لا ريب ان بعض الناس توقعوا بالفعل حدوث تغيير من ادارة اوباما ولكن بدا منذ وقت مبكر انه لن يكون هناك تغيير جوهري عن سياسات ادارة بوش. بدون شك اوباما اذكى من بوش، بحيث استطاع اقناع الشعب بانه يقوم بشيء مختلف! الشيء الوحيد المختلف هو الخطاب. قواتنا المسلحة لن تعود من العراق، لقد تم تغير اسمهم الى "مستشارين" ومايزال هناك 100 الف مرتزق مع 50 الف جندي لذبح العراقيين في الوقت الذي نصعد فيه من الذبح في العراق وباكستان.
في مؤتمره الصحفي اخبرنا اوباما بان الاغراق في المياه كان تعذيبا ولكن طالما ان ادارة بوش لم تكن تعتقد انه تعذيب وانما "تكنيك استجواب مطور" فإنه لا يستطيع مساءلة ادارة بوش حول التعذيب- لقد كان الامر فقط "اختلافا في السياسة".
انه يتابع نفس سياسات بوش الاقتصادية الليبرالية الجديدة ، انه شخص خطير جدا يلتزم برؤى ريتشارد نكسون الذي وعد بانهاء حرب فيتنام التي بدأها مجرم الحرب لندون جونسون . وقد صوت الكثير من المناهضين للحرب لنكسون ولكن الحرب استمرت لست سنوات اخرى . ان الوسطيين والمعتدلين هم اكثر المسؤولين عن الحروب والشقاء الانساني في حين يسمون من يناهض الحرب من اليسار او اليمين متطرفين. اليكم مقالة رائعة للكاتب جيرمي سكاهيل يقرع فيها اوباما.
***
صورة دوريان جراي: عراق اوباما
قلم جيرمي سكاهيل
هل تذكرون حين أعلن براك اوباما في كامب ليجون عن سحب القوات المقاتلة من المدن العراقية بنهاية حزيران ؟ قفز اللبراليون ابتهاجا وهم يمتدحون اوباما على انهاء الحرب حتى يستطيعون التركيز على حربهم الجيدة في افغانستان.
طبعا الاحتفالات كانت وماتزال بلا جدوى ، لأن خطة اوباما للعراق مماثلة لخطة بوش في 19 كانون الثاني 2009. كل مافعله اوباما انه اعاد تسمية الاحتلال، وباعه الى اللبراليين واسقط مصطلح "الحرب الشاملة على الارهاب" بينما ، عمليا استمر في سياسة بوش (لهذا امتدح الجمهوريون الكبار خطة اوباما)في العالم الحقيقي ، قال قادة الجيش الامريكي انهم يستعدون للبقاء في العراق لمدة 15-20 سنة اخرى ، والسفارة الامريكية بحجم مدينة الفاتيكان، وليس هناك خطة رسمية لسحب المرتزقة بل ان مشاريع جديدة تسلم لشركات كبيرة اخرى . واتفاقية الصوفا بين العراق وامريكا تعطي لامريكا الحق في تمديد الاحتلال الى مالانهاية ولاستمرار التدخل العسكري في العراق الى الابد. كل ما يلزم هو ان يناشد العملاء في بغداد امريكا البقاء
في آخر واقعة من سلسلة (اعادة تسمية الاحتلال) يستعد اوباما لتجاهل توقيت الانسحاب في 30 حزيران
وكما نشرت نيويورك تايمز "سوف تبدأ الولايات المتحدة والعراق في التفاوض حول التوقعات المحتملة لتوقيت انسحاب القوات المقاتلة الامريكية من المدن العراقية المجدول في 30 حزيران .بالتركيز على مدينة الموصل المضطربة ، بناء على تصريحات مسؤولين عسكريين . بعض اجزاء من بغداد ايضا ستبقى فيها قوات مقاتلة "
وحسب صحيفة التايمز ، تتلاعب الولايات المتحدة بتعريف كلمة "مدينة" حين تتحدث عن سحب القوات من كل المدن:
"ليس هناك خطط لاغلاق مجمع قاعدة فكتوري المكون من خمس قواعد تضم اكثر من 20 الف جندي ، معظمهم قوات مقاتلة . ومع ان المعسكر يبعد 15 دقيقة من مركز بغداد ويتمد الى حدود المدينة ويحيطها من جانبيها ، فإن المسؤولين العراقيين يقولون انهم اتفقوا على اعتباره خارج المدينة ."
وهكذا لن يغيروا في المعاهدة او يتجاوزوا على شروطها.
اما القوات المقاتلة مع فوج المدفعية الميدانية السابعة فسوف تبقى في قلب بغداد في معسكر بروسبيرتي ومقره قرب مجمع السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء . فإضافة الى اعتباره قوة تدخل سريع ، فهو يحمي السفارة والقوات غير المقاتلة من الهجمات ، وسوف يستمر هؤلاء ا لجنود في دعم القوات العراقية التي اصبحت مسؤولة - اسميا - عن امن المنطقة الخضراء.
في هذه الاثناء ، هناك خطط مستقبلية للقواعد الامريكية الاخرى . كامب بروسبرتي سوف يضم المقاولين الامريكان وشخصيات اخرى في حين ان كامب يونيون 3 يبنى ليضم منازل لعدة الاف من الجنود والمدربين والمستشارين.
من الواضح تماما ان هناك تغييرات تجميلية في بغداد ليبدو وكأن الاحتلال قد انتهى، في حين انه يستمر . مرة اخرى من التايمز :
سلمت المنطقة الخضراء الى السيطرة العراقية في 1 كانون الثاني وهو موعد تنفيذ الاتفاقية . اضافة الى الدوريات الامريكية العراقية ، فإن معظم الامن لبوابات ونقاط تفتيش المنطقة الخضراء مازالت بأيدي المقاولين الخصوصيين الموجودين قبل الاتفاقية.
ان احتلال العراق مثل صورة دوريان جري . لا يهم الوجه الذي تحاول ان تظهره ادارة اوباما، فإنه يزداد قبحا مع كل يوم يمر.
في يومه الاول في المكتب البيضاوي قتل اوباما 60 باكستانيا بريئا بطيارات من غير طيار من اجل المتعة لاغير! هذا هو التغيير الذي ننتظره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق