"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

3‏/8‏/2013

وقود السياسة: أطفال الأكفان

ظهر في مظاهرات الإخوان المسلمين في مصر أطفال يرتدون الأكفان ويتحدثون مع وسائل الاعلام على أنهم (مشاريع شهادة من اجل الشرعية) . ثم قيل أن هؤلاء الأطفال هم في الواقع أيتام يجلبون من دور الأيتام التي يتولاها عناصر من الأخوان المسلمين. طبعا هذه جريمة بكل المقاييس لأن الأطفال بهذا السن لايعرفون ماذا تعني شهادة ولا يعرفون بالتأكيد ماذا تعني شرعية. وهم ربما لم يروا ميتا في كفنه من قبل. ولايعرفون معنى ما يرتدونه، فاستخدامهم جريمة كبرى.
أمس أيضا كنت استمع الى مراسل قناة الجزيرة يصف فض الاعتصام عند مدينة الانتاج الإعلامي الذي قام به الإخوان المسلمون ليلا، فيقول المراسل "لقد قذفت قوات الأمن المتظاهرين بقنابل الغاز السامة كما اعتقد لأنها اصابت الكثير من الرضع والأمهات" . طبعا كان حديثه كاذبا سواء من جهة استخدام غاز مميت، أو من جهة اصابة (رضع)، لأني لا أعتقد أنه كان هناك  اطفال. ولو كان الغاز ساما لمات المراسل الذي كان يصور من قريب، ولو كان هناك رضع فالسؤال: ماذا يفعل الرضع في منتصف الليل (في الوقت الذي ينبغي ان يكونوا في بيوتهم نائمين آمنين) في منطقة نائية وغريبة وموحشة وتجري فيها معركة بين قوات الأمن والمتظاهرين؟ و لو كان هناك رضع حقيقة فقد كان ينبغي للدولة ان تنتزعهم من امهاتهم المهملات وتحبس الأمهات لتعريض اطفالهن للقتل او الأذى . ولكن مراسل الجزيرة ربما كان يكذب طبعا من أجل احداث التأثير على المشاهدين.
وهذا يأخذنا الى جريمة استغلال الأطفال في المعارك السياسية. ولا أبريء الطرف الآخر المناويء للإخوان لأنه يستخدم اطفال الإخوان بنفس الطريقة.
خذوا مثلا قيامة منظمات حقوق الانسان والاطفال والمرأة في مصر.. ماذا فعلت في حكاية (اطفال الاكفان)؟ هاجوا وماجوا مخاطبين الرأي العام الخارجي للقيام بشيء ضد الإخوان. ارسلوا صور وافلام الاطفال. وبدأت برامج الحوارات في القنوات المختلفة تناقش وتجادل في استغلال الاخوان للاطفال. ويسأل بعضهم بعضا، عما سيفعله المجتمع الدولي من هذه الجريمة.
طيب وماذا فعلتم انتم؟ سوى استغلال قصة الاطفال لتأكيد وجهات نظركم؟
أين الدولة من دور الايتام لو صح أنها هي التي  تجبر الاطفال على الخروج في هذه المظاهرات؟ لم نسمع تحقيقا من هذا حدث. أين دور الدولة في اختراق المظاهرات وجمع هؤلاء الاطفال للاطلاع على  احوالهم ومعرفة من استغلهم ابشع استغلال؟
الإعتماد على المجتمع الدولي خيبة ما بعدها خيبة، لأن العالم الخارجي لا يعرف معنى مايرتديه الاطفال. يرونهم يرتدون ملابس بيضاء ولعلهم يظنون ان هذا لبس الملائكة في الأعياد التنكرية، وربما يعتقدون أنها طقس ديني (وحرية الاديان من اول شروط الديمقراطية).
ماذا فعل المجتمع الدولي لاطفالنا العراقيين في أكفانهم؟

وعندنا رضع ايضا:

الطريقة المثلى لنقل الإيدز
باختصار: كل المؤمنين (شيعة وسنة) يرتكبون الجرائم في حقوق الأطفال، ولم نسمع تدخل الدولة سواء هنا او هناك في منع هذه الجرائم المنكرة. في العراق يلبسون الرضيع الكفن ويشجون رأسه، وفي مصر يلبسونه الكفن ويضعونه أمام  المدفع.
 هل عرفتم  الآن ليش مايصير براسنا خير؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق