"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

23‏/1‏/2009

الاحتلال وتجارة الرقيق 4: ماذا يحدث في منتجع دوكان ؟


بقلم / عشتار العراقية

في مقالات من داخل العراق، وصفت الصحفية الأمريكية جين بانبري، شمال العراق بإسهاب، ومن ضمن ما تقوله " في مكان ما في السليمانية وقد طلب مني الجيش الا أكشف عنه، هناك منتجع فندقي بين الجبال حيث يرسل اليه الجنود من أجزاء اخرى من العراق من اجل الراحة والاستجمام."

حسنا أستطيع أن أدلكم عليه. انه منتجع دوكان، حيث يستجم ضخامة الفطيس طلباني، وحيث اعتاد أن يجتمع ببقية العصابة التي تحكم العراق من أحزاب اسلامية شيعية وسنية و شيوعية و ملكية وجمهورية وديمقراطية ومستقلة . نعم يحبون ان يجتمعوا هناك قرب رأس المال وقرب البضاعة.

فمنتجع دوكان هو الماخور الذي يهرع اليه الجنود المحرومون والمتوترون من قتل العراقيين العرب كل يوم، وهناك يستقبلهم الأكراد فاتحي الأذرع ويقول كتاب (العراق امس واليوم) وهو كتاب سياحي دعائي، ان فنادق (كردستان) تستضيف الأمريكان احيانا مجانا من اجل اظهار امتنانها لهم.

( الشمال يختلف عن الجنوب في ان كل فرد هناك تقريبا كان يدعم الحرب على العراق في 2003، والجنود الأمريكان يذهبون في اجازاتهم الى بارات زاخو واربيل. وقد عددت 11 شيئا حصلت عليها مجانا خلال سبعة ايام . بضمنها اجرة التاكسي ووجبات الطعام واعلام عراقية صغيرة (ربما يقصد كردية) . ورأيت اكثر من شخص يرتدي ملابس عسكرية تشبه الزي العسكري الأمريكي. أن كردستان كما اعتقد اكثر مساندة للأمريكيين مما يبديه اي نادي روتاري في اوكلاهوما في الرابع من تموز خلال زيارة من جندي مصاب)،

ثم يعقب الكاتب بالقول (مما يثير الانتباه ان السليمانية معروفة بأنها عاصمة القتل للشرف أكثر من اي مدينة في العالم )


ولكننا نعرف الآن لماذا ازدادت حالات قتل النساء ثأرا للشرف، ولماذا في السليمانية؟ في 2005 اعتقلت شرطة السليمانية وحدها 1038 امرأة بينهن 228 ب تهمة الدعارة . وتقول احدى المنظمات ان مابين عامي 2005-2006 اعتقلت 160 امرأة للدعارة .

في بغداد تقول وزارة الداخلية انه هناك مايقارب 5000 فتاة خطفت من اجل الاغتصاب والدعارة في العراق او خارجه. وقد تبين ان هناك نمطا لنقل النساء من مناطق الوسط والجنوب الى الشمال ومن بغداد الى كركوك والبصرة .

في تشرين اول 2006 اعتقلت شرطة السليمانية 20 امرأة عند الاغارة على بيت دعارة قرب منتجع دوكان بالسليمانية. كن كلهن من العرب ومعظمهن من جنوب العراق. وكن ممنوعات من مغادرة المبنى الذي يعملن فيه. وقد اعتقل ايضا اصحاب المكان بتهمة ادارة منزل للدعارة ثم اطلق سراح الجميع بعد فترة وجيزة قبل اي تحقيق. حتى قبل ان يعرفوا ان كانت النساء محترفات ام مخطوفات ومجبرات.

أظن أنكم الآن في الصورة.

تذكرون كم توسل ضخامة الفطيس وبقية الزمرة الكردية من الأمريكان للذهاب الى كردستانهم وإقامة القواعد التي يريدونها هناك؟
ولكن الأمريكان لحساباتهم الخاصة، رفضوا ذلك او مازالوا يفكرون ، ولكن الأكراد نجحوا في استقطاب الأمريكان بطريقة (ناعمة) اخرى.

ورغم انهم يعتقدون أن لا أحد سوف يعرف مايفعلونه، وإذا كان الجيش الأمريكي ينبه صحفية من ان تتحدث عن مكان المنتجع ، ولكن هاهو أحد الجنود الذي ذهب للراحة والاستجمام يصور كل شيء بكاميرته. صور الطريق كله الى حيث المنتجع من الطائرة التي تقله ، ثم صور الفندق من الداخل ، وأخذ يعدد حسناته أمام الكاميرة، ثم صور غرف النوم وفتاتين في غرفته يبدو عليهما انهما من آسيا، ومرة اخرى هناك فتاتان تتحدثان لغة مثل الاسبانية، وافلام قصيرة اخرى لم يكن لدي الوقت لمشاهدتها. ويقول في وصف احد الافلام"صورت هذا الفيديو خلال مهمتنا في العراق عام 2005. هذا الفيلم من المنطقة الكردية الشمالية حين كنت اطير الى المجمع الواقع على بحيرة دوكان، وهو ومنتجع على بحيرة يستخدم لراحة واستجمام القوات الأمريكية .

"
الموقع اسمه "هجوم جوي"

ويذكر احد المواقع ان الجيش الأمريكي بدأ بارسال جنوده الى الشمال لأغراض الراحة والاستجمام بعد تدمير الفلوجة ، للترفيه عنهم من عناء القتل بالفسفور الأبيض، و بعد معارك النجف، وسامراء وغيرها، الى أحضان حلفائهم في الشمال، في فندق اسمه جيان.

**

في أربيل ، يصف أحد الصحفيين الأمريكان ايضا اكتشافه وكر الجيش الأمريكي هناك بطريقة عجيبة. كنا نمشي في الجزء المسيحي من اربيل ، حين وجدنا طريقا مغلقا بسد كونكريت، وكشك حراسة. وفي وسط الموقع منزل كبير يحيطه اسلاك شائكة.

قلنا : ربما هذا رئيس كردستان؟ أو بليونير يتاجر بالمخدرات ؟ سألنا حارسا مدججا بالسلاح بلغة هي مزيج من العربية والكردية والاشارات عمن يعيش في المنزل.

قال انتظروا، وتكلم بالهاتف وأشار الينا ان نقف بعيدا. ظهر حارس آخر امام المنزل ودق على الباب الخارجي.

خرج امريكي اسيوي مضطرب من الداخل وقال :
"اه .. هالو"

"ايها الرجل ماذا يحدث هنا ؟ كنا نتساءل اذا كان هذا منزل رئيس العراق ؟"

"اوه .. كلا"

وخرج رجل آخر من المنزل وظننته عراقيا ولكن كان اسمه خوزيه وتكلم مع الرجل الاسيوي بلهجة امريكية.


"ماذا تفعلون ايها الشباب هنا " سألناه .

"حسنا . غير مسموح لي بالافصاح"

سألناه اذا كان من الممكن التقاط صورة ؟

"هذه ليست فكرة جيدة"

"حسنا ، مع السلامة ياشباب"


وفي نهاية الشارع دخلنا الى محل بقالة وسألناهم لماذا كل هذه الحماية والتستر. قالوا: نعم .. الجيش الأمريكي يقيم هناك".

**

هل نعجب ان تكون معظم عمليات الإعمار في شمال العراق في مجال السياحة والفنادق؟

وهاهو روبار ساندي الأمريكي من أصل كردي، يهبط العراق مع شركته ساندي جروب والتي يصفها احد موظفيها السابقين بأنها مثل الاخطبوط، فهي شركة اعمار وفي نفس الوقت بنك استثمار، وقد لعبت دورا كبيرا في تحويل (كردستان) الى ملعب للجنود الأمريكان المرهقين من القتل. الشركة هي مقاول من الباطن لشركة داينكورب سيئة الصيت والسمعة في مجال التجارة بالنساء والأطفال والمخدرات كما ذكرت في اكثر من مقالة سابقة. وقد ذكرنا انها تدير فنادق في العراق من أجل الدعارة وذكرت كيف انها كانت تستخدم السيارات المصفحة المظللة النوافذ لنقل المومسات من الخليج الى العراق او بالعكس.

وقد انهمك ساندي اول ما قدم العراق في اصلاح وبناء الفنادق التي صارت تدار من قبل داينكورب.
في مقالة وحيدة على الانترنيت حيث لم أجد غيرها ، تساءل الكاتب عما حدث لصباح ونشأت الكرديين. وفيها يتحدث الكاتب باستفاضة عن روبار ساندي وشركته المريبة.

يقول الكاتب (اعتقلت السلطات العراقية شابين في صيف 2005 بتهمة سرقة اجور مئات اذا لم يكن الوف العراقيين الذين يعملون في شركة ساندي، وهي شركة مقرها واشنطن (اقطع ذراعي ان لم يكن ابن طالباني الذي يقيم في واشنطن قوباذ له علاقة عمل بهذه الشركة ) وهي تنفذ عقود في العراق بملايين الدولارات بصفتها مقاول من الباطن لشركة داينكورب التي تدرب الشرطة العراقية بعقد قيمته 1.2 بليون دولار. ولاتفصح الشركة عن المبلغ الذي اختلسه صباح ونشأت. ولكن المصادر المطلعة تقول ان رواتب العمال الامنيين العراقيين هي بمعدل 600 دولار في الشهر وصباح ونشأت اختلسا 200 دولار من كل راتب . ووثائق الشركة تقول ان صباح هو مدير الحسابات لشركة ساندي في العراق ونشأت هو مدير الافراد. فإذا كان الاثنان مسؤولين عن ألف عامل ، فهذا يعني 200 الف دولار في الشهر ، اي في السنة 2.4 مليون دولار. وحين كان العامل يتذمر ، كان يهدد بالطرد. وشركة ساندي تتفاخر بأنها توظف 7500 عامل عراقي . نشأت وصباح شابان وسيمان ، من مدينة زاخو وهي مسقط راس صاحب الشركة روبار ساندي الذي كان يتفاخر بأنهما من أقربائه. وكان ساندي قد هاجرالى أمريكا بحجة الهروب من صدام حسين في السبعينات من القرن العشرين وحصل على شهادة في ادارة الاعمال والاقتصاد ونجح في مهنته كخبير مالي وتجاري. وقد تقرب من الجمهوريين وكان من الاصوات الدافعة لاحتلال العراق وكان من المستشارين في وزارة الخارجية الأمريكية للتخطيط للغزو. وبعد 2003 ، جاء الى العراق حيث ابدى اهتمامه ببناء الفنادق الكبيرة ، كما شارك في الاستثمار بصحيفة (الاهالي) وجمع اكبر قوة امنية خاصة في العراق ، يصل عددها الى الالاف. وكان قد طمح لبناء السفارة الأمريكية في بغداد بالشراكة مع شريك اسمه فيليب بلوم وهو رجل اعمال امريكي ادين عام 2006 بتهم التآمر والرشوة وغسل الأموال فيما يتعلق بالعقود في العراق ، (أليس غريبا ان النصاب بلوم كان قد ادين أيضا في التسعينات بـ 11 قضية شيك مزور ومع هذا يتشارك معه هذا الكردي) ولكن الاختيار وقع على شركة فرست الكويتية. وقد اتضح ايضا أن الشركة الكويتية لها باع طويل في تهريب البشر لاعمال السخرة والجنس.

لماذا اذكر هذه القضية ؟ لأن المسائل تدور تدور وترجع على نفس الموضوع. الفساد وشركات التجارة بالبشر. وحين تضعون النقاط على الحروف او تجمعون 1 + 1 وتكون النتيجة 2 ، تعرفون كيف تم اغتصاب العراق أرضا وعرضا.

ساندي هذا كان مناضلا كما يبدو وله نشاط سياسي ثم تحول الى تجاري بعد احتلال العراق، وجاء مع شلة من النصابين، ووظف عمالا كان يسرقهم بواسطة اثنين من أقربائه، ولايمكن الا ان يكون الأمر كذلك لأنه لايمكن ان يكون رجل اعمال ناجحا وهناك سرقة علنية بهذه الشكل تحدث امام عينيه دون ان يعرف ، وحين اعتقلا طلع هو كالشعرة من العجين (وحين نعرف أن شركات المرتزقة الأمريكية معفية من الملاحقة القانونية ، ندرك انه هو الذي تسبب في اعتقالهما ربما للخلاص منهما) .

ثم يشارك رجلا معروفا باكثر من عشر قضايا شيكات مزورة، ثم يتعاقد مع شركة داينكورب التي تتاجر بالجنس والمخدرات وتعذب شبابنا في ابي غريب. والرجل لا يبني سوى الفنادق في الشمال او اي مكان آخر في العراق. والفنادق تديرها شركة داينكورب وتملأها بالفتيات المهربات من الكويت (بالتعاون مع شركة فرست الكويتية التي ثبت عليها انها تهرب العمال البشر لبناء السفارة الامريكية والبنات الاسيويات للمنطقة الخضراء ومنتجع دوكان.)


مدير الشركة الكويتية First يستخدم طائرتين غير مسجلتين في الشركة ويقودها طيار الماني اسمه ولفغانغ . وله طيارة اخرى يقودها بريطانيون ، وطيارة رابعة مسجلة . وعلى هذه الطائرات يهربون البشر بشكل عمالة او دعارة . حين تصل الطيارة الى مطار المنطقة الخضراء، يهرع مدير شركة داينكورب بالسيارات المصفحة والمظللة لنقل البنات الفليبينيات أو الاندونيسيات ، على الأكثر ، من الطائرة الى الفنادق في أنحاء بغداد او الشمال. أما العمال المساكين الذي قيل لهم انكم ذاهبون للعمل في الكويت او الخليج فإنهم يساقون الى موقع بناء السفارة او الى الشمال.

(احدى عناصر شركة من هذه الشركات الكردية التي تستقدم العمالة ، تقول ان الشركة جاءت بمئات من المراهقات الاسيويات والافارقة للخدمة في البيوت والفنادق وبعضهن اشتكين من الاعتداءات الجنسية. واخبرتني ان احد الزبائن الاكراد اهتم اهتماما كبيرا باثيوبية شابة جميلة جدا وعرض نقودا اكبر وأخذها واختفى معها عدة شهور ثم سمعت انه سفرها على حسابها الى بلادها، واعتقد انها حملت منه ولهذا أبعدها. فيليبينية اخرى اسمها كيكي وهو ليس اسمها الحقيقي خوفا من الذي تعمل عنده. قالت انها ونساء اخريات كن يتوقعن 600 دولار في الشهر للعمل في مطاعم كردستان التي قيل لهم انها تقع في اوربا قرب قبرص. في الفيلبين قالوا لهن ان العقود تنتظركن في دبي. ثم في دبي قال لهم مندوب الشركة ان العقود في المطار. وفي المطار اخذوا حقائبهن ووضعوها على السير الناقل وصاحوا بهن ان يركبن الطائرات قائلين لهن ان العقود في كردستان. وفي السليمانية كما تقول كيكي جاء مندوب شركة قدم خير الى المطار حاملا مسدسا ، وكان ودودا مع مسؤولي الشرطة والهجرة. أخذوا جوازاتنا وساقونا الى منزل. لم نفهم ماذا يقولون وكنا خائفات جدا. وهناك قدموا لنا عقودا بمبلغ 200 دولار فقط للعمل في فندق. اذا ارادت الواحدة منا ان ألا توقع عليها ان تدفع 2000 دولار من اجل استرجاع جواز السفر. وكانت النساء جائعات ومنهكات ويشعرن بالبرد حيث يرتدين قمصان صيفية في الشتاء البارد، وهكذا وقعن على عقود الإذعان.) – موقع مراقبة الشركات.

شيء عجيب ياأخي .. اللعبة التي ألعبها بسيطة ، وهي تجميع قطع الصورة المبعثرة. اضع اطارا عاما ، او افتراضا بدافع الحدس ، أقول مثلا هذه صورة حمار، وبعد ذلك ابدأ في تجميع القطع فإذا هي فعلا صورة حمار. لم أكن اعرف حكاية دوكان والمنتجع والفليبينيات وما الى ذلك . ولكني افترضت الآتي: برزاني وطالباني عميلان، يحكمان منطقة هادئة نسبيا، وهما يعشقان الأمريكان. ثم ان هناك حوادث غسل للعار تزايدت في منطقتهما. لماذا ؟ ان الشمال يكاد يخلو من القوات الأمريكية . إذن ماذا هناك ؟

بدأت ابحث اين يذهب الجنود للراحة والاستجمام. وضعت كلمات US R&R in Kurdistan على الانترنيت ، وإذا بالمعلومات تتوالى .


شوفوا ايضا ماذا جلب الانتباه. فجأة نسمع ان الأخوة الأكراد في الشمال لا يحبون كنس شوارعهم بأنفسهم ولا القيام بأعمال الفندقة او السياحة او اية أعمال خدمية . منذ متى يا ترى ؟ وأهلنا في الشمال مشهورون بالمطاعم وكباب سليمانية ولبن اربيل (هذا الذي جاء على بالي) . كيف كانوا يصنعون طوال حياتهم اذن ؟ من كان ينظف شوارعهم ياترى ؟ ومن كان يدير مطاعمهم؟ فجأة رأينا تدفق العمال والعاملات الاسيويين, طيب لماذا والشعب كله يعاني من البطالة ؟ لماذا وكان يمكن ان يستعينوا ببقية العراقيين المشردين والذين اضطروا الى بيع لحومهم من اجل الحياة ؟ وماذا عن الاكراد الفقراء ؟ والذين بلا عمل ايضا ؟

اقرأوا هذا التقرير من صحيفة الشرق الاوسط ، ألا يجعل الدماء تصعد الى رؤوسكم ؟

(تعتبر تجربة استيراد الايدي العاملة الاجنبية وتحديدا ذات الاصول الافريقية حديثة العهد جدا بالنسبة لإقليم كردستان العراق الذي يشهد منذ اربع سنوات نموا اقتصاديا مشهودا، اذ لا يتجاوز عمرها عاما واحدا ومع ذلك وبالرغم مما يرافق التجارب الحديثة عادة من جوانب نقص وقصور في مختلف الميادين فان عملية استقدام العمال والعاملات من مختلف الدول الافريقية والآسيوية وبالذات من بنغلاديش وإثيوبيا والفلبين والنيبال واندونيسيا، حققت نجاحا ملموسا في الاقليم على صعيد تلبية احتياجات بعض القطاعات الخدمية التي ترفض الايدي العاملة المحلية العمل فيها مثل تنظيف الشوارع ورفع القمامة والنفايات او العمل في المقاهي والمطاعم والمتاجر والحانات والفنادق او الخدمة في البيوت. ورغم حداثة هذه التجربة التي دشنتها للمرة الاولى شركة «بوابة الاسد» مطلع العام الماضي فان العديد من الشركات المحلية صارت تحذو حذوها في مجال توفير العمالة الافريقية التي تعتبر رخيصة قياسا بغيرها، حيث ظهرت شركات اخرى مثل «ايفل» و«قدم خير» المتخصصتين في استيراد العاملات و«بروسك» و«ميري بابان» المتخصصتين في استيراد العمال. (وهناك شركات أخرى في السليمانية متخصصة باستيراد العاملات من الدول الافريقية للعمل كخادمات في البيوت اوفي المطاعم والفنادق، كشركة ايفل التي تأسست قبل ستة اشهر والتي تتولى استقدام العاملات عبر فرعها في امارة دبي مقابل مبلغ 2200 دولار يدفعه للشركة رب العمل الذي يتكفل بموجب عقد رسمي بنفقات الرعاية الصحية والمبيت والمأكل للشغالة اضافة الى مرتبها الشهري البالغ 250 دولارا، وقد وفرت الشركة حتى الان العشرات من تلك العاملات للعمل في البيوت والفنادق والمتاجر والمطاعم وغيرها من المواقع.)

شركات سماسرة عمال ، وشركات متخصصة بالنساء واخرى بالرجال. ماذا نفهم من كل هذا ؟ ولماذا تستقدم العاملات من دبي وليس من بلادهن رأسا ؟ انظروا شركة ايفل تأسست منذ 6 شهور ولكن اصبح لها فرع في دبي. كيف امتد هذا الاخطبوط بهذه السرعة ؟ وهل هي شركة من الباطن لاحدى شركات الدعارة الامريكية ؟

أقول لكم لماذا دبي ! أولا ، لأن البلاد الأصلية كما رأينا من مقالتي امس قد حظرت على مواطنيها من الجنسين العمل في العراق ، وهكذا فشركات تهريب البشر تخدع اولئك الرجال والنساء او الحكومات بأنهم ذاهبون للعمل في دبي ، ثم يجري تهريبهم الى العراق. ثانيا لأن دبي هي الماخور الثاني للجنود الأمريكان.

وهذا ما سنتحدث عنه في المقالات المقبلة .

ملاحظة : حدث الان شيء رائع . قبل ان ارسل المقالة الى (كتابات) وجدت على بريدي هذه الرسالة من قاريء لا أعرفه : "الفنادق في بغداد والتي تعتبر امتداد للمنطقة الخضراء هي:عشتار(شيراتون) فلسطين (مريديان)السدير(نوفيتيل) وفندق الرشيد داخل المنطقة الخضراء مع العلم ان السدير تشغله شركة ساندي كروب للحمايات الخاصه ."

الشيء المدهش انه ذكر شركة ساندي كروب ولم يكن يعرف اني تناولتها في هذه المقالة . ألم أقل لكم ان قطع اللعبة تقع في اماكنها، وكل خيوط البكرة تجتمع مرة اخرى . هذه هي الفنادق التي تديرها داينكورب. وساندي كروب هي مقاول باطن مع داينكورب. من يريد ان يلعب اللعبة معي، دعونا نبحث عن صلات وروابط شركات العمالة المذكورة في خبر (كردستان) اعلاه ، سنجد ربما انها ترتبط بشركات بعينها نعيد ونكرر اسماءها هنا. الذي حدث ان الشركات الأمريكية التي يديرها نفس ساسة وجنرالات امريكا قليلة تكاد تعد على اصابع اليد ، ولكنها تمتد وتتفرع وتتعاقد من الباطن كالاخطبوط.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق