"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

27‏/8‏/2009

تفجيرات المالكي: بيارق مزيفة !


بقلم : عشتار العراقية

لم أجد عملية بيارق مزيفة false flag أخيب من عملية التفجيرات الأخيرة من حيث انكشاف أمرها حتى قبل وقوعها ومارافقها من تفسيرات من جميع الجهات ثم نتائج (التحقيقات) وأخيرا تبني دولة العراق الأمريكية لها. حتى عملية تفجيرات 11 ايلول التي قامت بها المخابرات الأمريكية ، وعملية ذبح الأمريكي نيكولاس بيرغ التي قام بها المقاولون الأمريكان في أبي غريب، وعملية تفجيرات الأردن التي قامت بها الموساد بالتعاون مع المخابرات الأردنية، وغيرها من عمليات البيارق المزيفة (التي ترتكبها اجهزة المخابرات رافعة اعلام جهات بريئة لإدانتها) وغيرها من مئات العمليات التي لا تحضرني الآن، كانت مبلوعة ومهضومة. الا هذه العملية.

ولكن هناك نقطة مهمة . كل الأخوة الذين ساهموا في تحليل التفجيرات، اي كل ماقرأته حتى الان ، كانوا يبدأون تحليلاتهم من مسألة "حين تقع جريمة اسأل عن المستفيد" وهذا عين الصواب ، حين تكون جريمة منفردة في زمان ما ومكان ما، ولكن حين تقع مذبحة او جرائم متعددة او متسلسلة ، وحين تكثر فيها الاتهامات كما حدث ، أي حين يتوضح بشكل جليّ انها مذبحة مفتعلة من قبل جهة ما لإدانة اخرى، فعلينا ألا نسأل من المستفيد وانما "ماهي الرسالة التي يريد القاتل او القتلة توجيهها ولمن ؟" وعلينا ان نفحص فورا خطابه الذي وجهه للناس ذوي الضحايا والرأي العام، على عاتق من ألقى التهمة؟

سبق ورافق العملية اتهامات من كل جهات العملية الاحتلالية (المالكي والمجلس الأعلى والطالباني وبقية العملاء) لجهة سميت (التحالف البعثي الصدامي التكفيري). وفجأة رأينا المالكي يهرع الى سوريا لمناقشة توزيع المياه كما قيل في وقتها، ولمناقشة وجود بعثي معين هو محمد يونس الأحمد وشخص آخر اسمه سطام فرحان. بعد يوم من انتهاء المحادثات ، وقعت التفجيرات.

وشيء عجيب.. انفرد المالكي باتهام (جهات سياسية في الحكومة او في العملية لإرباكه) في حين استمر الاخرون في اتهام (التحالف الصدامي التكفيري).

وطفت على الشاشات فرضية تعاون جهات أمنية في العملية ، وعرض لقطات من فيلم للشاحنة التي انفجرت او لم تنفجر. من اين دخلت وكيف ومن سمح لها.

نائبة في البرلمان (مها الدوري) طلعت على التلفزيون وقالت انها سمعت ان وزير الخارجية تلقى أمرا بالتليفون يطلب منه رفع الحماية قرب وزارة الخارجية قبل وقوع العملية.

لم يردد احد غيرها هذا القول ، ولم يناقشه احد وغطت عليه الصيحات الاخرى.

وبعد يومين من هذا التضارب خرج لنا الكذاب العظيم قاسم عطا ليعرض (كما فعل مع البغدادي الافتراضي) صورة رجل يقول انه المخطط الرئيسي في التفجيرات بتمويل وتحريض من البعثي محمد يونس الأحمد. يبدو ان لديهم خزينا من هؤلاء المتهمين الجاهزين لكل مناسبة.

قناة فضائية واحدة فقط نشرت سبتايتل يقول ان المعلومات تشير الى ان الرجل المتهم كان قد اعتقل قبل اربعة ايام من التفجيرات !! لم يناقش احد هذا الخبر وغطت عليه الصيحات الاخرى.

فجأة استقال او أقيل محمد الشهواني مدير المخابرات الأمريكي. ومع استقالته طفت على السطح قصة انه كان لديه دلائل لقيام ايران بهذه العملية وان الحكومة لم تأخذ بها وكانت نيتها ان تضعها على عاتق اشخاص آخرين ، فاستقال.

فجأة مات عبد العزيز الحكيم في ايران، ولم يشأ حزبه وبقية احزاب الشيعة (مع امعات من السنة الذين يمثلون انفسهم فقط) تأجيل اعلان ائتلافهم الهزيل مع مفاجأة انضمام الصدريين والفضيلة اليهم مرة اخرى وخروج حزب الدعوة. أجلوا اعلان وفاة الحكيم وسارعوا باعلان الائتلاف.

فجأة سوريا والعراق يستدعيان السفيرين وتتأزم العلاقات . ويصعد العراق في القضية ويجري الحديث عن محاكم دولية وامم متحدة ، حتى أن الناطق باسم الحكومة يقول في رد على مذيع "الحرة" عن سبب التصعيد ولماذا الان ومحمد يونس في سوريا منذ سنوات؟ قال علي الدباغ "لأن هذه العملية بالضبط مثل تفجيرات 11 ايلول" !!

وقع بلسانه !! والعنز جوة الأبط يمعمع !!

هنا شيء غريب ، أليس كذلك ؟

أقصد ان الحكومة كانت دائما تذكر اسم عزت الدوري باعتباره الشخص الأكثر خطرا والمطلوب رقم واحد . في حين كان محمد يونس صديق الأمريكان ومستعدا للتفاوض معهم وقد شقّ لهم حزب البعث.

ثم أن سوريا حليفة ايران اللي هي حليفة العملاء في المنطقة الخضراء. اضافة الى أفضالها على كل هؤلاء الخونة الذين استضافتهم ايام (نضالهم) ضد الدكتاتورية!!

وفي حين كان ينبغي المحافظة على علاقات ودية مع سوريا خاصة ان في الأفق هناك مشكلة اخطر من التفجيرات هي مشكلة حصة العراق من مياه دجلة والفرات، وهي مشكلة تتعلق بأجيالنا القادمة وبأسباب الحياة ذاتها.

هنا شيء غريب يحدث، أليس كذلك ؟

وفجأة بعد ظهور المتهم على شاشة قاسم عطا ، وتوجيه الإتهام رسميا بهذا الشكل الى سوريا ومن تحتضنهم من البعثيين، تطلع دولة العراق الأمريكية لتعلن من مقرها على الانترنيت انها وراء العملية. ولماذا عملت ذلك ؟ توضح في بيانها لأنها لا تحب (الروافض) وتكره الشيعة !

يتهيأ لي كأن هناك جهة مخابراتية قامت بهذه العملية ثم فلتت منها القضية ، دخل على الخط جهات مختلفة، و وزعت الاتهامات على اكثر من جهة اضافة الى تبني جهة اخرى لها.

طبعا جماعة اتهام (التحالف البعثي التكفيري) صاحوا مهللين : ألم نقل لكم إن هناك تحالفا بين البعثيين والتكفيريين ؟ هاهي القاعدة تتبنى العملية، وهاهو البعثي على شاشة قاسم عطا يدين محمد يونس وسوريا معه.

هنا شيء غريب ، أليس كذلك ؟

يقال ان عزت الدوري لدى السعودية (ولا اظن ذلك صحيحا) ولكن هذه هي الشائعة، وتعرفون كانت هناك هجمة الى وقت قريب ضد السعودية و(الوهابية) الخ الخ. فلماذا ياترى لم يطلع واحد على شاشة قاسم عطا ليقول ان عزت الدوري هو الذي دفعه بأموال سعودية؟

قبل ذلك ساد في الاعلام الطائفي حديث مكرر ممل عن عودة البعثيين وتغلغلهم ، وقيام امريكا بالتفاوض معهم. وقيام شيء اسمه المجلس السياسي للمقاومة العراقية بالتفاوض مع الأمريكان.

وفجأة تحدث تفجيرات هائلة ويقال ان وراءها البعثيين في سوريا بالضبط !!

هل هناك صلة ما بين الشهواني ومحمد يونس؟ لماذا استقال أو اقيل هذا عند توجيه الاتهام لذاك؟

في 2007 نشر كاتب تحت اسم (بصراوي عراقي) مقالة بعنوان ((بعثي في الشقيقة سورية العربية يسال من يهمهم الأمر في الحزب الجديد لمحمد يونس الأحمد قبل أن يملئ استمارة الحزب الجديد )) جاء فيه:

((نشرت بعض الشبكات الإخبارية بتاريخ ( 25 أيلول 2007م ) خبرا بعنوان ( مخابرات الشهواني وعصابة الأحمد توزعان استمارة معلومات الحزب الجديد ) . وبعد أن قرأت ما جاء في محتوى العنوان بان هناك اتفاقا تم التوصل إليه بين المخابرات المركزية الأميركية , وعصابة الخونة في سوريا التابعين ل(محمد يونس الأحمد) (حسب ما نسب إليه الخبر), وان هاتين الجهتين تريدان كشف واستقطاب البعثيين المنقطعين عن الاتصال الحزبي وخصوصا في خارج العراق , وهذه العملية تتم من خلال توزيع (استمارة) باسم الحزب لغرض إملائها وتسليمها إلى الحزب الجديد . .))

واذا كان هذا صحيحا، فإن محمد يونس ضالع مع الشهواني ومع الامريكان.

وبما أن الشهواني كان يوجه مخابراته بشكل رئيسي ضد ايران، فيقال أن إزالته من المشهد هو مطلب ايراني خاص.

هل قامت ايران بالتفجيرات؟ من أجل أن يصطف شيعتها صفا واحدا بعد تفرقهم ، ضد من يحاول ان ينتزع حلم 1400 سنة الذي تحقق اخيرا؟

وهل كان التصعيد مع سوريا لذر الرماد في العيون؟

الصورة مشوشة قليلا، ولهذا دعوني افكر معكم بصوت عال، فلعلنا معا نستطيع أن نصل الى الحقيقة.

قال المحللون طوال هذا الاسبوع ان التفجيرات قام بها خصوم المالكي (المجلس الأعلى الخ) للرد على كشف سرقة بنك الزوية ، وأيضا لسحب البساط من تحت اقدام المالكي في الانتخابات القادمة باعتبار ان استتباب الأمن نوعا ما ، كان "انجازه" الوحيد خلال كل هذه السنوات وبه فاز ائتلافه بانتخابات المحافظات.

وأن المالكي أدرك هذه الحقيقة ولذلك نوه أن التفجيرات كانت "لأسباب سياسية وانتخابية الخ"
قبل أن يغير خطابه ويلقي التبعية على محمد يونس الأحمد وسوريا.

++

تعالوا نعيد النظر فيما تقدم.

اذا كان صحيحا ان زيباري تلقى أمرا برفع حماية وزارته ، فالرجل لا يتلقى اوامره الا من مصدرين : من ابن اخته، او من الأمريكان.
اذا كان الموالون لإيران هم الذين قاموا بالعملية، فلايخطر على بال أحد ان يوجهوا الأصابع الى سوريا حليفة ايران.
ماذا تريد ان تقول هذه العملية؟ أن من يفجر الشعب العراقي هم :

بعث + سوريا+ القاعدة

هل نفهم من هذا إن العملية أمريكية بامتياز؟ أم اسرائيلية؟ هل هناك أصابع كردية تعاونت مع كل هذه الأجهزة من أجل وضع سوريا في خانة اليَكْ؟

لقد قالها علي الدباغ : ان التفجيرات تشبه تفجيرات نيويورك في 11 ايلول. هل تستوجب إذن غزو سوريا لهذا السبب؟

ومن قام بالتفجيرات حقا؟ وهل يكون المالكي ضالعا فيها؟ تذكروا انها حدثت بعد يوم من زيارته (الودية) لسوريا !! هل هناك صفقة ما بين المالكي والأمريكان؟ ولهذا لم يهتم فعلا بالانضمام الى الائتلاف الوطني الايراني؟ بل انه طلب ارجاء إعلانه ! ولماذا طلب ارجاء الاعلان ولماذا لم يوافق الاخوة الالداء على الإرجاء وماهو وجه استعجالهم؟ ربما موت الحكيم جاء في غير وقته، فعجل بإعلان الائتلاف؟ وكنت قد تنبأت على مدونتي بأن الحكيم مات قبل اعلان الائتلاف بيوم.

هل قام بالعملية جيش المالكي الخاص؟ قوات العمليات الخاصة التي تأتمر بأمر الأمريكان والمالكي فقط؟

اذهب الى هذا الرابط لترى الى أي قوة يستند المالكي:http://ishtar-enana.blogspot.com/2009/08/blog-post_23.html

وهل ياترى تسبب فضح هذه المسألة في 22 حزيران هذا العام في اختفاء الصحفي الأمريكي الذي كتبها واثنين من أصحابه الى ماوراء الشمس؟ هل حقا انهم وقعوا في أيدي الايرانيين بعد أن تجاوزوا الحدود العراقية الايرانية في 31 تموز ، من ناحية احمد آوة في السليمانية او أن الأكراد هم الذين سلموهم للايرانيين بتهمة التجسس؟ أم ان المسألة لها علاقة بتفجيرات بغداد، وعلينا ان نفكر مرة اخرى بصوت عال؟

انتظروني، لأناقش قصة هؤلاء "السياح" الأمريكان ، فلعلنا نصل الى الحلقة المفقودة في تفجيرات المالكي. لأن المسألة ياجماعة محيرة : الأمريكان الثلاثة قدموا من سوريا (حيث كانوا يقيمون منذ فترة لتعلم العربية ). متسللين الى شمال العراق بحجة قضاء الاجازة . الثلاثة يحسنون العربية ، وربما شيئا من الكردية ، الثلاثة يهود ، وأحدهم يهودي من أصل عراقي ومتحمس للصهيونية. ولكنهم اختفوا . ومر خبرهم مرور الكرام.
هل كانوا يعرفون شيئا لا نعرفه وعلينا أن نعرفه؟

هناك 6 تعليقات:

  1. التحليل لهذه الجريمه دقيق ولكن هناك حقيقه بان المستفيد الوحيد من قتل العراقين العرب , هم الاكراد , فهم الاداة الفاعله لكل المذابح والتفجيرات بـتوجيه وتدريب إسرائيلي امريكي , w. alobaidi

    ردحذف
  2. كنا ننتظر تحقيقاتك بشأن مصرف الزوية أيضاً ..
    ولكن يبدوا ان المصائب في العراق كثيرة لا نخرج من لغز حتى ندخل في متاهة ..
    http://aljadriya.blogspot.com/2009/08/blog-post_22.html

    ردحذف
  3. أخي سحاب

    لماذا أحقق في مصرف الزوية والقضية كانت محلولة من اولها؟ الفلوس عادت والحرامية هربوا ، ولكن اسماءهم وانتماءاتهم انكشفت.

    لم يعد في القضية ما يمكن التحقيق فيه.

    ردحذف
  4. سلامأ لكل عراقي شريف ومخلص ومحب للعراق دون سواه ابتداء مني انا كما ارجو من الاخت العراقية السيدة عشتار ان نتوحد كمعارضة ضد هذا النظام الفاشل حتى لو ادى الى القوة ونتوحد بكل شيء كما ارجو من السيدة عشتار ان تساعدنا بكتابات توزعها على الايميلات ونصرخ بكلمة لا لهذه الحثالة التي دمرت العراق وجعلته يعيش الان رغم التكنولوجيا في عصر اربعة هجرية قبل الهجرة على كل المثقفين ان يتكاتفوا قبل ان يموت ما تبقى من العراق ونمسك هولاء الانجاس الذين عاثوا ودمروا حتى التماثيل هذه الزينة هدموها ليس من اي واحد في السلطة يحب العراق رجاء رجاء رجاء فريد فرج

    ردحذف
  5. صدقوني الموضوع كله من تدبير الخونة الأكراد فهم ارادا ان يضربوا عصفورين ب حجر قتل العراقيين العرب (الد اعدائهم)والمالكي بتوجيه اصابع الإتهام اليه،والله هو بريء من ذلك واصابع هؤلاءالشرذمة عديمي الأصل بتدبير مع الزيباري ملطخة بدم هذه القضية.

    ردحذف
  6. الحقيقه ان الذي يعمل بكل مايملك من قوه وبالتامر مع امريكا واليهود , على تفتيت و قتل الشعب وتجزءت العراق من زاخو إلى الفاو هم العصابات البرزنجيه تحت اسم البشمركة المجرمه قولوا لي كيف يضم ديالى ,الموصل وكركوك إلى دولتهم المزعومه كردستان ....بعد يوم الأربعاء الدامي الذي راح ضحيته اكثر من 400 مواطن يخرج مسعود البرزاني على التلفاز يطلب من الحكومة المركزيه 8 مليار (دولار) تعويضات لحلبجة هذاهو المجرم الحقيقي.............. و الله يسلم الشعب العراقي ووحدة أرض العراق
    w.a

    ردحذف