"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

26‏/6‏/2012

كوميديا اردوغان

بقلم: عشتار العراقية
لم اكن أعرف أن اردوغان يملك كل هذا الحس الفكاهي. استمع الى تصريحاته الأخيرة بشأن الطائرة التي اسقطتها سوريا فوق مياهها الاقليمية. الطائرة حربية، وقد تجاوزت الحدود، ومهما يكن رأينا بالحكومة السورية فمن حقها الدفاع عن نفسها، في ظل الموقف العدائي التركي تجاهها من تدريب واستضافة فرق الموت التي تعشش على الحدود وتبعثها بين حين وآخر الى الداخل السوري للتخريب والتفجير. اضافة الى احتضانها المعارضة المقاتلة واقامة المؤتمرات لها والندوات، والتصريحات الواضحة بدون لبس عن رغبتها في قلب النظام السوري. كل هذا وتستنكر تركيا أن تسقط سوريا طائرة حربية دخلت أجوائها. آخر تصريحاته الفكاهية بعد كل هذا هي قوله "اثبتت سوريا عداءها لتركيا".
نكتة اردوغان ان الإغارة على الدول المجاورة عادة تركية، طائراته تعتدي كل يوم على الاراضي العراقية في الشمال، في هجمات تطال القرى والمواطنين الأكراد، ولولا خيانة الحكومة الكردية ولولا خيانة الحكومة العراقية لجرى اسقاط تلك الطائرات المغيرة، وكنا سنرى كيف كان ليعترض على ذلك ، وأي تبرير سيقدمه.
والنكتة أن امريكا استنكرت ايضا ذلك واعتبرت انها قضية فظيعة غير مقبولة، ولعلكم تذكرون الطائرة المصرية التي كانت تحمل طلبة عسكريين مصريين انهوا تدريبهم في الولايات المتحدة وكانوا عائدين الى  الوطن وقد تم اسقاطها من قبل الدفاعات الجوية الامريكية لأنها انحرفت عن طريقها او دخلت اجواء معسكر امريكي ، وكان هذا احد التفسيرات التي قيلت بخجل من قبل بعض المطلعين، لأن امريكا اتهمت الطيار بأنه كان ارهابيا وقد انتحر بالطائرة بعد ان قال (توكلت على الله). ولو كانت الحكومة المصرية آنذاك مخلصة وليست عميلة لأمريكا لعرفنا سر إسقاط الطائرة وسر سكوت حكومة مبارك على تلك الجريمة.
بعيدا عن الفكاهة، تعرفون ان قصة الطائرة هي حركة استخباراتية مكشوفة ومألوفة ومكررة الى حد الملل، لإيجاد سبب لاستصدار قرار من مجلس الأمن. تدفع تركيا بطائرة تخترق الحدود السورية بشكل مستفز، من اجل أن تضربها الدفاعات السورية المستنفرة اصلا بسبب الاحداث والتهديدات.  وربما يكون الطياران فيها قد قذفا بنفسيهما قبل الاسقاط، أو تكون الطائرة بدون طيار، او يكون فيها انتحاريان سوريان يظنان انهما يعملان شيئا من اجل الوطن. على العموم لم يعثر احد على الطائرة او الطيارين حتى الان، اليس كذلك ؟

هناك تعليق واحد:

  1. اسلوب التدخل الخارجي في سوريا من قبل تركيا وحلف الاطلسي هو نفس الاسلوب المتبع منذ عشرات السنين من قبل الصهاينة (اجتاحوا لبنان عام 82 بحجة مقتل السفير ارغوف ) وامريكا في العراق وافغانستان والناتو في ليبيا والارهاب القاعدي في اليمن والصومال واندونيسيا وجنوب شرق اسيا
    فكلما ارادوا مبررات لتدخلاتهم اخرجوها من دوائر الاستخبارات الامريكية والصهيونية
    ولا شيء جديد
    ولكم تحياتي

    ردحذف