"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

19‏/4‏/2010

رسالة اعتذار للشعب العراقي من جنديين من الفرقة القاتلة

ترجمة وتعليق عشتار العراقية

اثنان من الجنود الأمريكان في العراق احدهما ظهر في فيلم قتل العراقيين الذي سرب مؤخرا
Collateral Murder نشرا رسالة مفتوحة الى اهالي الضحايا والى الشعب العراقي للصفح عنهما وأفردا صفحة خاصة للرسالة طالبين من بقية الجنود المناهضين لهذه الحرب اضافة توقيعاتهم.

اترجم لكم الرسالة ، واعتقد أن أهم مافيها ليس طلب الغفران وأنما اعتراف الجنود بأن مثل هذه الجريمة هي مسألة عادية يومية في العراق.

الرسالة اثارت ردود أفعال بين ساخرة وغاضبة ومتعاطفة فمن قائل : ماذا ينفع الندم الآن ؟ وماذا يفعل أهالي الضحايا باعتذاركما ؟ ومن قائل هذه خطة جيدة تفتح الطريق للمساءلة ، وكان من أفضل رد الأفعال تعليق أحدهم وهو يسائل الجنديين : لماذا الآن ؟ لماذا صمتا عدة سنوات على الجريمة ولم يتكلما الا بعد أن تسرب الفيديو؟

ومع أهمية هذا السؤال ولكني أرى أن النطق المتأخر بعد صمت طويل أفضل من الصمت الأبدي على الجرائم ، وكل شيء يأتي بميعاده. ألا يمكن ان يكون هما من سربا الشريط وان تحركهما الآن هو لتعزيز الشريط ؟ ألا يمكن أن يكون ضميرهما قد صحا بعد أن رأيا وسمعا ردود أفعال الناس في كل مكان على فظاعة الشريط ؟ وفي رأيي اننا ينبغي أن نرحب بندم الجنود، ولسنا مضطرين للصفح عنهم ، هذا يضاف الى حركة مناهضة الأحتلال داخل امريكا نفسها.

ولو انضم اليهم آخرون (وقع على العريضة اكثر من ألف حتى الآن) لأصبحت لدينا حركة تمرد جيدة داخل صفوف الجيش الأمريكي.


الجنديان هما ايثان ماكورد وجوش ستيبر . وكلاهما كانا في العراق مع فصيل برافو 1-16 في عام 2007.

ايثان (الصورة الى اليمين ) كان مع الدورية التي جاءت الى موقع الجريمة ، هو الذي ترونه في لقطة من الفيلم وهو يحمل الطفلين اللذين اصيبا في السيارة ويقول في الرسالة " حين رأيت الطفلين كل ما كان في ذهني هو صورة اطفالي في الوطن" وقد قدم طلبا في حينها للعلاج النفسي بسبب الجريمة ولكن ضابطه رفض الطلب.

أما جوش ستيبر فلم يكن في موقع الجريمة ولكنه يقول انه رأى وقائع مماثلة تحدث خلال خدمته لمدة 14 شهرا "الأفعال التي يصورها الفيلم هي وقائع تحدث كل يوم في هذه الحرب". ويطلب الجنديان في رسالتهما من العراقيين ان يقولوا لهما ما ذا يمكن فعله من اجل التعويض عن الجرائم التي شاركا فيها .

++

رسالة مفتوحة للمصالحة ولإقرار المسؤولية للشعب العراقي من افراد حاليين وسابقين في الجيش الأمريكي

السلام عليكم

الى كل الذين أصيبوا او فقدوا أحباءهم خلال تموز 2007 في اطلاق النار في بغداد كما ظهر في فيلم ويكيليكس "جريمة ثانوية" Collateral Murder


نكتب لكم ، ولعائلاتكم ، ولمجتمعكم ، مع الادراك بأن كلماتنا وأفعالنا لن تعيد من فقدتموهم. نحن جنديين احتلا حيكم لمدة 14 شهرا.

ايثان ماكورد سحب ابنتكم وابنكم من السيارة الفان، وفي اثناء ذلك تراأى له وجهي طفليه في الوطن. جوش ستيبر كان يتبع نفس الفصيل ولكنه لم يكن هناك في ذلك اليوم ، رغم انه شارك في التسبب في آلامكم وآلام مجتمعكم في كثير من المناسبات الأخرى.

لا سبيل لارجاع من فُقد. ما نسعى اليه هو التعلم من أخطائنا وفعل اي شيء لابلاغ الاخرين بتجاربنا وكيف ان شعب الولايات المتحدة يحتاج الى ادراك ماذا فعلناه ومانفعله لكم ولشعبكم . اننا نسألكم بتواضع عما يمكنه ان نفعله للبدء بإصلاح الضرر الذي تسببنا فيه.

لقد كنا نروي لكل من يستمع الينا ، لإعلامهم بأن ما عرض في فيديو وكيليكس هو بداية نشر المعاناة التي خلقناها. ونحن نعلم من تجاربنا ومن تجارب الجنود القدماء الآخرين الذين تحدثنا اليهم ، أن الأفعال التي عرضها هذا الفيديو هي وقائع يومية في هذه الحرب: هذه هي طبيعة الحروب التي تقودها الولايات المتحدة في هذه المنطقة.

إننا نعترف بدورنا في الوفيات والاصابات التي طالت احباءكم ونحن نروي للأمريكيين بما تدربنا على فعله و مانفذناه باسم (الرب والوطن) .

الجندي في الفيلم يقول بان الزوج لم يكن عليه ان يجلب أطفاله الى المعركة ، ولكننا الان نعترف بمسؤوليتنا بجلب المعركة الى احيائكم والى عوائلكم. لقد فعلنا بكم ما لانحب ان يفعله أحد بنا.


يتزايد عدد الأمريكيين يوما بعد يوم في الاعتراف بمسؤولية ماتم فعله باسمنا. ورغم اننا تصرفنا بدم بارد في مناسبات كثيرة جدا ، ولكننا لم ننس أبدا أفعالنا تجاهكم. وقلوبنا الحزينة مازال فيها بعض الأمل بأننا نستطيع ان نستعيد في بلادنا الإعتراف بانسانيتكم التي تعلمنا ان ننكرها.

قد تتجاهلكم حكومتنا ، فهي معنية فقط بصورتها أمام الرأي العام. وقد تجاهلت ايضا الكثير من قدامى المحاربين الذين عادوا مصابين جسديا ونفسيا لما رأوه وفعلوه في بلادكم. ولكن آن الأوان منذ فترة طويلة لنقول ان قيم قادة بلادنا لم تعد تمثلنا. قد يقول وزير دفاعنا بان الولايات المتحدة لن تفقد سمعتها بسبب هذا الفيديو، ولكننا نقف ونقول ان اهمية سمعتنا تتلاشى بالمقارنة مع انسانيتنا المشتركة.

لقد ناشدنا رفاقنا الجنود القدامى والحاليين وكذلك المدنيين من الأمريكيين سواء في الولايات المتحدة او خارجها التوقيع تضامنا مع هذه الرسالة ، ولنقدم أسماءهم شاهدا على انسانيتنا المشتركة ، ولننأى بأنفسنا من السياسات المدمرة لقادة بلادنا ولنمد ايادينا اليكم .

ومع كل هذا الألم ، فإنه من الكثير أن نطلب صداقتكم . نرجوكم اقبلوا اعتذارنا ، وألمنا، واهتمامنا، والتزامنا بالتغير جذريا. اننا نفعل ما نستطيعه بالتحدث ضد الحروب والسياسات العسكرية المسؤولة لما حدث لكم ولأحبائكم. قلوبنا مفتوحة لسماع مقترحاتكم بشأن اي خطوات ينبغي علينا القيام بها لمساعدتكم لتحمل آلامكم التي تسببنا فيها.

جون ستيبر ، جندي اختصاص سابق، الجيش الأمريكي
ايثان ماكورد ، جندي اختصاص سابق ، الجيش الأمريكي

++

في البحث عن معلومات أكثر على الانترنيت تبين أن جوش ستيبر (الصورة الى اليمين ) خدم لمدة 3 سنوات في العراق ولكنه ترك الجيش في 2007 لأسباب تتعلق بمعارضة أخلاقية للحرب . ويقول في حديث تلفزيوني له أن التدريب كان يتضمن الحط من شأن (الشعب العدو) وتصويرهم بأنهم أقل من البشر . وأن الانشودة التي ينشدها الجنود وهم في سياق التدريب تحضهم على قتل النساء والأطفال فهي تقول :

I went down to the market where all the women shop
I took out my machete and I began to chop

I went down to the park where all the children play

I pulled out my machine gun and I began to spray


هناك 4 تعليقات:

  1. نعم لابد من الثناء على اعتذار هؤلاء الجنديين لاهالي الضحايا رغم انهامتاخره. والمهم هو الاعتراف بالخطا فالاعتراف خير من التستر. فعندما يعترف الجنديان باغلاطهما والحكومه الاميركيه تتستر بل وتطعن بصحه هذا الفديوانما هي بدايه النهايه للغطرسه الامريكيه ولو فيما بعد

    ردحذف
  2. i still have a metal piece in my body because of what those inhuman did to us, if they really want to rest in peace and give back our rights, they should do what ALLAH said in his book, the penalty is death, and this is what i will ask for at the judgment day.

    ردحذف
  3. عزيزي غير معرف الذي مازال في جسده شظية معدنية.

    ينبغي ان تحتفظ بهذه الرسالة (الاعتراف) بأصلها الإنجليزي وترجمتها العربية وتوثق رابطها الأصلي، ليوم القصاص. فلا بد ان يأتي يوم نطالب فيه بحقوقنا جميعا وهذا الاعتراف ينفع دليلا في أية محكمة عادلة. كما يمكن في حينها مطالبة الجنديين المعترفين والنادمين بالشهادة في محكمة الشعب القادمة.

    ردحذف
  4. اذا كنا سنسامح الجنديين لان ندمهما حقيقي ولانهما خدعا بحقيقة نوايا حكومتهما لايمكن ابدا ان نسامح النظام الامريكي الذي ارتكب ابشع الجرائم بحق الشعب العراقي وادعو الله ان اعيش حتى ارى اليوم الذي ستصب السماء جام غضبها على امريكا فتنتقم لنا وهو يوم قريب ان شاء الله

    ردحذف