"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

17‏/11‏/2010

من فجر كنيسة سيدة النجاة: آراء متعددة

قليل جدا الذين شككوا في الحقائق او الاوهام التي راجت مع الجريمة ، والأعم كان القبول بالرواية التي يراد لنا تصديقها : القاعدة فعلت ذلك لأنها لا تحب المسيحيين. كما كان بوش يقول : لماذا احداث 11 ايلول ؟ لأنهم يكرهوننا ويكرهون طريقة حياتنا. سوف استعرض هنا للنادر من التحليلات التي ظهرت عكس التيار.

الكاتب صائب خليل وجد نقاطا مريبة ، اوجزها لكم هنا (الترقيم من عندي) وقد أثار عدة مسائل مهمة جدا ، ولكنه اعتمد أيضا في تحليله على شهادة الاختين شهد وميرنا دون ان يفحص الشهادتين في نفس الوقت، فربما يتوصل الى استنتاجات اخرى . وفيما يلي أهم ما في مقالته من (نقاط مريبة) :


1- من الواضح من البداية لمن يدقق قليلاً أنه لم تكن هناك دوافع دينية حقيقية وراء الجريمة رغم كل "تمثيليات" الخاطفين، وكذلك لا يسهل تفسيرها بأنها كانت من أجل تحرير أحد، ولا يبدو لهؤلاء أية علاقة بـ "أخوتهم" الأسرى لدى الكنيسة القبطية في مصر.

فأولاً إن كان هذا هو هدفهم ، لماذا لم يقوموا بالإختطاف في الكنيسة القبطية إذن، كما تساءل أحد الكتاب العراقيين بحق؟ وأهم من ذلك أن تصرفاتهم كانت مناقضة لأقوالهم، فمن يريد أن يحصل على فديته، لا يطلق النار على رهائنه، لكن الخاطفين حسب أقوال الشهود، لم يتأخروا في إطلاق النار والقاءالقنابل على الرهائن منذ بداية الإحتجاز وحتى قبل أن تتدخل الشرطة!

عند دخولهم الكنيسة سارع الأب ثائر حسب شهادة إحدى الفتاتين الناجيتين وقدم نفسه كمسؤول عن الكنيسة وقال لهم أن يكلموه فيما يريدون، والمفروض أن يكون الخاطفين سعداء جداً بذلك، فالخاطف بحاجة إلى من يتحدث معه كمسؤول، يتمكن من خلاله من ضبط النظام والهدوء في انتظار موافقة المسؤولين على شروطه التي جاء من أجلها، فلماذا يقتلوه فوراً؟ ولماذا يطلقون النار بشكل عشوائي فيما بعد، وقبل أن يعرضوا حتى شروطهم، فـ "سدوا الأبواب واشتغل الرمي".. وهم من يجب أن يحرص تماماً على أستتباب الهدوء ليمكن لهم ملاحظة أية حركة قد يقوم بها أي من الأسرى.

2- فمن وصف الضحايا الذين نجوا لم تكن تصرفات ومواصفات القتلة تصرفات ومواصفات إسلاميين، متطرفين أو غير متطرفين.

ففي التاريخ الإسلامي وفي أدبياته، لم يطلق المسلمون ولا الإسلام على المسيحيين لقب "الكفار"، فمن أين أتت تلك الكلمة التي بقي الخاطفون يرددونها أمام أسراهم؟

كذلك ملفت للنظر ما نقلته "شهد" من هستيريا وموجة عنف شديد أصابت الخاطفين عندما اكتشفوا "أصلعاً" !! فأين كان للإسلام موقف من الصلع؟ أليست هذه تمثيلية سخيفة واضحة، ولا يصدقها إلا من في رأسه خلل؟ بعد ذلك تعمد المتطرف الإسلامي (الذي يلبس قميصاً وردياً!) مع جماعته إهانة المخطوفين ليس فقط بشكل مباشر، بل وبالحديث عن المسيح بسخرية، ومعلوم أن المسيح بالنسبة للمسلمين نبي من أنبياء الله ولا يسمح بالحديث عنه بإهانة، حيث أن القرآن يؤكد تساوي الأنبياء بضمنهم محمد عند الله.

3- كذلك ليس من المعقول أن الإحتلال هو السبب، فلم يقل أحد يوماً أن مسيحيي العراق جاءوا بالإحتلال أو جاءوا معه أو تعاونوا معه على المسلمين، ولا حتى أشار الخاطفون إلى ذلك.

فمن أين إذن جاءت تلك الأحقاد؟ من المفهوم أحياناً أن تحقد الأقلية المضطهدة أو التي تشعر بالظلم بالحقد على الأغلبية المسيطرة، لكن كيف يمكن تفسير وجود حقد لدى الأكثرية ضد الأقلية، وهي لم تؤذهم يوماً، ولا قدرة لها على إيذائهم بأي شكل؟

4- يمكننا أن نلاحظ أيضاً، من خلال شهادات الشهود، أن الخاطفين كانوا يتصرفون بطريقة أقرب ما تكون إلى فرق "القتل على الهوية" مما هم إلى الخاطفين او المنتقمين من "الكفار" يريدون القضاء عليهم "لوجه الله". وقبل الإستمرار أود أن أوضح رأيي بموضوع "القتل على الهوية" وهو أني أرى أنه حيلة من حيل الإحتلال ليس إلا حيث يرسل جماعة إرهابية لقتل السنة يوماً وترك من يعتبرونهم شيعة لينشروا الخبر، وفي اليوم التالي يقومون بالعكس. وهكذا تنتشر رواية تفرقة طائفية قليلة الكلفة وكبيرة الأثر

5- قلنا أن الإرهابيين لم يتصرفوا كخاطفين وإلا ما كانوا أطلقوا النار على رهائنهم التي هي سلاحهم الوحيد للوصول إلى هدفهم، لكن لو لاحظنا بدقة، نجد أنهم لم يكونوا حتى يريدون قتل ضحاياهم "الكفرة"، بل كان التركيز على نشر الرعب.ومما يؤيد أن الهدف كان نشر الخوف بالدرجة الأولى ما أشارت إليه الشاهدتان من بعض تصرفات الخاطفين، فقد تحدثتا عن إطلاق نار كثير ولمدة ساعات، حتى قال أحدهم أن الرصاص نفذ منه، رغم أنه كان يملك المزيد منه كما لاحظت الشاهدة بدقة. إذن كان يريد أن يسمع الضحايا أنه أطلق كماً كبيراً من الرصاص. قال صاحبه له أستعمل القنابل إذن. وألقيت حسب رواية الشاهدتين الكثير جداً من القنابل، ولمدة طويلة، فلماذا كل ذلك؟ أولاً، كل المحاصرين كانوا بحدود 150 شخص وكانوا مستلقين على الأرض تحت تصرف الخاطفين. يعني لو أرادوا قتلهم فسيكفيهم خمسة، أو قل عشرة شواجير (مخازن عتاد) للرشاش، فلماذا يتم إطلاق النار لساعات وبأي اتجاه كان، ولم يكن هناك قوات تهاجم المختطفين بعد؟ إلى اين كانت تلك الرصاصات توجه؟

يعرف العسكريون أن قنبلة واحدة تكفي عادة للقضاء على كل المتواجدين في غرفة، فكيف يتم إلقاء قنابل بتلك الكثرة في غرفة واحدة، ورغم ذلك يخرج أكثر من فيها احياءاً بجروح أو بدون إصابة؟ تفسيري الوحيد أن تلك القنابل كانت في معظمها، قنابل صوتية، وأن العملية كانت تريد زرغ أكبر قدر ممكن من الرعب في من سيبقون أحياءاً لكي يخرجوا ويرووا حكايتهم بأكبر شكل مؤثر، يدفع بالمسيحيين العراقيين إلى الهجرة ويؤلب الغرب على المسلمين أكثر واكثر.

6- كذلك نلاحظ أنه بالرغم من أن الخاطفين هم من "دولة العراق الإسلامية" (كما يقولون)، والتي يفترض أنها "تجاهد" لتحرير العراق من الإحتلال، فلم يشر في عملية الخطف بأي شكل إلى الإحتلال ولا حتى العراق، فلم يكن من بين الخاطفين سوى شخص واحد يتكلم اللهجة العراقية. وكذلك لم يكونوا مهتمين بإطلاق سراح "مجاهدين" عراقيين من رفاقهم مثلاً، والذين يفترض أنهم يتعرضون للتعذيب والإعدام، وفضلوا عليهم هدفاً غريباً أقل ما يقال عنه أنه ليس له أية أولوية في موضوعهم الأصلي.

7- قضية أخرى صغيرة غريبة، هي احتواء البيان ليس فقط على آيات قرآنية كالعادة في مثل هذه الأحوال، لكن أيضاً إلى إشارات إلى أرقام الآيات وأسماء السور! تلك ممارسة ليست غريبة في كتابة المقالات أو الكتب الدينية، ولكن ليس في بيانات التهديد والوعيد، فلم نسمع يوماً بن لادن مثلاً يكمل قراءته للآيات في تهديداته، بالإشارة إلى رقم الأية وأسم السورة كل ما انتهى من نص قرآني! والسبب ببساطة هو أن مثل تلك العملية تفقد الخطاب قوة اندفاعه وتعبيره وبالتالي تأثيره، خاصة أن الخطاب كتب ليقرأ من خلال التلفون وفي وسائل الإعلام الصوتية والمرئية، وليس لإقناع قارئ ما، من خلال الإشارة إلى المراجع! كانن بيانات الحرب العراقية الإيرانية تحتوي الكثير من الآيات لبث الحمية، فتخيلوا كم سيكون مضحكاً لو أنه قال بحماس " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" ثم يسكت ويكمل: "سورة الصف، الآية 8"، كما جاء في نص خطاب الخاطفين!

8-خطر لي أن أربط بين عبارته وبين ما قالته "شهد"، عن أحد الخاطفين الذي ذهب إلى "المكان اللي يقدس بيه القس"..حسب كلماتها، ليفجر نفسه عندما بدأ هجوم الشرطة! ويتساءل المرء: لماذا يذهب شخص يريد أن يفجر نفسه إلى مكان آخر، ليس فيه عدد أكبر من الضحايا من مكانه؟ بل ربما لم يكن فيه أحد؟ أليس معقولاً لو ربطنا القضيتين أن هذا الشخص ذهب بعيداً عن الأنظار ليفجر قنبلة صوتية وليستلقي على الأرض في انتظار هجوم الشرطة، ليخرج بعد ذلك مع الضحايا في الظلام حيث لا يميز أحداً وجه أحد؟ ربما فعل ذلك أكثر من واحد منهم، لنقل قيادة المجموعة، والتي تركت الباقين كخسائر مخدوعة.

9- آخر نقطة أود الإشارة إليها، قد تبدو بسيطة، لكنها ربما تكون أهم نقطة في هذه المقالة إن تم الإستفادة منها في التحقيق، هي الإشارة التي انتشرت في الإعلام العراقي والعربي عن فضائع لم يشر إليها أحد من الناجين من الكنيسة، بل هم أشاروا إلى ما يكذبها! لقد قرأت تلك الفضائع أول مرة في مقالة للأستاذ فراس الغضبان الحمداني، حيث يقول:

لقد جرت تفاصيل رهيبة داخل الكنيسة وفظائع مرعبة لترويع هذه الشريحة المسالمة من الشعب العراقي فقد تم قطع رأس القس ثائر عبدال والقس رائد عبدال والشماس نبيل وفصل رؤوس عائلة جان وزوجته وطفلهم الرضيع وكذلك فصل رأس طفلة تبلغ من العمر عشرة سنوات وجميع حالات الذبح وفصل الرؤوس جرت أمام الحاضرين والمحاصرين داخل الكنيسة

10- ا أردت التنبيه إليه هو أن رواية إعلامية أضيفت إلى الخبر بتعمد واضح، ولا يمكن أعتبارها سهو أو خطأً، وبالتالي فأن تلك الرواية وإضافتها إلى القصة، تؤكد أن الهدف من العملية كان إثارة أكبر قدر ممكن من الرعب في مسيحيي العراق، وتأكيد وحشية المسلمين بأقصى ما يمكن لتجهيز الهجوم الإعلامي التالي بالذخيرة اللازمة لتمرير الصورة المطلوبة.(تاكيد لفقرة رقم 5)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق