"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

26‏/6‏/2012

نبوءة للعراق: حين تحدث ثورة جياع الغابة

بقلم: عشتار العراقية
لم أعد استمع الى اخبار من  العراق، ولم اعد احرك الريموت على فضائيات عراقية. لاشيء جديد، منذ 10 سنوات : الوجوه هي نفس الوجوه، واللغة نفس اللغة والورطة نفس الورطة، وفي المستنقع تزداد المياه ركودا وعفونة. ولا حاجة لأن اقول لكم انه لا فائدة من أي شيء. لاتضيعوا احباركم او اوقاتكم في البحث عن حلول او خروج من النفق. المشكلة كانت ومازالت كالتالي:
1- تمت محاصرة العراق لمدة عقد كامل من السنين من اجل غايتين : اضعاف معنويات الشعب العراقي وتفكيك المجتمع وإفقار وإمراض  ومحو إرادة وتجهيل جيل كامل هو الجيل الذي سوف يستقبل الاحتلال ويرحب به. والسبب المهم الآخر للحصار هو إبقاء النفط في الأرض احتياطا لأمريكا حتى يحين الوقت للاستيلاء عليه. (تمت هذه الخطة بنجاح كامل).
2- ارتضى العراقيون بتقسيمهم الى تقسيمات غير طبيعية إثنية وطائفية (سنة شيعة كرد مسيحيين الخ) 
3- ارتضى العراقيون ان يمثل كل مكون منهم جواسيس وحرامية ومنافقون وانتهازيون وفاسدون وفاجرون.
4- ارتضى العراقيون ان تحكمهم احزاب دينية طائفية (سنية وشيعية) وتأكدوا أنه كلما ازداد الشعب جهلا وتخلفا وانسحاقا، اختار احزابا دينية (وليست سياسية) تعده بالجنة.
6- سوف يظل هذا الفخ قائما: لايمكن ان يتنازل اي جاسوس او حرامي للاخر وإلا اعتبر اهانة وتهميش للقطيع الذي يمثله. ولايمكن للقطيع ان يحاسب اي مسؤول لفساده او عجزه عن قيامه بواجباته، لأن في ذلك اهانة ومساس بالمكون  الذي يمثله. 
7- المشكلة باختصار أن كل (جاسوس وحرامي في الحكومة) يتحدث باسم المكون الذي يزعم  انه يمثله، وليس باسم كل العراقيين. وقد ارتضى العراقيون ذلك. وهذا لا يحدث الا في الغابة، حيث ينصب كل قطيع في منطقة من الغابة قائدا لهم، يقودهم  في قتال القطعان المنافسة على المياه والغذاء.
لن تقوم للعراق قائمة الا اذا ازداد الشعب وعيا وبرز منهم قائد واحد عراقي (ليس سنيا او شيعيا او عربيا او كرديا  او مسيحيا) يقودهم من الظلمات الى النور بثورة صاعقة ماحقة توحد الجميع بقوة السلاح. هذا ماحدث في كل مراحل التاريخ، ولكنه لن يحدث  في الوقت الحاضر او القريب المنظور، لأن الظروف الدولية ليست مواتية.  في هذه الأثناء تنكب شركات النفط الاستعمارية على شفط ثروات العراق وهكذا حين تحدث الثورة الكبرى بعد عشرين سنة لن يكون قد بقي في الارض العراقية مايقوم بأود أجيال الثورة القادمة. ستكون ثورة جياع الغابة، في وقت تنضب فيه مياه النهرين، ولن تكون هناك حتى نباتات في الارض الجرداء ليأكلها الثائرون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق