"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

7‏/11‏/2011

دليلك الى التضليل : 25 طريقة للكذب

 جزء من كتاب (التحكم بالعقل في القرن الواحد والعشرين)
ترجمة دورية العراق (نشر في موقع دورية العراق في 8 آيار 2006) 
الجانب المهم من هذه المقالة هو معرفة ان (المضللين) موجودون وانهم يعملون وفق منهج علمي مدروس ولايتصرفون بعشوائية لأننا نرى الكثير منهم حولنا. وعند كل طريقة من الطرق الخمسة والعشرين ، يستطيع القاريء ان يتذكر نموذجا واجهه. ان معرفتنا بهذه الاساليب هي خطوة اولى لمناهضتها باساليب مناسبة. 
تستخدم هذه الطرق من قبل الشخصيات العامة والمتحدثين باسم هيئات الحكومة وكافة الساعين الى تغطية الحقيقة. والنقاط المذكورة هي بمثابة نصائح لهؤلاء في كيفية لوي الحقائق وتفادي التطرق الى القضايا الحقيقية والتحايل من اجل تشتيت انتباه الجمهور والتنصل من المسؤولية. واذا تمعنا فيها نجد ان مايحدث حولنا من تضليل لا يخرج عن نطاقها.
ملاحظة : اول قاعدة وآخر خمس (او ست قواعد حسب الحالة) تستخدم بشكل عام من قبل اولئك القادة او اللاعبين المهمين او المتآمرين او الساعين الى تغطية الحقيقة .
1- لاتسمع شرا ولا ترى شرا ولاتنطق شرا . بغض النظر عما تعرفه لا تناقشه – خاصة اذا كنت شخصية عامة او اذاعيا الخ ، اذا لم ينشر أي خبر فالواقعة كأنها لم تقع وليس عليك ان تتعامل مع القضية.
2- اظهر علامات عدم التصديق والغضب لكرامتك. تجنب مناقشة القضايا وبدلا منها ركز على القضايا الجانبية التي يمكن ان تظهر القضية الاصلية وكأنها مساس بكرامة وانتقاد لجماعة او فكر. وتعرف هذه الطريقة ايضا باسم "كيف تجرؤ ؟"
3- ادفع كل التهم الموجهة ضدك – حتى لو كانت قرائنها قوية - على انها شائعات لا اساس لها من الصحة. هذه الطريقة تفيد خاصة مع صحافة صامتة لأن السبيل الوحيد الذي يمكن للجمهور ان يعلم الحقائق هو خلال مثل هذه (الشائعات المثيرة للجدل) . اذا استطعت ان تربط المسألة بالانترنيت استخدم هذه الحقيقة للتدليل على انها (شائعة لا اساس لها من الصحة) .
4- استخدم رجل القش. أوجد او اخلق عنصرا ضعيفا في حجج عدوك تستطيع ان تفنده بسهولة من اجل ان تبدو طيبا وعدوك شريرا . اما ان تفتعل قضية تقول انها موجودة اعتمادا على تأويلك لحجج عدوك او اختر اضعف جانب من اضعف تهمة . ضخم اهميتها وحطمها بطريقة تبدو وكأنها تحطم كل التهم الاخرى الحقيقية والمفبركة على السواء في الوقت الذي تتجنب فيه مناقشة القضايا الحقيقية .
5- همش اعداءك باطلاق تسميات ساخرة منهم او دامغة لهم . وهذا يعرف ايضا بالهجوم الابتدائي . اربط عدوك بتسمية مكروهة مثل (ارهابي) (طائفي) (منحرف) (في تجربة العراق هناك الكثير منها يستخدمها الجانبان : عفلقي – تكفيري – صدامي – رافضي – نواصب – صولاغي – طائفي – شعوبي الخ ) وهذا يجعل الناس تنفر من التعامل مع هؤلاء الموصوفين خوفا من اطلاق نفس التسمية عليهم ، وبهذا تتجنب التعامل مع القضايا.
6- اضرب واهرب . في أي منتدى عام ، قم بهجوم قصير على عدوك ثم انسحب بدون ان تترك مجالا للمناقشة او الجواب على أي سؤال . وهذا يفيد جدا ويحدث كثيرا في منتديات الانترنيت ، وفي المجالات التي يسمح بها بارسال رسالة الى (رئيس التحرير) او (كاتب المقالة ) . اكتب اتهامك او أي هجوم آخر وانسحب بدون مناقشة او الرد على أي استفسار لأن الرد يعني انك تحترم رأي العدو.
7- شكك بالدوافع . قم بلوي او تضخيم أي حقيقة لتبين ان العدو (او من يتهمك) يعمل بموجب اجندة شخصية او تحيز . وهذا يجعلك تتفادى مناقشة القضايا ويجعل عدوك (متهمك) في موقع الدفاع.
8- تظاهر بالعلم بما لايعلم خصمك. ازعم انك تملك المصداقية او ادع لنفسك سلطة وقدم حججك بتعبيرات معينة لتوضح انك (شخص عليم) وقل ببساطة ان الامر غير ذلك ، بدون مناقشة القضايا او توضيح لماذا او الاشارة الى المصادر .(يكفي في هذه الحالة ان يبتسم المتحدث ابتسامة موحية بأنه يعرف ولا يريد ان يكشف ويكتفي بالقول: كلا . الامر ليس كذلك . انك لا تعلم شيئا - الدورية)
9- تظاهر بالغباء . لا يهم وجود أي دليل او اية حجة منطقية، تجنب الخوض في القضايا واكتف بنكران افتقارها للمصداقية ، او معقوليتها او واقعية أي دليل او منطقيتها او دعمها لأي استنتاج . اخلط بين كل هذا جيدا من اجل التاثير الاشد.
10- اربط اتهامات العدو باخبار قديمة. وهذا فرع من طريقة رجل القش التي سبق وشرحناها . في أي مسألة كبيرة وواضحة جدا ، لابد ان يكون هناك شخص ما قد قدم اتهامات اولية في بداية القضية وقد تم التعامل مع تلك الاتهامات ، او اذا كان لديك توقع بانكشاف هذه القضية ، فاطلب من جماعتك اثارة قضية (رجل القش) مبكرا وتعامل معها في حينها . وحين تأتي الاتهامات اللاحقة بغض النظر عن مصداقيتها او الكشوفات الجديدة التي وقعت عليها ، يمكن ربطها عندئذ الى الاتهامات التي اثيرت سابقا وفندت ، وباعتبار ان الاتهامات الجديدة هي اعادة واثارة لشيء قديم لا يستحق اعادة النقاش حوله. وتنجح هذه الطريقة اكثر اذا كان العدو الحالي هو نفسه المتورط في الاتهامات الاولية .
11- أسس واعتمد على اوضاع يمكن الاستناد اليها . باستخدام قضية هامشية او عنصر من عناصر الحقيقة اسلك (اقصى الطرق ) و (اعترف) ان هناك خطأ غير مقصود قد وقع او تقصيرا في الحسابات وان الاعداء استغلوا هذه الفرصة لتضخيمها وتحويل الخطأ الى جريمة (وهي ليست كذلك ) ويمكن لاخرين ان يدعموك في هذا التأكيد بعد ذلك . واذا قمت بهذا الاسلوب بشكل ماهر قد يولد تعاطفا شعبيا لك (لاعترافك) و(تحملك مسؤولية اخطائك) بدون الاضطرار الى مناقشة القضايا المهمة. (اعتقد ان هذه هي الطريقة التي اعتمدها بوش وادارته حاليا في الاعتراف بارتكاب اخطاء في احتلالهم العراق، دون القول ان الاحتلال نفسه كان جريمة - الدورية) .
12- صعوبة حل المشكلة المعقدة . يمكن الاشارة الى كل ملابسات الجريمة وكثرة اللاعبين والاحداث المصاحبة ، بحيث ان حلها ليس من السهولة بمكان . وهذا يجعل الاخرين يفقدون الصبر لمواصلة الحل وهكذا تنجو من الاضطرار الى التعامل مع القضية الفعلية . (هذا يعتمده وزراء حكومة الاحتلال اذا سألهم احد عن التقصير في الكهرباء .. يضعون بين الاسباب : تدهور الامن ونظام صدام حسين الخ وعن اشياء لا علاقة لها بالقضية الاصلية – الدورية ). 
13- منطق اليس في بلاد العجائب – تجنب مناقشة القضايا باستخدام منطق الى الوراء در وبطريقة لا تحمل أي حقائق مادية حقيقية .
14- طالب بحلول شاملة . تجنب مناقشة القضايا وذلك بالقول ان المطلوب هو حل شامل لكل القضايا ، وهذه طريقة تنفع في المسائل التي وردت في النقطة 10.
15- استنتج من الحقائق استنتاجات مغايرة . وهذا يتطلب تفكيرا ابداعيا .
16 -اختفاء الدليل والشهود. اذا لم يوجد هؤلاء فليس هناك واقعة وليس عليك ان تناقش القضية.
17- غير الموضوع. جد طريقة لتحويل مسار المناقشة باستخدام تعليقات مثيرة للجدل ومفاجئة على امل ان تحول الانتباه الى موضوع جديد يمكنك معالجته . وهذا ينجح خاصة في وجود رفاق لك يمكنهم (مناقشة) الموضوع الجديد والتركيز عليه .
18- اثر مشاعر الكراهية او الغضب او الاستياء او الاستفزاز لدى خصومك . اذا لم يكن امامك شيء آخر ، حاول ان تجر خصومك الى ردود فعل عاطفية تظهرهم بمظهر الحمقى او المتعصبين ، وهكذا سوف تضرب عصفورين بحجر : تفادي مناقشة القضية الاصلية واظهارهم بمظهر (الحساسين لأي نقد) . 
19- تجاهل الدليل المقدم واطلب دليلا مستحيلا . وهذا تنويع على طريقة (تظاهر بالغباء) . مهما كانت المادة المقدمة من خصمك امام الجمهور وفي المنتديات ، ادع ان المادة المقدمة لا علاقة لها بالموضوع وطالب بدليل مستحيل ان يأتي به خصمك (قد يكون موجودا ولكن ليس في طاقته الحصول عليه او قد يكون شيئا تعرف انه دمر او هلك مثل سلاح الجريمة ) من اجل التجنب النهائي لمناقشة قضايا قد يتطلب الامر منك ان تنكر بشكل منظم او تنتقد ان تكون وسائل الاعلام او الكتب مصادر صالحة وانكر صلاحية الشهود او حتى انكر ان التصريحات التي قدمتها الحكومة او اية سلطات اخرى لها أي معنى او علاقة بالموضوع. (هذا مافعلته امريكا في انكار كل ماقدمه العراق من ادلة على عدم وجود اسلحة دمار شامل لدى العراق – الدورية)
20- الدليل الكاذب . كلما كان ممكنا ، قدم حقائق جديدة او قرائن مصنوعة لتناقض طروحات خصمك كأدوات لتحييد القضايا الحساسة او عرقلة الحل . 
21- اطلب محلفين، او محقق خاص او هيئة تحقيقية. اجعل العملية كلها لصالحك ومن اجل تحييد القضايا الحساسة بدون مناقشات عامة . وفي هذه الحالة يتطلب ان تكون الدلائل والشهادات سرية . مثلا اذا كنت تملك الادعاء العام فهو يمكن ان يضمن لك محلفين لايسمعون دليلا مفيدا وان يخفى الدليل عن متناول أي محققين متابعين . وحين يتم الوصول الى حكم مفضل (تنفع هذه الطريقة في الايقاع بمتهم بريء) تعتبر القضية مغلقة رسميا. (هذه الحالة تجري امام اعيننا في جلسات المحكمة المهزلة وخاصة في اختلاق الشهود السريين واللجنة التي حققت في الخطوط والتواقيع الخ – الدورية ) .
22- اختلق حقائق جديدة. اخلق (خبراءك ) الخاصين و(جماعاتك ) و(مؤلفيك) و (قادتك) او اثّر على الموجودين من اجل تلفيق ارضية جديدة من خلال بحوث او شهادات علمية وتحقيقية واجتماعية. بهذه الطريقة اذا كان عليك فعلا مناقشة قضايا فأنت سوف تفعل ذلك الان بشكل يستند الى (مصداقية) . (مثال: خلق فرق الموت وتصنيع جماعات مقاومة كاذبة- الدورية)
23- تشتيت الانتباه . اذا كان ما سبق لا ينفعك في جذب انتباه الجمهور بعيدا عن القضايا الحساسة او منع الاعلام غير المرغوب به من تغطية وقائع مثل المحاكمات، اخلق احداثا واخبارا اكبر (او عالجها على انها كذلك ) من اجل تشتيت انتباه الجمهور. 
24- اسكت النقاد – اذا لم تنجح الطرق اعلاه ، فكر في ازالة الخصوم من الانتشار بحلول جذرية حاسمة وهذا يكون بقتل او اعتقال او احتجاز او ابتزاز او تدمير شخصيات الخصوم (بتسريب معلومات ابتزازية) او بالترهيب بالابتزاز او تهديدات اخرى.
25- الاختفاء – اذا كنت حامل اسرار او كنت شخصية مهمة وتحس ان المطاردة تشتد في أثرك ، ومن اجل تجنب التعامل مع القضايا ، اختف عن الانظار والاسماع.
**
والآن هل مر عليكم ياأصدقائي واحدة من هذه النقاط الخمس والعشرين ؟ أو كلها على  الأقل؟

هناك تعليق واحد:

  1. ليس أفضل من الجلب..ي مثالاً على طريقة صناعة الكاذيب واختلاق الأوهام، واللعب على الحبال.
    كلما قرأت واحدة من النقاط الواردة في أعلاه يقفز هذا المجم أمام ناظري.

    ردحذف