"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

23‏/3‏/2010

جنود للإيجار .. من المسؤول عنهم ؟


إيريك مارغوليس يكتب اليوم في الموضوع الذي كتبت فيه 3 أجزاء حول صناعة الإرهاب الأمريكية وهو يقدم إضافات مهمة لبحثي لم انتبه لها وسوف أشير اليها في هامش المقالة.

عن الخليج تايمز- ترجمة عشتار العراقية

انفجرت فضيحة مثيرة في واشنطن حول استخدام المرتزقة (بالاصطلاح الامريكي المقاولون الأهليون) ، وقد كشفت الفضيحة الجانب الأسود من حروب امريكا الخارجية . وهو أن البنتاغون ووكالات المخابرات الامريكية الاخرى وضعت في ميادين أفغانستان وباكستان والعراق مرتزقة لاغتيال مقاومين محليين.

القانون الامريكي يحظر القتل والاغتيال او استخدام مرتزقة. ولكن كما قال القاضي الروماني شيشرون "القوانين تصمت في زمن الحرب".

اقام مسؤول سابق في البنتاغون متخصص في العمليات السرية ، وهو مايك فورلونغ شركة لاستخدامها كغطاء تحت اسم (مشاريع الاعلام الدولية ) لتوفير الجيش الأمريكي ب"معلومات ثقافية" حول عشائر البشتون الافغانية . وهناك جهازان غامضان في البنتاغون باسم "مجموعة الهندسة الثقافية" في فلوريدا و"برنامج تقنيات مكافحة ارهاب المخدرات" في فرجينيا ، هما اللذان يمولان فورلونغ بمبلغ 24.6 مليون دولار. وقد استأجر فورلونغ حفنة من ضباط القواتالخاصة السابقين وانواع اخرى من البلطجية. وكانت مهمة الرامبوات المستأجرين هؤلاء الحقيقية هي اغتيال زعماء البشتون في باكستان وافغانستان واستهداف المجمعات القبلية بضربات طائرات امريكية بدون طيار. مرحبا بكم في النسخة الحديثة من القتلة للايجار في "شركات القتل" بعصابات المافيا .

ومما يزيد الطين بلة في هذه المؤامرة ، هو تورط عناصر السي آي أي المتقاعدين بضمنهم المختال ديوي كلاريدج الذي اتذكره من الحرب الافغانية في الثمانينيات. فأي مكان آخر - غير هنا - تجدون فيه صيادي الجوائز المتعطشين للتربح من أموال البنتاغون. ولست متأكدا اذا كانت شركة فورلونغ للقتل قد توفر لديها الوقت للعمل الفعلي، ولكن فضحها تسبب في ضجيج. وحسب الأصول تنصل البنتاغون من دعم فورلونغ وقطع به الحبل في نص البير (التعبير الاخير من عندي) . انه الان يخضع لتحقيق جنائي. وهذا يذكرنا بقصة عنصر السي آي أي السابق ادوين ولسون الذي تتبعت قضيته المرعبة . وقد استخدمته السي آي أي (مستقلا) يمكن انكاره عند اللزوم ، (اذا انكشفت لا اعرفك ولا تعرفني- عشتار) في توفير السلاح والمتفجرات في ليبيا وانجولا في الثمانيات. وحين انكشفت المؤامرة ، اختطفت عناصر أمريكية ولسون ودفنته حيا في سجن فدرالي لمدة 27 سنة .

وتأتي فضيحة فورلونغ في وقت يتزايد فيه الانتقاد لاستخدام الحكومة الامريكية اكثر من 275 الف مرتزق في العراق وافغانستان وباكستان. والقتلة المستأجرون هؤلاء يعملون بدون محاسبة او اطار قانوني او اشراف. ان الافتقاد للقيادة والسيطرة لهؤلاء الذين يعملون لحساب من يدفع يغضب رجال الجيش التقليديين الذين يكرهون القوات الخاصة الامريكية ويسمون هذه المسدسات المستأجرة (رعاة بقر) .

وهي بالتأكيد ليست الطريقة الصحيحة لكسب قلوب وعقول المسلمين.

شركات خاصة مثل زي (بلاكووتر سابقا) ودايكورب تتمرغ بالأموال وهي تدير جيوش المرتزقة لحساب الولايات المتحدة . وهم الممولون الرئيسيون لأقصى يمين الحزب الجمهوري.

لهذه الجيوش الخاصة والذين يخشون على الحريات يصفون هؤلاء بانهم (القمصان البنية) تذكيرا بالجيش الخاص الملحق بالحزب النازي في اواخر العشرينيات من القرن الماضي.

ومن المدهش ان القوات الخاصة الامريكية في افغانستان وباكستان لم يكن لها حتى هذا الشهر قائدا اعلى يحكمها ، وقد عين الان الجنرال ستانلي مك كريستال. وكانوا قبله تحت قيادة خصمه الجنرال ديفد بترايوس رئيس القيادة المركزية في تامبا بفلوريدا.

ومما تسبب في غضب البنتاغون ، ان السي آي أي تدير وحداتها القاتلة وعمليات اغتيالات بالطيارات بدون طيار والتي 90% من ضحاياها هم مدنيون ، حسب التحقيقات الاعلامية الباكستانية . وهذه الوحدات من القتلة لا يحضعون في الاشراف الا لمقر قيادة السي آي أي في لانجلي ، والقيادة هنا لا تكلم البنتاغون. وحكومة الباكستان الضعيفة لا تحاط علما مسبقا بضربات الطيارات والاغتيالات على ارضها. فكم من 15 جهاز مخابرات امريكي اخر وكم من قوات الناتو يديرون جيوشهم الخاصة غير الشرعية ؟ إن المرتزقة الامريكان مسؤولون عن تصاعد عدد وفيات المدنيين . ولن يمضي وقت طويل حتى يبدأ رعاة البقر هؤلاء في استهداف بعضهم البعض. وتقول مصادر موثوقة في باكستان ان مرتزقة الامريكان يقومون بتفجيرات في افغانستان في محاول لإثارة غضب شعبي ضد المقاتلين الاسلاميين او القبليين ، ولجر الجيش الباكستاني للغوص في عمق المستنقع.

تصف واشنطن مقاتلي القاعدة وطالبان بأنهم "مقاتلون غير شرعيين " وبهذا لا يستحقون تطبيق القانون او معاهدات جنيف لحمايتهم كأسرى حرب، وتقول واشنطن ان تعذيب او قتل مثل هؤلاء (الارهابيين) جائز وشرعي. اذن ماذا عن كل الرامبوات الامريكان المرتزقة الذين لا يرتدون زيا عسكريا ويقتلون حسب الرغبة وليس هناك اشراف شرعي عليهم وكما رأينا في حالة العراق، ينجون بجرائمهم من العقاب؟
* ايريك مارغوليس : صحفي امريكي حربي سابق معني بقضايا الشرق الاوسط واسيا منذ عشرين عاما تقريبا.

++

على هامش المقالة : المعلومات المفيدة

1- أن الشركة التي (استعان) بها فورلونغ باسم (مشاريع الاعلام الدولية) لم تكن سوى شركة اقامها هو كغطاء للعمليات ولقبض الاموال المخصصة للعملية. هذه اضافة على مقالتي عنه لأني لم اكن اعلم هذه الحقيقة.

2- أن استعانة السي آي أي او البنتاغون بأفراد او شركات (اهلية) للقيام بالاعمال القذرة واللاشرعية هو من اجل التنصل منها وانكارها اذا انكشف أمرها. ويمكن اعتبار استنكار البنتاغون الان من قضية فورلونغ انه يأتي في هذا الإطار. وكما قال وزير الدفاع غيتس مؤخرا "ان البنتاغون لايشجع هذه العمليات ، وان كان ليس متأكدا ان فورلونغ قد بدأ بالفعل فيها ." وكأنه يجد لعميله تبرئة من التهمة . ولكن المسألة في منتهى السخافة والاستخفاف بعقول الناس: هل اشتغل الرجل من نفسه ؟ ومن موله ؟ ألم يتمول من الحكومة بشكل تعاقد مع شركة اهلية ؟

3- من المعلومات الجديدة في المقالة ان هذه الشركات القاتلة هي الممول الرئيسي لأقصى اليمين الجمهوري. أنعم وأكرم.

4- من المعلومات المعروفة والتي أكدتها المقالة هي هذه الجفوة والحراب بين السي آي أي وبين البنتاغون. ولا ريب ان كشف فورلونغ وغيره من عناصر تعمل بشكل رئيسي مع السي آي أي يكون عادة من قبل البنتاغون حيث يروح هؤلاء المرتزقة اكباش فداء للحرب المستعرة بين الجهازين.

5- ايضا من المعلومات المعروفة والتي تؤكدها المقالة هي قيام المرتزقة بعمليات التفجيرات في العراق وغيره وإلقاء تبعتها على الاسلاميين او المقاومين (عمليات بيارق مزيفة false flags) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق