"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

10‏/7‏/2010

مشكلة لورين انها ثرثارة اكثر من اللازم ! وهذا مانحبه فيها ! - 2

الجزء الأول من ثرثرة لورين
ترجمة عشتار العراقية



بعد وقت قصير وصلنا الى مقر توريس (الصورةاعلاه) وهي الشركة التي استأجرت من الباطن شركة تي جي فاكت التي وظفتني للتعليم في بغداد. على اية حال سيكون هذا المقر سكنا لنا على مدى ثمانية اسابيع القادمة اثناء تعليمنا مسؤولين عراقيين من مكتب نائب رئيس الوزراء.
العيش والعمل في هذا المقر هو شيء بين السجن والمعسكر الصيفي. انه اشبه بالسجن لان المقر صغير جدا جدا وليس هناك مكان للاختباء فيه. . حسنا ماعدا تحت سكن متنقل (تريلة) ربما . ولكن الحراس الاوغنديين الاثنين او الثلاثة على مدى 24 ساعة سوف يعرقلون الهرب بالتأكيد. الزوار يخضعون للمراقبة بشدة وبعضنا (فقط ثلاثتنا ) ممن ليس لديهم هويات المنطقة الخضراء لا يستطيعون الذهاب الى اي مكان بدون مرافقة. ولكن ايضا تشبه حياتنا هنا المعسكر الصيفي حيث نأكل مع بعض ونلعب مع بعض وننام مجاورين لبعضنا البعض والاهم من كل ذلك نشاهد كأس العالم 2010 معا.
وكما جمعتني هذه الرياضة المفضلة لدي منذ طفولتي مع غرباء في عمان ، فقد ساعدتني هنا للتواصل مع اغلبية الموجوةدين هنا ومعظمهم طبعا رجال. امريكان من اصل عراقي، اكراد، اشوريين. كلهم اكبر مني سنا ويعملون لدى شركة توريس مترجمين وعناصر امن او لديهم وظائف اخرى في السفارة . ثم هناك الحراس الاوغنديين . وبعض الرجال من البيض هم المديرون الامريكان للشركة رغم ان العديد منهم طرد في الاسبوع الماضي في يوم غريب (سوف اصف ذلك فيما بعد) .
العديد من طلابي في صفوف المبتدئين هم عساكر برتب عالية في الجيش العراقي وكان واجبهم حماية نائب رئيس الوزراء. احد هؤلاء الطلاب هو المقدم محمود المسؤول عن الفصيل الخامس وآخرون في نفس الصف كانوا جنودا في فصيله. مسألة رسمية جدا


في الاسبوع الماضي دعاني المقدم محمود مع ليزا ومرافقتنا غير الرسمية (مريم) لحضور عشاء اقيم على شرف ضابط بحري امريكي كان يعمل معهم حوالي سنة ثم انهى مهمته في العراق وسيعود الى هاواي هذا الاسبوع.
بعد أن نصحتنا مريم ان نرتدي بنطولات وليس ملابس سهرة لأن المدعوين رجال عسكريون عراقيون ، جاء طالب آخر هو نصير لنقلنا بالسيارة. قاد السيارة لمدة دقيقة ونصف وتوقف امام مقر آخر كان يجلس خارجه العديد من العساكر الامريكان والعراقيين. بعد مجاملات التقديم وجهنا للدخول الى المبنى والى غرفة الطعام. لم يكن المقدم صاحب الدعوة قد وصل فهو في مأمورية استقبال ومرافقة نائب رئيس الوزراء لدى وصوله الى المطار من الخارج.
بعد فترة جاء تلميذنا (الكلب الكبيرbig dog) (كما تسميه لورين) ودعانا الى مكتبه المجاور لغرفة الطعام وكان المكتب مزين بعلم عراقي كبير وكثير من صور نائب رئيس الوزراء . وكان المكتب الذي يجلس عليه ضخما. وقف ورحب بنا بخطاب قصير ترجمه احد ضباطه.

يلاحظ في مكتب المقدم محمود (وفي الصورة المقدم واقفا وليزا جالسة وشخص غير معرف)

بعد فترة رجعنا الى مائدة العشاء حيث وضع عليها الكباب والخبز وسمك طازج والصودا والمياه . وقد وضعت امامنا ادوات المائدة ولكن قيل لنا ان العراقيين يأكلون هذا الطعام بأيديهم (مثل البدو) حين يكونون في بغداد..

داخل السفارة الأمريكية في بغداد

السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء هي المكان الوحيد الذي اقضي فيه اكثر اوقاتي خارج مقر شركة تويس. عدة ايام في الاسبوع اذهب الى السفارة في مجموعة صغيرة مع مدرسة اخرى وموظفي توريس لاستخدام جيم السفارة او الذهاب احيانا الى النادي/ البار الامريكي في عطل آخر الاسبوع.
للدخول الى السفارة ينبغي ان يكون لدينا اما بطاقة (CAC) او بادج السفارة . ولم يكن لدينا نحن المدرسات الثلاث ايا من هذين . ولهذا من اجل مغادرة مقر الشركة علينا ان نحنل جوازات سفرنا او رخص قيادة السيارة كنوع من الهوية . وهذا ك ان يشكل مشكلة باعتبار ان اي مواطن امريكي هنا يحصل على بطاقة CAC او بادج يعرفهم كمواطنين امريكان و موظفين يعملون في المنطقة الخضراء.وهكذا حين نذهب الى السفارة فينبغي ان يكون بصحبتنا مرافق لديه بادج مرافق ومثل هذا الشخص يكون قد نال رخصة امنية من وزارة الخارجية الامريكية .
ولكن عملية ذهابنا الى السفارة تتم على النسق التالي:
تقريبا كل يوم ، مريم وهي الامريكية العراقية التي تجالسنا (تسميها babysitter جليسة اطفال) تقنع دياري وهو مرافقنا ان يأخذنا الى الجيم في السفارة. وتنجح عادة في اقناعه. ثم تخبرني و(جيد) ان نستعد. ثم يطلب من احد السواق ان يأخذنا الى السفارة . في الطريق نترك اجهزة الهواتف النقالة والآي بود واي جهاز الكتروني آخر مع دياري ، حيث ان الزوار غير مسموح لهم بحمل هذه الاجهزة عند الدخول الى ارض السفارة. وهذا هو السبب ان وصفي للسفارة في هذا الموضوع بدون صور.
التوقف عند نقطة التفتيش ودخول مجمع السفارة يكون دائما مثيرا للدهشة في المرة الاولى .قبل الوصول قيل لي ان السفارة هنا هي الاكبر في العالم فهي على ارض مساحتها 104 هكتار مربع. انها هائلة الى درجة مخيفة. تحيطها جدران كونكريت على قمتها اسلاك شائكة ., وهناك العديد من نقاط الحراسة ومئات من الحراس المسلحين.. يتركنا السائق عند احدى البوابات ونمشي بقية الطريق الى بوابة الدخول.خارج الباب على دياري ان يترك بادج المرافقة تحت سكانر ويبلغ الحارس الموجود خارجا (وعادة يكون كولومبي الجنسية) بان معه ثلاث زوار لمرافقته.يدخلوننا اثنين اثنين. نسلمهم (المزيد من الكولومبيين وقليل من العراقيين) بطاقات هوياتنا ونستلم بادجات الزيارة بعد ان نجتاز الكاشف المعدني. دياري يستطيع ان يدخل بدون هذه التعقيادات الامنية بسبب البادج الذي يحمله كما يستطيع ادخال اجهزة الكترونية.
في طريقنا الى الجيم نجتاز التريلة التي يعيش فيها الحراس وكلاب الحراسة . نمر بمساحة كبيرة من الارض تمتليء بسيارات الدفع الرباعي التي تملكها الحكومة والتي لا تستخدم كثيرا. ونمر بالشقق التي يسكنها موظفو السفارة وهي تشبه المساكن الداخلية في الجامعات ونجتاز العديد من ملاعب التنس. ثم نصل الى سلسلة من عدة مبان يتوسطها الجيم. الجيم واسع المساحة ويقسم الى قسمين : القسم الاول بآلات الجهد والاوزان والقسم الآخر ملعب كرة سلة . هناك شاشات تلفزيون على الجدران لعرض الاخبار والبرامج الرياضية واحيانا رسائل عسكرية تدعو الموظفين الى عدم التحرش بالنساء اللواتي يعملن معهم.
في بعض المناسبات كنا نستخدم مطعم السفارة لتناول الغداء بعد التمارين الرياضية . المطعم هنا تغيير هائل عن الوجبات الثابتة التي نتناولها في مقر الشركة . المدخل مليء بالاحواض وحاملات الصابون السائل والعديد من اللافتات التي تدعو رواد المطعم الى غسل اياديهم قبل الدخول. هناك كاونتر عليه علك وقطع شكولولاتة مجانية.
بعد ذلك تبتديء المتعة. هناك حوالي عدة مئات من الموظفين وعلى الاقل 60 نوع من وجبات الطعام الساخنة والباردة. وهناك خيارات للجميع. وعادة يتواجد في المطعم على الاقل 500 من الناس، وهناك مكان يكفي الجميع. تجدون كل انواع اللحم والخضروات والخبز والجبن ، هناك قسم للافطار (وهو مفتوح طوال اليوم) يقدم انواع الاومليت والبانكيك . وفي المطعم ثلاجات كبيرة مليئة بالماء وعلب العصائر وكل انواع مشروبات الصودا.
ثم هناك الحلويات ، ثلاث الى اربع نكهات من باسكن وروبنز وانواع الايس كريم ، و7-8 انواع من الكيك والفطائر وانواع مختلفة من المخبوزات. هل ذكرت لكم ان كل ذلك يقدم مجانا؟


الشيء الوحيد الذي لابد من شرائه في السفارة هي المشروبات الروحية في البار الامريكي الذي يفتح في ليالي الخميس والجمع. اثاث البار يبدو من النوع الفاخر غالي الثمن وهناك ساحة للرقص تعلوها الاضواء الخافتة الملونة والاغاني التي تعزف هي شرقية وافريقية ، ويتعارف الرجال والنساء على ساحة الرقص . وينبغي شراء بطاقات الشرب مع كل مشروب تطلبه.
هل ذكرت لكم ان هناك ماكنة لصنع الذرة الشامية وتوزيعها لمن يرغب مجانا.


يمكنك متابعة ثرثرة لورين في مدونتها هنا.

متابعة: تم حذف مدونة لورين  المسماة Laurendoesbaghdad بعد ترجمة هذه الصفحات منها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق