"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

1‏/11‏/2011

فيلم الموسم: انقلاب في الصالحية

 بقلم: علي السوداني
وعندكم الليلة ، واحداَ من أردأ وأضعف الأفلام التي لم يأت عليها حتى الصديق الهندي الراحل شامي كابور. اخراج رديء وحبكة مفككة، وثيمة منغّلة، وانتاج تعبان، وشبهة فساد وسياسة. الفلم مقصدنا ومهوى حكينا اليوم، عنوانه " انقلاب البعث بين الجد والعبث " وله مقدمات ومهيجات، مثلما له مؤخرات.
فأما مقدماته ، فهي بفرمانات صاحب التعليم الجامعاتي ، التي قضت بقطع أرزاق مئات الأساتذة والعلماء الرافدينيين ، وتسريحهم من خدمة البلد ونجدة العبد ، بالعلم المصفى الخالص لوجه الله والوطن ، بحجة أو بشبهة انتمائهم الى حزب البعث العربي الأشتراكي . أما المؤخرات ، التي لا صلة رحم ومعنى بينها وبين عورة البشر ، فهي في ذلك الأعلان الساخن الداخن ، عن ألتئام مؤامرة محاكة قوية ، لقلب نظام الحكم ببغداد العباسية ، حال أن يعطينا مؤخرته ، آخر جندي أو جندية ، من جيش أمريكا الوغدة " بالمشمش ومن دبش " ساعتها ، سيخرج البعثيون من مكامنهم المزروعة في الثغور وفي كل فج عميق ، ومقصدهم الحاسم سيكون ، بناية الأذاعة والتلفزيون التراثية في حارة الصالحية وباب كرادة مريم ، بكرخ بغداد ، حيث مضجع تلفزيون الحكومة ، فيقرأوا على الناس ، ديباجة مطورة من البيان رقم واحد ، مزفوفة بنشيد شفيق الكمالي " وطن مدّ على الأفق جناحه ، وأرتدى مجد الحضارات وشاحه " ومن هناك ، سيكون القصر الجمهوري ، على مبعدة شمرة عصا من باب الأذاعة العتيق ، وبهذا التدبر الحكيم ، سيكون الأنقلابيون ، قد تجاوزوا مسألة الكروة الضخمة التي سيتقاضاها سوقة الكيّات والستوتات والكوسترات القساة التي كان من المخطط والمعلوم لها ، نقل الثوار الى بوابة القصر الرئاسي الجميل .
عمي اذا رايح انقلاب، الكروة شوية تزيد
صاحب التعليم العالي ، زاد أن البعثيين المقصيين من الجامعات وموائل العلم ، كانت مهمتهم ، تفخيخ عقول التلاميذ النجب . في ليلة الأجتثاث الثانية ، طيّر مقتدى الصدر ، مكتوباَ الى صاحب التعليم ، يهنىء ويبارك ويسعد ويزبد ويريد المزيد من المجتثين والمجتثات . وفي ليلة تالية ، تجمّع موظفوا ونواب ومتعوسو ومنحوسو صلاح الدين ، وأعلنوا تحويل مدائنهم الى اقليم خاص ، سيعيش في ظل مصفاة بيجي ومعمل أدوية سامراء ، وبطيخ ورقي منطقة النباعي وما حولها . رئيس الحكومة ، ظهر من على شاشة سبع تلفزيونات ، مصدقاَ الواقعة ، ومضيفاَ اليها ، كمشة بهارات وعطورات ومطيبات ومشوقات ومحببات ، منها ، أن خطة اقليم صلاح الدين تستهدف توفير " ملاذ آمن " للبعثيين الأنقلابيين الراجعين من جهة الشام ، وهذا ما ثنّى عليه وثلّث وربّع ، الولد المتعوس المنحوس ، الليبي محمود جبريل ، الذي طار مؤخراَ وحط على بيت أبي أسراء ببغداد ، وأخرج من عبّه ، صوراَ وخرائط  وافية كافية لأنقلاب البعث المرعي والمسقي من خزنة الزعيم معمر القذافي ، قبل أن تدور الدوائر ، وتسبى الحرائر . وعملاَ بخلق وتخليق رد الجميل ، عرض أبو اسراء على ضيفه السراني ، نقل ديمقراطية بلاد ما بين القهرين ، الى بلاد ليبيا الكبرى ، لأتمام اللذة والفائدة التي منها ، ست ساعات كهرباء لكل دار ليبية مسجلة على ذمة الحصة ، وسبع مفخخات باليوم ، ورأس الدولة من بنغازي ، ورأس الحكومة من طرابلس ، ويافوخ البرلمان من سبها ، وصاحب النفط من مصراتة ، ومسئول ملف العشائر من الطوارق - في ليبيا لا يوجد مراجع عظام مثل عظامنا -  وأيضاَ معاونة ليبيا الحرة في مسألة بصم ورسم وحفر اسمها ، على قائمة الدول الأعظم فساداَ فوق الأرض ، حالها حال العراق . وفي باب القيل والقال الذي لم يتم التيقن من صدقيته حتى اللحظة ، أن رئيس الحكومة ببغداد ، قد اقترح على جبريل الضيف ، أن يتم حظر عرض فلم عمر المختار من على شاشة تلفزيون ليبيا ، حفظاَ لصداقة ومشاعر الطليان ، تماما ، كما صنعت بغداد ، أذ منعت بث فلم القادسية من على شاشة تلفزيون البلد ، مداراة لأحاسيس ومشاعر بلاد فارس وما حولها . في ختمة هذا المكتوب المكتظ ، أكرر وأعيد وأصقل ، قولتي المشهورة الراسخة : ان الأمريكان اذا دخلوا قرية أفسدوها . سأظل على ديني وديدني هذا ، حتى لو وضعت رأسي بحلق الطوب ، ومن ذلك ، طوب الصحب والصحابة الذين انفضوا من حولي ، لأنني لا أريد العيش في ظل نصيحة " كل ، ووصوص " !!!
   

هناك تعليق واحد:

  1. ابو ذر العربي2 نوفمبر 2011 في 7:48 ص

    نحن الان في موجه جديدة من مسرحيات العبث الاعلامي للحكومة العراقية العميلة والتي تتحفنا كل يوم بقصص وخيالات واوهام وسوء تمثيل وممثلين ختم على هياتهم بعبارة :"كذاب "
    قال رسول الله (ص) يبقى الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكذب عند الله كذابا الخ الحديث
    فهل ستذهب الدمغة عن وجوه هؤلاء السفلة
    وما الذي بقي لديهم من افعال رذيلة لم يقعلوها في العراق حتى الان ؟
    الم يكفهم هذا القتل وهذا الدمار ؟الم يرووا عطشهم من هذه الدماء الحرة بعد؟
    الم ينظروا الى انفسهم كيف يعملون وماذا يعملون ؟
    يبدوا لي انهم ظهروا بانهم هم اساتذة الحقد التاريخي على الامة وان اليهود هم التلاميذ لهم
    والا لما اوغلوا في هذه الاعمال التي لا تقرها اعراف ولا قوانين ولا دين
    فانتظروا قليلا لتناموا طويلا وويل لكم مما كنتم تعملون
    "وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون"

    ردحذف