"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

14‏/6‏/2013

حيي على الجهاااااد ... الأمريكي

اجتمع شيوخ البترودولار في القاهرة في مؤتمر اسمه (موقف علماء الأمة من أحداث سوريا) .. أية أمة؟ ولكن هذا استطراد، شاركت في المؤتمر أكثر من 70 جمعية ورابطة للعلماء في العالم الإسلامي، وعلى رأسها: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رابطة علماء أهل السنة، رابطة ‏علماء الشام، كبار علماء السعودية ، الإخوان المسلمون، وكذلك من العراق:  هيئة علماء المسلمين!! وأصدروا البيان التالي: 
الحمدلله العلي القدير القائل (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ). والصلاة والسلام على رسول الله، محمد نبي الرحمة ، القائل فيما رواه أبو داود عن جابر وأبي طلحة رضي الله عنهما (ما من امرئ يخذل امرأً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته).
وبعد:
فلا يخفى على الأمة خاصتها وعامتها بل على عموم الناس ما يقوم به النظام الطائفي بالشعب السورى من الفواقر العظام والجرائم الجسام والذي لا يزال يعيش حتى هذه اللحظة فظائع القتل والتعذيب والاعتقال والحصار والتهجير والتي لم تستثن شيخاً ولا طفلاً ولا امرأة ولا وليداً فضلاً عن الشباب والرجال.
ولقد تداعى على هذه الجرائم والفظائع إلى جانب النظام الطائفي شبيحته ومن على شاكلتهم من حلفائهم في إيران والعراق وحزب الله وغيرهم من الروافض والباطنية وكذلك من بعض الدول كروسيا والصين. إذ وقفوا مساندين وداعمين لجرائم النظام الطائفي بكل وقاحة وقاموا بدعمه ومناصرته بأرتال المرتزقة وترسانة الأسلحة وشحنات التمويل ، وكل أنواع الدعم المادي والإعلامي والسياسي والمعنوي ، في مشهد قبيح من الطائفية العدوانية المقيتة ، كل ذلك يحدث فى ظل تواطىء بعض الدول الغربية و حلفائهم من دول المنطقة . (!!!)
ومن أجل الحفاظ على كيان الأمة وأمنها واستقرارها وإنقاذ بلاد الشام من هذه الجرائم وما يُخطط لأهلها من القتل والتهجير والتشريد، ولأرضهم من التدمير والتمزيق والتقسيم، تداعى علماء الأمة من جميع الأقطار و تدارسوا هذه النازلة وبينوا ما يلى :
أولاً: وجوب النفرة والجهاد لنصرة اخواننا في سوريا بالنفس والمال والسلاح وكل أنواع الجهاد والنصرة وما من شأنه انقاذ الشعب السوري من قبضة القتل والإجرام للنظام الطائفي ووجوب العمل على وحدة المسلمين عموماً في مواجهة هذه الجرائم واتخاذ الموقف الحازم الذي ينقذ الأمة وتبرأ به أمام الله الذمة كل حسب استطاعته قال الله تعالى (( وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا * الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ))
ثانياً: اعتبار ما يجرى فى أرض الشام من عدوان سافر من النظام الإيرانى وحزب الله وحلفائهم الطائفيين على أهلنا فى سوريا يُعد حربا معلنة على الإسلام والمسلمين عامة .
ثالثاً: ترك الفرقة والاختلاف والتنازع بين المسلمين عموماً وبين الثوار والمجاهدين في سوريا خصوصاً وضرورة رجوعهم جميعاً عند التنازع إلى الكتاب والسنة والتسليم لحكمهما، وتغليب جانب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، والحرص على الألفة والاتفاق، وتوحيد الجهود نحو العدو وحفظ القوة والغلبة والبعد عن الفشل بترك التفرق والاختلاف قال تعالى: ((وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)).
رابعاً: يشيد المؤتمرون بموقف كل من تركيا و قطر ويطالبون حكومات العرب والمسلمين ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالوقوف الموقف الحازم ضد النظام الطائفي المجرم و سرعة اغاثة الشعب السورى وثواره بكل ما يحتاجون اليه من عتاد وسلاح لصد عدوان النظام الظالم وحلفائه ووقفه ، وكذا قطع التعامل مع الدول المساندة له كروسيا والصين وإيران وغيرها، وقبول تمثيل سفراء للثوار السوريين والشعب السوري.
خامساً: دعوة الشعوب الإسلامية إلى مقاطعة البضائع والشركات والمصالح الإيرانية انتصارا لدماء الشعب السورى المظلوم.
سادساً: دعوة قادة الفكر والرأي والسياسة والمؤسسات الاعلامية والأدبية إلى تبنى القضية السورية على الأصعدة كافة ، وتعريف المسلمين بحقيقة ما يجري وما يتعرض له الشعب السوري من القهر والعذاب والنكال والقتل والتشريد.
سابعاً: تذكير أفراد الجيش السوري بحرمة دماء الأبرياء ، وعدم الركون إلى الظلمة والمجرمين، وأن عليهم وجوباً الانسحاب من جبهات القتال ضد الشعب، والإنضمام للقتال في صفوف شعبهم ضد النظام الطائفي المجرم .
ثامناً: تذكير مجلس الأمن وهيئات الأمم المتحدة بمسئولياتهم الدولية و الإنسانية بإدانة و تجريم وإيقاف ما يحدث فى سوريا وبيان أن عدم مؤاخذة النظام الطائفي بجرائمه والسعي في محاكمته ومحاكمة حلفائه من حزب الله والنظام الإيرانى وغيرهم يجعل قيم وقوانين تلك الهيئات في نظر عموم المسلمين ذات مكاييل متعددة بحسب ما تقتضيه مصالح الدول الكبرى لا بما تقتضيه العدالة الإنسانية ومصالح وحقوق الإنسان.
تاسعاً: استنكار تصنيف و اتهام بعض فصائل الثورة السورية بالإرهاب فى الوقت الذى يُغض الطرف فيه عن الجرائم الإنسانية للنظام السورى وحلفائه.
عاشراً: السعي الحثيث من كل منظمات ومؤسسات العمل الخيري والإنساني لنجدة وإغاثة المنكوبين واللاجئين والمشردين السوريين عن ديارهم وأوطانهم , وتقديم المال والعلاج والغذاء وما يكفل لهم العيش والحياة بكرامة.
أحد عشر: تشكيل لجنة خاصة منبثقة من هذا المؤتمر لزيارة قيادات الدول والعمل على متابعة مقررات وتوصيات المؤتمر والسعي فى تحقيقها.
وَلَيَنْصُرَنَّ الله مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
علماء الأمة الإسلامية
الروابط والهيئات العلمية المشاركة
صادر بالقاهرة يوم الخميس 4شعبان1434 هـ الموافق 13/6/2013م (المصدر)
++
ياللعار !! بعيدا عن اللغة الطائفية المقيتة المستخدمة في البيان، لن افسر لهم الآيات القرآنية التي أوردوها واستندوا اليها والخاصة بمحاربة (الكفار) حيث يبدو أنهم كفروا 70% من الشعب السوري يؤيدون حكومتهم (حسب مسح قامت به منظمات غربية لصالح حلف الناتو- المصدر)، والحرب الدائرة في سوريا كما تعلمون ليس بين مسلمين وكفار وانما بين متمردين مسلحين مدعومين من دول خارجية (يؤيدهم 10% فقط من الشعب السوري حسب المسح المشار اليه اعلاه) ضد دولتهم. ولكني أذكركم بأن من شيوخ البترودولار هؤلاء من افتى في حرب تدمير العراق أن الجهاد هناك لا يصلح، (حذر سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من مغبة انزلاق الشباب في طريق السفر الى العراق والانخراط في التنظيمات المسلحة تحت غطاء الجهاد. وقال سماحته ان الذهاب الى العراق ليس سبيلاً لمصلحة لأنه ليس هناك راية يقاتلون تحتها ولا ارضية يقفون عليها والذهاب الى هناك من باب التهلكة وهو ما لا يصلح.) وهو نفس ماينطبق على (الجهاد) في سوريا باعتراف هؤلاء العلماء في نفس بيانهم أعلاه حيث يدعون (الثوار والمجاهدين) في سوريا الى التوحد ونبذ الفرقة!! فتحت أية راية يدعون الشباب المسلم الى التهلكة؟ ثم أن كل من سمع بالبيان - حتى من يؤيد مايسمى ثورة في سوريا - كان اول خاطر له هو: ألم تكن الدعوة الى الجهاد أولى بفلسطين؟
ولكن تعلمون أن (الجهاد) لم يعد يصلح الا في الحروب الأمريكية . الجهاد لا ينفع الا في الميدان الذي يريد الغرب الاستعماري تدميره من أجل النفط والغاز وحماية الكيان الصهيوني. ومصداقا لهذا وقبل أن ينعقد مؤتمر شيوخ البنتاغون في القاهرة بيوم، حج الشيخ عبد الله بن بيه نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الى البيت الأبيض بدعوة رسمية من وزارة الخارجية الأمريكية للقاء خاص حيث طالب الحكومة الأميركية "بالتحرك العاجل" لرفع الظلم عن السوريين. وقد ترجمت الحكومة الأمريكية التحرك المطلوب بشكل (موافقتها على تسليح المعارضة السورية بعد تأكدها من أن النظام السوري تجاوز الحد الأحمر باستخدام غاز السارين).. ياترى أين ذكر في القرآن او في السنة النبوية استعداء الأجانب والإغراب والبيت الأبيض ومجلس الأمن على بقية المسلمين؟
سؤال أخير: حين ينفر الشباب الغر الى الجهاد الأمريكي ، كما فعلوا في أفغانستان، فما مصير من يعود منهم ؟ هل تقبلهم بلدانهم؟ هل يوصفون بالإرهابيين؟ هل سيكون مصيرهم غوانتنامو؟ وعلى ذكر هذا السجن اللاإنساني المخصص للمسلمين فقط، من الذين لبوا نداء علمائهم  الى  الجهاد الأمريكي قبل أن تنقلب عليهم أمريكا، وقد تركوا منذ اكثر من عشر سنوات يذوون في سجن غير شرعي بدون محاكمة أو أي حق بسيط من الحقوق الإنسانية، متى ينعقد مؤتمر لعلماء الأمة لإنقاذ المعذبين في غوانتنامو؟
++
آخر خبر: رفض الأزهر الشريف البيان الصادر عن عدد من رجال الدين الذين اجتمعوا في العاصمة المصرية القاهرة، واكد الشيخ علي شمس من علماء الازهر خلال تصريحٍ له في القاهرة أن الأزهر لم يشارك أو يوقِّع على بيان رجال الدين الذين دعوا الى ما أسموه “الجهاد في سوريا”.
حسنا فعل الأزهر حين نأى بنفسه عن هذا المؤتمر الذي لم يعقد إلا بضوء أخضر من واشنطن ولهذا فهو لا يهدف الى (خير) الأمة ، ومتى كانت واشنطن تريد خيرنا؟ ولكن عقد من أجل هدف واحد فقط: تقديم مبرر وذريعة (شرعية) لأمريكا للتدخل بقوة وربما بشكل مختلف لتدمير سوريا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق