"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

24‏/8‏/2010

الشجرة المقدسة في الأسطورة الملفقة أسقطتها الرياح


لا إله الا الله .. مادايم الا الله . أسقطت رياح هولندية شديدة شجرة الكستناء التي عرفت بأنها الشجرة المباركة التي طالما آنست آن فرانك في وحدتها وحبستها في بيت في هولندة بعيدا عن أعين النازيين ، وقد جلست في غرفتها وهي تكتب مذكراتها التي ثبت تلفيقها ولكن تكتم عليها الصهاينة من اجل استمرار الاسطورة ، وحسب القصة ، كانت الشجرة العزاء الوحيد الذي يلوح من نافذة المحبس الاختياري.

وآن فرانك هي الطفلة اليهودية التي اختفت مع عائلتها في هولندا لمدة ثم وجدهم النازي ورحلوهم الى معسكر اعتقال وقد توفيت فيما بعد وعمرها 15 سنة حين اصيبت بوباء التيفوس. وقد نجا والدها من الموت وفي اوائل الخمسينيات من القرن الماضي نشر ماقال انه مذكراتها التي كتبتها اثناء تواجدها في المخبأ. وانتشر الكتاب وصار قرآن الهولوكوست ، حتى اصبح مقررا على تلاميذ المدارس الامريكية والاوربية باعتبارها افضل مايمكن قراءته من ادب الاطفال ، ثم اتضح بعد شكاوي قضائية ومحاكمات أن كاتب المذكرات هو كاتب امريكي يهودي اسمه ماير ليفن ، وقد اشتكى والدها في المحكمة لأنه ضحك عليه ولم يعطه الأجر المتفق عليه وقد حكمت له المحكمة بتعويض 50 ألف دولار.
ومن الأمور التي اتضحت فيما بعد والتي تؤكد تزييف المذكرات ان الاسلوب كان أدبيا راقيا لايمكن ان تكتبه مراهقة، وان المسودات كانت مكتوبة بقلم جاف ومثل هذه الاقلام اخترعت في بداية الخمسينيات اي بعد موت آن فرانك بعدة سنوات . كما اتضح أن اوتو فرانك والد آن كان متعاونا مع النازييين وكان يحظى بعقود عمل وتجارة معهم وأنه احتال عليهم في تنفيذ هذه العقود وهذا الذي جعلهم يغيرون على منزله ويرسلونه مع عائلته الى معسكرات العمل ، وليس لأنهم يهود.
في عام 1934 نزح اوتو فرانك وعائلته من المانيا الى هولندا حيث اشترى شركة تصنع مادة البكتين المستخدمة في العديد من الصناعات . وحين احتل الالماني امستردام في 1940 بدأ يتعاون مع الجيش الألماني في بيع البكتين الذي يستخدم كحافظ للطعام ومرهم ضد الالتهابات وكمادة تساعد على زيادة حجم الدم في عمليات نقل الدم، واستخدامات عسكرية اخرى. وكان اوتو يعتبر في عيون الهولنديين متعاونا مع النازي.
ولكن يبدو ان النازيين غضبوا عليه لاحتياله عليهم في تعاملاته المالية ، فأخذ عائلته في 1942 ونقلها الى منزل سري تطل على حديقة عامة . بدأت آن كما يقال في الاسطورة بكتابة مذكراتها من 12 حزيران 1942 حتى 5 كانون الاول 1942 وحسب الادعاء انها اعادت كتابة مذكراتها في 1944 ، اي ان هناك مسودتين مختلفتين في الاسلوب . في 1944 داهمت الشرطة الالمانية شقة اوتو وقبضت على العائلة وارسلتها الى معسكرات عمل اما الوالد اوتو فقد ارسل الى معسكر اوشفتز، وقد توفيت آن واختها وامها فيما بعد بوباء التيفوس، ولكن اوتو نجا من الموت وحين حررالحلفاء المعسكر في 1945 عاد اوتو الى امستردام وزعم انه عثر على مذكرات آن مخفية في مكان سري في شقتهم القديمة . وفي نسخة اخرى من القصة ان صديقة للعائلة هي التي وجدت المذكرات وسلمتها الى اوتو فرانك.

المهم كل هذه التفاصيل اختفت عن أعين الناس وصار من يثيرها يتهم بمعاداة السامية وانكار الهولوكوست .. ياللهول!
المهم في القصة هذا اليوم هي الشجرة . والشجرة عمرها 150 سنة أو أكثر ، وقد صارت مزارا وموضع تبرك وزرعت من فسائلها 11 مكان أنحاء امريكا واوربا ، وفي عام 2007 اكتشف ان الدود نخرها وانها على وشك السقوط، وهكذا قامت حملة تقودها جمعية اسمها "ادعموا شجرة آن فرانك" وأجبرت مجلس المدينة على وضع حزام حديدي للشجرة لئلا تقع، ورغم كل هذا سقطت أمس بعاصفة قوية .

ولكن هل يسمحون لهبوب الرياح ان تطيح بالاسطورة ؟ أبدا ! الحمد لله سوف يترك الجذع في الأرض حتى ينبت مرة اخرى وهكذا تستمر بركات شجرة آن فرانك.



المهم ايضا في الخبر أنه - حسب الاصول الصهيونية - كان هو الخبر الذي يتصدر المواقع والصحف وأنه طغى على اية كارثة انسانية اخرى مثل كارثة الباكستان مثلا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق