"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

15‏/7‏/2011

مسيرة خبير المذابح الستراتيجي - 6

ترجمة وتعليق عشتار العراقية
 السنة يقبلون الدعم الأمريكي

في ايلول 2006 كانت هناك اربع اسباب تجعل السنة متقبلين وساعين للدعم الأمريكي :


1- تدهور الامن وشعور السنة بانهم اصبحوا بين القاعدة والهجمات الطائفية. القاعدة كانت تشن حربا طائفية وكانت تستخدم الجريمة وترهيب العراقيين لتحقيق اغراضها (ماهي اغراضها ؟) وخاب امل السنة مع الجرائم التي ارتكبها التمرد (يقصد المقاومة) والقاعدة. يبدو  انهم كان يستخدمون تكتيكات بدون هدف ويقتلون العراقيين بدلا من الأمريكان.  لم يعش العراقيون التطرف قبل ذلك وقد شاهدوا سلوكا وطلبات متطرفة من العرب الاجانب الذين كانوا يطلبون من جماعات المقاومة العراقية إطاعتهم ويفرضون السلطة الاسلامية ويجبرون العوائل على تقديم التموين والملجأ ويجبرون العوائل على تزويج بناتهم للانتحاريين ويجبرونهم على تطليق الزوجات اللواتي يرغبون بهن ويمنعون الناس من شرب الخمر والسجائر . وفي بعض المناطق كانت القاعدة تمنع الناس من بيع او حمل الخيار مع الطماطم لانهما يرمزان للاعضاء الجنسية الذكرية الانثوية، ولا يصح اجتماعهما معا. وكانوا يقتلون كل من لا يطيعهم.
وكان هذا اكثر مما يطيقه الناس. ومن ناحية اخرى كان ازدياد العنف الطائفي في العراق مؤثرا خاصة بعد تفجير مسجد سامراء في شباط 2006. شعر السنة انهم فقدوا بغداد وانهم يطردون منها من خلال تطهير طائفي ، وهو عنف ضد القيم العراقية الاساسية . كذلك هاجمت القاعدة رموز الوطنية العراقية . كانوا يقطعون رؤوس شيوخ العشائر او القوات الامنية العراقية. كما يستهدفون عوائل كل من يعمل مع الحكومة او مع الامريكان.

2- لاحظ الناس تغيرا في وجهة نظر الامريكان تجاه السنة. بدأت شبكات الاخبار الغربية تذيع اخطاء الولايات المتحدة في حل الجيش العراقي وقانون الاجتثاث وبدأ مسؤولون امريكان يندمون ويعتذرون على هذين الخطأين وحاول القادة العسكريون الامريكان تخفيف معاناة الضباط السابقين مثلا بترايوس آمر فرقة 101 المحمولة جوا في نينوى كان يلتقي بالضباط السنة من الجيش القديم (السنة فقط؟) ويتعاطف مع معاناتهم وامر ان يسلم كل من يعمل في المصانع او الدوائر في منطقته راتبا قدره 100 دولار وكانت في وقتها مبلغا معقولا. كما كان بترايوس يعقد المؤتمرات واللقاءات في الموصل مع كل اعضاء حزب البعث مدنيين وعسكريين مقابل ان يتعهدوا عدم العمل مع الحزب مرة اخرى او ضد السلام ، وتعهد لهم بالاعادة الى وظائفهم. وكانت هناك وقائع حيث امتنع الضباط الامريكان من تنفيذ اوامر لجنة الاجتثاث  ووزارة الداخلية والدفاع لاحالة الضباط السنة على التقاعد . كان العسكريون الامريكان يقولون ان الجيش العراقي الجديد يحتاج الى خبرة هؤلاء. كانت هذه التصرفات الامريكية مؤشرا للمجتمع السني على ان النوايا الامريكية تغيرت ولم تعد تحاول اجتثاث سنة العراق.

في حملة الانتخابات الامريكية لعام 2006 كان الديمقراطيون يتحدثون ضد استمرار الحرب على العراق ويدعون الى سحب الجيش . واحد مبررات التمرد في العراق هو ان السنة اعتقدوا ان امريكا تريد احتلال العراق الى لا نهاية وانها تريد تنصيب حكومة صديقة لايران ، وفي الجانب الاخر شعرت الجماعات المقاومة السنية بالرضا انها غيرت اهداف الاحتلال في العراق، ولكن من جهة اخرى كانت هناك فكرة ان انسحاب الامريكان من  العراق سوف يتركهم بدون حليف يحارب معهم القاعدة والميليشيات الايرانية المدعومة من حكومة العراق. في هذه الاثناء بدأ المقاتلون السنة يلاحظون ان بعض الاسلحة والمتفجرات التي يستخدمونها كانت صناعة ايرانية.  وكانت هناك تقارير عن ان  ايران تساعد القاعدة والتمرد السني ضد الاحتلال الامريكي.  وكانت رغبة ايران في طرد الامريكان من العراق بمثابة علم احمر للمقاومة السنية واشعرهم ذلك بالخوف من المستقبل. في نفس هذا الوقت بدأت واشنطن في اتهام ايران بدعم الميليشيات الطائفية وطالبت بالمزيد من العقوبات ضد ايران بسب برنامجها النووي. وبدا ان امريكا تريد تكثيف العمل مع المجتمع السني حين بدأ العراقيون يشعرون بتأثير الميليشيات المدعومة ايرانيا. كان لموت الزرقاوي في حزيران 206 ايضا تأثير على الرغبة السنية للعمل مع الامريكان. كانت ستراتيجية القاعدة تتمحور حول شخصية الزرقاوي وبعد مقتله تشتت جماعته وازدادت هجمات الجماعات المقاتلة العراقية في الانبار على مقاتلي القاعدة بعد ان شعر السنة ان القاعدة يمكن هزيمتها. (5)

3- رأى السنة  ان الشيخ عبد الستار ابو ريشة كان يعمل بنجاح مع الامريكان. كان الامريكان يستمعون اليه ويعملون حسب نصائحه. وهذا كان تطورا جديدا. قبل ذلك اقترح شيوخ العشائر على الامريكان طرق مقاتلة القاعدة لكن الامريكان لم يكونوا يثقون بالعراقيين وتجاهلوا مبادراتهم (6)
 
في تموز 2006 دعا اللواء الامريكي في الرمادي الأهالي الى التجند في الشرطة العراقية ليستطيعوا حماية احيائهم وعوائلهم بأنفسهم. لبى النداء جماعة (ثوار الانبار) واخرين وانضموا الى الشرطة وكانت دوافعهم انهم يستطيعون الان قتال القاعدة رسميا مع أخذ اجور من الداخلية كما انهم بهذا يتجنبون استهداف الامريكيين لهم. وبدأ عبد الستار ابو ريشة يعلن ان المحتلين الحقيقيين للعراق هم القاعدة وايران وليس الامريكان الاصدقاء. ثم في 9 ايلول 2006 اعلن عبد الستار وفيصل الكعود الذي يعيش في عمان وكان يحاول ان يدعم الامريكان صحوة منذ 2004 . اعلن الرجلان انشاء صحوة الانبار.  وفي اجتماع العشائر والقادة الامريكان اعلن عبد الستار بجرأة ان القوات الامريكية (صديقة) وضيفة في الانبار.

4- السبب الاخير لقبول السنة الدعم الامريكي في ايلول 2006 هو ان جماعات المقاومة كانت في حرب مع القاعدة. ورأوا في القوات الامريكية وسيلة لقتال عدو مشترك.
 
بعد اعلان عبد الستار صحوة الانبار اصبح العمل مع الامريكان وسيلة لتأمين مناطق السنة كذلك للكسب من المشاريع وللتخلص من استهداف الامريكان لهم. واصبحت تبريرات ابو ريشة السائدة حينها ان من يرفض العمل مع الامريكان يسمح للايرانيين باحتلال البلاد.



***
هوامش:

5- انظر دراسة فارس
6- في 2004 عدد من فصائل المقاومة التقت بالامريكان في عمان الاردن من خلال زعماء عشائر مثل طلال الكعود


 تعليق:

المقالة مكتوبة من وجهة نظر أمريكية تماما. اولا اختراع القاعدة . بالتأكيد كان في العراق متطوعون عرب ولكن كم كان عددهم؟ وهل يمكن لعشرات من الأغراب أن يسيطروا على مدينة او محافظة فيها مئات الالاف من العراقيين؟ ويجبرونهم على فعل أشياء لا يريدونها؟ مثل تزويج بناتهم وتطليق زوجاتهم ونكتة الخيار والطماطة؟
 
بالرجوع الى دليل مكافحة التمرد الذي كتبه بترايوس وطبقه في العراق ، كان من ضمن عمليات (مكافحة التمرد) اختراع فصائل مقاومة او شيء مثل القاعدة وهي ابتكار امريكي مائة بالمائة، يرتكب جرائم او يتصرف بطريقة لا تتفق مع التقاليد (هنا التطرف المغالى به) من اجل تشويه المقاومة وخلط الحابل بالنابل، وتنفير الناس منها، ودفعهم الى الالتجاء الى حضن الاحتلال. قام الامريكان بهذا بمساعدة فرق الموت (القاعدة) وبمساعدة العملاء من شيوخ العشائر الى ضباط سابقين مثل الجبوري مدار بحثنا هذا .

يصور الكاتب ان كل هدف (السنة = البعث = المقاومة ) كما اختصرهم البحث، كان الحصول على السلطة والمنافع وحين وعدهم الأمريكان بهذا اصطفوا الى جانبهم. وهي نفس البروباغندا الاحتلالية.

أما مسألة ايران اخطر من الاحتلال الامريكي فهو ايضا اسلوب تخويف امريكي ، وما الحديث عن (اسلحة ايرانية) و ((صلات القاعدة +ايران) فكل هذه كانت تهويلات وتخويفات امريكية من اجل الوصول الى نتيجة أن المقاومة (اعتبروها سنية خالصة) سوف تخشى من التشيع الذي تمثله ايران، وسوف تصطف مع الامريكان باعتبارهم المخلصين والمنقذين . وللأسف أعرف الكثير ممن لا أشك في وطنيتهم او وعيهم او عميق معرفتهم ولكنهم مع ذلك انجرفوا في هذا التيار، واصبح كل همهم هو التحذير من ايران وغض النظر عن الأمريكان. نعم حذروا من تمدد ايران ونفوذ ايران ومخططات ايران، ولكن ارجوكم لا تقولوا اننا يمكن ان نصطف مع الامريكان باعتبار (عدو عدوي صديقي) هذه المعادلة خاطئة اذا كان عدو عدوي هو ايضا عدوي بالدرجة الأولى لأنه احتلني ودمر بلادي وقتل أهلي ومازال على الأرض لديه جيوش ومرتزقة وجواسيس واكبر سفارة في العالم . كل هذه كانت خطة أمريكية وقع البعض في فخها. حتى ان المقالة تقول لنا ان العميل ابو ريشة يقول لأهل الانبار من لا يعمل مع الامريكان يسمح للايرانيين باحتلال العراق.

ولكن أغرب شيء أن يقال ان القاعدة الوهمية كانت في عرف المقاومين (والذين كما تقول الدراسة كان الكثير منهم ضباطا سابقين)  اخطر من الاحتلال الذي يقاومونه ولهذا فهم يتحالفون مع الاحتلال في توجيه اسلحتهم الى خرافة القاعدة. أعرف ان تكتيكات مكافحة المقاومة (التي تسمى في العرف الامريكي الارهاب) ليست شيئا جديدا بل لابد انها تدرس في الكليات العسكرية ، وهي تكتيكات قديمة وجربت في كل قارات العالم، من قبل كل  الامبراطوريات عبر التاريخ.  فكيف تفوت على عقول ضباط في الجيش العراقي الذي خاض تجارب كثيرة؟ كيف لم يسمعوا بأساليب إخضاع الشعب المحتل؟ بالترهيب والاختراق وتشويه مقاومته لتنفير الشعب منها. وقد جربت باقتدار في العراق، ولكن لم تنجح تماما بدليل مقتل ابي ريشة . وبدليل هروب الجبوري البطل الكالح لهذا البحث.


الحلقة السابعة هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق