"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

12‏/2‏/2010

كهرمانة .. غلطانة !

بقلم: علي السوداني

وهذا أمر دبّر بليل اذ تسلقت فؤوس الحكومة ظهر نصب اللقاء الذي أنجزه النحات الرسام الطبيب علاء بشير بكرخ بغداد العباسية وزرعه في خاصرة اربع دروب يلتقي عندها الغادون الرائحون المودعون المهاجرون المهجرون من ديارهم بغير حق .
نزعت الفؤوس ثوب التمثال الحجري فظهرت حشوته وبان معدنه وشيعته البغادة بالحسرات والتفسيرات والـتأويلات كما صنعت من قبل مع أنصاب ابي جعفر المنصور وعبد المحسن السعدون ونصب المقاتل ونصب يحكي قصة قتل ايران لأسرى العراق العزل في ثمانينيات القرن البائد ومثله نصب في مدرسة بلاط الشهداء الذي يحكي قصة صبحية صاروخ ايراني زار مدرسة اطفال ببغداد وقبض ارواح عشرات منهم وآخر لمحمد غني حكمت وآخر لآخر .

الفؤوس لن تهدأ ولن تنام والأخبار تتحدث عن انصاب أخرى مرشحة للتفليش في رصافة بغداد المحتلة وفي كرخها وقد يكون بينها أجمل واعظم واحلى وافخم نصبين في البلد هما نصب الشهيد الذي ابدعه الخلاق اسماعيل فتاح الترك القائم حتى الآن في شارع فلسطين بالرصافة ، وأخوه نصب الجندي المجهول الذي خلقه خالد الرحال بكرخ بغداد وهذان النصبان البديعان سيتم تفليشهما لأن آيات الله نجاد وخامنئي ورفسنجاني ولاريجاني ومتكي سيكون من العسير على أفئدتهم وهواهم ان تضع باقة زهور على اعتابها وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء العراق لأن المشهد المر هنا سيعيد ذاكرتهم الى هزيمة مروعة والى حكاية كأس السم المشهورة . الحكومة خانسة خندريسا ، ومسوغات الهدم ليست جمالية او فنية انما سياسية صرف مستلة من باب الكراهية والدم والثأر الذي لا يراد له ان يغلق .


غدا ستهاجر الفؤوس نفسها بعد ان يقوى عودها بالخديعة وبالكذب وبالتخلف ، الى شط دجلة ام البساتين حيث تمثال الشاعر العباسي ابو نؤاس وسيجرون عليه هذه المرة بعض تحويرات وتبديلات فيقطعوا يده التي حملت كأس نبيذ ورفعته بصحة بغداد ، وعلى مبعدة منه ثمة شهريار ومظلومية شهرزاد ومحرمات ألف ليلة وليلة وستذكرهم الواقعة حتماً وطبعاً بكهرمانة الكرادة وزيتها وجرارها والأربعين حرامياً ، وهذا النصب سيكون حظه حظ عشرة اذ سيكتفي الفوّاسون بتبديل عنوانه الى صورة شعبية مهضومة ومعقولة وسيكون اسمه هذه المرة " كهرمانة غلطانة " اذ لا حرامية ولا مسروقات انما اضغاث حلم كبس وجثم فوق صدر البنت الفائر الفوار .

سيتطور تالياً شغل الفواسين ليشدوا الحزام ويسروا بليل فيحرقوا عزيز علي والملا عبود الكرخي ومعروف عبد الغني الرصافي لأن طقطوقات ومنلوجات واشعار هؤلاء كانت تنبأت من زمان بعيد بما وقع الآن وما سيقع . في دسائس الليل سيتأبط الفواسون حجباً وأدعية وفتاوى معممة ومسيسة ثم ستنتهي القصة كلها بتحريم وتجريم وتكفير شغل النحاتين والمثّالين والرسامين وهذا هو طبع الدكتاتورية الدينية الحديثة التي تسكت اليوم عن منحوتتك وقصتك وقصيدتك واغنيتك ولوحتك ومسرحيتك وموسيقاك ورقصتك ومقهاك وحانتك حتى اذا قوي عودها غداً وطالت اسنانها واظفارها واظلافها ونبتت في الأرض تنطر دورة تاريخية جديدة مدماة ، قامت بسحقك وسحلك واخراسك وقالت لك : اسكت أدبسز

alialsoudani61@hotmail.com

هناك تعليقان (2):

  1. وتر عود يقطعوه..موًال عراقي يخرسوه..ريشه رسام قطعوها..نصب عراقيه دمًروها..اغلضوا عصاكم التي وضعتم في العجله..فلعمري انها من سنكسًر على رؤوسكم.. فوالله لم اسمع بليل طال دهرا..او شربه ماء جففت نهرا..موًالك يا قبانجي سيعزف..و دمع الفرح يا عراق سيذرف..و سنقول رعاع يا بلدي اتوا و ذهبوا..ووالله غيرالخراب عمرهم ما وهبوا..و فؤوسهم كلها كانت من طين..و تماثيلنا ابدا لم تكن من عجين..ماءك ابدا سيبقى رقراق..دمت لنا نقيا طاهرا يا عراق

    ردحذف
  2. (سيتطور تالياً شغل الفواسين ... )
    وما ادرانا ؟ ... ربما سيتطور الفواسين أنفسهم الى جرافات ؟ تمزق قاع ذاكرة العراق عن بِكرة أبيها .... ونلهث بعدها لـ لملمة آخر ما تبقى من خيوط (نسيجنا) !!!!

    عراق

    ردحذف