"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

3‏/8‏/2013

كي تكون دكتاتورا: تحتاج الى الكثير من التمرين!!

ترجمة وتعليق: عشتار العراقية
يبدو أن هناك الآن إعادة (دراسة) هتلر، وبالأخص أدوات تأثيره على الجماهير. وهذا مؤشر مهم على .. (احسبوها انتم)!!  فقد انتشرت في اكثر من موقع مواضيع تتعلق بذلك. أي دكتاتور لابد أن تكون له كاريزما تجمع حوله الجماهير. وأهم خصائص تلك الكاريزما أن يكون ماهرا في توجيه الخطاب الى الشعب واستمالته واستفزاز حماسته بإسماعه مايحتاج اليه.
كان هتلرماهرا في كل ذلك، واتضح أنه كان يتدرب على الخطابة ، وعلى كيفية التأثير على شعبه. هذه الأيام هناك مختصون يدربون الحكام على اتقان لغة الجسد والخطابة لاستمالة مشاعر الشعوب. ولكن في الثلاثينيات من القرن  الماضي، كان هتلر يقوم بذلك بنفسه بمساعدة مصوره الخاص هينريخ هوفمان الذي نشر ذلك مع صور نادرة في مذكراته (هتلر كان صديقي).

ويقول مصوره (الذي سجن بعد هزيمة المانيا لمدة 4 سنوات وقد توفي في 1957 عن عمر 72 سنة) أن هتلر كان يتمرن على خطبه قبل القائها . وكان من  عادته ان يراجع الصور فإذا وجد حركة او وضعا لا يعجبه أو يظهره بطريقة غير لائقة يترك تلك الحركة او الوضع ، فكأنه كان لايترك شيئا للصدفة  في اسلوبه للتأثير على الجماهير. وان هتلر طلب منه اتلاف تلك الصورة والافلام السلبية ولكنه في الواقع احتفظ بالافلام حتى نشر بعضها في المذكرات. ومن الصور التي طلب هتلر اتلافها صورة له ببنطلون قصير يقف مستندا الى شجرة وكان يرى ان الصور غير لائقة بهيبته. وصور اخرى كان يرتدي فيها كاب قوات الصاعقة. حين رأى الصورة امتنع بعدها عن ارتداء ذلك الكاب فيما بعد (الصور موجودة في نص المقالة الأصلية هنا)
ومما لا ينكر انه بخطبه الرنانة والكاريزما التي كانت له وربما لهذا التمرين المستمر، استطاع التأثير الشديد  على الجماهير الالمانية . الفيلم ادناه هو لخطبة القاها في 10 شباط 1933

وحسب معلق على الفيلم في قناة يوتيوب (ألمانيا كانت حطاما في 1933 ثم اصبحت احدى القوى الدولية في 1936 ، حيث لا بطالة وزيادة في السكان بدون هجرة ومستوى ادنى من الجريمة).
   في 1932 كان الانتاج الالماني قد انخفض الى النصف وكان هناك 6 ملايين عاطل خلال فترة الكساد. وهكذا من  اجل بث الحماسة في الجماهير كان هتلر يتحدث عن رؤيته (لبعث وطني عظيم) وكانت اداته الاكبر هي مهارته في الخطابة.
كان هتلر ملك الخطابة وقد استغل هذه الموهبة الى اقصى حد. في بداية سنوات صعوده الى السلطة كان يتحدث في صالات البارات وكان يفصل خطابه حسب مزاج الجمهور فقد كان يبدأ الخطاب بالكلام الدقيق والمنطقي وبطريقة عقلانية. ولكن ما أن يبدأ الجمهور في التحمس له وفي شرب المزيد من الكؤوس، يتحول هتلر الى اسلوب اخر اكثر حرارة واشد فعالية حتى يكاد ينومهم مغناطيسيا. وكان من اشد المعجبين بفن التنويم المغناطيسي، اضافة الى أنه استعان بمدرب صوت .
 وقد قال ايجون هانفشتاينجل ابن مسؤول الصحافة الاجنبية في عهد هتلر خلال فيلم وثائقي حديث بعنوان (الجاذبية الفتاكة لهتلر) "كانت لديه القدرة الضرورية لتعطيل ملكة النقد عند الناس والخضوع لأفكاره" "القدرة مستمدة من استعداده لتعرية نفسه - ان يبدو صريحا وعاريا امام جمهوره، ان يمزق قلبه ليفتحه امام الناس" وهكذا وبمهارته في الخطابة وطقوسها والاحساس بالوحدة مع الجماهير كان هتلر يعطيهم مايريدون سماعه.
من الصور التي نشرت في المقالة الأصلية (وضعت رابطها أعلاه) والتي تبين التدريب الذي كان يقوم به هتلر أمام المصور هي هذه الصورة :

والصور نشرت في 9 شباط 2012 بنفس التشوش وعدم الدقة  التي كانت توفرها كاميرات ذلك الزمن، ومن كتاب المذكرات، ولكن  اعيد نشرها مع بقية الصور في مقالة في 11 تموز 2013 في الموقع هنا وقد اعيد تنقية الصور (او ربما قام ممثل بإعادة تمثيل الأوضاع) فظهرت وكأنها فوتوشوب.
ولكنها في كل الأحوال تبين أن شغلة الدكتاتور شاقة تحتاج الى تدريب مستمر.
++
ارجو من الاخوان اليهود الذين يقرأون الترجمة الا يعتقدوا اني أيدت او انتخبت هتلر، حيث أن مترجم الكفر ليس بكافر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق