"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

14‏/6‏/2013

لا عدو ولا صديق!!

تعليق: عشتار العراقية
وأنا أحضر هذا الملف ، لفت انتباهي شيء كنت قد نسيته مع أني علقت عليه في حينه. في الحلقة الرابعة من ملف الجامعة الأمريكية في السليمانية. ورد هذا النص:
في 2002 انطلق مشروع مستقبل العراق ويضم  ستة فرق عمل يشارك فيها العشرات من المدعوين، إضافة إلى بضعة مجاميع تضم العشرات. ومن المقرر تكوين ما لا يقل عن ستة فرق أخرى خلال الأسابيع المقبلة.
وقال ديفيد إل ماك، السفير الأميركي السابق الذي وضع صيغة المشروع «إنه يهدف لتكوين شبكات من الأفراد الذين قد يعملون كمتخصصين في الحكومة المستقبلة». وأضاف إن الأفكار والمقترحات يمكن أن تصبح «مكونات للبناء» الذي سيستند إليه إصلاح الأوضاع في العراق، بينما يمكن للمجاميع البشرية أن تتوسع بشكل عاجل لتضم أقارب وزملاء دراسة وجيران سابقين إذا ما تم فتح أبواب العراق.
ويتم اتخاذ القرارات بشأن هذا المشروع من قبل لجنة تضم عددا من الأجهزة، من بينها مسؤولين من وزارة الخارجية الأميركية ووزارة الدفاع (البنتاغون) والبيت الأبيض. وقد حضر مندوب عن وزارة الخزانة جلسة خاصة بإدارة المال العام، فيما يشارك مندوب من وزارة العدل في أعمال اللجنة المعنية بالشئوون القضائية خلال الفترة الإنتقالية. وقد أبلغت وزارة الخارجية الكونغرس بنواياها المتعلقة بإنفاق القسط الأول من المبلغ المخصص للمشروع (الملايين الخمسة) وقدره مليون ونصف مليون دولار أميركي. 
وكان المشاركون فيه هم:
المؤتمر الوطني العراقي
حركة الضباط الاحرار
المعهد العراقي
الوفاق الوطني العراقي (علاوي )
الحركة الوطنية العراقية
حزب الدعوة
الحزبان الكرديان
الحركة الاشورية الديمقراطية
تحالف العشائر العراقية
جنة عدن الجديدة (مشروع تابع للمعهد العراقي لإعادة الاهوار) 
مجاهدي خلق !!
وكما ترون في آخر قائمة المساهمين في المشروع التمهيدي لغزو العراق كانت منظمة (مجاهدي خلق) وقد وضعت في حينها علامتي استفهام وعلقت في آخر الموضوع بجملة ((غريبة أن يشارك حزب الدعوة مع مجاهدي خلق في عملية تدمير العراق وهم الذين يعادوهم الآن، ولكن لاشيء عجيب في الغابة)
والأغرب أن تشارك المنظمة في هذا المؤتمر لتدمير العراق في حين كان العراق آنذاك يحميها ويرعاها من البطش الايراني.
ورابط الأصل لهذه المعلومة هو هنا حيث ترون اسماء المساهمين بدون أي خطأ، وقد وردت في ورقة قدمها تشارلس باترسون بعنوان (التحضير لما بعد صدام حسين: الخطط والأفعال) في ندوة عقدت في خريف 2004 في (برنامج الدراسات الأمنية) التابع لمعهد ماساشوستيس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة. وتشارلس باترسون هو احد المشاركين في مشروع مستقبل العراق ، أي أنه يعرف ما يكتبه. وهو (كما مكتوب في آخر الورقة المشار اليها) موظف خدمة خارجية متقاعد وقد عمل طويلا في الشرق  الاوسط. في بيروت وتل ابيب ومراكز اخرى. ساهم في الجهود الدبلوماسية المتعلقة بعملية عاصفة الصحراء ومسيرة السلام في الشرق الاوسط ورأس الجهود السلمية لمجلس الأمن نيابة عن وزارة الخارجية الامريكية (لا ادري ماهي الجهود السلمية التي يقدمها مجلس الأمن) وكما شارك في قضية نزع السلاح الليبي.
++
مثال آخر: الأصابع الإيرانية تلعب مع الجميع:
في 21 آب 2010
فـي خطوة هـي الأولـى مـن نوعهـا، أعلـن حـزب شــورايـا، السبت 21 آب الجاري، في مدينة فيزبادن الالمانية، انـدمـاجـه مع الإتحـاد الآشــوري العـالمي. في بداية الاحتفال، رحب عبود زيتون بالحضور وتلى البرنامج، بعدها افتتح الحفل بالنشيدين الوطني الالماني والاشوري ثم القـى الشـماس غسـان يـونان كلمـة باسـم حـزب شــورايـا، ذكـر فيهـا أسـباب اتخـاذ هـذه الخطـوة التـاريخيـة.
من كان حاضرا في الاحتفال ؟ انتبهوا جيدا :
- الســفـارة الإيـرانيـة فـي ألمانيــا
- القـوات اللبـنانيـة ـ مقـاطعـة أوروبـا
- المنظمـة العـالميـة لحقـوق الإنســان
- الحـركـة الديمقـراطيـة الآشــوريـة (زوعـا)
- الحـزب الـوطني الآشــوري
- حـزب تحـرير آشــور (فـورقـونـو)
- إتحـاد الأنـديـة الآثـوريـة فـي ألمـانيـا
- نـادي بين نهـرين في فـيزبـادن / ألمـانيـا
- نـادي نيـنـوى فـي فـيزبـادن / ألمـانيـا
وكانت الكلمات التي القيت اضافة الى الشماس غسان يونان و كلمة الاتحاد الاشوري العالمي القاها هرمز شاهين وكلمة السفير الايراني الذي ذكر بالعلاقة القوية التي تربط مسلمي ايران بالاشوريين.
أليس وجود السفارة الايرانية ملفتا للنظر باعتبارها (السفارة الوحيدة المدعوة للاحتفال) ؟ وهي (الجهة الرسمية ) الوحيدة في احتفال منظمات واحزاب واتحادات . ثم ان يلقي السفير كلمة . ماذا يعني هذا غير ان السفارة هي الممول لهذا الاحتفال على الأقل ؟ وماخفي كان أعظم ؟ هل تمول ايران التحرك الاشوري لإقامة وطن قومي في الشمال؟
أين مصلحتها في هذا؟ سوى تفتيت العراق؟ حتى بعد أن استلم الحكم فيه عملاؤها وخدامها؟
وملاحظة اخرى : وجود السفارة الايرانية الى جانب ممثل القوات اللبنانية ونعرف أن سمير جعجع يقف ضد سوريا وحزب الله وحماس المدعومات من ايران؟
ياسبحان الله ! عدوان آخران يتحدان على تفتيت العراق (المصدر)
++
وهذا يأتي بنا الى مقطع كتبه ووزعه (شباب العراق للإحصاء والمسح) وهم يقومون بأعمال تحقيقية جيدة ولكن يغلب عليها أحيانا الحماسة المفرطة. مثلا هذا التحقيق في المساعدات التخزينية او التمويلية التي تقدمها الإمارات لإيران. ويتساءل الشباب :
لماذا تمول إيران خليجيا إذا كانت تلك الدول تدعي الوقوف ضد مشروعها؟
الجواب على هذا السؤال هو ما حاولت طوال كل هذه السنوات أن أقوله عبر هذه المدونة. هذه هي السياسة حيث لا عدو ولا صديق. السياسة في عالمنا الحاضر لاينفذها ساسة ورجال دولة وانما رجال اعمال. يأتي الرجل من هؤلاء ويترشح وينتخب رئيس جمهورية، يترك قيادة شركته مؤقتا ويدير شركة الوطن، بعد أن ينتهي من الصفقات والسمسرات في الوطن، وتنتهي مدته يعود الى إدارة شركته التي سبق - وهو في الحكم- أن صادق على كل القوانين التي يمكن ان تؤدي الى ازدهار شركته وامثالها. هذه هي السياسة  الدولية الحاضرة. أما من يحاول ان ينظر الى الأمور بأخلاق وضمير ومباديء، فمصيره محتوم. هل عرفت صاحب دكان ناجح يمنع بعض الزبائن من شراء بضاعته لأن اشكالهم لا تعجبه؟ أو لأنهم يدينون بدين آخر؟ هل رأيت  مثلا صاحب دكان متشدد في مذهبه الديني ويعتبر كل السافرات من النساء فاجرات، هل رأيته يمنع أي فاجرة من هؤلاء أن تشتري من دكانه؟ هل يضع لافتة "ممنوع دخول السافرات؟" لو فعلها لبارت تجارته. والسياسة تجارة . لهذا لاينبغي ان نعجب او نتساءل او يقتل بعضنا بعضا لأن هذا على غير ديننا او مذهبنا أو لأن هذا عدو أثيم. دول الخليج كما رأينا تسلح وتدعم وتمول (تيارات سنية متشددة) لقتال (نيارات شيعية متشددة) او أذناب إيران ، وهم في  نفس الوقت نصف مواطنيهم من اصول ايرانية ، ولاتكف تلك الدول من التجارة والتعامل مع ايران. وترون  ايران تنافح وتكافح ضد مجاهدي خلق وترغم عملاءها في العراق على مهاجمتهم والتنكيل بهم، ولكنها عند الضرورة - مثل ضرورة تدمير العراق- ترسل عملاءها مثل حزب الدعوة والجلبي للجلوس مع مجاهدي خلق على طاولة واحدة تحت العلم الأمريكي. في السياسة الأقوال شيء والأفعال شيء آخر. والضحايا دائما هم الذين يسمعون الأقوال ولا يرون الأفعال.
نفس الشيء يعمله العالم كله: مثلا امريكا وحزب الناتو دعموا وسلحوا  (القاعدة) في افغانستان اولا لضرب السوفيت، ثم حاربوا مرتزقتهم وطاردوهم في أفغانستان ايضا ثم العراق ومالي وأماكن اخرى، ثم عادوا لتسليحهم وتدريبهم وتمويلهم في سوريا. وفي ليبيا دربوهم وسلحوهم ومولوهم لضرب القذافي وحين حصل ما يريدونه عادوا الى قصفهم ومطاردتهم هناك.
ومثل الموقف المخزي الراهن لرجب طيب اردوغان حين تستمع الى خطبه البائسة وهو يجتر نفس الحجج والذرائع التي قال بها كل من مر عليه (الربيع) العربي عن (المندسين والمخربين) و(تركيا ليست مصر) ثم في خطابه الأخير وقف يعدد منجزاته: ادخلت الماء الى اسطنبول وكانت تتبع طرقا بدائية في الحصول على الماء.. وكأن الإنجازات تشفع للواحد إذا أراد الآخرون قلب نظامه. صدام حسين كانت لديه انجازات لاتحصى، القذافي أيضا قام بمشاريع اروائية وتحديثية كثيرة في بلاده، والأسد أيضا لديه انجازات، وللمفارقة ساهم اردوغان مع الآخرين في تخريب كل تلك المنجزات. الفرق الوحيد أن مايحدث هو التالي: تلك الدول كانت علمانية وهبت عليها رياح (التعصب الديني) الذي غذاها الغرب والصهاينة، حيث استبدلوا حكومات علمانية بحكومات اسلامية طائفية. أما اردوغان فقد حصل لديه العكس: الان تيارات علمانية تقف ضد حكم  اسلامي، وكما جعل الغرب من تركيا لفترة من الفترات (نموذجا) لحكم اسلامي (معتدل ومتقدم) حتى أن الشعوب العربية رحبت في أول الأمر بالحكومات التي انبثقت بعد (الثورات) وانتخبتها وأيدتها ، الآن يعود الغرب ليغذي الثورات (العلمانية) ضد (الحكومات الاسلامية) . وربما يقدم (تركيا) ايضا كنموذج لما ينبغي ان تكون عليه الثورات. باختصار : ثورات  ضد (الاسلام) . هذا هو المطلب الأخير في الحلم الصهيوني. أولا استخدموا (القومية العربية) للقضاء على الدولة العثمانية باعتبارها تمثل الاسلام. ثم استخدموا التيارات الاسلامية للقضاء على حلم القومية العربية والوحدة الخ. اخيرا يأتون بالعلمانيين واللبراليين للقضاء على حلم الخلافة الاسلامية. كان اردوغان واهما حين ظن أن الغرب سوف يسمح له ببعث الحلم العثماني حتى لو كان بشكل إعادة بناء أثر عثماني في ساحة في اسطنبول. من قضى على الدولة العثمانية سوى الغرب بالإستعانة بالعرب طبعا؟
كل الذي جناه العرب من اصطفافهم مرة مع ايران ومرة مع تركيا ومرة مع امريكا ومرة مع الناتو ومرة مع الكيان الصهيوني، ومرة مع روسيا ومرة مع الصين، (ولا مرة مع أنفسهم) خاصة مؤخرا بعد ان انتزعوا هويتهم الوطنية بأنفسهم وعلقوا في رقابهم هوياتهم الطائفية، كل الذي جنوه هو بلاد خربة مدمرة وشعوب منقسمة وثروات مهدورة ومنهوبة. وسوف يحتاجون الى مئات السنين حتى يستعيدوا بعض ماكانوا قد وصلوا إليه، ولن ينجحوا لأن الثروات في حالة نضوب وقد تحولت من الآن الى جيوب الغرب الإستعماري. كل هذا واعرابنا يرفعون رايات سود ويركبون خيولهم الوهمية بتمويل أمريكي، لنصرة الله. مع أن الله هو الذي خلق الكون وخلق كل الكائنات وهو الذي يحيي ويميت ولايحتاج بالتأكيد الى المخلوق الضعيف لنصرته. الله حين خلقكم طلب منكم أن تعمروا الأرض، ولكنكم لم تفعلوا سوى تدمير انفسكم وتدميرها.
هل ترون لماذا لا أشارك في (ثوراتكم) و(انتفاضاتكم) ؟ بل أفضل ان أقف على التل وأراقب؟ لأني لا اريد أن أكون جزءا من هذا المخطط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق