوات متعددة الجنسية .
في خريف 2005 اتصل واحد اسمه دون جونسون وكان يعمل مع فانس بشركة ساندي اتصل به وقال له انه ترك العمل في ساندي ويعمل الان مع الدرع. وعرض على فانس ان يعمل للشركة بموجب عقد لمدة سنة لتقديم خدمات امنية والاشراف على العناصر الامنية .
وفي تشرين الثاني 2005 اتصل واحد آخر اسمه جوزف ترمبرت وكان ايضا يعمل في ساندي وتركها للعمل مع الدرع، اتصل بالسيد ارتل واتفق معه على العمل مع الدرع بصفته مديرا للعقود يشرف على تنفيذها وتوسيع اعمال شركة الدرع.

كان مقر الشركة في المنطقة الحمراء يعيش فيه الجميع حتى رئيس الشركة مصطفى الخضيري والابواب يحرسها حراس مسلحون.


كان معظم مهام المرتزقين فانس وارتل تجري في مكاتب شركة الدرع وقد لاحظا معا دفعات من الاموال تدفع بين حين وآخر لشيوخ عشائر عراقية. وقد حسب السيد فانس ان هذه الأموال كانت على سبيل الرشوة .

في تشرين الاول 2005 مات والد فانس فعاد الى الولايات المتحدة ليحضر جنازته. ومن منطلق الوطنية اللي تنقط من جبينه اتصل بالإف بي آي ونقل اليهم شكوكه حول ممارسات الدرع وان لديها علاقات مع فرق الموت.

ندبت الاف بي آي ، له ضابط اتصال هو ترافيز كارلايل الذي طلب من فانس ان يكتب اليه عن اي نشاط مريب يشهده في الشركة . وافق فانس وتعهد بالتعاون.
وعند رجوعه الى العراق قام بمراسلة كارلايل بانتظام وقد طلب منه فانس ان يتصل بالقنصل الاميركي في العراق وكانت في تلك الفترة امرأة اسمها مايا دايتز .
حب الاصول قابل فانس الست دايتز التي طلبت منه ان ينقل وثائق من كومبيوتر الشركة عن طريق فلاشات الذاكرة ويرسلها اليها. وقد نفذ فانس ذلك وكان يساعده ارتل. كما كان الاثنان على صلة وثيقة بموظفين آخرين يعملان لدى الحكومة الاميريكية في العراق هما ديبورا ناجل ودوغلاس تريدويل.
توسع الاثنان في التجسس على الشركة وتعاملاتها مع الحكومة العراقية والشركات الاخرى والمرتزقة والشيوخ. وكذلك تجسسا على الاشخاص ذوي الصلة القوية بالشركة ومسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة العراقية الجديدة.
الكثير من تقاريرهما كانت موجهة الى كارلايل في الولايات المتحدة بدلا من مسؤولي السفارة الاميركية في بغداد الذي كانوا يحاولون احباط الرجلين اما بعدم الاهتمام او بابلاغهما ان المسؤولين المحليين لن يستطيعوا فعل شيء.
انتظروني في الحلقة القادمة حيث نبحث في ماهية هذه الشركة وماذا كانت تفعله حقيقة وماذا حدث للجاسوسين المرتزقة ! وكيف وصل الأمر الى رامسفيلد ومادور جلال الطالباني.

الجزء الثاني هنا

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم لو امكنك اختي عشتار أن تجمعي جميع مقالاتك ومواضيعيك المهمة في ملفات يسهل تحميلها لقرائتها على مهل
    ولك منا جزيل الشكر
    مع عبيد من المغرب

    ردحذف