"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

27‏/6‏/2012

حرب الفانتوم بين تركيا وسوريا


 بقلم: بيبي اسكوبار
ترجمة عشتار العراقية

يصر داود اوغلو على ان الطائرة الفانتوم اف 4 اطلق عليها في الفضاء الجوي الدولي بعد دخولها لفترة قصيرة المجال السيادي السوري وقال مناقضا الرواية الرسمية السورية ان الطائرة كانت عليها علامات تركية وانها كانت في طيران تدريبي لاختبار نظام الرادار التركي وانه اهم من اي شيء لم تكن في مهمة سرية تتعلق بسوريا.
قبله شدد المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي بانها كانت (حادثة وليست هجوما) موضحا "جسم مجهول دخل فضاءنا الجوي ولسوء الحظ اسقط وقد فهمنا بعد ذلك انها كانت طائرة تركية"
رد داود اوغلو في الإعلام التركي ان الطائرة كانت منفردة ولم تكن مسلحة ولم ترسل السلطات السورية انذارا حسب الاصول قبل اسقاطها وان محاولة سوريا ربط (انتهاك غير مقصود) لفضائها الجوي باسقاط الطائرة غير مقبول.

ويبدو ان انتهاك فضاء دولة اخرى بالطيران المنخفض لتفادي رادارات تلك الدولة شيء طبيعي بالنسبة لداود اوغلو مثل تناول شيش كباب في الغداء حيث اوضح "كانت هناك الكثير من الانتهاكات للمجال الجوي السوري من قبل دول اخرى ولكن سوريا اسقطت طائرتنا غير المسلحة"
ثم اتجه وزير الخارجية التركي اتجاها اخر قائلا "لايهم كيف تنتهي قضية اسقاط الطائرة التركية فإننا سوف نقف دائما الى جانب الشعب السوري وسوف ندعم دائما الشعب السوري حتى مجيء نظام ديمقراطي هناك" انسوا قضية الطائرة الفانتوم اف 4 حيث ان الشعب السوري يستطيع النوم العميق الآن وهو يعرف أن جوهر المسألة هو تغيير النظام.

كل شيء آخر غير ذي علاقة
سوف يناقش الناتو قضية تركيا تحت المادة اربعة من ميثاقه والتي تسمع بالتشاور اينما "حدث تهديد لوحدة الاراضي او الاستقلال السياسي او أمن اي دولة عضو ". ولم نصل بعد الى المادة خمسة التي تنص على رد الفعل المسلح. ولكن يمكن ان نصل اليها اعتمادا على كيفية تفسير الناتو لتأكيد تركيا ان الفانتوم ف 4 ضربت "على بعد 13 ميل من الساحل السوري في الفضاء الجوي الدولي"

اذن حسب قصة داود اوغلو دخلت الفانتوم ف 4 المجال الجوي السوري لفترة قصيرة ثم حين ادركت خطأها غادرت مسرعة ولكن تم اسقاطها. بالمناسبة لم تكن الطائرة (منفردة) وانما حسب شهود ابلغوا التلفزيون التركي كانت هناك طائراتان تطيران على انخفاض في اتجاه المياه السورية ثم رجعت واحدة فقط. 
وحسبما متوقع قام دعاة الحرب الاوربيون بالقاء اللوم على سوريا لانتهاك تركيا مجالها الجوي. ولكن ليس هناك دليل على  ان السلطات التركية انذرت سوريا بانها تجري بعض انواع الاستطلاع قرب الحدود الملتهبة.

اما كون طائرة او طائرتين  كانتا مسلحتين ام لا فهو شيء لاقيمة له. حاول ان تخبر البنتاغون على سبيل المثال ان طائرة مجهولة تطير على ارتفاع منخفض دخلت المجال الجوي الامريكي لا تشكل تهديدا. واذا كانت المهمة هي استطلاعية كما يزعم داود اولو فلابد ان تكون الطائرة مسلحة.وتخيل لو كانت هذه نفاثة سورية تخترق الحدود التركية او الاسرائيلية.

احترق ايها الاناضول احترق
سوف تطلب انقرة بدون شك من دمشق اعتذارا رسميا وتعويضات. وبقدر ما يسعى دعاة الحرب المحترفين الى استخدام ذريعة شبيهة بذريعة خليج تونكن (فيتنام) فإن ذلك يظل حماقة. ولكن صحيفة آسيا تايمز اونلاين (التي يعمل فيها بيبي اسكوبار) علمت من مصدر محلي ان هناك تحركات (محمومة) في قاعدة الناتو في انجرليك بتركيا على مدى الايام الاخيرة.الكل يعلم ولكن لا احد يتكلم- عن مركز  الناتو للقيادة والسيطرة في الاسكندرونة على الحدود السورية الذي اقيم قبل اشهر لتنظيم وتدريب وتسليح الميليشيا المسماة الجيش السوري الحر. الكل يعرف  ان قطر والسعودية والسي آي أي يقدمون المشورة والسلاح لثوار الناتو والخليج هؤلاء مع مساعدة تركية لوجستية .
الكل يعلم ان واشنطن لن ترضى بأقل من تغيير النظام في سوريا لتنصيب عميل يدين لها بالولاء. الكل يعلم ان اي استفزاز سوف ينفع في تنفيذ الاجندة المفضوحة للقيام بهجوم ساحق من قبل الناتو ومجلس التعاون الخليجي على سوريا بدون قرار من مجلس الامن لتفادي فيتو روسيا والصين.
اذا استمرت تركيا (العثمانية الجديدة) في هوسها بتغيير النظام في سوريا وهو هدف يرتبط الى حد كبير مع الحلم التركي بايجاد حل للمشكلة الكردية ، فالاحسن لها ان تبدأ بتقييم احتمال قيام دمشق بتمويل ودعم حزب العمال الكردستاني لاشعال جحيم في الاناضول.

بدون شك الامر آخذ في التردي ولكن بتعبير (هز ذيل الكلب) وهذه هي  القضية في الواقع - لا احد يعلم بالتأكيد: هل تحاول تركيا هز ذيل الناتو لشن حرب ام ان القضية معكوسة؟
  **
المقالة الاصلية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق