"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

14‏/7‏/2010

مملكة الرب: إعادة بناء العراق طفلا طفلا


ترجمة عشتار العراقية

بقلم مايكل رينولدز
اصل المقالة هنا
على سفح تل اجرد خارج السليمانية في جنوب شرق كرستان العراق هناك مجمع من المباني المتناثرة خلف جدران رمادية . على احد الجدران لافتة بيضاء كبيرة تلتمع بالكتابة الذهبية والفيروزية التي تقول بالانجليزية والعربية (ربما يقصد الكردية) : مدرسة الميديين الكلاسيكية. classical school of the Medes وهي احدى ثلاث مدارس خاصة في المنطقة التي تعلم "وجهة نظر مسيحية للعالم " وهذه المدارس نتائج جهود الانجيلييين Evangelists الامريكان من ولاية تينيسي. شعار المدرسة (اعادة بناء العراق: طفلا طفلا).

ومنذ الاحتلال الامريكي ، اسس الانجيليون الامريكان ليس فقط مدارس ولكن مطابع ومحطات اذاعة ومراكز نساء ومكتبات وعيادات طبية واسنان وكنائس في شمال العراق، كلها بمباركة ومساعدة الحكومة الكردية . والكثير من هذه الجهود ممولة في جزء منها من اموال دافعي الضرائب الامريكان ، وموجهة من خلال عقود البناء في وزارة الدفاع ومنح وزارة الخارجية.

في ايلول 2003 بعد اربع شهور من الاطاحة بحكم صدام حسين على ايدي القوات الامريكية ، تجمع 350 قس انجيلي وقادة كنائس في كركوك ، حيث رحب بهم بحرارة مسعود برزاني رئيس حكومة الاقليم . . وفي التجمع، أعلن جورج غرانت وهو قائد مجموعة الخادم الدولية Servant Group International وهي المنظمة الانجيلية في ناشفيل والتي اسست سلسلة المدارس المسيحية ، بأن "يسوع المسيح هو رب كل الاشياء انه رب فوق كل ملا وكل ايات الله وكل امام وكل مهدي مزيف. انه رب كل الارض وحتى العراق!"

تبين وثائق القيادة المركزية الامريكية انه بين 2005 و 2007 دفعت قيادة التعاقد المشتركة التابعة لوزارة الدفاع في العراق وافغانستان للشركة الكردية (مجموعة دبان Daban Group على الاقل 465639 دولار لبناء مدرسة غرانت للمدينيين . وقبل سنتين دفعت عشرات الالوف من الدولارات من برنامج تابع لوزارة الخارجية الامريكية اسمه (شراكة الرعاية الصحية في شمال العراق) للعديد من مشاريع انجيلية وانسانية تابعة لمجموعة الخادم.

ومقابل دعم حكومة الاقليم لهذا الوجود المكثف للانجيليين في كردستان، قام دوغلاس لايتون وهو من ولاية تينيسي ايضا ومؤسس مجموعة الخادم، بالتنسيق للحكومة الكردية في واشنطن خلال سنوات بوش. وهناك ادار جهود علاقات عامة كردية وجند رجال اعمال انجيليين للاستثمار في المنطقة.

يقول مايك اميتاي وهو محلل لسياسات الشرق الاوسط في مركز سياسيات المجتمع المفتوح "ومنذ التحضير لحرب العراق ، تزلف مسعود برزاني والحكومة الكردية ادارة بوش وقاعدتها المسيحية الانجيلية اليمينية. هناك وجدوا السلطة والمال. وقد وعدهم برزاني بالسماح لهم باقامة المدارسة والكنائس مقابل الحصول على ما يريده" و يضيف اميتاي "ولكن بسبب تصاعد تأثير الاحزاب الاسلامية في كردستان ورفض الكنيسة الاشورية للانجيلية الامريكية ، فإنهم يلعبون بالنار"

(ملاحظة مني: مايك اميتاي وهو ابن الصهيوني موريس اميتاي الرئيس السابق للايباك (وهي اكبر منظمة ضغط صهيونية في واشنطن). وقد ساهم مايك في انشاء المعهد الكردي في واشنطن عام 1996 وظل مديره التنفيذي حتى عام 2005 بعدها اصبح مايك مستشارا للمعهد. موريس اميتاي نفسه يعمل الان مستشارا للمعهد الكردي في واشنطن، وهو في نفس الوقت نائب رئيس الجنزا (المعهد اليهودي لشؤون الامن القومي) والجنزا والايباك صنوان، فهما منظمتان تمثلان المصالح الاسرائيلية في واشنطن. هل يعني هذا أن مصالح الاكراد = مصالح الكيان الصهيوني؟)


فالس تينيسي
منذ عمليات الحكومة المركزية في بغداد على المتمردين الأكراد في 1988 ، هرب حوالي 14 الف لاجيء من الاكراد الى ناشفيل.، وهي الان موطن اكبر جالية كردية في الولايات المتحدة. في 1992 قامت مجموعة من انجيلييي ناشفيل من مجموعة الخادم الدولية Servant Group بضمها اعدادا كبيرة من المؤمنين الاكراد، بالسفر من قاعدتهم في كنيسة بيلمونت وهي كنيسة هائلة المساحة ، واتخذوا طريقهم الى شمال العراق، حيث اقاموا دكاكينهم. كان معهم اناجيل باللغة الكردية وحقائب من النقد والمعدات الطبية وخطة طويلة الامد لتأسيس (مملكة الرب) بين حدود تركيا وايران. ومنذ الوصول الى شمال العراق قبل عشرين سنة، وسعت مجموعة الخادم من حضورها الكوني ، واسست مكاتب وكنائس ومدارس في تركيا ووسط اسيا واندونيسيا والمانيا والنرويج.

بعد سبع سنوات من الهيمنة الامريكية في المنطقة ، تغلغلوا في عمق حزب برزاني وحزب طالباني . ومع المساعدة من لايتون في شركة تنمية كردستان وبمساعدة العلاقات مع جماعات الضغط الجمهورية واعضاء في الكونغرس ، قاموا بالسمسمرة لصفقات استثمار وعقود تنقيب عن النفط ووجهوا اموال الوكالة الامريكية للتنمية الدولية USAID ووزارة الدفاع الى بعثاتهم ، واقاموا سلسلة من المدارس الكنسية. وفي المقابل دعمت حكومة كردستان كنائس مجموعة الخادم ومدارسهم بمنحهم الاراضي والمباني مجانا وعطايا اخرى.

وتعرف مجموعة الخادم وشركاؤها بالنمط العسكري للانجيلية (يسمونها "حرب روحية" ) وبتكتيكاتهم السرية المسماة (صناعة الخيام) و (بزنس المملكة) (يدخلون بلادا ويقيمون شركات تبدو علمانية ولكنها غطاء للانجيلية) . وجمعهم للمعلومات ، ويسمونها "التخطيط الروحي Spiritual Mapping" (حيث فرق من الانجيليين يديرون ابحاثا ميدانية واسعة النطاق تشمل بيانات ديموغرافية وتاريخية وجغرافية من مستوى الأحياء الى كامل البلاد) ، ومعاداتهم للاسلام ، ونظريتهم المسماة "المملكة الان" (اي ضرورة الاسراع في اقامة مملكة الرب الآن)

وقد رسخت البعثات التبشيرية التابعة لمجموعة الخادم نفسها باعتبارها ارصدة لاغنى عنها للعائلات الحاكمة في شمال العراق ولجهد الحرب على العراق التي شنها بوش وتشيني. وكان للمجموعة علاقات وثيقة بادارة بوش، وقد خدم ستيفن مانسفيلد مؤلف كتاب "ايمان جورج بوش" وهو كتاب كان رائجا في عام 2004 وهو يصور بوش باعتباره "رجل الرب" في البيت الابيض،

ظل مانسفيلد لمدة خمس سنوات حتى 2002 راعيا لكنيسة بيلمونت في ناشفيل التي تعتبر قاعدة مجموعة الخادم. وقبل ذلك كان مانسفيلد قد سار الى شمال العراق مع مجموعة الخادم لتوزيع اناجيل وفيلم يسوع Jesus على الأكراد وهي من ادوات التبشير الانجيلية. وقد عمل مانسفيلد وغرانت مستشارين لكونسرتيوم لمديري شركات مسيحية يسمى "المصير الامريكي American Destiny والذين استثمروا في مشاريع تنمية في كردستان.

في مقابلة في عام 2002 في مجلة رابطة المدارس الكلاسيكية والمسيحية ، قالت المدرسة والمدربة في المدارس الكلاسيكية ماري يعقوبيان بانها انضمت الى بعثة مجموعة الخادم لأن هدفهم " لم يكن مجرد اقامة كنيسة في كل مدينة فقط، وانما كان هدفهم "تربية " الأمة فعليا واقامة مملكة المسيح في كل مساحة من المجتمع: الحكومة ، الفنون ، الطب ، التعليم ، القانون الخ " وبعد وصف الاسلام بانه "دين يقوم على الخوف" قالت يعقوبيان "وقد شهدنا ايضا المؤمنين وهم يعمدون في حوض من البلاستيك في حديقتنا. تخيل هذا . رجال ونساء مسلمين يتحولون الى المسيح"

وتعكس جمل يعقوبيان خطورة القناعة الانجيلية :: في كون أن "مملكة الرب" تقصي كل الأديان والمذاهب ماعدا نوعهم الامريكي الخاص للمسيحية والحكم والرأسمالية.

عمل الخير
محور كل هذه النجاحات هو دوغلاس لايتون . في كتابه الصادر كانون الثاني 2002 ،"البشير forerunner" امتدح اندرو ساندلين وهو زميل مقرب من جورج غرانت، امتدح لايتون لغزواته الطموحة في كردستان "اذا كنا سندعم البعثات التبشيرية ، دعونا ندعم البعثات التي تسافر في انحاء العالم لقنص الثقافات، ليس فقط كسب بضعة ارواح هنا وهناك " واضاف "تأملوا دوغلاس لايتون في كردستان في شمال العراق، الذي يعيد بناء ثقافة مسيحية : مدارس مسيحية جديدة ، شركات مسيحية جديدة ، واكثر من ذلك . انه لا يكتفي ببناء كنائس ، بل يريد ثقافة مسيحية كاملة"

وقد شارك لايتون بتأليف كتاب بعنوان "مملكة أبينا: الكنيسة والامة " في عام 2002 وفيه يضع هدف مهمته "اذا كان الشيوعيون والمسلمون يستطيعون الاستيلاء على امم فهذا مايستطيعه ربنا ايضا"

(ملاحظة: انتبهوا الى موازاة الشيوعية بالاسلام ، مما يبدو غريبا ، ولكن التشبيه يبدو معقولا اذا أدركنا انه يقصد (اعداء امريكا = اعداء المسيحية) )

المؤلف المشارك في الكتاب ، جورج اوتس الصغير ، هو جنرال حقيقي في حركة الحرب الروحية ، وهم جيش من الانجيليين في معركة ضد "شياطين المناطق" لاقامة "مملكة المسيح" . وهو يرأس وكالة استخبارات انجيلية كونية تحت اسم مجموعة الحرس Sentinel Group التي تنشر "خلايا ميدانية " يحملون اجهزة لابتوب لجمع بيانات ديموغرافية في الدول التي تستهدفها الحركة لتنصيرها. وهذه الدول هي اوغندا وعدة دول في امريكيا الوسطى والشرق الاوسط بضمنه العراق . والبيانات ترحل الى كومبيوتر المجموعة الاستخباراتية كجزء من مشروع (التخطيط الروحي Spiritual mapping)

وقد دفع لايتون الانجيلية في الشرق الاوسط الى حدودها القانونية . فطبقا لوثائق محكمة المانية ، اعتقل عام 1993 في مدينة دهوك بشمال العراق لتبشيره العلني بان كردستان سوف تحصل على "وطنها الموعود" اذا اتبع الاكراد المسيح. وأن "الاسلام لن يجلب لهم اي شيء سوى الحرب والكوارث" وقد اثارت خطبته احتجاجات في الشوارع وبعد اعتقاله طرد لايتون من البلاد. ويبدو انه حاول اصلاح الموقف بدعم حكومة الاقليم في واشنطن حيث القى خطبا في مجلس السياسة القومية وشهد في جلسات في الكونغرس داعيا الى الدعم الامريكي لكردستان مستقلة والاستثمار في المنطقة وخاصة في حزب برزاني. بحلول عام 1996 عاد الى كردستان.

دوغلاس لايتون

هناك تعليقان (2):

  1. دائما و ابدا التبشير الديني يرافق الجيوش و الاسلام لايستثنى من هذه القاعدة

    انجلترا حاولت تفعل مثل ذلك في مصر - و لا اعلم بشأن العراق - و لكن مصر ايام الاحتلال الانجليزي كان بها الكثير من المدارس التبشيرية و كانت تخرج صفوة ابناء المجتمع و لم يؤثر ذلك في ميل المصريين الطبيعي للاسلام و حرصهم عليه و ذلك بسبب وجود الكتاتيب -دور تحفيظ القرآن -التي كانت منتشرة في كل قرية و بداخل كل مسجد تقريبا و معظم المصريين حتى وقت قريب كانوا يحرصون على الحاق ابنائهم بها في مرحلة ما قبل المدرسة لحفظ القرآن و تعلم اللغة العربية و هو ما حافظ على الاسلام و اللغة العربية في مصر برغم اكثر من 70 سنةاحتلال
    لا نخشى على العراق ان شاء الله فهو لطالما كان حصنا من حصون الاسلام

    ردحذف
  2. معلومات اضافية عن دوغلاس لايتون تبين انه يعمل جنباً الى جنب مع الحكومة الكردية، وباعتقادي ان هذا الشئ لن يفاجئ المطلعين على تاريخ عمالة البرزاني لان مسعود البرزاني وعشيرته لهم باع طويل في محاربة الاسلام في كردستان وإعنانة الصهاينة والصليبيين.
    حتى ان الجيش العراقي كان يلقب البرزاني "بسليل الخيانة" لان الخيانة تسيل في دمائه ودماء عشيرته والطلباني كان يسمونه "بدليل الخيانة" لانه كان يدل الايرانيين على مواقع الجيش العراقي.

    Kurdistan Development Corporation (KDC)
    The Kurdistan Development Corporation (KDC), "a partnership with the Kurdish Regional Government (KRG), is an investment holdings and trading company with offices in London, Berlin and Erbil, Kurdistan," its website states.
    "The KDC Board is complemented by a Committee established by the Office of the Prime Minister, H.E. Nechirvan Barzani."
    Ms Bayan Sami Abdul Rahman, Non-Executive Chairman
    Tom Hardie-Forsyth, Non-Executive Director
    Christopher Hope, Executive Director
    Siggy Martsch, Director KDC Germany
    Douglas Layton, Director KDC Erbil
    Douglas Mellor, Executive Director
    Nicholas Somerville, Executive Director
    http://www.sourcewatch.org/index.php?title=Kurdistan_Development_Corporation

    بيان سامي عبد الرحمن ، هي بنت سامي عبد الرحمن عضو المكتب السياسي لحزب البرزاني والذي قتل في انفجار مقر الحزب في اربيل سنة 2004
    Ms Bayan Sami Abdul Rahman is the Kurdish Regional Government High Representative to the UK and Chairman of the Kurdistan Development Corporation (KDC).
    http://www.krg.org/articles/print.asp?anr=2317&lngnr=12&rnr=95

    Douglas Layton owner and director of The Other Iraq Tours
    Douglas Layton, from the United States, moved to Kurdistan in the early 1990s. He is the owner and director of The Other Iraq Tours, which organizes trips for business and political delegations.
    He says his organization has lobbied to have the US travel warning changed.
    "We think it is a very unjust warning, and we have made that point to a number of politicians," he said. "It was made to Vice President Dick Cheney when he visited here."
    http://www.theotheriraqtours.com
    http://www.krg.org/articles/detail.asp?rnr=73&lngnr=12&smap=02010200&anr=24804

    Kurdistan Development Corporation Opens Office In Germany
    London, Monday 18 July 2005
    Douglas Layton, Director of KDC Erbil said: “This is a logical step for KDC. Several large German corporations are looking closely at Kurdistan as the stable commercial gateway to Iraq. Germany has one of the largest Kurdish disapora, many of whom are successful businessmen looking to reinvest in their homeland.”
    http://www.krg.org/articles/detail.asp?lngnr=12&smap=&rnr=95&anr=4689

    KDC Signs Deal With GM Distributers MAC Iraq
    Kurdistan Development Corporation (KDC) has signed an agreement with Al Mansour Iraqi Automotive Company (MAC) Iraq, distributors of General Motors Chevrolet passenger cars and trucks.
    The deal was signed earlier this month in Erbil, the capital of the Kurdistan Region in Iraq.
    Douglas Layton, Director, KDC Erbil said: "This agreement symbolises the long-term commitment by MAC Iraq to supply, develop and service the automotive market in Kurdistan. KDC is excited to be a part of this key agreement which will encourage investors from other industries to take a look at the vast opportunities in Kurdistan. The Kurdistan region in Iraq is the commercial gateway to the rest of the country."
    http://www.mathaba.net/news/?x=387316

    ردحذف