هل انتهت أيام مجرم الحرب هذا ؟

مجرم الحرب ستانلي ماك كريستال الذي كان قائدا عاما للقوات الأمريكية الخاصة التي عاثت فسادا واجراما في العراق ثم نقل ليكون قائدا عاما في أفغانستان، ليستمر في الجرائم التي يتقنها ، يبدو انه وقع في مستنقع غروره وغبائه أخيرا حيث ارتكب ما وصفها وزير الدفاع الامريكية روبرت غيتس بأنها "غلطة كبيرة" وقال ان من شأن هذه الغلطة ان "تلهينا" عن قتال الارهاب في افغانستان والعالم. وقد استدعى البيت الأبيض الجنرال الغلطان من أجل توضيح موقفه أمام أوباما وكبار مسؤولي البنتاغون. ويقال انه قضى هذا اليوم يتصل بهواتف كبار المسؤولين في الجيش والبنتاغون للاعتذار منهم، في انتظار مقابلته في البيت الأبيض.

في غار عشتار نتتبع أثر مجرمي الحروب الذين دمروا العراق وقد تناولنا سيرة ماك كريستال هنا وهنا وهنا .

شنو القصة من أولها ؟

كابول (رويترز) - قال مسؤولون بالجيش الامريكي يوم الثلاثاء إن البيت الابيض استدعى أكبر ضابط أمريكي في أفغانستان الى واشنطن ليقدم تفسيرا لتصريحات مثيرة للجدل انتقدت ادارة الرئيس باراك اوباما.

يأتي هذا الاجراء بعد يوم واحد من اعتذار الجنرال ستانلي مكريستال قائد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان عن التصريحات التي أدلى بها مساعدوه ووجهوا خلالها اهانات لبعض مستشاري اوباما في مقال تنشره مجلة رولينج ستون يوم الجمعة.

وألقت التصريحات بشكوك على التزام واشنطن بتنفيذ استراتيجية جديدة في افغانستان ينسب الفضل فيها الى مكريستال وتشمل زيادة عدد القوات للتعامل مع تمرد طالبان الذي بلغ أوجه في الحرب المستمرة منذ تسع سنوات.

وفي وقت لاحق قال مسؤولون في وزارة الدفاع الامريكية ان دانكان بوثبي المستشار المقرب من مكريستال والذي سافر معه مرارا قد استقال بعد الاعلان عن المقالة. وبوثبي مساعد اعلامي رفيع لمكريستال.

ويصور مقال رولينج ستون المقرر نشره يوم الجمعة انقساما بين الجيش الامريكي ومستشاري اوباما في توقيت بالغ الحساسية للبنتاجون في مواجهة انتقاد لاستراتيجيته بشأن تغيير دفة الحرب.

ومع اوامر اوباما ببدء سحب القوات من العام القادم فان الشكوك مستمرة بشأن قدرة القوات الافغانية على التعامل مع التمرد بدلا من تلك القوات فيما يقدم الرئيس الافغاني حامد كرزاي مفاتحات سلام الى طالبان.

وقال قصر الرئاسة يوم الثلاثاء ان اسماء مسؤولي طالبان التي وردت في القائمة السوداء لطالبان ستلغى تدريجيا ماداموا لم يقوموا باي اتصال بالقاعدة أو أي جماعات ارهابية اخرى.

ويزور دبلوماسيون كبار من مجلس الامن التابع للامم المتحدة المؤلف من 15 عضوا العاصمة الافغانية يوم الثلاثاء في اعقاب نداء لمراجعة الاسماء التي وردت في قائمة العقوبات في مؤتمر سلام بكابول في وقت سابق من الشهر الحالي.

وظهر مزيد من عدم التناغم في الاسلوب الغربي تجاه افغانستان بالاعلان الذي صدر يوم الاثنين بأن مبعوث بريطانيا الى البلاد السير شيرارد كوبر- كول سيأخذ عطلة طويلة في الوقت الذي وصلت فيه الحرب الى مرحلة حاسمة.

وقالت صحيفة الجارديان انه اختلف في الاشهر الاخيرة مع مسؤولين كبار من الولايات المتحدة وحلف الاطلسي بشأن اصراره على ان الجهود العسكرية لمواجهة التمرد في افغانستان يجب ان تستند الى محادثات مع مقاتلي طالبان.

وقال متحدث باسم طالبان ان استدعاء مكريستال يمثل علامة اخرى "على بدء الهزيمة" السياسية لسياسات الولايات المتحدة في افغانستان.

وقال متحدث يوم الثلاثاء الاميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الامريكية عبر عن "احباطه الشديد" في مكالمة هاتفية الى مكريستال.

وتولى مكريستال قيادة كل القوات الامريكية وقوات حلف الاطلسي في افغانستان في عام 2009 بعد عزل سلفه الجنرال ديفيد مكيرنان بسبب ما فسره معظم الخبراء على ان واشنطن بدأ ينفد صبرها ازاء التكتيكات التقليدية لقمع العنف المتصاعد.

وقال مكريستال في بيان يوم الاثنين "أقدم خالص اعتذاري عما حدث. كان خطأ يعكس سوء تقدير وما كان يجب ان يحدث."

ونقلت مجلة رولينج ستون عن مساعد لاوباما وهو يصف "مشاعر الاحباط" التي مني بها مكريستال اثناء اول اجتماع له مع الرئيس الامريكي في العام الماضي. ونقلت المجلة عن عدة مساعدين دون ان تفصح عن هوياتهم.

كما وصف أحد المساعدين مستشار البيت الابيض لشؤون الامن القومي جيم جونز وهو جنرال متقاعد بأنه "مهرج".

ونقل ايضا عن مكريستال قوله انه شعر انه "تعرض لخيانة" من خلال تسريب برقية سرية من السفير الامريكي لدى افغانستان كارل ايكينبري في العام الماضي.

وأثارت البرقية الشكوك بشأن ارسال مزيد من القوات لتأمين الحكومة الافغانية التي تفتقر بالفعل للمصداقية.
++